Friday, October 31, 2008

Execuse me?

قبل الدخول في حقول الألغام فضلت إنهاء هذا الشهر بحلبساية خفيفة لكل ممن لا يعاني أمراض السكر وعدم انتظام ضغط الدم..وهذا تحذير صريح لهم من قراءة الآتي بعد..

وقبل الكلام: رجاء أخوي حار.. لن نناقش في هذه التدوينة حكم الغناء .. وأطلب منكم وبهدوء قراءة هذه السطور للآخر..

قبل أيام كان هناك مهرجان للأغنية الدينية في الإسكندرية .. وكان من غرائب هذا المهرجان "تكريمه" لكل من "مشاري بن راشد" و"صلاح الجمل"!

مشاري بن راشد
تم تكريم "مشاري" وهو الذي يقول أنه ليس مطرباً ولم يكن كذلك في يوم من الأيام كما صرح لموقع "عشرينات" الشهير ثم لـ"في الفن".. رغم تقديمه لعدة "أناشيد" منها "طلع البدر علينا" الذي أخرجه "ياسر سامي"* .. أناشيد من النوع الذي يقال عنه أنه "إسلامي" .. رغم أن القول بإسلامية استخدام الصوت مكان الموسيقى يسهل تفنيده بعدم وجود نص عليه في القرآن والسنة وكذلك بذكر أصوله التي لا يجهلها كثيرون.. وأرى أن هذا القول عندي من السخف ما يضعه في منزلة القول بأن "الخديوي إسماعيل" كان يملك "آي بود"!

"مشاري" إذن تم تكريمه في مهرجان "الأغنية" الدينية وهو الذي لا نعرف ولا نفهم إن كان الرجل يغني (أي شيء باستثناء القرآن) أم لا..نأتي لـ"صلاح الجمل".. الذي هو ليس بمغنٍ ولا حاجة..

"الجمل" في تصريح لقناة فضائية تحدث ضمناً عن "سامي يوسف" .. وتحدث أيضاً عن "الدعاء" "الهادف" كما لو كان الدعاء هو الآخر لوناً من ألوان الفن الموسيقي بعكس سطحية ما يقدمه "سامي"!

الحمد لله بقى عندنا "بش" و"تس" .. غناء الدعاء في الصلاة وغناء القرآن في الصلاة وغير الصلاة.. والأمران والحمد لله قوبلا بالتكريم في المهرجان وبالصمت إن لم يكن بالدفاع من قبل العديد ممن استنكروا ويستنكرون ما كتبته في التدوينة السابقة..

ولا يوجد في عموم اللغة العربية ما يصف وبدقة الوضع السابق الذكر سوى كلمة عامية مصرية أحتفظ بسبب عدم ذكرها هنا لنفسي..
* ...وهو لمن لا يعرف مخرج كليب "نجلا" الشهير.. سبق وأن تناول أحد المواقع -"محيط على ما أذكر- فكرة أن مخرجي الكليبات الخارجة جداً يخرجون كليبات دينية أحياناً!

Saturday, October 25, 2008

نجاد والنجار .. والمسلماني مرة أخرى

ما هو الشيء الذي يمكن أن يجمع بين "أحمدي نجاد" و بين "عبد الله النجار"؟

كلا الرجلين علل الأزمة المالية العالمية التي نعيشها إلى انعدام الإيمان بالله!

محمود أحمدي نجادالرئيس الإيراني يرى أن سبب الأزمة هو "انعدام الإيمان بالله" معتقداً أن النظام الإيراني سيحقق وحده العدالة المنشودة التي سيحتاجها العالم كله .. رغم أن إيران نفسها تعاني من أزمات اقتصادية..أما المنظر الديني للحزبوطني فيعزف على نفس الوتر في مقاله الذي نشره في "الجمهورية" قبل أيام..

كلام عاطفي وجميل وفارغ يصلح للقول في خطبة لا يهتم سامعوها بفحواها.. يشبه كثيراً القول بأن الله سبحانه وتعالى يعاقب غير المسلمين بالأعاصير والزلازل والبراكين رغم أنه في بلاد غير المسلمين يوجد مسلمون!

لنتفق على أنه عندما يتحدث متحدث عن "الإيمان" في مقال "ديني" ، أو في سياق ديني موجه لأتباع نفس الدين فإنه -ما لم يظهر من الكلام غير ذلك- يقصد الإيمان بذلك الدين .. سواء أكان كاتب المقال أو المتحدث مسلماً يكتب أو يتحدث عن الإسلام ، أو مسيحياً يكتب أو يتحدث عن المسيحية ، أو بوذياً يكتب أو يتحدث عن البوذية.. ولذا فمن الغريب والمضحك أن تتحدث عن شخص ليس على دينك وتحاكمه بمعايير دينك الذي "لم" يؤمن به!

من الطبيعي جداً أن يتواجد في العالم مسلمون وغير مسلمين (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً) -يونس: 99- وأن الله يرزق الجميع على قدر سواء (كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظوراً)-الإسراء : 20..وفي ذلك من الحديث النبوي قول الرسول عليه الصلاة والسلام :"لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء"..

عاقب الله الكفار بكفرهم وقت أن أرسل فيهم رسلاً فكذبوا الرسل فحق عليهم العقاب والتدمير (إن كلُ إلا كذب الرسل فحق عقاب)-ص :14- وبإرسال الهادي البشير عليه الصلاة وأزكى السلام أقيمت الحجة على الجميع وأجل حساب من عاصر الرسول ومن جاء بعده إلى نهاية الخلق حتى يوم القيامة (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انا اعتدنا للظالمين نارا احاط بهم سرادقها وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه)-الكهف : 29.. ومن الحديث النبوي قول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام : لو أن الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء ..

والمفروض أن المسئولية الأكبر تقع علينا نحن أكثر مما تقع على غيرنا.. نحن الذين عرفنا من ديننا -الخاتم أي الذي ليس بعده- أن العدل هو شيمة المعاملات والتعامل .. وأن الاحتكار جريمة .. وأن الغش حرام.. والربا حرام .. ومع ذلك فاقتصاداتنا -بما فينا إيران- ونحن المؤمنون بالله لا تخل من هذه المصائب كلها .. ثم ننتظر ألا يعاقبنا الله بما نفعل!

ألا يذكركم كلام الرجلين بما قاله ثالثهما "المسلماني"، وبما كتبه العبد لله في تدوينة "Same Same"؟ فكرة الأضداد التي توصلك إلى نفس النتيجة..المسلماني يسقط الشق الديني من المسألة الاقتصادية تماماً فيما نرى "نجاد" و"النجار" يقصران الأزمات على الجانب الديني فقط ثم نجد الثلاثة قد اجتمعوا بشكل غير مباشر على أننا في مأمن من العقاب الدنيوي والأخروي إذا ما غششنا ونصبنا واحتكرنا وهلَّبنا؟

من يعمل ويجتهد ويعدل ويتفادى كل الموبقات الاقتصادية يلقى جزاءه .. ومن يستعبط يلقى جزاءه أيضاً .. آمن بالله العظيم أم لم يؤمن.. وفي مسألة الأزمة الاقتصادية ، والكلام عن "الاقتصاد الإسلامي" وتحويل الزكاة إلى ضريبة .. لنا كلام قريب بإذن الله..والله أعلم..
* كل الشكر لصديقي عبده باشا صاحب مدونة آخر الحارة الذي لفت نظري لتصريحات "نجاد"..

Monday, October 13, 2008

أزهى عصور السكسوقراطية!

لمن يصرخون على "التحرش الجنسي" .. أقول له "ما غريب إلا الشوشو"!

فالمفردات والشتائم والألفاظ ذات الإيحاءات الجنسية منتشرة للغاية بين شرائح متعددة من الشعب .. وفي انتشار مستمر .. ويتعلمها "النشء الصاعد" بطريقة أو بأخرى في مراحل سنية مبكرة إما للتماشي مع المجموع وتفادي العزلة والنظرة "الدونية" لمن لا يعرف "لغة" أو حتى كسلاح دفاعي .. ولم تعد المسألة قاصرة فقط على الشبان فقط .. هناك فتيات يعرفن "اللغة" لنفس الأسباب التي يعرف الذكور من أجلها نفس المصطلحات ..ورغم أنني لم أعش فترات سابقة من التاريخ الاجتماعي المصري إلا أنني أشعر أن مجتمعاتنا لم تكن "مهذبة" لغوياً بالشكل الجميل المنمق الذي كنا نراه في أفلام الخمسينات والستينات ، وكانت "اللغة" مستخدمة فيه هي الأخرى بشكل رائج في مجتمعات أكثر انغلاقاً!

و"اللغة" تزحف بشكل أو بآخر حتى على الفن .. والجنس نفسه أصبح بالمناسبة معياراً من الباب للطاق لـ"الجرأة" في الأعمال الفنية والأدبية .. ومعياراً لجذب شرائح من الجماهير لأعمال فنية وأدبية بعينها (الفيلم دة قصة ولا مناظر).. وهناك من يقول - وهو قول له منطقه ووجاهته- أن الدراما رسبت عن غير قصد إلحاحاً على مفهوم الحب التقليدي بمعنى أن الشخص يجب أن يدخل في قصة حب لكي يتزوج.. (مش الواحد عايز برضه يحب ويتحب؟ -معنى كلام قاله لي أحد السادة المتحرشين).. وحتى في أكثر الشرائح محافظة نجد الإفيهات والإيحاءات الجنسية من أكثر المواضيع مناقشةً..

وهناك علامة يساوي كبيرة موضوعة بين الزواج والجنس .. ويلعب الجنس دوراً كبيراً في الإلحاح المجتمعي والمذهبي الديني (وليس الديني) على الزواج بصفته -فقط كما يزعمون- وسيلة لتقويم الشهوة الجنسية (وسيبكم بقى من المودة والرحمة والنسب والصهر المذكورين في القرآن الكريم)..وهو إلحاح عنيف وظالم على من هم في سن الزواج يضغط عليهم بقسوة ويجبر منهم من يجبر على الدخول في اختيارات خاطئة يدفع أو تدفع ثمنها فيما بعد .. وقد يدفع البعض الآخر لسلوك طرق ملتوية يحقق بها ما يريد.. وفي كل الحالات يظلم نفسه ومن حوله..

والجنس مستخدم في الدعاية المذهبية بشكل مبتذل.. فما الحالة الهباب التي تعيشها "الأمة" والتي من مظاهرها ارتفاع معدلات الطلاق والانفصال (طبقاً لإحصائيات المراكز البحثية البوليسية*) إلا نتيجة طبيعية لتعسير الزواج وغلاء المهور (ولا مانع من الاستشهاد بأحاديث مفرغة من سياقها) تدفع الناس دفعاً إلى الزنا والزواج العرفي (عليه انقسام فقهي كبير حتى داخل المدرسة السلفية) ولعدم "غض البصر" (ولا خلاف على الإطلاق فيه ونحن مأمورون به بنص القرآن الكريم.. لكن هل النظر إلى الحرام وحده هو الحرام الوحيد؟) .. وكل من يجرؤ على انتقاد هذا الإلحاح.. ومعه من يقول بفطرته البسيطة أن "الجواز قسمة ونصيب" ولا داعي لهذا الإلحاح الفج عليه ينتظره التفسير الغبي والجاهل لقول الله تعالى "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا..." (سورة النور: 19).. لماذا لم نسمع من يمطرون الناس بهذه التفاسير يحاضروننا في "الفاحشة" و"الفحشاء" و"الفحش" وهي مفاهيم تنطبق على أشياء كثيرة في حياتنا؟ إن صدقت مساعيهم في ذلك ربما تتغير الأمور للأفضل كما أسهموا في تغيير أمور أقل أهمية لدى الناس..

انتشار التحرش أمر طبيعي جداً إذا كان هذا هو الواقع.. هناك من يقول أن التحرش ليس سببه مظهر الفتاة وملابسها (وهو قول له ما يؤيده وما يعارضه لدى البعض) فأضيف أنه أيضاً ولو المهور بملاليم والشقق مرمية والشغل في كل حتة (على رأي الشاعر الذي لا أحبه "أيمن بهجت قمر") فسيستمر التحرش وسيستمر الانحراف وستستمر الأمور على ما هي عليه..

إلى أن نعترف بأصل الداء.. وألا نجده يقابل باستسلام مجتمعي وسلبية من قبل كثيرين ممن يعظوننا في الدين.. ساعتها ستتغير الصورة للأفضل بإذن الله..
* ولا داعي لدفعي للإفراط في ذكر رأيي الشخصي في تلك المراكز كي لا أجد نفسي -غصب عني- وقد سقطت في فخ استخدام اللغة! :)

Friday, October 10, 2008

تطهير ..أم غسيل؟

في مجتمعاتنا نقسم أموراً كثيرةً على اثنين .. مع علمنا بأنها لا تقبل القسمة إلا على الواحد الصحيح.. منها "الشرف" و"الحلال والحرام".. من هنا جاءت فكرة هذا التصنيف والذي كان لكاتب هذه السطور مقال سابق فيه قبل أسابيع..

الحلال بين .. والحرام بين .. صحيح أن هناك العديد من مصادر الأموال اختلفنا ونختلف وسنختلف على مدى حلها أو حرمتها إلا أنه من المدهش أن مفاهيم الحلال والحرام تتعطل -أحياناً- في أمور معروف ومحسوم موقفها من الحل والحرمة.. وقد يوضع لها - عن قصد أو غير قصد- معايير جديدة تماماً تستسيغ وتبرر الحرام معلوم الحرمة ما دام فيه "المصلحة".. والكلمة الأخيرة شديدة المطاطية!

ومسائل الأموال بالذات تنطبق عليها الفقرة السابقة .. والمسألة أبعد بكثير مما يحدث مع كل "شرف فتح الباب"..

مثلاً.. لدينا بالتأكيد مشاريع من المعروف أنها بنيت بأموال المخدرات ،والتزييف ، والرشاوي ، ويقال "السيكو سيكو" .. ومن ضمن تلك المشاريع مشاريع خدمية ، ومستشفيات ، وعيادات ، ومساجد.. ولأن الأمر يثير "لخبطة" أخلاقية .. ولأن ديننا يدعو إلى مكارم الأخلاق.. فكان من الطبيعي أن يسأل الناس عن الموقف من التعامل مع تلك المؤسسات أو مع تلك النوعية من المال إذا ما وجهت إلى "المنفعة" العامة..

بالنسبة لي كشخص عادي .. الفتاوى التي ترد على تلك التساؤلات تنقسم إلى ثلاثة أقسام : قسم واضح يرفض تلك الممارسات رفضاً تاماً ، وقسم "عقلاني" كما يقدم نفسه ، وقسم ثالث يُفهَم من فتاواه (ولعله فهم خاطئ) أنه يدعم كل تلك الممارسات المشبوهة السابقة ويبحث لها فقط عن غطاء فقهي..

نركن القسم الواضح على جنب..

وجهة نظر الفريق الثاني بسيطة.. هذه الأموال كسبها صاحبها من الحرام .. ويريد التكفير عما فعل.. فقرر استغلال هذه الأموال -الحرام- في أوجه النفع العام (حيعمل بيها إيه يعني.. حيحرقها ولا حيحدفها في البحر؟).. ما يميز هذا الفريق أنه يعلم تمام العلم حرمة تلك الأموال و"مبيجائرش" في الموضوع.. ويفترض "حسن النية" في أصحاب تلك المشاريع (رغم أن سوء النية قد يكون مفترضاً أيضاً.. بمعنى أن تلك المشاريع المبنية بالأموال الحرام تلك غرضها تحسين صورة صاحبها والرياء والمنظرة وما إلى ذلك)..

أما القسم الثالث فيصدق فيه قول الشاعر "يكاد المريب أن يقول خذوني" .. قد تكون نيته طيبة لكن ما يحدث منه يحرض على الشك.. ويُفهَم منه - أكرر- أنه يهدف لكسر الحاجز النفسي -المفروض وجوده- بيننا وبين تجار المخدرات والحرامية والمرتشين وبين ما يكسبون من أموال .. (ليه لأ ما تتعملش مشاريع من أموال المخدرات والرشوة؟) .. (هوة المرتشي يفرق إيه يا جماعة عن الشخص العادي).. وربما (إيه هو الحرام في تجارة المخدرات؟ مش ربنا بيقول "وأحل الله البيع"؟ مفيش نص في القرآن الكريم بيحرم تجارة المخدرات.. وحرمتها مكتسبة من تحريم وتجريم ولي الأمر ليها)..

لا أدعو للدخول في نوايا الناس .. سواء نوايا المفتين أو نوايا الحرامية أنفسهم.. ولكن ألا يفترض أن يكون الدين أساساً في خلق حالة من الرفض لتلك الجرائم والسلوكيات لا أن يكون غطاءاً لها؟ بعبارة أخرى: ألا يفترض أن تسهم كل الكمية الرهيبة من العلماء والشيوخ والمتحدثين والمحدثين وحتى من يسمون أنفسهم بـ"المفكرين الإسلاميين" (اللي طلعلولنا في البخت) في رفض استخدام "التطهير" كـ"ستار" لـ"الغسيل"؟ ألا يحرص كل هؤلاء على وأد فكرة "الحرام حرام طالما ما باستفيدش منه"* في مهدها؟
* وحكاية استخدام هذه الفكرة مع الفن هي محور تدوينة قادمة بإذن الله..