Tuesday, July 17, 2012

السؤال الثالث : ما بعد مسلسل "عمر بن الخطاب"

1-بما أن الأمور ستصل إلى المدى الذي نجد فيه البعض حذا حذو التجربة الإيرانية وقرر إظهار الأنبياء على الشاشة ، لماذا كان الإسلاميون يرفضون ذلك ، ثم قبلوه الآن ، لمجرد أن الشيخ "يوسف القرضاوي" أقره؟ لماذا حرمه الإسلاميون على الليبراليين واليساريين وأحلوه لأنفسهم بقواعدهم هم؟ أليس منطق "أيزو رجل الدين" متناقضاً مع الكلام الطويل والمعتاد والممل عن مدنية الدولة؟ وعن أنه لا كهنوت في الإسلام؟ وعن أن الإسلام لا يعرف الدولة الدينية؟ وكل تلك حقائق بالنسبة لنا جميعاً ، باستثناء صنف بعينه من الإسلاميين يقول شيئاً ويفعل آخر عادةً ما يكون هو العكس الصريح له!

2-في المقابل ، لماذا يرى السادة الليبراليون في تقديم الأنبياء والمرسلين على الشاشة قمة الحرية؟ لماذا لم نسمع نفس تلك الأصوات بنفس "التون" عندما نجد في الدول التي تقر تلك الممارسة أصناماً سياسية لا يجوز أن يقربها مخلوق وإلا انتهى به الأمر في السجن أو مستشفى الأمراض العقلية أو في "الترب"؟ ما هو مصير الأعمال الفنية ، أو نوايا الأعمال الفنية التي تجرؤ على انتقاد ونقد النظم القائمة في السعودية أو إيران أو ربما تركيا؟ أليست العائلات المالكة في الخليج تابوهات؟ أليست ما يسمى بالثورة الإسلامية في إيران تابوهاً؟ أليس "أتاتورك" تابوهاً في تركيا ، التي حكم فيها يوماً بالسجن على شخص لعب ببالونة عليها رسم العلم التركي بتهمة "إهانة العلم"؟

3-ألا يبدو غريباً أن تلجأ "ام بي سي" إلى الدين لتسويق نفسها ولتسويق الدراما الخليجية-السورية بهذا الشكل؟ خاصةً بعد أن "فكست" اسطوانة اللعب على "القاعدة" و"تنظيم القاعدة" وطوى النسيان بسرعة الصاروخ مسلسلات كـ"دعاة على باب جهنم" و"الطريق الوعر".. هل هو أيضاً الخوف الذي يصل إلى درجة الجبن من الواقع ، رغم ما يحلو للإعلام الخليجي إثارته من حين لآخر عن كسر الدراما في الخليج للتابوهات الاجتماعية المعروفة هناك؟

4-بما أن الدين مستمر ليوم الدين ، لماذا لا ينزل التناول الديني للدراما للشارع والزمن الحاليين إن كان الغرض فعلاً أن يعود الدين للشارع؟ ليس بالتأكيد في صورة وعظ مباشر لأن الوعظ المباشر هو مهمة المنبر وليس الكاميرا والبلاتوه ، ولكن في صورة فنية تحرض الناس على التفكير والوقوف مع الذات ، ومع تسليمي بأن الأنبياء والمرسلين عليهم جميعاً الصلاة والسلام ، وكذا السلف الصالح ، قدوات يجب أن نقتدي بهم ، لماذا يراد بالدراما أن تتحول - لمصلحة ما - إلى سلفية أكثر من السلفيين المتشددين أنفسهم الذين لا يرون إلا أن يطبق النموذج كما هو بغض النظر عن الزمان أو المكان أو الظروف ، فيغرق في الماضي ليقوم بأفينة الناس وتخديرهم عن الحاضر حيناً ، ويقود الناس إلى الإحباط "هوة أنا آجي إيه في الرسول (ص) أو الصحابة؟ - هوة ممكن يعني أي حاكم يعمل زي عمر بن الخطاب؟"..

هل لديكم إجابة؟ أو أسئلة أخرى؟

No comments: