Friday, July 22, 2011

وسؤال أصعب : هل "فقع" "ساويرس" في "الوخ"؟

هو يتحدث عن دولة "مدنية" ، ويتحالف مع تيارات "دينية"..ويتحدث عن "وثيقة الأزهر" و"يقبلها" كأحد أسس وضع "الدستور الجديد" رغم أنها صادرة من جهة "دينية"!

إن صح ما ذكر في الرابط الأخير فهو يوجه لنفسه ضربة موجعة ، إذا كانت الحملة التي قام بها السلفيون لمقاطعة شركات سيادته قد أضرت بالسلفيين ، فإن "ساويرس" قد يخسر المباراة كلها بهدف وحيد من نيران صديقة..

ومصيبة أي تيار سياسي ، بمن فيه "المال السياسي" الذي انتقل من حزب السلطان إلى حرب السلطان ، أنه لا يدرك أن الغباء يبدأ حين يتصور المرء من حوله أغبياء أو مغيبين.. وهذا الشعور ينتقل من التيار الذي يمسك في يده بعظمة (بتسكين الظاء) السلطان إلى أقرب تيار لإمساكها في يده..


كان الحزبوطني يتصور أنه لا يخطئ ، وإن أراد فلا يستطيع ، فالمال معه ، والميديا معه ، والسلطة معه ، والأمن معه ، لا يعقل أن يخطئ أن يكون كل هؤلاء معه كما يرى.. وسار اللحلوح السياسي على نفس الدرب ، مغتراً بثروته ، وإعلامه ، حتى رجل الشارع العادي يثق في تصرفاته وتصرفات من في تياره (إذا اعتبرنا "المال السياسي" مجازاً تياراً وبما أن "تيار" أسهل من "كومبينة" أو "كارتل" أو...) على أساس أن "الناس دي مبتلعبش" "أمال عملوا القنوات والجرايد والأحزاب والمليارات دي منين"..وبالتالي فإن أي تصرف سيخرج من أي عتل من رجال سياسة البيزنس أو بيزنس السياسة سيكون "مدروساً" وفي مكانه ولا يخضع لـ"الصدفة"..

صورة قد يكون لها ما يبررها في ذهنيتي وذهنيتك ، الرجل الذي بحث عن صورة في موقع يصعب العثور عليه في "جوجل" ولو باستخدام الميكروسكوب الإلكتروني ، أو الذي قبل الصورة كهدية من صديق له - لو سلمنا بصحة تلك القصة- ونشرها عن عمد ، وهو يعرف جيداً جداً تبعاتها - ما هو "مخلص" وفاهم في "الكفت"- يعرف ، ويعرف جيداً جداً ، ماذا يفعل!


إن صح ما جاء في الرابط المذكور عن استخدام "ساويرس" للدين لنصب فخ اقتصادي و/أو سياسي ، فهذا لن ينسف مصداقيته و/أو مصداقية حزبه فحسب ، بل ينسف مشروعه السياسي كله .. هو الذي (يُنسَب له أنه) قال أن "الدين في الجامع والكنيسة" يعود ليضرب بكل ذلك عرض جميع الحوائط ، ومن لعب بالدين في الاقتصاد سيلعب به حتماً في السياسة ، ومن سيتحالف مع فلان صباحاً سيتحالف مع علان عدو فلان بعد الظهر ، ويتحالف ضدهما ليلاً..

بل أن الرجل أثبت ، وبالدليل العملي ، استحالة تنحية الدين عن العملية السياسية ، وعلاقة الدين بالسياسة ليست فقط في أن يحكم حزب ديني ، أو أن تكون الدولة دينية يحكمها رجال دين أو مجلس صيانة دستور أو لجنة علماء ، بل من الممكن أن تصل الأمور لمستوى (قد يراه البعض أسوأ) في ظل دولة كـ"الفارم فريتس" "تقرمش من برة وتبوش من جوة".. دولة "مدنية" يتحالف فيها أي حزب مدني مع أي مجموعة دينية أو مذهبية ، وتحصل المجموعة على امتيازات من الحزب فور وصوله السلطة بالانتخابات ، وقد تكون تلك الامتيازات - بالمرة- جزءاً من سلطات الدولة ، أو قد يلجأ الحزب لعمل توازنات قوى بين تلك التيارات جميعها أو بعضها ويعطيهم مما لا يملكه من مزايا وسلطات فعلية.. صفقات مع الأزهر والكنيسة كما كان "الحزبوطني" "مقضيها"!

إذا كان هو أو غيره يتصورون أنه من الممكن أن يبعد الدين عن السياسة بشكل كلي ، أو أن تتحول مصر أو أي دولة أخرى بمن في ذلك "تركيا" نفسها إلى دولة أتاتوركية فهو واهم ، الأتاتوركية وهم يسكن رأس "أتاتورك" ومن معه فقط ، وها قد توفي وبقي قيد الحياة بعض أتباعه يشاهدون بأم أعينهم نظريتهم وهي تنهار يوماً بعد يوم ولا يزال منهم من يكابر.. وستظل -شاء هؤلاء وشئنا أم أبينا جميعاً- العلاقة بين الدين والسياسة في أي دولة على ظهر هذا الكوكب حتى في أوروبا والولايات المتحدة قائمة.. وعندنا بالتأكيد، مهما كان لـ"ساويرس" أو "بهجت" أو غيرهما رأي آخر، والسؤال الذي علينا أن نسأله : هل ستؤدي تلك العلاقة - التي نرفضها كلنا أو بعضها- إلى مزيد من الاتجار بالدين؟ وهل ستأتي على حساب ما جاء في كل كتب الله تعالى وما أتى به رسله عليهم جميعاً الصلاة والسلام من مثل وقيم؟..هذا هو السؤال .. وهذا هو الأهم..من "ميكي" ، بذقن ، أو بدون..

No comments: