في تدوينة سابقة نشر العبد لله تصريحاً خطيراً لمفتي الديار المصرية يهاجم فيه الانتخابات من حيث هي ويصفها بأنها تخالف مبدأً إسلامياً..لم يحظ التصريح بما يستحق من أهمية ولا انتباه ، لأننا بصراحة ربنا بلد صحفيين .. إذا ما أراد الصحفيون لفت أنظار الناس لموضوع فعلوا ، وإن أرادوا التغطية عليه فعلوا.. في الوقت الذي لم يخرج فيه معظمنا - بكل أسف - من دائرة الاتباع والتصديق "الأوتوماتيكي" لكل ما ينشر في الصحف رغم أننا نصف الكلام الفارغ أحياناً بأنه كلام جرائد.. عموماً ليس هذا بالضبط موضوعنا..
في أهرام الجمعة الماضي نشرت الصحيفة الغراء لا فض فوها ملفاً كاملاً في صفحة "الفكر الديني" ترى فيه أن الانتخابات "ضرورة إسلامية" على عكس ما قاله فضيلة مفتي الديار ، لم يثر الموضوع طبعاً وقت ما قال فضيلة المفتي تصريحه الشهير الذي نشرته جريدتان منهما جريدة الحزب الوطني نفسه.. الموضوع طبعاً أثير "لهدف ما" ستعرفه عندما تقرأ الرابط الذي سيكون فعالاً لمدة أسبوع فقط (المواقع الحكومية كدة وحنعمل إيه فيها.. مع الاعتذار لنجيب سرور)!
الفتوى العجيبة للدكتور عبد الله مبروك النجار ، ضمن هذا الملف "المسلي جداً" ، تعيد للأذهان سؤالاً قديماً جديداً : هل أصبحت الانتخابات ساحة للفتوى؟
في دولة كالعراق يفتي رجل الدين بالتصويت من عدمه في الانتخابات ، ويصبح الممتنع عن التصويت في مصر "كاتماً للشهادة" آثماً قلبه طبقاً لبعض دكاترة الأزهر، أما "المفكر الإسلامي" جمال البنا فيرد قبل عام وبعض العام على الدكتور يحيى الجمل بما وصفه البنا بأنه "حل وفره الفقه الإسلامي" لمشكلة اختيار المرشح الأنسب لرئاسة الجمهورية!
ألتمس العذر للشخص العادي الذي يتابع ذلك كله ، عندما يتهم كل هؤلاء "بالزرارية" .. بكبسة زر تصبح الانتخابات ضرورة إسلامية ودعماً للشورى ، وبكبسة أخرى تخالف الانتخابات مبدأ إسلامياً .. بكبسة زر يصبح الممتنع عن التصويت كاتماً للشهادة .. وبكبسة أخرى يصبح من السياسة ترك السياسة.. حاجة تكبس!
ولأننا في هذا الزمان يا ضيوفي الكرام ، لا أستبعد أن تظهر على الفضائيات إياها فتاوى من عينة هل يجوز للأشول (زي حالاتي) التصويت في الانتخابات؟ وما هو حكم الرموز الانتخابية على شكل حيوانات وطيور؟
مسألة الانتخابات ليس فيها حرام وحلال ، ولو كان هناك "تصور فقهي إسلامي" للانتخابات لخرجت دول إٍسلامية كثيرة من الملة بما فيها الباكستان وبنجلاديش وغيرها من الدول التي قدمت نماذج انتخابية محترمة دون حشر الفقه في الموضوع .. النظام الانتخابي متروك لكل دولة حسب ظروفها السياسية والاجتماعية والجغرافية .. والشورى في كل المجالات وليست فقط في السياسة ..هذه كما أراها حقائق واضحة وأبسط من أن نختلف حولها أو نتجاهلها..لكن تقول لمين؟
هل يقال هذا الكلام لصحفيين معجبين بسفسطائيي الإغريق وقدرتهم على قلب الحقائق وخلط الحق بالباطل؟ أم لبعض ممن حصلوا على درجات علمية من الأزهر وعاشوا في دور "المفكر الإسلامي" ، ولا هم لهم سوى الظهور على صفحات الجرائد وشاشات الفضائيات ليفتون في أمور ليست من اختصاصهم ، ثم يمصمصون الشفاة على حال الدعوة وسنينها ، وينتقدون من يظهر - منهم وليس من غيرهم- على شاشات الفضائيات ليتحفنا بفتواه ، ويتهمونهم بحب الظهور والشهرة؟ -ولا أفهم أي متعة يشعر بها شخص يتهم غيره بخصلة هي فيه؟
هكذا جعلنا الانتخابات ساحة للحلال والحرام ، وأصبح لكل حزب ولكل شلة مفتين وأناس في الأزهر وخارج الأزهر ينظرون لهراءاتهم باسم الدين.. وسؤالي الأخير : ماذا يمكن أن يُفعَل بالدين في مجتمعاتنا أكثر مما يحدث الآن؟
8 comments:
نفس المعني وصلّتة قبل كده في بوست تعيش وتكتشف يا دكترة
لعبه خبّي الفتوي والاحاديث لحد مانحتاجهم
نفي اللعبة في الاعلام كلة.. يانرفعة السما يا نخبية وكانة ماحصلش
اعتقد اننا متفقين علي الخلفية دي.. طيب فِكر المفتي نفسة في موضوع الانتخاب سيبك من السند لان لعبة المقصد والغاية والقصر علي موقف معين هتخلينا مانوصلش لحاجة المشكلة في الفكر نفسه انت كنت مستغرب من اسئلة الطلبة حول تحريم دخول كليات التجارة والفندقة والتصوير الفوتوغرافي مابالك باولي الامر انفسهم لسه بيناقشوا جدوي الانتخابات او لأ دي مشكلة حقيقية
بالنسبة للتناقض من فترة كده صفحة فكر ديني دعت للنقاش مع الشيعة علي اعتبار ان الشيعة ليست بالدين الجديد انما هي جزء من الاسلام والاختلاف مفاهيمي ليس اكثر. وملحوظة ان الاثني عشر تمجيدهم لدرجة التقديس للامة لدرجة تقترب من التأليه غير وارد لان فكر الامامة ذاتة اندثر
في نفس الصفحة مامعناة ان فكر الاثني عشر باطل تماما ولا يحسب علي الاسلام ويعد خروجا واضحا لتقديس الامام سواء عمل به او لا الفكر نفسة خارح
شفت الهنا اللي احنا فيه
مش حتصدقيني لما أقول ليكي إني عرفت عن الفضيحة دي من المصريون ، وافتكرت إن صاحب المقال اللي تناول فيه اللي قاله الدكتور النجار بيبالغ ، ودة اللي خلاني "أنخور" زي السوسة ورا الرابط لحد ما جبته .. والمصيبة إن الراجل طلع مبيبالغش!
الفقه زي القانون ، إجابات عامة ومجردة ، يعني الحكم ما يختلفش لو عتريس شرب ناسياً بعد الفجر عما لو حنفي شرب ناسياً بعد الفجر ، لكن كلام "النجار" بدا محوراً من تحت لتحت عن الانتخابات الطلابية ومش عن الانتخابات عموماً.. إيه الفرق بين الانتخابات الطلابية وانتخابات مجلس الشعب وانتخابات مجلس إدارة مركز شباب عزبة القرد؟.. مش فاهم ..
أما لو كان المرشح من بتوع الفقر الجديد .. شوي اللي حيقوله النجار!
بنفس الاستغراب اللي حسيت بيه لما قريت عن الناس اللي بتسأل عن حكم دخول كلية التجارة ، استغربت الناس اللي عايزة تدخل الفقه في الانتخابات ..
أما عن ملاحظتك عن ملف الشيعة في نفس الصفحة ، واضح إن الأهرام بتبقى مسلية أكثر من روزا اليوسف لما بتتكلم في الدين.. أنا مش عارف الشعب المصري حيعمل إيه من غير الأهرام وروزا ، حيلاقي تسلية فين ألذ من كدة في الحداشر شهر اللي ما بنشوفش فيهم برنامج إديني عقلك؟ حنحط أم الخلول في قراطيس معمولة من أنهي ورق لو ما كانتش الأهرام والجمهورية وروزا موجودة؟
العزيز قلم جاف
بصراحة انا مش عارفة لامتى هيتم استغلال اسم الدين فى اى عمل تحت بند الفتوى
لان الدين افيون الشعوب بقى سهل جدا لما نحب نبلغ رسالة اى كان نوعها نغلفها بورقة سلوفان من الدين علشان تبقى مستساغة عقليا والشعب الغافل يشوف كلمة فتوى من هنا ويقول امين من هنا
وعلشان الشعب يصدق الفتوى ويكون ليها مصداقية عنده لازم تخرج من افواه المفتيين بس الواضح ان ما جد على الفتوى انها مش من المفتى الذى يفتى لكن المفتى الذى يفت فى عضد الامة
سؤال معلش اصلى اطلخبت هى كلية التجارة حلال ولا حرام
وكلية الطب للبنات حلال ولا حرام
علشان بس نبقى عارفين نكفر ازاى عن عملتنا السوداء دى فى التعليم وما هى عقوبة خريجى الكليات المذكورة
ما هى كفارة من يحمل بطاقة انتخابية وما حكم الشرع فيها وكيف يمكن ان ابايع بدل من ان انتخب وهبيع ايه وبكام وحلال ولا حرام
حسبى الله ونعم الوكيل
تحياتى
مش بس الدكتور النجار , المفتي نفسه في موقف آخر قال ان الصوت شهادة من يكتمها آثم قلبه , كان ذلك في الاستفتاء على تعديل المادة 76
ولا تفتكر الاستفتاء محتاج فتوى تختلف عن الانتخابات ؟؟؟؟؟
في ظل النظرية الزرارية التي نعيشها حالياً فإن الاستفتاء له فتوى ، والانتخاب له فتوى ، والامتناع عن التصويت له فتوى ، وربما يكون التصويت بقلم حبر له فتوى تختلف عن التصويت بقلم جاف ، والتصويت للحكومة له فتوى تختلف عن التصويت للأحزاب عنها عن الإخوان!
وهناك صحفيون يصفون تحيزات رجال الدين السياسية بأنها رأي شخصي ، فإذا جاءت هذه التحيزات غلى غير هواهم فرشوا الملاية وخلوها مردحة عمومية!
بمناسبة المفتي ، هل يجرؤ المفتي على أن يقول الآن -بعد تعديل المادة اللي ما تتسماش- أن الاستفتاء أفضل من الانتخاب الذي قال يوماً أنه يخالف مبدأً إسلامياً؟
هؤلاء هم أحد أسباب ظهور كريم عامر..
المبدع \ قلم جاق
عندما نجدع في جميع الرامج والجرائد احاديث عن الساسه لابد من دس رجل دين في القعده علشان قال ايه يقول رأيه ومينعش لو حلل حاجات حرام او حرم حاجات حلال لان الوقت عايز كده عايز تححل الحرام وتحريم الحلال
اما بالنسبه للجرائد ففي بلادن الاجرائد 3 انواع
قوميه ودي ليس لها اي اهميه الا التلميع الحكومي والتشدق بالانجازات والصحافه الصفراء والتي لا نرتقي ان نتحدث عنها في هذا المكان الرائع والصحف المعرضه والتي تفرغت اخير ا للتبادل الشتائم والسباب والقاء التهم علي بعضها البعض وملعون ابو القارئ
يبقي انت مستني ايه؟
المسألة مش بس في الانتخابات
دي بقت في كل شيء
يا عزيزي نحن في زمن الفتة
قصدي الفتوى :D
نمنماية ضيفة المدونة :
هو كذلك فعلاً ، عالم الدين يفتي في الشأن الدنيوي والموظف يفتي في الشأن الديني.. مفيش احترام للحدود الفاصلة بين "شغلي" و "شغل غيري" .. دة مبدأ عام جوة المجتمع محدش عايز يغيره ولو بمبادرة فردية .. وبعد كدة بنسأل بتناحة هو ليه المجتمع مبيتغيرش!
الزميل والصديق محمد مفيد :
ح أحكي لك حكاية صغيرة ، كنت في يوم من الأيام شغال في جريدة إقليمية من بتوع الحوادث لفترة صغيرة في قسم الكمبيوتر والإعداد الفني للجريدة ، كان الزملاء "السابقين" غاويين عمل تحقيقات تقليدية ، كان وجبة أساسية في التحقيق إنهم يجيبوا رأي رجل دين بمناسبة ومن غير مناسبة .. والظريف خالص إنهم متمسكين جداً بوجود صفحة دينية في الجرنال ما كانش لها هدف محدد سوى تكرار شوية المنقولات من على النت ، ولما ربنا يفتح على الناس دي قوي قوي يعملوا حوار مع بعض مشايخ الشرايط.. يمكن كنوع من تخليص الذنب ، بالنظر لـ"نوعية" الصور "المعبرة" اللي كان رئيسي في وحدة الكمبيوتر يحب يدخلها في المواضيع علشان الجرنال يبيع..
بس حيجيبوا الأسلوب دة منين ، دة بيتمارس في الجرايد الكبرى والفضائيات بنفس الطريقة .. وسلم لي ع الإعلام .. والمترو بالمرة!
Post a Comment