Monday, March 12, 2007

هية المزيكا حرام؟

مقدمة : ليس الغرض من المقال هو استعراض الآراء الفقهية حول الموسيقا والغناء ما بين الإباحة والتحريم ، حتى لا أجد ردوداً عبارة عن فتاوى من هنا ومن هناك ، ويتطور الأمر إلى تلاسن ثم تشاجر بين أنصار الآراء المختلفة .. الغرض فقط من المقال هو توجيه هذا السؤال البريء جداً إلى البعض ممن يعظوننا وبعنف بحرمتهما بينما يتحايلون ويلتفون على ما يقولون!

أبدأ من "ريحة الحبايب" .. فرقة قناة الناس ، والذي وصل الأمر بأحد مشايخها بتحريم إنزال النغمات الموسيقية على أجهزة المحمول ، في الوقت الذي يغني فيه مشايخ القناة كلهم تقريباً ، ومنهم على ما أعتقد صاحب تلك الفتوى نفسه ، القرآن الكريم .. صحيح أنه قد يعترض من يعترض على ما أقول مستشهداً بحديث عن التغني بالقرآن ، لكن اسمعوهم واحكموا ، وستجدون ما لا يستطيع بعض المطربين الحاليين أداءه في أغانيهم..ومش كدة وبس..

تذيع القناة المصون بين الفقرات "دعاء ختم القرآن" ، وهو يختلف إلى حد كبير جداً عن الدعاء الذي نجده في آخر المصحف ، يلقيه ، أو للدقة : يغنيه أحد الشيوخ بشكل فج كما لو لم يكن ذلك في "صلاة" التراويح!

وقد تضحكون عندما أذكر بما قاله أحد زملاء الشيخ المغني عن سامي يوسف (ولست بالمناسبة من المهووسين بهذا الأخير) ، عندما وجه ليوسف انتقادات بسبب طريقة أدائه ، معطياً إيانا موعظة طويلة عريضة عن "الدعاء الهادف" و "الدعاء الذي يحمل قيمة".. عجبي!

الروش في الموضوع أيضاً هو الطريقة التي يتحايل بها أصحاب تلك القنوات على "تحريم الموسيقى" باستخدام الأصوات البشرية مكان الموسيقى ، "موسيقى إسلامية" يعني ، على شوية اف اكس ومؤثرات ، ومن المطمئن أنهم لم يعدوا هذا الاف اكس إسلامياً أيضاً.. يالله ع البركة! وهناك في القناة المذكورة برامج تعتمد تتراتها على هذا الأسلوب من بينها "سهرة إيمانية".. إذا سمعت التتر ستستغرب مثلما استغربت!

الموسيقى موسيقى سواء أعزفت بالبيانو أم بالزنبوع أم بالصوت البشري أم بالصوت الحياني أم حتى بصوت العرب ، لماذا لم يقتنع هؤلاء بتلك الحقيقة الصارخة؟

كان من باب أولى أن يكون هؤلاء في تلك القنوات أكثر اتساقاً مع أنفسهم ، وأن يوقفوا أي شكل من أشكال الموسيقى المستترة والظاهرة والتطريب الصارخ حتى بين يدي المولى عز وجل ، طالما هم يؤمنون بأن الموسيقى حرام.. حرام .. حرام..والله تعالى أعلى وأعلم..