Sunday, July 1, 2012

أصون كرامتي

ولكن قبل أن أبدأ في الملف الذي وعدتكم به ، تبقى خاطرة وحيدة أردت أن أشارككم بها ورأيت أنها لا تنتظر أكثر..

أمس كان حفل تنصيب الرئيس الجديد "محمد مرسي" ، والذي انسحب منه شيخ الأزهر فجأة ، ليأتي بيان مشيخة الأزهر والذي نشر قبل ساعات ليؤكد مقولة أنه إذا عرف السبب تضاعف العجب..

عن نفسي أتعجب من أن المؤسسة تذكرت كرامتها وكرامة علمائها فجأة ، بعد أن نستها لثلاثين عاماً كاملة ، كان من المعتاد جداً أن نرى فيها شيخ الأزهر السابق الراحل "محمد سيد طنطاوي" في القصر الرئاسي مع المخليوع ، وليس العكس ، ولم تنتقد التخبط الإداري الكبير الذي شاب علاقة المؤسسة بالحكومة ، بعد أن خُصِصَت لها في حكومة "الجنزوري" الأولى وزارة مستقلة (عرفت وقتئذ باسم "وزارة شئون الأزهر") وكانت تتبع "الجنزوري" نفسه ، ثم تغير الحال مع حكومة "عاطف عبيد" .. ولم تنتقد محاولات تسييس المؤسسة من قبل الحزبوطني الحاكم في ذلك الوقت ، وتحول بعض أساتذتها إلى مقننين دينيين لسياسات أمانة السياسات ، وأشهرهم الدكتور "عبد الله النجار" الذي وصفته دوائر صحفية قبل الثورة بـ"مفتي لجنة السياسات" ، وتناولنا بعضاً من تصوراته العجيبة في وقت سابق هنا، والدكتور "عبد المعطي بيومي" العضو المعين في مجلس الشعب لسبب لا نزال عاجزين عن فهمه وتفهمه وتبريره (رغم مضي ما يزيد على خمسمائة يوم من الثورة).. وكذلك الدكتورة "زينب رضوان" التي توفي "كورومبو" قبل أن يعرف على وجه التحديد سر وكالتها لمجلس الشعب قبل الثورة رغم كونها معينة لا منتخبة!

كان من الممكن أن تسأل - وبشكل سري - إدارة المؤسسة الأزهرية الديوان الرئاسي عن "وضعيتها" و "كيفية تمثيلها" و "مكانها وسط الحضور" وتلك الأشياء الأخرى ، أو أن يقاطع العالم الجليل شيخ الأزهر المناسبة من بدايتها ، وساعتها يمكن تفهم أسباب التصرف بشكل أفضل وأوضح ، خاصةً في ظل التصريحات التي أتوقع سماعها من عينة "لسنا طرفاً" ، "....على مسافة واحدة" ، ".....مستقلة عن ...." ، "بعيدين عن السياسة ...."..الخ..

أعرف أن للمؤسسة الأزهرية احترامها وحيثيتها وتقديرها لدى الناس ، لكن ذلك الاحترام ليس ملكية خاصةً لأصحابه يهدرونه بتجزيء المبادئ ثم بتبرير ذلك التجزيء تحت بند صيانة الكرامة وأشياء أخرى..

No comments: