Monday, April 28, 2008

أصوات السلفيين الانتخابية: قراءة أخرى

يحلو للبعض استعمال لغة البيانات الخطابية و"الجعجعة" في كتابة مقالات أو تدوينات ، وعند أي رد نجد "فرقة الشتامين" في ممارسة حرفتها التي لا تجيد إلاها، ويحلو للبعض الآخر رغم الاختلاف الشديد مع وعلى أفكاره أن يقدم لنا أشياءً تستحق المناقشة والحوار الهادئ واستعمال الحجة والمنطق.. تندرج تحت هذا البند تدوينة أراها هامة وتستحق النقاش..رغم مرور ما يزيد عن العام على نشرها..

أتفق اتفاقاً تاماً مع أول أربع فقرات من التدوينة سالفة الذكر، الاختلاف مع المبدأ لا يجب أن يحمل على الاختلاف على الواقع.. وعلى حق هؤلاء في المشاركة في الحياة السياسية ما إن توافرت لديهم بطاقة انتخابية..وإلى هنا ينتهي ما يخص "الاتفاق التام" مع تلك السطور..

نأتي لنقاط الخلاف..

لنعود لعلاقة السلفيين بالسياسة عموماً، هناك من يرى أنه من السياسة ترك السياسة إما اتباعاً للمدرسة السلفية السعودية (التي تقضي بأن الانتخابات تخالف مبدأً إسلامياً* وبأنها تضفي شرعية على نظم غير شرعية) ، وإما خوفاً على "مكتسبات السلفيين" الذين مُنِحوا حرية حركة لم ينعموا بها من قبل على سبيل الخطابة وفتح القنوات، وهناك أيضاً من يرى على الجانب الآخر أن المشاركة السياسية- بتفسير أدق لكلام صاحب التدوينة المشار إليها- "شر لابد منه"..

وعلى فرض أن الرأي الثاني قد فرض نفسه، تظهر عدة أسئلة تحتاج لنقاش هادئ:

1-على ذكر عبارة "شتت الصوت السلفي دهراً" الموجودة في التدوينة المذكورة، إلى أين سيذهب الصوت السلفي؟ هل سيذهب إلى ولي الأمر (باعتبار وجهة النظر التي لها قوتها داخل الوسط السلفي بأن ولي الأمر هو "أمير المؤمنين" ولا يجوز الخروج عليه ولا التصويت ضده) أم سيذهب إلى قوى أخرى؟ وهل ستقبل "القيادات السلفية" أن ينقسم الصوت السلفي على عدة مرشحين؟

2-أو بعبارة أخرى: هل سيُترَك الشخص أو سَتُتْرَك الشخصة التي ستصوت في الانتخابات لإرادته أو إرادتها بالتصويت للمرشح الذي يراه/تراه أصلح، أم سيصبح التصويت على الطريقة الصوفية بالأمر المباشر؟ هل سيظهر دعاة يقومون بالدعاية لمرشح بعينه في الانتخابات سواء في مجلس الشعب أو في المحليات أو في انتخابات الرئاسة؟ وبالتالي..

3-هل سيكون للسلفيين مرشحين في الانتخابات المحلية -كخطوة أولى..وربما "قائمة" بعد ذلك؟ هل سيترشحون كأفراد أم أيضاً بالإذن المباشر على الطريقة الصوفية (مصر) والشيعية أيضاً (دول الخليج)؟..وعليه..

4-ما هي أولويات المرشحين السلفيين؟ هل ستكون أولويات الحركات المذهبية الأخرى ومصالحها الضيقة؟ أم ستتحول إلى نسخة من أولويات حركات الإسلام السياسي؟ أم أن لهم أجندات ستتناسب مع الشارع الذي يضم إلى جانب السلفيين غير السلفيين أيضاً؟

هذه أسئلة ليست لغرض النفي والإنكار الذي درسناه في التعليم الرابسوماتيكي، ولكنها بغرض المعرفة والفهم لا أكثر ولا أقل.. كما هو شعار هذه المدونة في عامها الثالث..
* وليسوا الوحيدين بالمناسبة..

Friday, April 25, 2008

ماذا أقول؟

كنت أتمنى أن يعي الشخص المسئول في قناة فضائية دينية "معروفة" خطورة التصريح الذي أدلى به لجريدة يومية مستقلة ، والذي ما معناه أن الفضائيات صارت مثل المنابر في المساجد.. أتمنى ألا "ينشكح" بذلك فهذا الوضع كارثة كبرى في ذاته لو يعلم..

في يوم من الأيام كانت خطب الجمعة مصدراً لثقافتنا الدينية(لأنه من السهل أن يتواجد عدد كبير من البشر في المساجد لحضور خطب الجمعة بينما قد تمنعهم ظروف العمل مثلاً عن حضور درس العشاء)،الآن تدهور الوضع إلى نهاية لا يعلم مداها إلا رب العالمين سبحانه وتعالى.. تكاد تستشعر حالة من اللامبالاة من قبل عدد كبير من الخطباء والناس في معظم الأحيان.. فالناس مثلاً يفضلون مشاهدة الدروس في الفضائيات على حضور الخطب في المساجد ، ومن المعتاد جداً أن ترى خارج المسجد أناساً يتهامسون في أي حديث فرعي أثناء خطبة الجمعة حتى في مكان الوضوء.. كما أنهم يريدون شيخاً ذا صوت شجي يغني لهم آيات الذكر الحكيم في صلاة التراويح يريدون أيضاً خطباً على شاكلة الخطب والدروس التي يشاهدونها في الفضائيات.. إما هذا أو القعدة في المسجد في تململ من السيد الفاضل الواقف على المنبر متمنين إما أن ينهي الخطبة أو أن تأتي "مصيبة تاخده"!

ومن الطبيعي طبعاً أن تنتقل تلك اللامبالاة للخطيب نفسه، يخطب "بدون نفس" كأنما يؤدي عملاً روتينياً.. خاصةً إذا كان من الخطباء الذين لا يجيدون القص ولا المط ولا التطويل أو الذين لا يسجلون خطبهم في شرائط..أو من الذين يخافون عن الحديث في مواضيع المعاملات في الإسلام خوفاً من شبهة الكلام في السياسة ، أو من غيظ الحاضرين ، "المسستمين" على مزاج معين ومواضيع معينة ما جاءوا إلا لسماعها وأداء الصلاة..بالتالي من الصعب أن تجد خطبة تتناول مواضيع مثل "الاحتكار" و"الغش" و"أكل مال اليتيم"..وعندما تتناقش مع بعض الناس حول السبب يجيبونك بتلقائية: "إحنا عارفين دة.. عايزينه بقى يكلمنا في اللي مانعرفوش"!

قلة الكلام في تلك المواضيع جعلها لا تلفت الانتباه ، ومهَّدَ تماماً لجعلها أموراً عادية ومشروعة بل وضرورية رغم وجود نصوص صريحة في الكتاب والسنة في تحريمها وتجريمها في بعض الأحيان.. أصحاب الرأي السابق "عارفين الحاجات دي" ولكنهم يوشكون على نسيانها وبالتالي فهم في حاجة إلى من يذكرهم ويذكرنا بها..

قد يسأل خطيب الجمعة نفسه "ماذا أقول".. وإن كنت أرى أن البدائل أمامه كثيرة.. أن يجعل خطبه قريبة من حياة الناس ومشاكلهم، أن يجرؤ أكثر على الدخول إلى دائرة المعاملات التي تم تجاهلها في السنوات الأخيرة بشكل مخيف ، حتى ولو كان يرى أن عمله روتيني وأنه سيؤديه على كافة الأحوال فإن عليه أن يؤديه "صح".. أن "يعمل اللي عليه".. ربما يأتي الوقت الذي نفهمه ونتفهمه وندعو له بظهر الغيب..

Sunday, April 20, 2008

آه صحيح..

من الممكن أن تعيش محاطاً بظاهرة أو بوضع ما ، ثم تحس بوجوده وتسأل نفسك عدة أسئلة تبدأ عادة بعبارة "آه صحيح"..التي تعبر عن حالة "الاذبهلال" التي نعيشها عندما نفاجأ بأن شيئاً ما اعتدناه "فيه حاجة" أو أكثر على غير ما يرام!

لي ، ولكم ، أن نفعل ذلك بعد أن التقط "أحمد حربية" مذيع "راديو تيييت" لقطة لممارسة نعيشها ونعتادها ولا نستغربها.. استخدام الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في الدعاية للمأكولات والمشروبات وربما للحركات السياسية.. "فيها كتب قيمة".. "كلوا من طيبات ما رزقناكم" .. "وكان أبوهما صالحاً".. "كونوا أنصار الله" .."ألا إن حزب الله هم المفلحون" .. ومن لم يستخدم آية قرآنية أو حديثاً نراه يتمحك في الرسول الكريم وآل بيته ، أو يبحث ولو بالعافية عن أي مسمى ذي مدلول ديني ويطلقه على بضاعته.. تذكرون طبعاً مبردات "المشتاقون إلى الجنة"!

لي ولكم أن نسأل أنفسنا بعض الأسئلة الشريرة ، منها ماذا إذا كان المطعم الذي يرفع شعار "كلوا من طيبات ما رزقناكم" يقدم أحلى وصفات لحم الكلاب والقطط والحمير؟ ماذا لو كان أصحاب محل عليه شعار "وكان أبوهما صالحاً" أبناء لنصاب وزلنطحي تعد أصابعك كلما تصافحه؟ ماذا لو تعرض "حزب الله" لهزيمة سياسية أو عسكرية ، أو لو أن من يقول "كونوا أنصار الله" لا يسير في طريق الله وبما يرضيه عز وجل؟

هناك من يقول أن هذه التصرفات إتجار بالدين ، هذا صحيح .. بما أننا ضعاف أمام ما هو ديني كما سبق الذكر قبل عامين هنا ، وهناك من يقول أن هؤلاء-حسني النية منهم على الأقل- معذورون بما أنه لا يوجد من يشرح للناس المعاني والسياقات الصحيحة التي أنزلت فيها الآيات وقيلت فيها الأحاديث.. بما أن الناس مهيأة تماماً لسماع قصص التاريخ والصحابة و"وا معتصماه" ومصمصة الشفاة على الماضي الذي ولى .. بما أن حركة تفسير القرآن الكريم تراجعت بشكل ملحوظ وصارخ رغم أنه كلما ابتعدنا في الزمن كلما احتجنا أكثر لفهم معاني الذكر الحكيم.. بما أن معظمنا اعتاد من نعومة أظفاره أن يسمع بأذن صماء دون فهم..بما أنهم لم يجدوا من يقول لهم ، أو من يذكرهم بأن النصب حرام فما بالك لو كان تحت غطاء ديني..

آه صحيح.. كنت أكتب عن أن الحزبوطني والمال السياسي يستغلان ضعفنا أمام الدين ويستخدمانه لمصلحتهما ونسيت تماماً ما يحدث أمام عيني وعيونكم "رايح جاي" وكأننا اعتدناه ، بل ومن الممكن أن نرفض فكرة انتقاده ومن ينتقده ، يستوي في ذلك مع "شرطنة" خطب الجمعة وتوحيد رؤية الهلال وعقد القران في المساجد وتحويل الزكاة إلى ضريبة و....و....وغيرها مما تحول إلى مسلمات .. وأن نردد ما يقوله كثير من البسطاء "مش دة دين.. مش دة كتاب ربنا..مش أحسن من كذا وكذا".. رغم كل ما سبق تبيانه وربما نعرفه وتعرفونه أفضل مني..

آه صحيح..

Friday, April 18, 2008

المهرتلون

يحاصرك بعضهم قائلاً لك أن كل شيء حرام في حرام وربما لا يستثني من ذلك التدوين ، تسأله عن الدليل على ذلك من الكتاب والسنة ، فلا يجيب.. و"آخره" الرد على طريقة "هوة كدة"..

يخرف بعضهم (غير الأولانيين) بأشياء يسميها "اجتهاد" بلا علم وبلا منهج وبلا فكر وبلا احتياج ، عكس السير وعكس العصر ، ونجد بعضهم (غير اللي قبليهم) يهتف لهم بحماسة ويدافع عنهم مختزلاً حرية الاجتهاد في الإسلام في أشخاص البهوات إياهم..

ويتشنج البعض الرابع بإكليشيهات "الأمة الأمة الأمة" و "أعداء الأمة" و "وحدة الأمة".. يتباكون على "مجد الأمة" الضائع دون سرد طريقة واحدة يمكن بها لهذا المجد أن يعود.. ومثلهم كثيرون يحدثونك عن الديمقراطية دون أن يعرفوا قواعدها وتبعاتها، ويطالبون بقوانين وتشريعات ليس لديهم استعداد لتحمل مسئوليتها..

فرقة الهتيفة ، هتيفة بن لادن ، وهتيفة حسن نصر الله ، وهتيفة أحمدي نجاد ، وهتيفة شيوخ الشرائط ، وهتيفة جمال البنا ، وهتيفة الطرق الصوفية ، ويتفرع من هؤلاء فرق الهووليجانز والشتامين ، ويشترك أولئك مع هؤلاء في أن العقل لديهم تنطبق عليه نظريات "لامارك" بخصوص أن العضو الذي لا حاجة له يضمر ويختفي..

كان من الممكن أن تكون المشكلة مع أفكارهم ، لكن من الوارد أن تكون لك مشكلة مع أفكار ومعتقدات شخص ما ، ثم تراه لا يجعلك "تشخصن" المسائل لأنه يحترم رأيك ويناقشك حول رأي.. وعليه يبقى الاحترام قائماً رغم الخلاف ، ويصبح الاختلاف في الرأي - فعلاً- لا يفسد للود والاحترام قضية .. أما هؤلاء فيتجهون من المناقشة حول الأفكار إلى الشخصنة والوعظ و"حدف" بيوت الآخرين بالحجارة ، رغم أن زجاجية بيوتهم لا تخفى على أحد ، وأن إحراجهم سهل جداً ولا يستلزم أن يقوم شخص متوسط الثقافة به..والمثير أكثر للغضب أن علاقة هؤلاء بالرفق هي نفس علاقتهم تقريباً بالتفكير.. شوفوا انتوا بقى!

إنه من عجائب قدرة الله عزوجل أن تصبح الأرض مكاناً صالحاً لعيش البشر طالما فيها هؤلاء الذين "باتكعبل فيهم" من حين لآخر ، على السايبر سبيس وخارجه .. أراهم ميئوساً من تغيرهم وأنصحهم باليأس مبكراً من تغييري ، وإن كانوا يرون أنني عندما أكتب تدوينة بهذه الطريقة أزعم أنني العاقل الوحيد في العالم وأنهم- الذين يعتبرون أنفسهم "كل الناس"- هم المجانين.. فإنني أعترف بجنوني وأقر أيضاً بأنهم ليسوا عقلاء وقوم لا يعقلون..

آسف إن كانت عودتي للتدوين جاءت بهذا الشكل وبهذا العنف ، ولكن تصرفات أناس منهم اشتبكت معهم مؤخراً هي التي جعلتني أكتب هكذا..دمتم لي زواري الكرام ، من أتفق وأختلف معه على السواء ، بألف خير..

Friday, April 11, 2008

هاللو هولندا: الجزء الثالث- الصورة والكتابة

كتب زميلنا العزيز ابن عبد العزيز عن الفيلم الهولندي الأخير ذي النبرة العنصرية المستفزة.. تدوينة ابن عبد العزيز تحمل وجهة نظر أحترمها ، وفي نفس الوقت أختلف معها بشدة .. و"أهي فرصة" أيضاً للتفكير في نفس الشارع الذي كتبت عنه الجزئين الأولين من هذه التدوينة..

يقول ابن عبد العزيز أن الفيلم لا يهاجم الإسلام ولكنه يهاجم ما وصل للغرب عن الإسلام ، واستشهد بما فعلته تنظيمات متطرفة كالقاعدة وخلافه .. ماشي..

لكن هل المسألة مسألة صورة؟

طبقاً لفرضية صديقي ابن عبد العزيز الفيلم مبني على صورة ، وبالتالي فإنه طبقاً لأشخاص منهم الدكتور عبد المعطي بيومي وآخرين علينا التحرك لتحسين تلك الصورة.. وكأننا يجب أن نتجمل لهؤلاء لكي نحصل على شهادة حسن سير وسلوك!

بني الفيلم على فرضية أقل ما يقال عنها أنها حمقاء ، وهي أن كل المسلمين يعملون بالنصوص ، وهذا غباء مركز ، مثله تماماً أن نشرح للعالم الغربي أن ديننا أحسن دين وأن نحدثهم عن سيرة الرسول الكريم ، فالرسول الكريم هو النموذج الأفضل للدين بما أنه هو الذي أرسل واختير من الله عز وجل ليحمل رسالته ، وأن الناس أجمعين مهما بذلوا من جهد فلن يصلوا لامتيازه في التطبيق ، وأنه في أي تجمع بشري يختلف التطبيق عادة عن "النموذج" وإلا فنحن نعيش في يوتوبيا لا وجود لها على الكوكب الوحيد الذي يسكنه البشر!

نية "التلكيك" كانت واضحة في الفيلم وضوح الشمس ، ولم يفعل البيه الهولندي أكثر مما فعله المتطرفون أنفسهم ، كل منهم فسر النص بمزاجه الشخصي ، وما فعله لا يختلف كثيراً في السوء عما فعلوه..

وما دمنا نتحدث عن الصورة ، فإن الروح العنصرية تجاه المسلمين لم تكن وليدة 911 ، الإسلام دين قديم في أوروبا وقد دخلها على مرتين رئيستين ، الأولى على يد الأتراك والثانية على يد المهاجرين الذين وفدوا من بلاد الشرق الأوسط وساعدوا على تكوين أكبر كتلة "لا أوروبية" في القارة العجوز ، أكبر ربما من الأفارقة الذين يسكنون فرنسا ويشكلون نسبة معتبرة من تعدادها.. هم حساسون "بعض الشيء" من أي "جسم غريب" يدخل مجتمعاتهم..

لم يتطرق صانع الفيلم إلى سلوكيات المجموعات التي تعيش في هولندا نفسها وفي غير هولندا ، والذين ينقسمون إلى أقسام سبق شرحها في الجزء الثاني من "هاللو هولندا".. لم يتطرق حتى إلى سلوكيات القادمين بسلوكيات وأفكار مذهبية خاطئة ومتطرفة وبعيدة كل البعد عما جاء به الدين الحنيف ، ولا إلى سلوكيات المتطرفين دينياً وعالمانياً الذين دخلوا البلاد الأوروبية كلاجئين سياسيين..ولم يعبأ صناع الفيلم بوجود مسلمين هولنديين أباً عن جد..وهؤلاء كلهم أجمعون "قدام عينيه" ويستطيع البحث عن وفي سلوكياتهم للحصول على صورة "أوضح" عن الإسلام.. هذا إن كان الرجل منظماً في تفكيره ويعرف الفرق ما بين الصورة والكتابة .. النموذج والتطبيق..

لكنك عندما تحلل طريقة تفكيره تكتشف أنك أمام "اللمبي" الهولندي .. مجرد جعار مذهبي ولكنه صناعة هولندية ولا يتخير عمن لدينا بصراحة ربنا، نقيم وزناً له على أساس عقدة الخواجة ليس إلا (بما أننا لا نكترث لـ"صورة الإسلام" في نيبال مثلاً)..نقيم وزناً له ولأمثاله وندعو إلى الحوار البناء وشرح تعاليم الإسلام السمحة.. عن نفسي أرى أنه فرصة سانحة لكي نعرفه ولنخجل من أنفسنا أن لدينا أمثاله ، حتى من الأتاتورك!

هل جربنا التعامل مع عنصريين وجعجاعين، سواء في بلادنا أو في هولندا؟ صورة دينك أو وطنك أمام العنصري لن تتغير للأحسن ولو عملت له قرد .. حتى وإن شرحت ووضحت وطبقت فلن يطيق دينك ولن يطيقك.. كان الرسول الكريم وهو النموذج حياً ولم يؤمن من في الأرض جميعاً ولم يعجب الدين الجديد أكثرهم.. تذكروا تلك الحقيقة في تفسير آية في سورة الرعد نزلت عندما هزا الكفار بالرسول الكريم.. اذن عليك أن تدرك ولو للحظة أنه ليس كل من في الأرض سيستخف دمك وسيحترم ما تؤمن به سواء أكنت تطبقه بشكل سليم أو بشكل خاطئ .. عليك نفسك ودع أي عنصري ينبح..عليك نفسك في دارك وفي داره..

أي عاقل من وجهة نظري المتواضعة جداً يدرك أن الصورة لا تعكس الكتابة.. والله أعلم..

حاشية ختامية : لا تفرحوا عندما تسمعون أن ألف هولندي قد اعتنقوا الإسلام بعد الفيلم ، فتلك الأخبار إما أن تكون من صنيعة الجاليات الهولندية المسلمة كنوع من أنواع رفع الروح المعنوية ، أو من العنصريين نفسهم كنوع من أنواع الاستنفار لمواجهة الغرباء الذين زاحموهم في بلادهم..علينا التعامل مع تلك الأخبار بكل حذر متاح..