تودع "الدين والديناميت" العام 2006 بأفراحه وأتراحه ومآسيه ومهازله وملاهيه التي تقتل من الضحك..
ولا يمكن الحديث عن هذا العام دون الحديث عن نوعين من مجاذيب الحسين ، النوع الأول فرقة "إلا البيروقراطية" المكونة من صحفيين ومسئولين حزبيين بيروقراط يدافعون بجنون عن سيطرة الفكر البيروقراطي على كل ما يخص المصريين ،والثاني فرقة جديدة بعض أعضائها من الفرقة السابقة تولول على حال الأزهر بعد أحداث الإخوان الأخيرة ، وتتساءل في بلادة و "سنتحة": أين كان الأزهر عندما اخترقه الإخوان؟
القاسم المشترك بين الفرقتين هو التشنج الذي يفوق ما يقوم به مجاذيب الحسين ، وأن كلاهما يستعبط!
أين كانت الفرقة الثانية طوال سنوات كان فيها الأزهر على مدى عقود مخترقاً من جميع الجهات ، صوفيين وإخوان وبترودولار وتيار سلفي؟
تناولت "الدين والديناميت" في موضوع سابق "امسك حرامي" في شهر يونية موقف بعض الشيوخ المحسوبين على المؤسسة الأزهرية من الاحتكار ، أعتقد أنه من السذاجة التفكير في مواقف معارضة للاحتكار داخل المؤسسة الأزهرية ، عطفاً على حقيقة أنه يوجد داخل الأزهر مركز اسمه مركز "الشيخ صالح كامل للاقتصاد الإسلامي".. الكلام على مين؟
تعاملت إدارة جامعة الأزهر ببلادة متناهية مع ما نشرته عشرينات ونشرته هنا نقلاً عنها عن وجود "طلبة غشاشين في مادة القرآن الكريم" داخل المؤسسة الأزهرية ، ولم نسمع عن أي ضوابط أو أي إدانة ، طبعاً لا تنتظر من الفرقة الثانية المشار إليها في بداية التدوينة أي إثارة للموضوع على خطورته .. السيد الفاضل رئيس جامعة الأزهر حاول استغلال الأمر مؤخراً في حربه على طلاب الإخوان.. مشكلة سياسية عنده أهم بكثير من أن يقف على منابر مساجدنا شيخ غشاش.. سلامتها أم حسن!
قانون تجريم الإفتاء من غير المتخصصين الذي نشرت عنه عدة مواقع وصحف وقدمته سابقاً في "القانون المامبو والمسخرة الجامبو" قبل أشهر كان نكتة العام على حق ، فلم يعد أحد يعرف من هو المتخصص من غير المتخصص ، وأساتذة الفقه المقارن الأزهريون المحترمون الأكارم متفرغون لاتهام بعضهم البعض بعدم التخصص ، إذا كان ذلك غريباً فإن الأغرب فعلاً هو أنك لا تجدهم يردون على أي من المفتين غير المتخصصين! تجدهم في موالد الصوفية والندوات ويتحدثون عن "تجديد الخطاب الديني" ويفرحون بلقب "مفكر إسلامي" -لقب يطلق عشوائياً هذه الأيام- في الوقت الذي يختفون بقدرة قادر عندما نحتاج لرأيهم واجتهاداتهم .. إن وجدت طبعاً..
قد يكون ما أثير عن "ميليشيا الإخوان" خطيراً ، لكنه لا يمثل واحداً بالمائة من فقدان أكبر جامعة إسلامية على وجه الأرض لمصداقيتها في الشارع الأمر الذي جعل شرائح من الناس تقبل على شرائط الميكروباص وقناة الناس ومواقع شلل الزعامة الدينية على النت ، من فشلها في تخريج الفقيه المجتهد والمهني المتبصر بأمور دينه ، من تقديمها لكريم عامر وأمثاله وهم كثر (مع شديد احترامي لصراحة هذا الرجل وبجاحته كما ذكرت سابقاً) ، وبالتأكيد لم يظهر كريم عامر من فراغ!
ولا تسأل عن الفرقة الثانية بالتأكيد عندما يطلق بعض الأزهريين تصريحات غير مسئولة من عينة أن الانتخابات تخالف مبدأً إسلامياً ، وأن من حق ولي الأمر شرعياً أن يفعل كذا وكذا في الانتخابات .. ضحك علينا اللادينيون لما قالوا يا بس بسبب هؤلاء وفرقة المجاذيب !
الحقيقة موجودة في كل مكان ، ولا تحتاج لتفتح موقع هذه المدونة أو غيرها لكي تراها ، كل ما أتمناه أن يمتلك القائمون على الأزهر شجاعة الاعتراف بالخلل الحادث حولهم والمتورطون فيه ،وجرأة اتخاذ التدابير لإصلاحه ، وعدم الاستماع لفرق مجاذيب الحسين وغيرهم ممن لا يهمهم الأزهر ولا مصر نفسها في شيء..
كل عام أنتم بخير ، وربنا يهدي العاصي ويشفي العيان!