هذا التقرير ، المكتوب بهذه الطريقة ، في صحيفة تدعي أنها ليبرالية ، هو خير دليل على خطورة ما أسميته قبل عدة تدوينات بـ"الآتي بعد"..
أهلاً بأي باحث وبأي عالم وبأي مجتهد يحاول تحريك المياه الراكدة ويساهم في تحريرنا من التخلف الدنيوي الذي نعيشه ونتنفسه ونشربه أياً كان انتماؤه، لكن لماذا عمد كتاب التقرير إبراز الانتماء الديني أو المذهبي للباحث؟ هل كانت الجريدة الغراء غير المحترمة التي تغش قراءها لتهتم بالموضوع ، وتصدره عنواناً على رئيسيتها ، ثم "فشحاطاً" لا تعرف إن كان تقريراً أم خبراً أم "كلام بامفليتات" دعائي كريه ، لو كان الباحث منتمياً لأي تيار مذهبي آخر؟ ..والأهم: "أنا مالي" بانتماء الباحث؟ ألم يكن ممكناً ، ومتاحاً للجريدة أن تكتفي بقول "باحث يكتشف طريقة لزراعة السمك في الصحراء" مثلاً؟ -بما أن الاهتمام بالعلوم في "الفجر" مقطع بعضيه يا خيّ.. خيّ!
أولاً.. كل شخص حر في أن يعتقد ما يريد ، وأن يؤمن بما يريد ، وأن يعبر عن معتقده الديني ورموزه الدينية كما يريد ، نحن لسنا إيران ولا تركيا أتاتورك..لكن عند العمل العام "يفترض" أن يذوب هذا الانتماء في المجموعة ، وما يحدث حالياً هو أننا نرى ذلك الانتماء وقد تحول في العمل العام إلى "يافطة" كبيرة يضعها في عين "التخين" -اللي هو احنا يعني- خصوصاً لو كنا مختلفين مع انتمائه وأفكاره..إشي سلفي وإشي صوفي وإشي كذا وإشي كذا.. وباقي الحوار يسهل تخيله..
وطبعاً لا تسألوني في ظل هذه الممارسة المتطرفة عن الطريقة التي يعيش بها كل هؤلاء معاً ، أو عن قدرة الصوفي -مثلاً-على العمل مع السلفي مع المسيحي مع البهائي مع الشيعي مع حتى البوذي في مجتمع يعيش به كل هؤلاء معاً..
أ إلى هذه الدرجة أصبحنا مجتمع صوبات زجاجية إلى هذه الدرجة؟ يقف فيه أعضاؤه بهذا الشكل تحت شمسيات انتماءات دينية و/أو مذهبية، إسلامية أو مسيحية، كل في مكان ما خاص بهم رغم أن الكل يقف في نفس الشارع؟
نحن إذن بهذه الطريقة على أول طريق وعر يعلم الله وحده نهايته..والبركة في المتعصبين هنا وهناك وفي إعلام هذه عينة منه تعتبر المواطنة أكسسواراً تضعه وتخلعه وقت اللزوم..دمتم بخير..
No comments:
Post a Comment