Wednesday, March 11, 2009

ولا يساعد على الاجتهاد!

خلال فترة التوقف استوقفني خبر غريب عن أحد المشايخ في السعودية يفتي بأن سجود الشكر في مباريات كرة القدم "بدعة" .. بالطبع كان من الطبيعي أن يلتفت معظم من قرأ الخبر للجزء الذي يخص سجود الشكر ، لكن الجزء الأهم هو الآتي بعد :

نحن في دولة تحكم بالشريعة الإسلامية وجميع القوانين مستمدة من الشريعة، ومطالبة البعض بمحكمة رياضية.. ماذا يقصدون بها؟ هل يقصدون أن يأتوا بأنظمة خاصة بعيدة عن الشرع ويتحاكموا إليها؟.. فهذا تحاكم إلى غير ما أنزل الله ولا يجوز شرعا، لكن إذا قصدوا بالمحكمة الرياضية أن تفصل بين الأندية، فهذا منوط به ديوان المظالم ويستطيع كل أحد أن يطالب بحقه من خلالها".

يا سلاااام..

هل لو استجد شيء دنيوي -كالنقل البحري مثلاً- لم يكن موجوداً وقت نزول القرآن الكريم ، وكان من الضروري إيجاد قواعد لتنظيمه أو لتنظيم التعامل حوله بما لا يخل بالضوابط الأساسية للتشريع الإسلامي من عدل وعدم استغلال و..و... أصبح مرفوضاً على القائمين عليه وأولي الأمر اتخاذ تدابير متفق عليها لتنظيمه؟ وهل أصبح الاجتهاد لاستحداث هذه الضوابط المتفق والمجمع عليها بدعة وضلالة هو الآخر؟ ألا تعتمد بعض القوانين المطبقة بالفعل في السعودية ومن بينها قانون نقل الأعضاء الذي يصدع بعض الناس هنا في مصر (بما إننا من وجهة نظرهم لازم نطبقه علشان بس شغال في السعودية وإيران)آذاننا به ليل نهار مبني على الاجتهاد؟

في أماكن من العالم العربي يتطرف البعض في الاجتهاد في وجود صريح النص في القرآن الكريم ، ويتطرف البعض في أماكن أخرى في رفض الاجتهاد حتى فيما لم ينزل فيه نص، في دول ما لا تسمع فتوى في أمر مطلوب فيه الفتوى ، بينما يفتي في دول أخرى "مفكرون" في أمور بديهية لا تستأهل الافتاء..

ومحصلة أفعال كل هؤلاء واحدة .. وسلملي على الاعتدال وتجديد الخطاب..

2 comments:

عمرو عزت said...

عاجبني جدا إفيه العنوان: لا يجتهد ولا يساعد على الاجتهاد.
:)

قلم جاف said...

خدتها من على طرف كيبوردي يا عمور .. فعلاً كنت ناوي أكتبها كدة! :)