Friday, December 14, 2012

كسر يا جدع

ربما كانت هذه التدوينة سبباً في فصلانكم مني إلى الأبد ، الحق بيوجع ، وربما بدت بعض - لنقل معظم - الحقائق ثقيلة الظل ، وليس الإنسان في حالة تسمح له بمواجهة أي شيء بهكذا ثقل ظل حتى ولو كان الحقيقة المرة..

دعوني أكتب عن لقطة صغيرة ، لأن اللقطات الكبيرة تكلمنا عليها سابقاً غير مرة ، شيعها كثيرون بـ"هههههههه" وتركوها حتى أصبحت أمراً واقعاً ، ولست نفسياً على استعداد لذكر أمثلة ، ولا يبدو فيها أن المناخ - يؤسفني أن أقول ذلك - ليس مهيئاً للتفكير بصوت عال ، الأمر الذي تعد "الدين والديناميت" محاولة بريئة لعمله..

وقبل أن أدخل إلى التفاصيل ، اسمحوا لي بأن أدلي بصدمة ، وليس مجرد رأي ، قد ترفضونه بالإجماع ، وربما لا تتحملون قراءة هذه التدوينة لنهايتها بسببه : من بين من كانوا في التحرير طوال الأيام الثمانية عشرة كان هناك عدة آلاف فقط يعرفون أهداف الثورة ويؤمنون بها ، وربما كانت عدة الآلاف تلك على غير انتمائي السياسي - الحمد لله ماليش أي انتماء سياسي ودة شيء أشرف بيه وما يقللش مني كبني آدم - وربما كانت لها تصوراتها المختلفة عن تصوراتي ، وربما لم يلعبوا ذلك الدور الضخم في المشهد الثوري ، وربما لم تتوجه إليهم كاميرات الإعلام وصحف حرامية المال السياسي الذي سرق الثورة -مزعلاكم المال السياسي؟ طب المال السياسي المال السياسي المال السياسي- ولم تتم بروزتهم أو اصطحابهم في لفة تسول سياسي على الفضائيات ، لكنهم ليسوا المعنيين بالآتي بعد..

أرفض رفضاً قاطعاً بالتأكيد وبلا مزايدة قيام الشيخ المحلاوي بتحريض الناس على التصويت بـ"نعم" في الاستفتاء الذي سيبدأ بعد ساعات ، لكن ما أرفضه أكثر هو أن يتم ضرب المسجد بالطوب ، من قبل مجموعة تمثل حقاً وصدقاً الفصائل التي تربحت سياسياً من الثورة وأصبح الحرامية يخطبون ودها لكي يركبوا الثورة على ظهورهم (والصراحة راحة ياعيني ما عندهمش أي مشاكل..ما دام إن بابليك ونوفيلينجز يبقى سو وات)، وكان هناك للاعتراض على الشيخ المحلاوي ألف بديل متحضر وعقلاني ، منه الشكوى للجهات الرسمية وإبراء الذمة ، أو النقاش معه - بأدب - داخل المسجد ، وليس على النحو الذي حدث قبل أشهر عندي في "المنصورة" والذي يتعامل فيه البعض مع إمام المسجد كمطرب يغني على "البست" ، أو في نقل النقاش بعيداً عن المسجد..

وأسأل "باقي الميدان" - بعد أن استثنينا منه من هم بعد الشر الثوار الحقيقيين المؤمنين بمبادئ الثورة الحقيقية وليس المؤمنين بالزعماء وما أكثرهم بكل أسف ، عن طبيعة علاقتهم بدار العبادة أياً كانت ، مسجداً أو كنيسة ، سؤالاً فكرياً صرفاً..

هؤلاء - المدنيون .. تذكروا - أطلقوا مظاهراتهم من مساجد ، وتجمعاتهم من مساجد ، رغم أن المساجد ليست بالمكان الصالح لممارسة الدعاية السياسية لأي فصيل كان ، وهذا رأي كاتب السطور من فترة طويلة و"لن" يغيره ، ثم قبلوا "وثيقة الأزهر" رغم أنها خرجت من جهة دينية ، ولم يطالبوا بخروج الوثيقة من جهة كـ"جامعة القاهرة" التي تعد أول جامعة للتعليم غير الديني في مصر قبل مائة عام ونيف ، والتي تعد رمزاً يجمع عليه المصريون على اختلاف أديانهم ، وعندما تمت مهاجمة بعض الكنائس على يد متطرفين أو مخربين قامت الدنيا ولم تقعد ، الآن انتهت علاقة المصلحة بين "هؤلاء" وبين المسجد كدار عبادة ، ولم يعر أحد انتباهاً للجريمة التي نشرنا عنها في تلك المدونة وقت تمت مهاجمة مسجد في المنوفية ، وكتب عنها كاتب السطور تدوينته "السقف الأخير" ، ليتحول المسجد وربما الكنيسة مع الوقت إلى هدف للعنف السياسي ، شخص داخل المسجد أخطأ خطأً كبيراً ، فما ذنب المسجد كدار عبادة؟ مش عارف.. ومش عايز أعرف..

ما حدث مجرد بداية لسلوكيات أكثر عنفاً في مجتمع أصبح أكثر عنفاً ، تخيل أن حذاءاً قد سرق كما حدث معي منذ بضعة سنوات ، وشعرت أن طاقم المسجد متغافل عن تلك السرقة بما أن لصوص المساجد معروفين عندنا وعمال المساجد يعرفونهم هم وعامة الشعب وفي أحيان يتركوهم ، تخيلوا المشهد الآن في مجتمع لا يطيق أن تقف ذبابة على أرنبة أنفه ، ح أكسر الجامع على اللي فيه ، وأكسره لوحدي ليه ، أجيب الشلة تكسر فيه معانا لحد ما تبقاش فيه نجفة سليمة .. يد الله مع الجماعة .. وإيد لوحدها ماتكسرش.. وبالمرة أعلم على الجامع أنا والشلة ونشيل معانا مبرد مية من المبردات اللي مالهاش لازمة ، ما احنا مجتمع "عبده موتة" و "إبراهيم الأبيض" وفيلم "الجزيرة".. أنا الحكومة ..أنا الحكوووومة..

هل سيكون لنا نفس للتفاخر بالتدين المصري الذي لا يجرؤ معتنقوه على مهاجمة دار عبادة ، سواء أكانت مسجداً أو كنيسة ، ونحن نشاهد في مصر ما قد يشبه بوادر عنف ديني هدفه دور العبادة ، ولسة لما الشيعة ييجوا يونسونا هنا على شوية البهائيين ونبقى دوري أبطال العنف الديني ، مع ظهور منطق "جحا أولى بكسر جامعه" ، أنا ما أكسرش كنيسة ولا معبد يهودي مثلاً ، أما الجامع فمنا وعلينا نروح نكسر فيه براحتنا ، كمن يرفضون معاكسة بنات الحواري الأخرى مكتفين بالتحرش ببنت حارتهم.. دييييني وأنا حر فيه!

المسألة تحولت إلى مصالح في مصالح ، مصلحة للمتطرفين ومصلحة أيضاً لمن يقولون أنهم معتدلون ، لأنصار الدولة الدينية (ودة وارد مع رفضي القاطع ليه) وأنصار مدنية الدولة (ودة الجديد) ، دار العبادة مصلحة للدعاية السياسية مع وضد ، شيخ يقوم بالدعاية بنعم وشيخ يقوم بالدعاية بلا ، الخطبة نعم والورق المتوزع جوة الجامع يقول لأ .. لأ وإيه.. ويجب أن تمثل التدين على مزاج أهلي وإلا فلا ، هذه هي مصلحتي مع المسجد على الأقل ، وأهو بالمرة ننقل الانحطاط خاصتنا خارج أسوار المسجد إلى داخله ، إن بابليك ومن غير فيلينجز.. يبقى سو وات؟.. سلملي على الشعب المتدين تدين سمح بفطرته .. بعد ما تكون سلمتلي على الترماي.. وسك ع البك..

كسر يا جدع بلاش كلام فارغ..