Thursday, August 30, 2007

قبل أن تشتم.. فكر قليلاً

طبقاً لمعايير السادة الذين لا يزالون يستعرضون مهاراتهم في الشتم في موضوع مر عليه عام ، ولمعايير المتمذهبين الذين يتمتعون بحرية حركة غير عادية في أماكن مختلفة من العالم الإسلامي ، وبما أن أولئك وهؤلاء يختزلون الدين في مذاهبهم وتفاسيرهم .. فإن الإسلام يعيش أزهى عصوره .. لكننا كلنا - بعيداً عن الاستعباط أعزكم الله - نعرف أن هذه الفرضية أبعد ما تكون عن الحقيقة..

هناك سؤال يسأله رجل الشارع العادي الذي لا يعرف مشايخ الشرائط ولا شيوخ الطرق ولا الملالي ولا أسماء المذاهب ، هذا السؤال أتركه لمحترفي "الزعيق" والشعارات :

في الوقت الذي توجد فيه آلاف الشرائط "الإسلامية" ، وعشرات المطبوعات "الإسلامية" ، وعشرات الفضائيات "الإسلامية" ، ومئات من الشيوخ المتحدثين في الفضائيات والشرائط ولهم مريدون يصلون في بعض الأحيان في تصرفاتهم إلى مصاف الـ"هووليجانز" لا يفترضون أن مشايخهم يخطئون ويصيبون مثل عامة البشر، يصطف الألوف وراءهم في الدروس والخطب ، ويصطف نفس الألوف وربما آخرون خلف مطربي ختم القرآن في ليل رمضان.. ومع ذلك ترى السلوك والأخلاقيات في أحط مستوياتها.. حتى في قلب شهر الصيام الذي نحن مقبلون عليه بعد أقل من نصف الشهر؟

حاولت أن أسأل هذا السؤال لنفسي أولاً ..

لا أريد أن أسمع تبريرات غبية كالتي نسمعها كل يوم لكل شيء ، من عينة عصر الإنترنت وقنوات الأغاني الهابطة والمؤامرة على الإسلام والحكام العرب والحكام الأفارقة والعمل السفلي وإنسان الغاب طويل الناب!

السبب الحقيقي كما أراه أن السلوك مثل العقل .. خارج اللعبة!

الجانب الأخلاقي والسلوكي الذي بُعِث خير البشر لإتمامه غائب كل الغياب عن الشرائط والمواعظ والجلسات والخطب..وإن وجد ففي مظاهر محدودة وضيقة للغاية.. بلا سبب!

هناك آيات بعينها لم أسمع خطبة كاملة في حياتي في أي مكان ذهبت إليه بما فيه مساجد مشايخ الشرائط تتناولها ، من بينها "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى" ، "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها"..والشيء نفسه ينطبق على أحاديث نبوية كثيرة .. معظم الخطب في المقابل إما أنها تتناول فقه العبادات ، أو المسائل الأخروية ، أو التاريخ..وللتاريخ من يرددونه ويطيلون الخطب فيه (لزوم الشرايط طبعاً) دون ترك عظة واضحة أو عبرة تنفع السامع.. كما سأتناول قريباً في تدوينة مستقلة إن شاء الله تعالى..

ومن الخطب إلى الشرائط إلى القنوات وحتى مواقع النت ، مثل هذا الموقع على سبيل المثال.. لا اختلاف يذكر بكل أسف..

ثلث الدين مغيب بالكامل بجوانبه السلوكية، بمكارم الأخلاق التي بعث الرسول الكريم لإتمامها، وإن حضر الثلث المعطل ففي محاضرات شديدة السطحية و"قعدات مصاطب" على الفضائيات لا يخرج متابعها بنتيجة تُذْكر.. حننهب؟!

النتيجة محلك سر ، دوران في المكان ، مثل القطة التي تحاول لعق ذيلها وهي تدور حول نفسها.. رشوة وسرقة واحتيال ونصب وكل ما تتخيله ولا تتخيله في وجود كل هذا الخضم مما يتباهى به السادة الشتَّامون.. حتى الموت لم يعد يعظ..

ما سبق كان مجرد استنتاج.. يحتمل الخطأ والصواب .. وطلبي إلى أي شتام أن يبحث عن إجابة لهذا السؤال لرجل الشارع ولي قبله.. ويكون قد كسب فينا ثواباً!

Friday, August 10, 2007

بمناسبة حجازي .. أسئلة شريرة

بعد محاولات وأكثر من سيناريو لكتابة هذه السطور ، اخترت اختزال ما أريد قوله في أسئلة شريرة خبيثة ثقيلة الدم قررت تركها لكم للتفكير فيها..

1-ماذا سيستفيد الإسلام بأناس دخلوه إما لـ"تخليص مصلحة" أو لتحقيق مكاسب شخصية وهو لا يؤمن به أساساً؟

2-أليس من العبثي أن يدعو مواطنون يدينون بدين ما مواطنين آخرين من نفس البلد معتنقين لدين آخر لدينهم؟ .. والكلام هنا على سبيل التعميم المطلق..

3-هل من مصلحة المسلمين التي يتشدق بها المروجون للتمذهب أن يعيشوا في مجتمع مستقر متعايش ، أم في مجتمع تسوده وتحركه العصبيات الطائفية والدينية والمذهبية؟ أم أن مصلحة المسلمين في وجهة نظر البهوات هي أضرحة وشرائط وخطباء ومظاهرات والسلام عليكم؟

لنبحث معاً عن إجابات.. ربما نجدها!