جاءتني فكرة هذا المقال عقب معرفتي بالعمل الإرهابي الجبان في دهب ، هذه السطور قد لا تتناول ما حدث في دهب تحديداً ، لكن تتناول ما قد يحدث في المستقبل القريب إذا لم تنصلح الأمور..
لنفرض أن من فعلها يستهدف المصريين تحديداً ، ويستهدف السياحة تحديداً .. فالغالب على الظن في تلك الحالة أنه قد نما إلى علمه فتوى بأن السياحة .. حرام..حرام..حرام.. وأن كل من يشتغل بهذا المجال آثم .. آثم .. آثم..
دعوني أذكركم بالحقيقة المرة : أن هذه الفتوى ليست الوحيدة ، وأن هناك غيرها ضد مجالات أخرى وتذاع عيني عينك في وسائل الإعلام المختلفة .. فمثلاً على برنامج "المسلمون يتساءلون" شاهدت بأم عيني أحد المفتين الأجلاء وهو يفتي بحرمة التأمين على الحياة ، وفي حلقة لقاء الجمعة ، والتي صادفت يوم مباراة سداسية الأهلي الشهيرة في الإسماعيلي، هاجم المتحدث لا فض فوه البنوك وشركات التأمين ووصفها بأنها صناعة يهودية للاستيلاء على أموال العالم!..
وهناك مباركة مبطنة من جميع ما يعتبر (مبني للمجهول) اتجاهاً دينياً ، سواء الاتجاهات السلفية أو الصوفيةأو الجماعات الدينية المسيسة والتيار الإخواني أو غيرها لتلك الفتاوى ، حتى استقر في الشارع صدقها وصدقيتها.. لكن دول مش عايزين يبينوا علشان ما يدخلوش في صراع مع السلطة..
كيف سيكون وقع تلك الفتاوى ، التي ينشرها الإعلام الرسمي ، والنصف رسمي (زي النصف مقلي كدة) على من يشتغلون ويفتحون بيوتهم من جراء تلك الوظائف، والتي دخلوها عن اقتناع ، وعن فتاوى أخرى أجازتها، وهي لمشايخ كبار وليست لهواة ولا لأدعياء؟
صحيح أنه لم يحدث شيء بعد والحمد لله لا للبنوك ولا لشركات التأمين ، لكن إذا ما استمر ذلك كذلك ، فإنه ليس من المستبعد أن يأتي أحدهم بقنبلة لينسف بها بنكاً أو شركة تأمين ، أو أي مكان يساوره الشك في أنه شغال في البطال .. بل وقد تأتي الضربة من العاملين بداخل تلك المؤسسات لها .. بعد أن اقتنعوا بأن شغلهم وأكل عيشهم حرام!..
السكوت على تلك الأفكار والفتاوى بلا مناقشة لن يحل أزمة ، بل سيجعل هذه القنابل تنفجر فينا جميعاً.. ولن تبقي ولا تذر..