Thursday, June 30, 2011

سؤال تونسي

لنفرض أنه قد حدث هنا ما حدث في تونس ..خرج علينا شخص أو عدة أشخاص يقولون لنا -وش- أنهم "ملحدون" أو لا دينيون أو أياً كان..

هم أعلنوا عن توجههم علناً نهاراً جهاراً ، وليسوا ممن يتعاملون بطريقة التقية ، ممن يقولون شيئاً ويقصدون آخر ، ويقسمون على أغلظ الأيمان أنهم "ليسوا ضد الدين" وأنهم "لا يطالبون بفصل الدين عن الحياة" و"لا يؤمنون بأنه لا دين في الأخلاق ولا أخلاق في الدين" ..

كيف سيكون التعامل مع هؤلاء الآن إن حدث ذلك في اليوم التالي هنا في مصر؟ هل سيكون بنفس الأسلوب العنيف الذي نتعامل به نحن مع بعضنا البعض عندما نختلف في قضايا شديدة التفاهة؟ دة احنا في التافهة بنقطع بعض.. أمال في حاجة زي دي حنعمل إيه؟

أم أن الحوار والاحتواء والنقاش والإقناع سيكون الحل؟ من باب "وجادلهم بالتي هي أحسن" (النحل :125)..خاصةً أن الحوار مع شخص "واضح" سيكون أسهل بكثير من ذلك مع شخص "أفلمنجي"؟ هل سيكون الحوار هو الحل مع "الملحد وش"..حتى ولو لم يقتنع؟

من سيفعل ذلك؟ هل "الأولتراس"؟ أم "العلماء"؟ أي علماء؟ علماء المؤسسة الدينية "الرسمية" ، أم علماء المؤسسات غير الرسمية؟ أم من يسمون أنفسهم بـ"المفكرين الإسلاميين"؟ مع تشككي الشديد في وعي الأخيرين ، وعدم قدرتهم على قيادة معركة فكرية ناضجة كالتي خاضها "محمد فريد وجدي" ضد "إسماعيل أدهم" صاحب كتاب "لماذا أنا ملحد"؟

هل نحن ناضجون كمجتمع أصلاً ، نخباً وعواماً ، للدخول في حوار ، أي حوار ، حتى ولو كان في مجال كرة القدم؟

بنسبة كبيرة سيرفض الملحد دعوتك إليه لإقناعه بالحق الذي تؤمن ونؤمن به ، كما أنك سترفض دعوته لاعتناق ما يؤمن به.. هل من الممكن أن تنتهي الأمور عند ذلك الحد؟

هل سيصطدم ذلك بالدولة الإسلامية التي يحاول البعض الترويج لها دون أن يوضح لعموم المسلمين كيف ولماذا؟ رغم أن تاريخ الدول الإسلامية شهد تواجد عدد كبير من الأقليات الدينية الأخرى إلى جانب المسلمين ، بمن فيهم "الملاحدة وش"..

الكرة في ملعبكم.. السؤال يبقى أول الطريق للمعرفة..
ذو صلة: كلام في الموضوع من مدونة "كاليميرو" التونسية..

No comments: