Monday, June 26, 2006

القانون المامبو .. والمسخرة الجامبو!

أعرف أنه من عدم الحصافة بمكان كتابة عدة تدوينات في مدى زمني قصير .. فهذا لا يترك وقتاً للقارئ بأن يقرأ ويفكر ويعلق ، ولا يترك لي وقتاً لأناقشه وأتفق أو أختلف معه .. لكن الأحداث الغريبة المتلاحقة في محيطنا لا تترك لي وقتاً لأتفرج عليها .. فكلما تظهر أحاول بكيبوردي المتواضع تسليط الضوء عليها .. والضحك معها وعليها إن كانت مضحكة .. كسائر الأحداث في هذا البلد المسكين!

لا ننكر أن كل من هب ودب تحول إلى مفتي يقول هذا حلال وهذا حرام ، سواء أكان أزهرياً أم أكاديمياً أو حتى مختلاً عقلياً .. لكن هل ذلك يبرر أن يقدم الأزهر مشروع قانون "يجرم" الفتوى من غير المتخصصين؟

هذا ما حدث بالفعل ، الأزهر يتقدم بمشروع قانون يجرم فيه الفتوى من "غير المتخصصين"..وانبرى عدد من دكاترة الأزهر في حوار أجرته معهم الشرق الأوسط اللندنية مطالبين بتعزير من يفتي بلا تخصص ولا تخصيص.. كلام جميل وكلام معقول .. لكن..

لكني أطلب من هؤلاء بأن "يكلمونا بالهجايص" حتى يستطيع رجل الشارع العادي فهم ما يريدون توصيله لنا .. أولاً .. هل وصلنا لدرجة من النفاق ننتظر فيها "عصاية" تنزل على أم رؤوسنا إذا ما أفتينا فتوى خاطئة؟ أليس من باب الأولى أن يكون هناك وازع ديني حقيقي داخل نفس كل من يفتي؟ أليست هذه مهمة المتخصصين؟..أين المتخصصين إذن في مواجهة غير المتخصصين؟ وماذا لو تضاربت بعض فتاوى المتخصصين مع بعض فتاوى متخصصين آخرين(وهو ما حدث كثيراً ولا يزال يحدث)؟

ثانياً : بما أنني درست القانون ضمن دراستي التجارية ، تعلمت أن القاعدة القانونية عامة ومجردة وواضحة ، وبناءً عليه أتقدم بسؤال سخيف وثقيل الدم ورزل إلى المتقدمين بمشروع القانون : من هم "المتخصصون" حتى نستطيع تمييزهم عن "غير المتخصصين"؟ هل هم الأزهريون فقط؟ أم من تختارهم وزارة الأوقاف للعمل ضمن كوادرها كخطباء؟ هل هم "شيوخ الأزهر" أم "دكاترته" أم الاثنين معاً؟ .. والأهم .. هل يشترط في المتخصص أن يكون ملتزماً بالزي الأزهري.. حتى يسهل تمييزه عن السباكين والنجارين على حد تعبير السيد الأستاذ الدكتور المفكر وزير الأوقاف؟

قد يكون "المتخصصون" هم الأزهريون والعاملون بـ"المؤسسة الدينية" .. لكن عندما تفاجأ بالمصيبة السوداء التي فضحها عشرينات..أعتقد أنك ستضحك..ثمانية عشر ألف متقدم من خريجي الكليات الشرعية للعمل كأئمة ودعاة بالأوقاف ثلثاهم راسب في مادة القرآن الكريم!..وإيه.. يلجأ بعض هؤلاء الطلبة "للغش" للنجاح في مادة القرآن الكريم.. ولم لا .. والمراقبون من العمال والموظفين الأمر الذي يسهل جداً عملية الغش خاصة عندما يستعمل الطلاب المحترمون مصاحف صغيرة جداً .. للغش!

بما أن كبار مشايخ الأزهر والذين استفتى "عشرينات" بعض آرائهم على علم بما يحدث .. وبالتأكيد هم على علم بحقيقة أن القانون يسري على الحاضر والمستقبل في نفس الوقت.. هل سيشمل القانون تفرقة واضحة بين المتخصص الغشاش والمتخصص غير الغشاش؟

وكم ذا بمصر من مضحكات .. ولكن (آي دونت هاف تايم).. مع الاعتذار لفيفي عبده!

Saturday, June 24, 2006

مجتهدون .. خطر على الاجتهاد

عجلت "اسرق حرامي" على العبد لله نية الكتابة عن الاجتهاد وفقه الواقع ، رغم أنني كنت أنتوي الكتابة عن تلك المواضيع الشائكة على هامش شهر رمضان القادم بإذن الله ، وربما نرجع له بحلول ذلك الوقت..

فقصة الجدل الديني العنيف الثائر حول توصيف ما يفعله رجل البر والإحسان والاحتكار الشيخ صالح كامل تحت دائرة الاحتكار من عدمه ، ومواويل أخرى كقوانين نقل الأعضاء ، والحكم الشرعي للمراهنات في كرة القدم ، كلها كافية لفتح الملف من أوله لآخره ، مع الاستعداد لتحمل الصدمات التي يواجهها معظم من يفتحوه ، وكما يقال لنا قبل خلع أي ضرس مزعج ومؤلم : وجع ساعة ولا كل ساعة!

لنرجع للمجتمع الذي بدأت فيه الرسالة قبل أربعة عشر قرناً ، مجتمع بسيط فقير الموارد يتعيش على التجارة ، وعلى زراعة محدودة النطاق ، تحكمه علاقات شديدة البساطة ، قاصر فقط على رقعته المكانية فقط ، قبل دخول مرحلة التوسع والفتوحات في سنوات لاحقة.. قدم الإسلام سلسلة من المطلقات (=جمع مُطْلَق) .. وأنزل القرآن الكريم وظهرت السنة النبوية المطهرة للنص على تلك المطلقات كأصول التوحيد والعبادات وشرح قواعدها شرحاً يساعد على أدائها..

مع الوقت توسعت رقعة المجتمع الإسلامي ، تعددت مصادر الثروة فيه ، واختلط المجتمع الوليد بمجتمعات أخرى فتحها ، تأثر بها إيجاباً وسلباً أيضاً ، وازدادت الحياة نفسها تعقيداً وعلاقاتها تشابكاً ، وظهرت في حياة المسلمين أمور نسبية تختلف من مسلم لآخر باختلاف موقعه أو مهنته .. أمام تلك المستجدات ظهر الاجتهاد .. الذي بني على إيجاد حلول عقلية لمشاكل آنية وربما مستقبلية..

تقدم الزمن ، انغلقت أغلب البلدان العربية والإسلامية تحت الحكم العثماني، ساد الجهل ومعه الخرافة التي تمسحت باسم الدين لأغراض سياسية ، ثم تعرض بعضها (=مصر على سبيل المثال) لصدمة كبيرة من العيار الثقيل من عينة الاحتلال الفرنسي (1799-1801).. فكانت أشبه بدش ينايري مثلج نزل على رأس حبس لمدة عامين في فرن.. احتار الرأس ما بين الجمود الزائد عن الحد وما بين الفوضى .. وتأثر الاجتهاد بدوره بذلك أيما تأثر..

اليوم ، نحن في العام السابع من الألفية الثالثة (=إذا احتسبنا العام 2000 أول أعوامها) .. ولا زلنا نتجادل بعنف حول أحكام الاحتكار ، ونقل الأعضاء ، وفوائد البنوك .. وغيرها .. جدل يوضح لشخص من الناس مثلي مدى العشوائية التي سار بها وصار إليها الاجتهاد .. بشكل يجعل الناس تثق في الجمود وتقتنع به..

الاجتهاد والاستنباط تأثرا بثقافة الحفظ والصم التي حكمت التعليم الديني وغير الديني (بشكل أعنف).. فمن الممكن أن تجد دكتوراً أزهرياً يدرس "الفلسفة الإسلامية" ويطنطن طويلاً عن الاجتهاد وأهمية "تجديد الخطاب الديني" ، ثم تجده يفشل في تكوين تعريف جامع مانع للاحتكار مثلاً.. ويظهر من كلامه عدم الفهم للفروق بين مصطلحات مثل التجريم والتحريم ، وحتى وإن وجدت لها تعريفات في كتب الأصول القديمة فتستشعر أن تلك التعريفات معطلة عن العمل حتى إشعار آخر!

المجتهد حول نفسه إلى مفتي ، لا يقبل المناقشة ولا النقد ، وأصبح ديكتاتوراً أكثر من المشايخ الذين يصمهم بالديكتاتورية وضيق الأفق، وربما يتهمك هو أو بعض الهووليجانز خاصته بأنك جامد رجعي ومتخلف لمجرد أن تسأله كم ثلث الثلاثة ، وطبعاً يتطور الأمر إلى "عركة" على رأي السكندريين تصبح ساحاتها شاشات الفضائيات التي تبحث عن جنازة وتشبع فيها لطماً ، أو الصحف التي أرقام مبيعاتها في النازل وتعرف مدى حب القارئ للجدل الديني وبحثه عن أي شكل من أشكال الجدل.. ضعوا بعين الاعتبار أن الناس بطبيعتها لا تثق في العديد من الفتاوى لأن بعض الفتاوى المعينة تترك انطباعاً على أنها محركة من قبل السلطة لتلبية مصالحها وليس عملاً بصحيح الدين، أمر قديم قدم التاريخ الإسلامي نفسه (تعرفون سبب التنكيل الذي تعرض له الإمام مالك)..بل وتصف شيوخاً بعينهم بأنهم شيوخ السلطة (والحق أن بعضهم يسعى لتأكيد الشبهة عليه أكثر من نفيها!)..

قليلاً ما تشعر أن المجتهد له منهج واضح ، وأنه يفهم روح الفقه الإسلامي نفسه .. أنه يفهم أموراً مثل أنه لا ضرر ولا ضرار ، وأن دفع الضرر مقدم على جلب المنفعة ، وأن يعترف أصلاً بوجود تخصصات أخرى يجب عليه أن يعرفها وأن يسأل أهل الذكر بها .. فمن أقر المراهنات لم يسأل فيما يبدو أي متخصص في الشأن الرياضي عما يمكن أن تلحقه المراهنات من فساد قد يتسبب في كوارث رياضية كما حدث في دول أوروبية كبرى.. ونسى في الزحام أن دفع الضرر مقدم على جلب المنفعة..

وغني عن التعريف أن بعض من يسمون أنفسهم بالمجتهدين تربطهم علاقة عداء وتحفز بالنص ، فهو لا يقرأ النص بغرض تحليله وفهمه بقدر ما هو نقده ، ولا ينقد النص بقدر ما يرغب هو في نقضه .. كما حدث في حلقة كوميدية من البيت بيتك عن أحد البهوات الذي يفتي بأن الحج طوال العام ، بقراءة لغوية ساذجة ، وعندما تطرق مناظره أستاذ الفقه بالأزهر لحديث "الحج عرفة" وللسنة في ذلك الشأن عاد ذلك المجتهد ليؤكد أن السنة "ظنية" و.. و... ولا يملك هو ولا غيره أي آلية لفهم النص وظروفه وأسباب نزوله..

العشوائية والعك اللذان سببهما الأدعياء كانت كافية لانتشار الجمود وتعضيده، ولبقاء مطاردة توم وجيري بين المشايخ المتمسكين بحرفية النص وأدعياء الاجتهاد المتمسكين بكاميرات التليفزيون وأعمدة الصحف ، ولبقائنا في المربع رقم واحد إن لم يوجد المربع رقم صفر..ولو أن الساحة الفكرية الإسلامية احتوت على مجتهدين مثقفين فاهمين لاسترحنا قليلاً على الأقل.. حتى لو كانت اجتهاداتهم في الاتجاه الخطأ .. وليس مجموعة من عشاق الفرقعة رافعين شعار (أنا ح أفتي باللي في راسي).. مع الاعتذار لجاد شويري!

Friday, June 16, 2006

مسجد مكيف الهواء!

كان من الممكن كتابة هذه المسخرة التي حدثت لي قبل قليل من كتابة هذه السطور كرد ضمن تعليقات على تدوينة "خميس وجمعة وزقزوق".. لكن الأمر من الاستفزاز والغرابة لدرجة أنه يستحق الكتابة في تدوينة مستقلة..

أنا حالياً في أجازة في أحد المصايف ، وكأي مسلم عادي يأتي عليه يوم الجمعة يذهب للصلاة ، وقد ذهبت للصلاة في أحد المساجد الكبرى في ذلك المصيف ، ولأن الجو حار كما هو المعهود في ذلك الوقت من العام فقد تزاحم المصلون على الدخول للمسجد نفسه دون الصلاة في المساحة الضخمة المتاحة خارجه ، وسيلي ذكر تلك المساحة فيما بعد..

لن أتحدث عن خطبة الجمعة التي ألقاها وبكل استفزاز خطيب أوقافي معمم ملتزم بالزي الأزهري ، والذي دار فيها حول نفسه مكرراً سيلاً منهمراً من أخبار السلف الصالح رضوان الله عليهم كان من الممكن اختصاره رحمة بالمصلين الذين كان من الممكن أن تصلهم العظة أكثر إيجازاً ، فالرجل يخطب في مسجد به عدد ضخم من أجهزة التكييف ، والتي طلب منا سيادته الدعاء لمن تبرعوا بها .. ورفض سيادته الإطالة في الخطبة لأن الأجهزة .. معطلة!

وما أن قمت للصلاة ، إلا ووجدت نفسي وأنا المصلي داخل المسجد وحاضر الخطبة من بدئها محاصراً بلا صف أصلي به ، فما كان مني إلا أن زاحمت بكل شراسة للدخول إلى مكتبة المسجد التي تستقبل بعض المصلين ، وفور توجهي للمكان الوحيد الممكن فيه الصلاة وجدت مصلياً آخر بكل (.....) قادم من داخل المكتبة ليشغل هذا الفراغ..أضف لذلك أنه لم يصافحني بعد الصلاة (بما أن هناك شخصاً ما في مكان آخر قد أفتى بأن مصافحة المصلي للمصلين جانبه بدعة) وعندما استوقفته لأعاتبه بهدوء وأدب جرى بكل صفاقة!

مشهد ينرفز.. المسجد المكيف الهواء أولاً ليس به حصر (=جمع حصيرة) يصلي عليها الناس خارج المسجد منعاً للزحام بداخله ، ويتوضأ القادمون للصلاة فيه في دورة المياه لأن مكان الوضوء لم يعد بعد ، ثم يطالبنا بالتبرع وبصالح الدعاء لمن ركبوا أجهزة التكييف..

خرجت من المسجد غاضباً طبعاً من السلوك المتدني للمصلي المحترم والوضع المستفز برمته، ثم دخلت ، وكبحت جماح أعصابي وأدخلت لساني الطويل داخل فمي ، ودخلت لنقاش هادئ مع سيادة إمام المسجد الموقر الذي قال لا فض فوه أنه وعظ في الخطبة السابقة المصلين باحترام آداب الجمعة وبالجلوس في المسجد متراصين في صفوف كأنهم يصلون ..

لم أشأ الدخول معه في معركة كلامية ، فقانون الشارع غير المكتوب يقول في أحد مواده أن القادم لمنطقة غيره لا يبدأ برد الفعل العنيف وإلا استحق ما لا يطيق من أهل المنطقة ، ولم أقل لسيادته أنه فاشل بدليل أن الناس ومعظمهم حضر الخطبة السابقة لم يحترموا آداب المسجد ، ورغم ذلك لم يكلف نفسه بالحديث لدقيقة للمصلين عما يحدث .. ولا حتى بمطالبة أهل الخير بوضع حصر خارج المسجد حتى لا تتكرر هذه المهزلة مع مصلين آخرين..

ما دام المسجد مكيف الهواء مثل السينما ، فهل يطالبنا الإمام والقائمون على المسجد بالتراص في المسجد بأسبقية الحجز؟

إلى هنا انتهى كلامي "المؤدب" عن تلك الواقعة..بعد أن حصل لي ..التكييف!

Thursday, June 8, 2006

اسرق حرامي!

يعلن صاحب هذه المدونة أنه هذه التدوينة تحديداً مخصصة لذوي الأعصاب القوية والذين لا يعانون أي اضطرابات في ضغط الدم ولست مسئولاً بالمرة عن الآثار الصحية الخطيرة التي قد تنجم عن قراءة السطور القادمة ..

كتبت قبل أسابيع تدوينة بعنوان "حلالاً زلالاً" .. تناولت التدوينة كيف أن شركة مطاعم أمريكية "ما" تستغل الدين كاستراتيجية تسويقية دفاعية .. لكن لم يصل خيالي الشرير للدرجة التي وصل إليها رجل البر والإحسان وصاحب قناة إقرأ في تبريره الغريب للسياسة الاحتكارية التي يمارسها..

القصة بدأت في تحقيق نشرته المصري اليوم بتاريخ 8/6/2006 عن الحكم الشرعي لاحتكار نقل مباريات كأس العالم ، وحكم أصحاب الوصلات .. وعنونت الجريدة التحقيق بـ : علماء الأزهر: احتكار كأس العالم حرام.. و«الذين يفكون الشفرة» يسرقون سارقاً..

الدكتور عبد المعطي بيومي ، وأنا مختلف معه بشدة في معظم آرائه ، قال ما نصه :

مما لا شك فيه أن موقف محتكر بث وإذاعة مباريات كأس العالم حرام شرعاً، وكذلك من يلجأون لفك شفرات المباريات فكلا الموقفين حرام

ويضيف:

الاحتكار حرام شرعاً، خاصة إذا كان في الأشياء الضرورية مثل الطعام، وباعتبار الرياضة - خاصة رياضة كرة القدم - أصبحت هوي الكثيرين ومحط حرصهم، فإن الاحتكار هنا مصادرة علي حريات الناس واستغلال لهم يقابله فك شفرة القنوات الذي يعد لوناً من السرقة وكلاهما حرام شرعاً.


وفي نفس الاتجاه يسير الشيخ فرحات السيد المنجي أحد مشايخ الأزهر دائمي الظهور في الفضائيات :

احتكار بث مباريات كأس العالم حرام شرعاً، وكذلك فك شفرات القنوات، فهنا حرامي يسرق سارقاً، الأول يرتكب الحرمة لأنه سارق لحق السارق، والثاني سارق لحق الناس.

، إلا أن المنجي رفض بث المباريات علي شاشات عرض كبيرة في الميادين العامة لمواجهة الاحتكار، قائلاً:

إذا كان الشخص الذي يقوم بعرض المباريات علي شاشات عرض، مشتركاً في القناة المشفرة فهو كمن يسرق ويشتري طعاماً بالمال المسروق للفقراء.

يعني دة حرامي .. ودة حرامي..لحد دلوقت!

التوكسافين كله في اللي جاي (جهزت دوا الضغط لو ما خدتش بالك من التحذير):

العالم الجليل المحترم أحمد عمر هاشم نفسه يدافع عن الاحتكار قائلاً:

صاحب القنوات المشفرة هنا خصصها ليتاجر فيها ويربح ويدفع منها مرتبات الموظفين والعاملين، وإذا قام شخص بفك شفرة القناة فهو يسرق هذه المنفعة..
أما رجل البر والإحسان الشيخ صالح كامل فيقول :

الإسلام حرم الاحتكار، وأنا لست محتكراً، وبالعكس أنا جالب للخدمة والرسول صلي الله
عليه وسلم دعا لجالب الخدمة.

من المؤكد أن أحد الاثنين على الأقل على خطأ..

لنعرض كلام سيادة الشيخ الفاضل على العقل .. يقول أنه جالب ، والجالب مرزوق والحاكر ملعون كما يقول معنى الحديث الشريف ، لكن لماذا نسي ، ومن يؤيدوه مبدأً فقهياً أصيلاً هو "دفع الضرر مقدم على جلب المنفعة".. يا سيادة الجالب؟..

لو لم يحبس البيه رجل البر والإحسان والاحتكار السلعة لما سرقها منه أحد ، ولما استعان بعمرو خالد ليحذر المشاهدين من شراء الوصلات والاشتراكات الغير شرعية..

عندما يبرر الاحتكار بالدين ، فلا تستغربوا أن يبرر القتل ، والتدمير ، والتكفير ، ونشر الخرافة , والتخريب .. أيضاً باسم الدين .. الذي حولناه إلى ديناميت!

عقدة الوزير ومفتي الديار .. من السباك والنجار!

يحار العقل في فهم بعض التصريحات الغريبة التي تدلي بها شخصيات عامة تملك من السن والخبرة ما يبين لها بجلاء ما يقال وما لا يقال .. طبعاً ستتضاعف الحيرة عندما تكون الشخصية بطلة التصريح شخصية دينية ينظر الجميع لمنصبها على الأقل باحترام أيا كان هامش الخلاف مع ما تتبناه من آراء..

الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصريةتصريح غريب الشكل لمحمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف نشر بجريدة المصري اليوم يهاجم فيه بعض الأئمة الذين يلبسون الجلباب و "الشبشب" قائلاً : بالله عليكم كيف أميزكم عن السباكين والنجارين دون الالتزام بالزي الأزهري، الذي تصرفه لكم الوزارة، إن هذا الزي الذي يميزكم عن السباك أو النجار وغيرهما، وهو زي يزيدكم هيبة ووقاراً واحتراماً بين المواطنين!

أما التصريح الغريب الآخر فهو لفضيلة مفتي الديار المصرية أثناء زيارته للجزائر ، والذي وصف فيه المفتين المتطرفين بأنهم سباكين وقراصنة!

نمسك التصريحين واحد واحد ..

طبقاً لمتن خبر المصري اليوم ، استنكر بعض الأئمة ، ولهم الحق ، تصريح وزير الأوقاف ، وقالوا أنه هو نفسه غير ملتزم بالزي الأزهري ، فكيف يلزم به غيره ؟ ، وأضيف : لماذا لم يعترض على الشيوخ الأزهريين الذين لا يلتزمون بالزي الأزهري؟ وهل كل أئمة الأوقاف أزهريون ؟ وكيف يرتدي خطباء الأوقاف غير الأزهريين زياً أزهرياً ؟ وهل الزي الأزهري أصبح المظهر الوحيد الذي يكسب مرتديه الاحترام حتى ولو كان خطيباً حمبوللياً؟

أما عبارة فضيلة مفتي الديار فهي غريبة الشكل ، فالمفتون المتطرفون نكبة تناولتها في تدوينة سابقة "هذه الفتاوى الملغومة"، لكنهم ليسوا قراصنة ولا قطاع طريق .. وما هي علاقة القرصنة وقطع الطريق بالسباكة؟

تفسيري الوحيد للزج بالسباكين والنجارين وغيرهم من الحرفيين وغير الحرفيين هو أنه كان هناك فصل بارد لسباك أو نجار مع الوزير أو مفتي الديار.. والمعروف أن كثيرين - وربما يكون الوزير وفضيلة المفتي من بينهم - يظهرون على شاشات التليفزيون يعظون الناس بأن العمل شرف وبأن "الشغل مش عيب" ويستشهدون بحديث "هاتان يدان يحبهما الله ورسوله"..في الوقت الذي يستعملون فيه المهن الشريفة كسباب يطلقونه على من يستثقلون دمه!
وعايزننا نكسبها؟

*الصورة من إسلام أون لاين دوت نت

Wednesday, June 7, 2006

أصدق مين؟

هذه السطور كغيرها هنا في "الدين والديناميت" ، دعوة للتفكير بصوت عال قبل أن نكتم التساؤلات المشروعة بداخلنا فتنفجر وتفجرنا..

هناك سؤال سألناه ، ونسأله ، وسوف نسأله ، أياً كانت أعمارنا ومستوياتنا التعليمية والثقافية ودرجة تديننا .. أصدق مين؟

شيخ الجامع الفلاني قال أن مسألة ما حرام ، في الوقت الذي يفتي فيه شخص في الفضائيات بجوازها قائلاً أن الذين أفتوا بحرمتها هم جهال.. وتجد على فضائية أخرى أكاديمياً أزهرياً من يفتي برأي شيخ الجامع ويستغرب رأي شيخ القناة الفضائية الأخرى .. لاعناً الفضائيات وسنينها السودة التي جعلت أمثال شيخ الفضائية الأولى يستفردون بالناس استفراد أبو تريكة بمرمى الخصوم!.. وتكمل الحدوتة بأن تقرأ على النت في موقع ما رأياً مخالفاً لكل ما سبق!

نحن في العام 2006 ، هناك عشرات المصادر التي يحصل الناس منها على المعلومة الدينية ، فغير الكتب هناك المجلات الدينية ، هناك وسائل الإعلام المختلفة المسموعة والمقروءة والمرئية ، هناك إنترنت..

النتيجة المنطقية للوفرة في المعلومة الدينية هي زيادة الوعي والفهم .. وهذا هو ما لم يحدث .. فكلنا تقريباً بمن فيهم كاتب هذه السطور يعيش حالة من الحول الديني والبلبلة نلحظها كلما عرضت أي مسألة أياً كانت درجة بساطتها للنقاش..

العيب ليس في تكنولوجيا المطابع ولا الفضائيات ولا إنترنت .. بل هو في البشر الذين يستخدمون كل تلك التقنيات ..واستخدامنا للتقنية يخلط بين الترف والفشخرة الكذابة والجهل .. والأخطر هو التحزب والتعصب.. كل حزب ديني (أقصد أي فئة دينية أو مذهب يتصرف أتباعه كأنهم في حزب سياسي) له مشايخه ، ونفوذه في الفضائيات ، ومجلاته ، ومطبوعاته ، وكاسيتاته .. كل حزب بما لديهم فرحون ..

وعندما "تبحلق" في المشهد ستصل لخلاصة عجيبة ، وهي أن معظم ثقافتنا الدينية ثقافة سماعية ، فرغم وجود كتب تملأ مكتبة الكونجرس في الفقه ، إلا أن الشيوخ ، والأزهريين منهم على سبيل المثال ، قد تلقوا ما فيها سماعياً من مشايخهم لينقلوها لنا على منابر الجمعة وفي الفضائيات وعلى صفحات الجرائد والمجلات.. وبما أن الكتب القديمة على كثرتها تحتاج لجهد جهيد في التبسيط حتى يستطيع أي عقل هضمها ، وبما أننا شعوب كارهة للقراءة لأسباب يخرجنا ذكرها عن الموضوع ، فالأسهل لنا أن نسمع ، نسمع من الخطيب (الشيخ الفلاني في خطبة الجمعة قال إن كذا جائز) ، أو من الفضائيات ووسائل الإعلام غير المقروءة (الشيخ الفلاني على قناة س قال إن كذا حرام) ، أو من الشرائط (الدكتور فلان أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر قال إن الاتنين اللي فاتوا ما بيفهموش حاجة)!

وهذا يدفعنا للسؤال : من يقول الكلام الذي نسمعه؟

إما شخص تلقى تعليماً دينياً تقليدياً ينحاز وبشدة للأفكار القديمة أياً كانت درجة تشدد بعضها وبعدها عن مستجدات العصر ، وإما شخص مع التجديد السطحي الغبي الذي يتطرق إلى النص بنية هدمه ويتمادى في "التفتيق" في النصوص الصريحة وتنكشف معيلته بمجرد توجيه أتفه سؤال إليه، ويرى في اجتهاداته الحق المطلق ومن يعترض فهو متطرف متشدد قامع للفكر ...الخ ، وإما شخص تلعب به فانلته الدينية في كل اتجاه ، وينتهز أي فرصة للدعاية لفانلته ، حتى ولو دفعه ذلك للعب بالفتوى لعب.. وإما معتدلين وهم قلة يخاطبون العقل ويعملون النص (سواء أكان من القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة) بفهم لشكل النص ومضمونه وروحه..وللمرونة التي أتاح بها الدين نفسه إدارة شئون الدنيا دون الانتظار للفتاوى .. وهؤلاء قليلون لأنه لا يوجد معتدل يعلق على صدره يافطة مكتوب عليها "معتدل" ، كما لا يوجد متطرف يعلق على صدره يافطة مكتوب عليها "متطرف"!

أضف لذلك كله بعض الظروف الخارجية المعاكسة ، مثل عدم استقلال المؤسسة الدينية الرسمية (وهذا يفسر عدم ثقة الناس بالأزهر ومشايخه) ، ظهور جماعات متطرفة لها أفكار متشددة توصف بالفقه المستورد ، محاولات بعض المذاهب والأحزاب الدينية التسيس والتغطية على أفكارها المثيرة للجدل ، وأخيراً صحوة الصراع على الزعامة الدينية في العالم الإسلامي ما بين الإسلام الشيعي والسني والصوفي..

في ظل تلك الظروف يبقى هناك حل بسيط ..وقديم : اعقلها وتوكل..

كيف نعقلها في تلك المشكلة؟ هذا ما أنتظر إجابتكم عنه..

Monday, June 5, 2006

ربنا يهده!

قلت يوماً أن مصر هي بلد العجائب التي لم يكتب عنها لويس كارول صاحب "أليس"..وغرابة هذه القصة أنها "لم" تحدث في مصر!

نشرت صحيفة المصريون الإلكترونية بتاريخ يوم الرابع من يونية أن خطيباً ما في السعودية (غير الديجيتال)في منطقة الجبيل السعودية قد دعا على المدرسين في خطبتي الجمعة السابقتين قائلاً : "اللهم من يسـّر على الطلاب في الاختبارات فيـسّر عليه، ومن شـدّد عليهم فشدد عليه في الدنيا وفي الآخرة"!..

سؤال خبيث على الماشي : ما المقصود بالتيسير من وجهة نظر مولانا الخطيب؟ أهو التيسير في وضع الأسئلة؟ أم "الطرمخة" والتهاون في مراقبة الطلاب في الامتحانات؟..أنجد في السعودية كما لدينا في مصر مسائل الامتحانات كما لو كانت هي نهاية العالم؟

كان المدرسون بالطبع الأشد غضباً.. لكنهم لم يكونوا الغاضب الأوحد.. فطبقاً لمتن نفس الخبر يقول علي بن سعد القحطاني أحد المصلين الحاضرين لخطبة الجمعة الماضية قوله : إن الخطيب ما كان له أن يدعو على فئة من المسلمين لم يقترفوا ذنباً ولا يستحقون مثل هذا الدعاء ، مشيرا إلى أنه إذا كان الدعاء على الكفار غير المعتدين غير مسموح به فمن باب أولى بل من الواجب عدم الدعاء على المسلمين..

مدرسو السعودية حسب مبلغي المتواضع من العلم ملائكة مقارنة ببعض النماذج في مصر ، وإن كنت أسمع من أناس مقيمين وعاملين بالمملكة العربية السعودية عن التنافس "غير النظيف" بين المدرسين المصريين العاملين في ذلك البلد العربي..

سيثير ما حدث وما يحدث في مساجدنا يوم الجمعة جدلاً كبيراً حول الدعاء في ساعات الاستجابة على منابر الخطباء .. سيقول البعض لماذا ندعو على أي شخص أصلاً سواء أكان مسلماً أو غير مسلم؟ بغض النظر عن التعليمات الغريبة والغبية في السعودية وفي بلدان أخرى بعدم الدعاء على الفئة س أو ص من البشر- فالدعاء ليس بالأمر كما حدث في فترات سابقة من التاريخ الإسلامي.. أليس من الأولى أن ندعو للكل بالهداية؟.. وأهو من باب أولى تعمل نفسك دبلوماسي وما تخليش الكبار يزعلوا منك وياخدوا على خاطرهم !

عن نفسي.. ما دام من الضروري أن تدعو على أحد .. فلماذا لا تدعو على الفاسدين .. اللصوص ..المستغلين للشعب.. المهلباتية .. الذين يأكلونها والعة؟ أليس هؤلاء هم الذين يفسدون في الأرض بعد إصلاحها؟ .. لم أسمع تقريباً في حياتي عن خطيب دعا على حرامي! .. وإن كنت تريد وحتى وإن كنت تريد إظهار بعض التسامح والحنية (التي يحبها الحلو كما يغني محمد حماقي) فلماذا لا تدعو لهم ولكل عاصي بالهداية؟

لا أستبعد أن تنتقل تقليعة صاحبنا إلينا في مصر ، تماماً كما تنتقل الشرائط والخطب المشرطنة ،وكما ستنتقل تقليعة الديجيتال التي سبق الكلام عنها.. ولا أستبعد أيضاً أن تظهر تقليعة جديدة للتحايل على أي تعليمات مشابهة للخطباء بشأن الدعاء في خطب الجمعة في مصر.. تقليعة أن يدعو الخطيب قائلاً : ربنا ياخد اللي في بالي .. ربنا يهده (مع الاعتذار لعصام كاريكا).. وكمالة التقليعة بل وكمالة العك يجيب الشريط معاه علشان يوضح الصورة أكثر لجمهور المصلين!

ما حدث هو فعلاً استمرار لمسلسل التهريج باسم الدين.. مسلسل عشنا بعض حلقاته وقت التلمذة ، حينما كان الدعاء المنتشر : اللهم قرب ورقة زميلي مني ، وأبعد عين المراقب عني.. رغم أن الغش حرام.. والأنكى أنه يتم تبريره في المدارس على أنه "تعاون على البر والتقوى"!.. هل رأيتم تهريجاً يتحول لأسلوب حياة بهذه الطريقة السمجة؟

هذا هو شر البلية.. المضحك جداً..

Sunday, June 4, 2006

إنهم يعرفونها لمصلحتهم!

قد يكون منهم السلفي والصوفي والإخواني والأتاتوركي ..قد يمثلون السلفية السياسية (اليسار والناصريين)أو أي أيديولوجيات جديدة ..قد يكتبون في مواقع الإخوان أو في جريدة ومجلة وعربة كرشة روزا اليوسف.. والمشترك في هؤلاء أنهم يتجاهلون المرأة ، ولا يعرفونها إلا لمصلحتهم الشخصية ، وللتخديم على تنظيراتهم السخيفة، لا أكثر ولا أقل..ولم تزد الخناقات المشتعلة هذه الأيام كاتب هذه السطور إلا قناعة بتلك الخلاصة..

الذين يرون أن الحجاب يجب ما قبله ، وأن "كل شيء" مقبول في وجوده ، والذين يرون أنه بدعة وضلالة وإهانة للمرأة .. الذين ينتصرون وبشدة لخزعبلة نوال السعداوي في توقيع الشخص باسم والده ووالدته.. والذين يتهمون نصوص الدين الصريحة بالتحقير من شأن المرأة عندما تصبح شهادة الرجل بشهادة امرأتين أو عندما يأخذ الرجل ضعف نصيب المرأة في الميراث..

كل هؤلاء لا يرون فيها إلا ما يطلبه من يكتب في إعلان عن سكرتيرة : مطلوب سكرتيرة حسنة المظهر .. أو للدقة : مطلوب حسناء هيفاء (وهبي) القوام لتعليقها كأباجورة ينظر لها بعيداً عن عينين المدام.. كل هؤلاء لا يريدونها إلا هكذا .. ووالله ما بتفرق معانا الأشكال (مع الاعتذار لمحمد صبحي).. سواء أكانت محجبة أو منقبة أو محتشمة أو غير محتشمة..

وكأي من يعشقون السلطحة والسطحية والتسطيح فهم لا يريدون النزول للشارع ، والاقتراب من الحقيقة..

عندما تنتهك أعراض الصحفيات وغير الصحفيات لا تجد من يتكلم ، وعندما تهان المرأة في سوق العمل المتخلف (الذي يهان فيه الكل بيني وبينكم) وتقع فيه (كغيرها) ضحية المعايير الغريبة التي تطلبها موديلاً ناعس العينين ممشوق القوام.. لا تسمع المواعظ المتكررة عن تكريم الإسلام للمرأة ، وعن رؤية قاسم أمين لتحرير المرأة ، ولا تكتب إقبال بركة التي تصدعنا بمقالاتها ومسلسلاتها ، ولا تجد شيوخ المنابر في القنوات "الدينية" ولا ضقاترة الأزهر الذين يكتبون في مجلة التصوف الإسلامي ، ولا حتى "صريخ ابن يومين"..فقط يمتشق كل هؤلاء الحسام الهندواني ويهتفون (حنا للسيف حنا ونحنا نسالم اللي يسالم ونعادي اللي يعادينا) عندما تتحجب ممثلة أو عندما تثار قضية من عينة أحمد الفيشاوي وهند الحناوي (ورغم ثقتي المطلقة في نذالة المعسكرين في تلك القضية إلا أن العركة الإعلامية كادت لتأخذ مسلكاً آخر لو لم يكن الأب النذل أحمد الفيشاوي)..

وياليت تلك المعارك ووصلات الردح تتم بشكل متحضر يحترم فيه الرأي الآخر كما يليق بمثقفين.. أنت تعترض على أنصار الحجاب فأنت كذا .. وأنت تعترض على أفكار جمال البنا فأنت كذا .. وأنت تنتقد منى نوال حلمي فأنت إرهابي ومتطرف وكذا وابن ستين كذا..والمثير للشفقة أكثر أن الدين يؤخذ كمشتبه به في كل تلك القصص ، ولأن أناساً يتعاركون بتلك الطريقة هم مبعوثي العناية الإلهية لتبصرة الناس بالإسلام الحق المعتدل المستنير التقدمي فينتهزونها فرصة للتدليل على بضاعتهم البائرة .. سواء باسم سماحة الإسلام أو تجديد الخطاب الديني أو العودة إلى منهج الله أو الإسلام وطن وغيرها من الشعارات التي هي كلمات حق يراد بها باطل..

قناعتي الفكرية أنه لو طبقت نصوص الدين وروحه لصار وضع المرأة أفضل بكثير مما هو عليه دون الحاجة لخدمات هؤلاء..

وطالما أن هؤلاء هم مثقفونا .. فستبقى المرأة في مجتمعاتنا "أيوة خدامة".. مع اعتذاري للزميلة العزيزة تمر حنة ومدونتها الجميلة التي تحمل العبارة المكتوبة بين علامتي التنصيص..