Sunday, September 24, 2006

هوة لسة ما صفرش؟

هناك وقائع صغيرة تحمل دلالات خطيرة ، وهناك وقائع خطيرة تحمل دلالات مخيفة..لذا أنا أدعوكم في أول أيام الشهر الفضيل لقراءة هذه التدوينة بهدوء أعصاب لتستشعر مدى خطورة موضوعها..

نشرت جريدة المصري اليوم أن عدداً من الجماعات السلفية قررت الصيام أمس السبت ، وكذا بعض وليس كل أفراد جماعة الإخوان المسلمين.. على الرغم من أن مفتي البلاد قال أن رمضان يبدأ اليوم الأحد..

ويقولون بحسب الخبر الذي أترك له رابطاً هنا منعاً للإطالة بأن "جمهور العلماء" قد أفتى بالصيام مع أي بلد إسلامي يشارك الدولة جزءاً من الليل ، وأن «إن لكل بلد ولكل قطر رؤية هلال» هو رأي فردي لا يمثل إلا رأي صاحبه!

أول ملاحظة .. هناك فيما يبدو حالة عنيفة من عدم الثقة بالمؤسسة الدينية الرسمية المصرية حتى في مسألة كمسألة الصيام.. تلك الحالة تسبب فيها نفوذ تلك الجماعات داخل الشارع..وتسببت فيها بالمقابل سلسلة طويلة من الأخطاء والتصرفات الغريبة التي لم تفقِد أنصار الجماعات فقط ، بل وحتى غير المنتمين لأي شلة دينية والعالمانيين ، أي ثقة من أي نوع في تلك المؤسسة.. المخترقة جداً من بعض الشلل الدينية الأخرى!

ثاني ملاحظة .. أنه لم يثر أي نقاش بين كل الاتجاهات الدينية على تلك المسألة الفقهية يبرر أخذ هذا الموقف الغريب الشكل وغير المفهوم وغير المبرر!

ثالث ملاحظة .. هؤلاء أنفسهم هم من يرى - مثل خصومهم التاريخيين الصوفيين- أن ولي الأمر هو "أمير المؤمنين" ولا يجب الخروج عليه.. والمتعارف عليه أن قرار إعلان بدء الشهر الكريم هو حق أصيل لولي الأمر منذ أول رمضان في تاريخ الإسلام في العام الثاني الهجري.. انتظر هؤلاء ألفاً وربعمائة وخمسة وعشرين سنةً - فقط- لـ"يعيدوا النظر" في تلك القاعدة!

رابع ظاهرة وهي المخيفة جداً برأيي.. أَ إلى هذا المدى وصل التعصب الشللي الديني؟ أَ إلى هذا الحد دخلت البيروقراطية في الدين بهذا الشكل الفج والكريه؟

ففي أي شلة دينية أياً كان نوعها واتجاهها لا يصوم الأتباع إلا بإذن رأس الشلة ، ولا يترشحون في الانتخابات إلا بعد الرجوع لرأس الشلة ، رغم أن تلك الشلل ليست حزباً سياسياً وكلها تتباهى بأن من السياسة ترك السياسة .. وطبعاً لا تصويت في تلك الانتخابات إلا في الاتجاه الذي يراه رأس الشلة .. ثم ينتقد هؤلاء - في تناحة وبلادة مذهلتين- الكنيسة الكاثوليكية في العصور المظلمة متهمين إياها بالتسلط على حياة الناس ، ثم يتحسر بعضهم في تناحة وبلادة لا تقل إذهالاً على أن المسلمين ليس لهم زعيم ديني يوحد كلمتهم ويسيرون حسب كلمته!

وبما أنني وأنكم من غير المشجعين لتلك الفرق المشاركة في الدوري الديني المزعوم .. فمن الذي سننتظر صفارته كما انتظرها من قبل لصوص عصابة قصة علي بابا والأربعين حرامي؟

ولا حول ولا قوة إلا بالله .. وربنا يهدي الجميع ويعدي الشهر على خير..

Friday, September 22, 2006

هلال رمضان : الشخشيخة ولا اليويو؟

اليوم رؤية هلال رمضان ، كل عام أنتم بخير ، ساعات وندخل شهر رمضان "المسلي" - المعظم سابقاً .. والذي جعل هذا الشهر "مسلياً" للغاية هو تقاليعنا السخيفة التي نثقل بها كاهل تلك الأيام المفترجة عاماً بعد عام .. وستحاول "الدين والديناميت" بإذن الله تعالى وعونه تناول ما يتيسر تناوله منها من باب العرض على العقل والاستفهام الذي هو أول طريق المعرفة ..

هذه المرة أتحدث عن الهلال..

في كل عام تختلف الدول الإسلامية في رؤية هلال رمضان ، من أطرف مظاهر الخلاف هذا العام هو أن ليبيا ستصوم غداً السبت ، في الوقت الذي "قد" - هذه السطور كتبت قبل إعلان الرؤية في معظم الدول العربية - يصوم فيه أهالي معظم تلك الدول يوم الأحد القادم ..السبب أن ليبيا* "لا" تعتمد رؤية الهلال كأساس لبدء شهر رمضان.. بل تعتمد ما وصفه مقال في إسلام أون لاين دوت نت للدكتور محمد شوكت عودة "اشتراطات فلكية معينة" لتحديد بدء الشهر ونهايته..

في السعودية .. الرؤية البصرية هي الأساس .. حيث تدعو حكومة المملكة مواطنيها لـ"تحري" رؤية الهلال بصرياً ، ما إن تمكن شخص من رؤيته وشهد بذلك ، فإن الشهر الهجري يبدأ اليوم التالي ، حتى وإن قالت الحسابات الفلكية بغير ذلك..في عام 1984 صام بعض السعوديين أقصر رمضان في التاريخ : 28 يوماً ، ليييييه؟ السبب ببساطة شديدة أن أحد الأشخاص قد رأى كوكبي عطارد والزهرة معاً فاعتقدهما الهلال!

الفقهاء انقسموا لثلاثة أقسام : قسم يقر الحساب الفلكي في النفي والإثبات ولا يقر الرؤية، وقسم يقر الرؤية البصرية في النفي والإثبات ولا يقر الحساب الفلكي، وقسم ثالث يقر الحساب الفلكي في النفي فقط..

دول تأخذ باختلاف المطالع (لكل دولة رؤيتها المستقلة) ، ودول كالأردن تأخذ باتحاد المطالع (إذا ما شوهد في دولة تقتسم جزءاً من الليل مع الأردن مثلاً، فتتبع الأردن رؤية الدولة)..وهذه الأسس قابلة للتغيير والثبات في حالات تقتضيها السياسة!

ليس المقصود من العنوان السخرية من رمضان ، بل مما فعلناه نحن برمضان..منطق الإفيه الشهير ببساطة هو أنك لا تستطيع اختيار الشخشيخة واليويو معاً ، هكذا بدا التناقض والخلاف .. فلكي ولا بصري؟ فهم قديم لنص تغيرت الدنيا من حوله واقتضت المستجدات فهماً جديداً مكانه ، ولا اتباع للعلم فقط وليذهب النص إلى الجحيم؟ جماهيري ولا رسمي عن طريق هيئات علمية متخصصة يأذن لها ولي الأمر؟ الأمر بدا إذن كشخشيخة ويويو ..

صيام رمضان ركن ركين من أركان الإسلام ، لكننا كمسلمين منقسمون عليه لأسباب فقهية وسياسية وعلمية غريبة ، والمفترض أنه يوجد أساس واحد يقبله الجميع ويلتزم به لتحديد بدايات الشهور الهجرية التي تؤثر في ركنين من أصل خمسة أركان لديننا الحنيف ، حتى وإن اختلفت نتيجة رؤية الهلال بين الدول ..لماذا لم يتم التفكير بجدية في ذلك الأساس ، مكتفين فقط بالاختيار بين بدائل متناقضة بهذا الشكل؟

صحيح أن الدكتور نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية الأسبق اقترح قمراً صناعياً إسلامياً ليوحد رؤية الهلال في العالم الإسلامي.. لكنه بدا شديد الشبه بما تناوله العبد لله في موضوع "الخطيب الديجيتال" .. كما أن اتحاد المسلمين في الصيام ليس مظهراً أصلاً من مظاهر وحدة الأمة الإسلامية .. فمن الممكن أن يصوم المسلمون كلهم في يوم واحد وقلوبهم شتى.. أليس الأجدى هو الاتفاق على كلمة سواء ، على أساس يستخدم فيه العلم لفهم النص دون إغفال العلم كلية أو الاستخفاف بالنص من إنفاق ملايين من الدولارات فقط "لتوحيد المطالع"؟

لا توجد منطقة وسطى ما بين الشخشيخة واليويو- مع الاعتذار لنزار قباني..لكن رؤية أهلة الشهور الهجرية ليس مسألة شخشيخة ويويو .. وحله في يد العلماء والفقهاء معاً ، وليس في قمر صناعي ولا حتى زراعي.. ألا هل قد بلغت؟

ذو صلة:
-رؤية الدكتور مسلم شلتوت للحساب الفلكي كمعيار لتحديد بدء الشهور الهجرية
*ليبيا تمتلك وجهة نظر خاصة جداً في مسائل الشهور القمرية ، فهي تعترف بتقويم خاص جداً بها تبدأ فيه السنة الهجرية من تاريخ وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام وليس من تاريخ هجرته إلى المدينة المنورة ، بعكس كل العالم الإسلامي!

Monday, September 18, 2006

قناة كل الناس .. إلا العاملين فيها!

رغم التناقضات التي تشوب علاقة الساعين للزعامة الدينية بالعصر وتقنياته ، إلا أن هذا لم يمنعهم من "إثبات وجودهم" سواء بامتلاك قنوات فضائية يستغلونها للدعاية لفكرهم ، أو التوغل والانتشار داخل قنوات أخرى حتى يستولون عليها بالداخل في عملية نضيفة مية المية (مع الاعتذار لنجم الكوميديا المعتزل سامي فهمي)!

خير الأمثلة على ما أقول ظهور موجة من القنوات "الدينية" التي يسيطر عليها هؤلاء ، مثل قناة المجد ذات التوجه السلفي المتشدد ، وسلسلة القنوات الشيعية على النايل سات ، وتوغل الصوفيين داخل المحور ، وسيطرة تيارات الإسلام السياسي بشكل متفاوت على الرسالة وإقرأ.. لكن المثال الذي أتناوله هذه المرة هو "ما يعرف بـ" قناة الناس".. وحكايتها حكاية .. وستستشعر عندما تراها بوجود شبه بينها وبين سلسلة محلات "التوحيد والنور" الشهيرة!

صلوا على رسول الله ..

القناة مملوكة لرجل أعمال سعودي هو "منصور كدسة" وفي رواية أخرى "منصور كرسة" .. تبعاً للاختلاف المطبعي بين مواقع النت والصحف التي تكتب اسم صاحب القناة.. وهو صاحب قناة الخليجية الفضائية ، وهي قناة غنائية لا تختلف كثيراً عن ميلودي هيتس ومزيكا ، وكان الهدف بحسب الصحفي المصري سليم عزوز - أول الأمر طبعاً - "إنشاء قناة عادية جدا، وبأقل تكلفة مادية"..وفتحت القناة ذراعيها الاثنين لعدد كبير من الهواة للعمل كمذيعين ومذيعات (إلى أن اكتشفوا الحقيقة المرة كما سيتقدم)..

بحسب المصري اليوم في تقرير نشرته قبل أسابيع عن القناة المعجزة ، فإن إيمان علام إحدى المذيعات اللواتي عملن بتلك القناة - قبل فصلهن الجماعي على طريقة مذبحة القلعة-قالت أن الإدارة اشترطت أول الأمر عليهن العمل بلا راتب ، وطبعاً - كما يقال في "سوء" العمل المصري- قالت الإدارة أن تلك مرحلة مؤقتة إلى أن يجلب برنامجها إعلانات ثم تدفع لها القناة راتبها! أما ماجدة إبراهيم زميلتها فقد نجحت في جعل برنامجها يستقبل الاتصالات التي كان يطلبها البهوات أصحاب القناة .. وكان الجزاء طبعاً الطرد .. وبلا مرتب..

ولم تكن ماجدة وإيمان الوحيدتين اللتي تم فصلهما من القناة ، بل قامت القناة بقيادة الجنرال عاطف عبد الرشيد بفصل كل مذيعات القناة فصلاً جماعياً ودون إعطاء أي منهن راتباً أو مكافأة نهاية الخدمة .. والسبب هو رغبة أحد شيوخ القناة "أبو إسحق الحويني" وفي رواية أخرى "محمد حسين يعقوب" ، والذي وافق على تقديم برامج على القناة (وقيل على تمويل برامج للقناة) في مقابل استبعاد المذيعات تماماً من العمل بالقناة ، بحجة أن - طبقاً لمصدر من داخل القناة رفض ذكر اسمه للمصري اليوم -"صوت المرأة عورة، وظهورها علي الشاشة فيه إثم كبير"!

لا أعرف بالمناسبة أن ذلك يسري على صوت المرأة في إعلانات القناة والذي لا نزال نسمعه حتى وقت كتابة هذه السطور!

أما عاطف عبد الرشيد فكان له رأي آخر ، حيث قال للمصري اليوم : "لا أرفض ظهور المرأة علي الشاشة بدليل استمرار بعض الإعلانات التي تظهر فيها المرأة في البرامج. وأري أن ظهور داعية أو طبيبة تلقي علماً يفيد الناس، أفضل من مذيعة تسأل الضيف عدة أسئلة"..وبرر سيادته المنطق الأعرج في التعامل مع المذيعات بقوله : "بصراحة شديدة عندما بدأنا لم يكن مدرجاً في ميزانية الإنتاج مرتبات المذيعات حيث أن القناة قائمة علي التواصل المباشر مع الجمهور، وعندما نجحت القناة وجدنا إقبالا شديداً من الراغبات في العمل كمذيعات «هما اللي بيطاردونا وعايزين يشتغلوا معانا مع أننا ممكن نشتغل من غيرهم»!"

ناقشت الموضوع مع بعض الأصدقاء الذين لاموني وبشدة على الهجوم بل وعلى انتقاد "قناة إسلامية".. وأنا أطالب نفسي والجميع بالحذر عند وصف أي شيء أنه إسلامي فالعملية ليست اعتباطاً .. وكيف تتعامل قناة "إسلامية" مع الموظفين والعاملين بها بهذا المنطق المعتوه : لا شفافية في المسائل المالية ، ولا مكافأة نهاية خدمة عقب الفصل وهو ما لا يحدث في دكاكين صغيرة لا تملك من المال ما يدير أعمالها وليس مع قناة فضائية؟ .. بل إن الأنكى أن القناة تقيم دورات وهمية في "مركز الناس للإعداد والتدريب" لا تزال تعلن عنها حتى الآن لإعداد مونتيرين ومعدين ومقدمين للبرامج ، تحصل منها "على الراس الواحدة" على مبلغ وقدره 2500 جنيه مصري ، ثم الباقي معروف : بالسلامة يا شربات!

وهناك السؤال الرزل الذي سألته ماجدة وأسأله بدوري : كيف يستقيم أن تكون هناك قناتان لرجل أعمال واحد ، إحداهما متشددة والأخرى فاتحاها على البحري والقبلي ، وفي استوديو واحد؟.. ومن عندي : هل يعقل أن يكون مجرد صوت المرأة عورة في قناة ، وأنه "مفيش تكليف" في القناة الأخرى؟

تعلمنا من الإسلام أن "أعط الأجير حقه قبل أن يجف عرقه" ، وليس أن نعطيه بالجزمة وإن كان عاجبه!..التعامل بما يرضي الله مع عاملي القناة أفضل بكثير من أن يخرج عليك الشيخ محمد حسنين يعقوب شاخطاً وبكل عنف قائلاً : إنت ما بتصليش ليه؟

حاشية : كل الشكر للزميل "شادي" ومدونته "حزب العواطلية نحن الأغلبية" الذي كان أول من تناول حكايات قناة الناس على مدونته وواقعة الفصل الجماعي ..
تحديث: حسان والحويني ويعقوب يستعدون للرحيل من قناة الناس .. التي قد تتفرغ لتفريخ دعاة الصف الثاني .. راح التمويل يا حاج عاطف!

بالمناسبة .. المجموعة المؤسسة لقناة الحكمة تبحث عن فتوى شرعية تبيح تمويل القناة من أموال الزكاة!

تحديث تاني (19 نوفمبر): ملاحظة رصدتها الزميلة إني راحلة نهديها لكل من تطوع بالهجوم أو الشتيمة على العبد لله لأنه انتقد هذه القناة!

Thursday, September 14, 2006

فوازير رمضان الجديدة

بعد أن ودع المصريون فوازير رمضان إلى مثواها الأخير .. أبى البعض ألا يترك رمضان بلا فوازير .. والفوازير هذه المرة جديدة ومضحكة ومسلية جداً جداً جداً..

نعرف أن الحكومة قد قررت في وقت سابق من هذا الأسبوع العمل بالتوقيت الشتوي بدءاً من ليلة أول أيام شهر رمضان المبارك .. إلا أن بعض الخطباء في القاهرة - بشكل يعجز العقل الطبيعي عن تصديقه - قرروا الإفتاء بعدم الالتزام بقرار الحكومة الجديد.. "وهو ما يعني تأخير الإفطار ساعة كاملة طوال الأسبوع الأول من رمضان، الذي يحل في ٢٤ سبتمبر الحالي، ثم استكمال صيام بقية أيام الشهر الفضيل طبقا للتوقيت الشتوي الذي يبدأ أول أكتوبر، الموعد المعتاد لتغيير الساعة" والكلام لجريدة المصري اليوم..

أما موقف الدكتور فرحات السعيد المنجي أحد علماء الأزهر والذي يشاهد كثيراً على قناة المحور الفضائية فذهب أبعد من رفض الفتوى العبقرية التي أدلى بها الخطباء الأجلاء مطالباً بإلغاء التوقيت الصيفي الذي ورثناه عن الاستعمار البريطاني وأنه لا مبرر لوجوده وأنه "لا يعقل أن يظل هذا النظام سبباً في اضطراب شعائر المسلمين، وذريعة لتشكيك البعض في مواعيد إقامة الشعائر الدينية"..(لماذا لم نسمعه وقت أن قرر مشايخ السعودية بجرة قلم تغيير موعد عيد الأضحى المبارك قبل عامين في سابقة فضيحة في حد ذاتها؟.. ألم يربك ذلك ركنا ركيناً من أركان الإسلام؟)

أسئلة الفزورة كالتالي :

1-لماذا أفتى هؤلاء الجهابذة بتلك الفتوى الكوميدية التي لا أساس لها من أي شيء يمت للعقل والمنطق؟

2-علامَ يثار الجدل طالما أني أعرف ميعاد آذاني الفجر والمغرب في أول يوم رمضان وسيستمر الحال على ما هو عليه طوال الشهر؟.. كان من الممكن أن يكون لكلام الشيخ المنجي بعض الوجاهة لو قررت الحكومة الإبقاء على التوقيت الحالي لمدة ستة أيام ثم عدلته للتوقيت الشتوي.. وهذا هو ما لم يحدث!

3-لماذا أؤخر الصيام والفطور ساعة إذا ما تغير الوقت؟ بأي الأمور أعتبر : بالآذان أم بالساعة؟

لمن يستطيع الخروج بإجابات منطقية عن تلك الأسئلة ، يتصل على رقم 0000 على أقرب محمول لبقال جنب بيتكم .. وابقى قابلني!

Sunday, September 10, 2006

مِيَّة مِسا!

متى تتحول التفاهة إلى وقاحة؟ عندما يلبسها التافه ثوباً لا تحتمله ولا تطيقه..

فتوى الأستاذ صفوت حجازي لم تكن الأسوأ ، ولن تكون الأسوأ ، وطالما أن التوافه هي ملعب الفتوى والاجتهاد ، فانتظروا أي شيء.. ، وأعني الكلمتين الأخيرتين تماماً..

بالأمس القريب فاجأنا "المفكر الإسلامي" جمال البنا بفتوى عجيبة ، غريبة ، لا تختلف كثيراً عن إحدى الفتاوى المنسوبة للمرجع الشيعي محمد حسين فضل الله .. وسأحكي لكم في إيجاز عن الأولى.. وسأترك الثانية لموضع متقدم من هذا المقال..

أفتى المفكر الإسلامي لا فض فوه بأن التدخين لا يبطل الصيام ، الأمر الذي قد يفتح الباب ولو على سبيل السخرية بإباحة تدخين السجائر "الملغومة" - فهمتم طبعاً ما أقصد - في نهار رمضان!

وسيادته يرى أن ذلك "اجتهاد" فيما لم يرد فيه تحريم بنص الكتاب والسنة ، وهو يرى أن السجائر "دخان لا يمكن الاحتراز منه" ، وأن رأيه أو فتواه تلك "حكم بني علي اجتهاد بشري في استخلاص الحكم دون وجود نص صريح، بل وجود نصوص صريحة تخالف الاتجاه الذي ذهب إليه الحكم. ولا يقال هنا: إن التدخين ضار بالصحة، وإن من الخير الإقلاع عنه أصلاً فنحن هنا نتحدث عن حلال وحرام أنزله الله، والإسلام لم يطلب من الناس أن يبلغوا الغاية، أو أن يتقوا الله حق تقاته، وإنما رضي منهم أن يبذلوا الوسع وأن يأتوا منه ما استطاعوا، وقد دلهم علي طريقة التعامل مع الضعف البشري بأن يقدموا ما يمكنهم لتعويض ما لا يمكنهم"!

اقرأوا الرابط في العربية نت والذي نقلت عنه مواقع أخرى .. الرجل ضايقه فيما يبدو أن الفقهاء - عدوه اللدود - قد استقروا على مدى قرون على أن التدخين يبطل الصيام .. ولم يلتفت أصلاً لمضار التدخين الصحية ولا لمخاطره..

الرجل نفسه أطلق بما يفعل دون أن يدري "رصاصة الرحمة" على الاجتهاد ، لا حرام إلا ما ورد في القرآن والسنة ، أما ما بعد ذلك فلا محل له من الإعراب ، ولذلك ربما قد نرى فتوى أو افتكاسة تبيح تجارة العقاقير المخدرة وربما تجارة المخدرات - استناداً ربما لقول الله عز وجل "وأحل الله البيع وحرم الربا"- ولم نرَ سيادته يطبق نفس المنطق على أمور دنيوية صرفة لا ترتبط بعبادة وحشر الفتوجية أنوفهم فيها!

يذهلني حقاً المجتهد الذي يتفنن في إحياء الآراء القديمة ولا يكترث بالعلم الحديث، وإلا لما قال سيادته أن دخان السيجارة هو مجرد هواء .. يذهلني أكثر رفضه للدخول في مساجلة مع العلماء رغم قوله في أول المقال أن هذا سيثير جدلاً ، وأنه من المنطقي إذا ما أثير الجدل أن تتوجه وسائل الإعلام إليه وتسأله عن رأيه المثير للجدل ويتحول الأمر كله إلى مناظرة.. ويذهلني لدرجة الفقع المجتهد الذي يقول أنه ييسر على الناس ولا يلقي أي بال لصالح الناس ، إن كان يريد أن يقدم رأياً استشارياً وليس فتوى ملزمة!

واللذيذ في الموضوع ، لمن يتأمله أكثر ، أن الخلاف فقط لأن الرأي القديم الذي قرر سيادته إعادة توزيعه (على غرار إعادة التوزيع في الموسيقى) جاء على خلاف رأي قديم موروث.. ليس لأنه لا ضرر ولا ضرار..

لا بأس .. النقاش والدحض بالحجة والمنطق هو الحل كما استنبطت من كلام الكبيسي ، وما لم يقله العالم العراقي الجليل هو أن النقاش هو الحل فقط لكي يقف هؤلاء المفتكسون عند حدودهم ، ولأن ليس كل من لا يصفق لهم هو متشدد وجاهل ومنغلق الذهن ، وأن أي فقيه أو من يسمي نفسه بالمفكر الإسلامي ليس له قداسة وأنه أحياناً لا يعي كثيراً مما يقول.. وكما على "المفكر الإسلامي"- وهو لقب لا معنى له ولا رائحة كما أراه - أن يريدنا تقبل وجهة نظره .. عليه أن يتقبل وجهة نظرنا نحن ..

في إحدى التعليقات في نفس الموقع قرأت أنه تنسب فتوى للمرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله أن التدخين لا يفطر الصائم رغم كونه - في فتوى سابقة لنفس المرجع - حرام!.. أي أن شيئاً محرماً بنص فتوى المرجع نفسه - وليس أحداً غيره - طوال الاثني عشر شهراً يعتبر مباحاً في شهر من الشهور .. مش ممكن!

بالمناسبة لم أسمع من دكتور أزهري أنه وصف "المفكر الإسلامي" جمال البنا - بكالوريوس تجارة مثل كاتب هذه السطور - أنه غير متخصص.. ويبدو أن أكاديميي الأزهر هم الآخرون يوزعون شهادات التخصص وغير التخصص عبر وسائل الإعلام على من لا يستخفون دمهم على الفضائيات!

الآن فقط .. أدركت معنى عبارة "عالم مليان دخان" في أغنية قديمة لحسن الأسمر.. إحياء القديم الملغوم وتعبئته في سجائر ..

إحقاقاً للحق .. المفكر الإسلامي الكبير ذيل مقاله في المصري اليوم والذي وردت فيه تلك الافتكاسة بتاريخ السادس من الشهر الحالي بأنه .. لا يدخن!

مع احترامي لحقك في إبداء رأيك من حيث هو ، وعدم احترامي لرأيك نفسه ، أقول لك يا سيادة المفكر.. مية مسا!
*في نفس الموقع : اقرأوا عن دراسة تؤكد أن التدخين مفيد أحياناً ، ودراسة أخرى تقول أن التدخين السلبي .. قاتل!

Thursday, September 7, 2006

كل دة كان ليييييه؟

في كل مرة يتناقش الناس إذا ما طرحت فكرة أو فتوى ما .. منهم من يرفضها رفضاً مبرماً ، ومنهم من يتحمس لها بشدة ، وإن قل الحماس قليلاً يعبر عن ذلك بقوله "ليه لأ".. دون أن يكلف الجميع نفسه بسؤال بسيط : "ليه آه"؟ هل هناك ضرورة ملحة لتلك الفتوى أو ذلك القانون أو هذا الإجراء؟

تعرفون فتوى الداعية الإسلامي صفوت حجازي بقتل الإسرائيليين ، وهي فتوى غريبة الشكل في صياغتها ، فالرجل أولاً تمادى في تحييرنا في هويتها في حواره مع الإعلامي عمرو أديب في قناة الأوربت ، هل هي رأي أم فتوى .. حيث قال في البداية أنها رأي ، وبعد ذلك استخدم مصطلح "فتوى" في وصف ما قال .. وثانياً أدهشنا بقوله أنه وضع كمية كبيرة من الضوابط المشددة حتى تبدو مستحيلة الحدوث .. وأن الفتوى موجهة لأولي الأمر وليس لآحاد الناس.. والغرض هنا هو إيقاظ الأمة وشحذ همتها!

سيادته أقحم نفسه في مزايدات رخيصة بين التيار السلفي والشيعة والصوفية على هامش العدوان على لبنان ، فتاوى تكفر حزب الله فقط لأنه شيعي ، وفتاوى تعتبر حزب الله يخوض "معركة الأمة".. برضه لأنه شيعي.. وفواصل ردح بين الأحزاب الساعية للزعامة الدينية وكلام كبير جداً عن الأمة والعزة والكرامة والبتاع دة والبتاع اللي هناك ..

لماذا أسقط رجل يفترض من مؤهلاته أنه يتمتع بثقافة دنيوية ودينية نفسه في فخ المزايدات الرخيصة؟

عموماً .. سأضحككم على ما لم تنشره العربية نت مصدر الخبر ، عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية اتصل طبعاً للهجوم على صفوت حجازي ، وقال - عبد المعطي - أنه أول من أخرج فتوى بهذا المحتوى بعد الانتفاضة الثانية ، وقال أن الفرق بين فتواي هو أمان ولي الأمر ، فطالما لم يعط السائح أماناً من ولي الأمر فلا يجوز قتله..وطبعاً تحدث عن المؤهلين للفتوى والغير مؤهلين .. إلى آخر ما يقوله عادة أي أكاديمي أزهري!

بالمناسبة .. إذا كانت هناك حالة حرب بين دولة وأخرى ، هل تتوقع أن يأتي سياح من الدولة للدولة التي ستحاربها؟ وهل سيعطي ولي الأمر أماناً للسائح القادم لبلد في حالة حرب أم سيجليهم بصفتهم مواطنين غير مرغوب فيهم وهذا حسب معلوماتي المتواضعة جداً حق أصيل للدولة في حالة الحرب؟ ومن وحي تجاربنا السابقة في الحروب وهي طويلة ومريرة هل يوجد طيران أصلاً أو وسائل نقل تقل السياح من بلد للبلد "المعادي له"؟!.. وأخيراً .. هل تحتاج لفتوى لقتل ضابط احتياط في جيش الدفاع الإسرائيلي إذا ما كانت بلدك في حالة حرب مع إسرائيل؟

كما أن عقلي القاصر لا يستوعب مسائل الفتوى التخيلية المستحيلة ، وكثير منا يعرف قصة الأحمق الذي سأل أحد العلماء قديماً عن حكم في الصيام إذا أشرقت الشمس قبل أن يظهر الخيط الأبيض من الأسود من الفجر!

كلنا نكره إسرائيل ، بما فينا شعبان عبد الرحيم ، وليس الدكتور صفوت أو الدكتور عبد المعطي بيومي فقط .. لكن لا ينبغي لنا أن ننزلق لهذا المستوى من الفتاوى والمزايدات .. وإن كان بعض الحاخامات الإسرائيليين أرادوا أن يجعلوا من أنفسهم مَضحَكة للعالم بفتاواهم بإباحة قتل الأطفال العرب ، فلا ينبغي علينا كمسلمين النزول إلى مستواهم..

إحقاقاً للحق : صفوت حجازي متهم بإثارة الناس من على منبر الجمعة بحسب حيثيات القرار المنشور في العربية .. وصدر قرار بإيقافه في الوقت الذي ينعم فيه آخرون ينتمون لنفس خطه الديني ولغيره بالحرية التامة في إثارة الناس من على منابر الجمعة دون أن يجرؤ أحد على أن يقول لهم "بِم".. صباحه عين كاف يا وزارة الأوقاف.. وسمعني رينج تون بولي فونيك بعد فشل افتكاسة توحيد الآذان..
* العنوان أغنية بنفس الاسم من كلاسيكيات محمد عبد الوهاب.. إحدى أقرب أغانيه لقلبي على الإطلاق