Thursday, September 7, 2006

كل دة كان ليييييه؟

في كل مرة يتناقش الناس إذا ما طرحت فكرة أو فتوى ما .. منهم من يرفضها رفضاً مبرماً ، ومنهم من يتحمس لها بشدة ، وإن قل الحماس قليلاً يعبر عن ذلك بقوله "ليه لأ".. دون أن يكلف الجميع نفسه بسؤال بسيط : "ليه آه"؟ هل هناك ضرورة ملحة لتلك الفتوى أو ذلك القانون أو هذا الإجراء؟

تعرفون فتوى الداعية الإسلامي صفوت حجازي بقتل الإسرائيليين ، وهي فتوى غريبة الشكل في صياغتها ، فالرجل أولاً تمادى في تحييرنا في هويتها في حواره مع الإعلامي عمرو أديب في قناة الأوربت ، هل هي رأي أم فتوى .. حيث قال في البداية أنها رأي ، وبعد ذلك استخدم مصطلح "فتوى" في وصف ما قال .. وثانياً أدهشنا بقوله أنه وضع كمية كبيرة من الضوابط المشددة حتى تبدو مستحيلة الحدوث .. وأن الفتوى موجهة لأولي الأمر وليس لآحاد الناس.. والغرض هنا هو إيقاظ الأمة وشحذ همتها!

سيادته أقحم نفسه في مزايدات رخيصة بين التيار السلفي والشيعة والصوفية على هامش العدوان على لبنان ، فتاوى تكفر حزب الله فقط لأنه شيعي ، وفتاوى تعتبر حزب الله يخوض "معركة الأمة".. برضه لأنه شيعي.. وفواصل ردح بين الأحزاب الساعية للزعامة الدينية وكلام كبير جداً عن الأمة والعزة والكرامة والبتاع دة والبتاع اللي هناك ..

لماذا أسقط رجل يفترض من مؤهلاته أنه يتمتع بثقافة دنيوية ودينية نفسه في فخ المزايدات الرخيصة؟

عموماً .. سأضحككم على ما لم تنشره العربية نت مصدر الخبر ، عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية اتصل طبعاً للهجوم على صفوت حجازي ، وقال - عبد المعطي - أنه أول من أخرج فتوى بهذا المحتوى بعد الانتفاضة الثانية ، وقال أن الفرق بين فتواي هو أمان ولي الأمر ، فطالما لم يعط السائح أماناً من ولي الأمر فلا يجوز قتله..وطبعاً تحدث عن المؤهلين للفتوى والغير مؤهلين .. إلى آخر ما يقوله عادة أي أكاديمي أزهري!

بالمناسبة .. إذا كانت هناك حالة حرب بين دولة وأخرى ، هل تتوقع أن يأتي سياح من الدولة للدولة التي ستحاربها؟ وهل سيعطي ولي الأمر أماناً للسائح القادم لبلد في حالة حرب أم سيجليهم بصفتهم مواطنين غير مرغوب فيهم وهذا حسب معلوماتي المتواضعة جداً حق أصيل للدولة في حالة الحرب؟ ومن وحي تجاربنا السابقة في الحروب وهي طويلة ومريرة هل يوجد طيران أصلاً أو وسائل نقل تقل السياح من بلد للبلد "المعادي له"؟!.. وأخيراً .. هل تحتاج لفتوى لقتل ضابط احتياط في جيش الدفاع الإسرائيلي إذا ما كانت بلدك في حالة حرب مع إسرائيل؟

كما أن عقلي القاصر لا يستوعب مسائل الفتوى التخيلية المستحيلة ، وكثير منا يعرف قصة الأحمق الذي سأل أحد العلماء قديماً عن حكم في الصيام إذا أشرقت الشمس قبل أن يظهر الخيط الأبيض من الأسود من الفجر!

كلنا نكره إسرائيل ، بما فينا شعبان عبد الرحيم ، وليس الدكتور صفوت أو الدكتور عبد المعطي بيومي فقط .. لكن لا ينبغي لنا أن ننزلق لهذا المستوى من الفتاوى والمزايدات .. وإن كان بعض الحاخامات الإسرائيليين أرادوا أن يجعلوا من أنفسهم مَضحَكة للعالم بفتاواهم بإباحة قتل الأطفال العرب ، فلا ينبغي علينا كمسلمين النزول إلى مستواهم..

إحقاقاً للحق : صفوت حجازي متهم بإثارة الناس من على منبر الجمعة بحسب حيثيات القرار المنشور في العربية .. وصدر قرار بإيقافه في الوقت الذي ينعم فيه آخرون ينتمون لنفس خطه الديني ولغيره بالحرية التامة في إثارة الناس من على منابر الجمعة دون أن يجرؤ أحد على أن يقول لهم "بِم".. صباحه عين كاف يا وزارة الأوقاف.. وسمعني رينج تون بولي فونيك بعد فشل افتكاسة توحيد الآذان..
* العنوان أغنية بنفس الاسم من كلاسيكيات محمد عبد الوهاب.. إحدى أقرب أغانيه لقلبي على الإطلاق

9 comments:

Anonymous said...

صديقي
المشكلة أنه حينما تريد السياسة شيئاً ما فإنها تضغط وبقوة على علماء دين كي يحققوا لها ما تريد, وتلك مشكلة عويصة من زمان الخلفاء
وهو ما أضعف علم الفتوي وصورة علماء الدين جداً
وحتى ظأني رأيت الاستاذ صفوت حجازي وهو يتراجع في كلامه واحدة واحدة مع انه لو كان مقتنع بما قال في البداية لما تغير موقفه
وقد يكون ليس هناك عيب في الاعتراف بالخطأ ولكن العيب أن تقول أنك أخطأت ولكن بتزويق الكلام

قلم جاف said...

لا أنكر أن السياسة عامل ضاغط ، لكنها لم تعد العامل الضاغط الأقوى على العالم والمفتي ..

الآن لدينا أحزاب دينية تسعى لما تراه هي زعامة الدين (غير الحزب السياسي الديني زي الحزب الديمقراطي المسيحي في ألمانيا).. هذه الأحزاب لديها سيف المعز وذهبه ، لديها المال ، والنفوذ ، والمريدين ، من منا كان يتخيل قبل 1979 أن نرى أحد تلك الأحزاب يسيطر على دولة بترولية كبيرة مثل إيران ، أو أن نجد السلفية في قمة تطرفها تسيطر على أفغانستان محاولة تقليد النموذج الإيراني..

هذه الأحزاب بما لديها من موارد ومريدين ونفوذ داخل الشارع في العديد من البلدان العربية على سبيل المثال صارت قوة سياسية كبيرة يعمل لها ألف حساب حتى في أكثر النظم شمولية وديكتاتورية وبوليسية.. فالنظم تحتاج للشارع ، ومفتاح الشارع بيد هؤلاء ، لا المثقفين ولا التكنوقراط بتوع الكلام المجعلص!

أنا معك تماماً إن ارتباط الفتوى بالسياسة في زمن سابق تسبب في إضعاف الفتوى وهز صورة الفقيه نتيجة ضعف استقلاله المادي .. لكن الفتوى مهددة بخطر محدق إذا ما ارتبطت الفتوى بالفانلة المذهبية والتعصب الأعمى لها ..

في حوار الأوربيت ، ولأول مرة ، يعترف الرجل بأن ما نشرته الصحيفة صحيح ، ولكن متن الخبر نقل الكلام الذي قاله حرفياً وبأمانة بعكس العنوان ، وهي آفة قديمة ومتأصلة في الصحافة المصرية..

خطأ الرجل ، وخطأ غيره أنه خلط ما بين الرأي والفتوى ، هل معنى - مثلاً- إذا ما جلست مع فقيه على القهوة وقال لي أن هدف الأرجنتين الثاني في مرمى كوت ديفوار تسلل أن هذه فتوى شرعية؟

أي أستاذ فلسفة في الأزهر بيفتي ، وأي أستاذ تخدير في طب الأزهر بيفتي ، وأي واحد مالوش فيها بيفتي ، وعلى رأي عمرو أديب .. ما تبقاش against.. خليك with!

tota said...

العزيز قلم جاف
اؤيد طبعا ارتباط الدين بالسياسة من قدم الاذل حتى ان الفقه بات فى عهود سابقة يطلق عليه فقه السلاطين اى بناء على رغبة السلطان

اما الان فهو بناء على رغبة الحكومة
وتطور الحدث ليصبح بناء على ما يطلبه الجماهير
شرعية الفتوى مبنية على ما تستند عليه من سند قوى ومعضد
اما الاراء والاهواء التى تصدر عن السادة الفقهاء تحت تأثير المشاكل النفسية والعقلية والسياسية فهى هراءات لا سند لها ولا مرجعية
وبات علينا ان نعيش فى زمن لا تجد من ترجع اليه الا قلبك لتستفتيه وما ادراك وما اهواء القلوب

شكرا على البوست الهادف
وتحياتى

مراقب مصري said...

عنوان المدونة جامد أوي!! يا لهوي الدين والديناميت إيه الحلاوة دي... موضوع صفوت حجازي دا يا عم الحاج كان ما إلا طرقعة إعلامية غير شريفة... يعني تقول فتوى كطرقعة، تلاقي وسائل الإعلام العالمية والمحلية بتتناقلها وتلاقي تهمة معاداة السامية جاهزة ضدك (ودا في حد ذاته سبب شهرة وأكل عيش وسبوبة)... صفوت أفندي حجازي في هذه الفتوى لم يختلف كثيرا عن المطرب الكبير شعبان إسرائيل بتاع بكره إسرائيل... اللي اتهامه بمعادة السامية واستضافته في السي إن إن كان سبب في شهرته عالميا لدرجة إن الشريط اللي بعده ذكر موضوع السي إن إن اللي استضافته واهو كله أكل عيش...
لم يكن الرجل يتوقع أن ينقلب السحر على الساحر ويوقفوه عن الوعظ في الجامع والكلام الجامد اللي حصل دا... فببساطة كان لازم يتراجع... ليس رجوعا إلى الحق (وهو فضيلة) ولكن لأنه من الأساس كان كلامه طق حنك ورغبة شهرة... اشرب يا عم صفوت

قلم جاف said...

ريفورمر :
مرحباً بيك هنا ، ونتمنى تكرار زيارتك وسماع تعقيباتك..

أتفق معك في معظم ما قلت ، لكن لنكن أكثر موضوعية ..

في الانتفاضة الفلسطينية الثانية ، وفي العدوان على لبنان ، وفي كل مناسبة بيبقى فيه مزادات ومزايدات بين الشلل الدينية ، ولما يتفقوا على موقف يزايدوا على نفسيهم .."إحنا أول ناس طالبوا بالمقاطعة ، ما تيجوش يا (...) يا ولاد الـ (....) ياللي القواعد الأمريكية في بلدانكم تقولوا إنكم أول ناس طالبتوا بالمقاطعة ، ..." وهلم جرا..

الفتوى دي جايز يكون وراها طلب شهرة ، لكن اللي متأكد منه ومن مفهوم كلام الراجل على الأوربت إنها ضمن سلسلة المزايدات بين المعسكرات السلفية والشيعية والصوفية على هامش العدوان على شعب لبنان..

المسلي في المزايدات دي مثلاً فواصل المديح المصطنع الذي يصل إلى درجة النفاق من قبل إحدى المطبوعات الصوفية لحسن نصر الله .. فقط عنداً في "الوهابيين" كما يصفونهم!

حقيقي ما ألعن من سيدي إلا ستي .. وكلهم بيحطوا عقول المسلمين وأرواحهم تحت الكوتشي القديم..

توتة :

الفتاوى بتصمم بناء على رغبة السلطة ، والمال السياسي (اللي مش لازم يبقى حكومي في حالات كتير) ، والفانلة المذهبية ، وليس على أساس حاجتنا ليها من عدمه!

ونفس الشيء بينطبق على الاجتهاد ..

ومابنشوفش ناس كتير من دول بيتكلم لما تبقى فيه ضرورة ملحة وحتمية لمعرفة الرأي الشرعي في قضية مستحدثة تهم الناس في حياتهم وأرزاقهم ..

لو كان معظم الفقهاء فقهاء سلطان كان الموضوع حيبقى أوضح شوية .. وكانت الناس تشك في الفتاوى بتوع فتاوى السلطان وتصدق الفتاوى بتاعة الفقهاء الباقيين .. لكن بالشكل دة وفي ظل المزايدات دي ثقة الناس في الفقهاء على المحك!

saso said...

يعني نقتلة ولا مانقتلوش ،، نقتلة من باب الاحتياط.. دة اللي وصلني من صفوت حجازي بدون القاب لاني مبستريحلوش من زمان وكمل عليا دخولة طرف في المسخرة اللي كانت بين الحناويين وال فيشاوي أعزهم اللة
الحقيقة اللعبة بتاعتة ظريفة اوي وكان ممكن تعدي وتحسب لة كوطنية مبتكلفش حاجة بس للاسف حظة كان وحش، والتبرير اللي بررة بية اسخف واسخف
ثم هم اولي الامر كانوا بيستمعوا للخطبة بتاعتة ولا هو كان مكلف المصليين يوصلوهالهم بالنيابة
اللي انا كنت فاهماة ان الفتوي لتوضيح امر غامض،، مش الفتوي اللي غامضة لامر واضح

Less than perfect said...

حرااااااااااااااااام

موضوع كثرة الفتاوى ده أكل دماغى تماما..كل يوم فتاوى..و فى المناسبات فتاوى خاصة بالحدث عشان خاطر الحبايب..و المهم ان الشيخ الأزهرى الفلانى يطلع فتوى ..و بعديها تلاقى الشيخ العلانى على التلفزيون بيرد على أسئلة المشاهدين بفتوى مختلفة ان لم تكن عكس تماما الفتوى الأولانية..و الاتنين ليهم منطق و الاتنين ليهم أسانيد شرعية من القران و السنة..طب أنا أخد انهى فتوى بالذمة؟؟!!

و بعدين المفروض ان اختلافهم رحمة..لكن أنا مش شايفة انه رحمة خالص..المفروض انى أختار الفتوى الأقرب و الأسهل لى على أساس ان الدين يسر لكن الموضوع مش بالبساطة دى لأنك لو خدت بفتوى الشيخ الفلانى هتلاقى واحد طالعلك و بيقول لأ ده الشيخ العلانى قال كذا و هو مشهور أكتر و محترم أكتر و نتيجة لده الناس بتاخد الفتوى الأصعب على أساس انهم يبقوا فى السيف سايد..

و بعدين أنا عايزة أعرف..لما تكون كتير من الفتاوى ليها أغراض غير وجه الله أنا أقدر أخد بيها ازاى يعنى؟؟؟أقدر أعرفها ازاى أصلا؟؟؟الموضوع متعب و معقد و محير

أنا شفت الشيخ صفوت على دريم 2 مع منى الشاذلى و قال نفس الكلام بتاع الضوابط المشددة و ذكرها و أسرف فى شرحها و أنا برضه بسأل نفسى ..ليه يا عم الحج طيب..بدام الموضوع هيبقى من رابع المستحيلات ليه تصدر فتوى تستهلك كل الوقت و الشرح و الأخد و العطا و البرامج و الجرايد دى كلها..يا حول الله

بمناسبة رابع المستحيلات..أفتكرت كلام الشيخ اللى كان بيدينا فى المدرسة فى ثانوى..مرة قالنا على موضوع ان أحد الفقهاء كان بيفترض ان راجل شايل قربة مليانة مية مش عارفة وضعها ايه و بيفكر اذا كان يجوز الراجل يصلى بيها و لا لأ..هو كان بيقولنا الحكاية دى ساعتها كدلالة على انهم ماكانوش بيسيبوا أى حاجة ممكن تعتبر من رابع المستحيلات الا و أفتوا فيها على احتمال يعنى انها ممكن تحصل فيبقى فيه فتوى بخصوصها

أنا لما أفكر فى الكلام ده الحقيقة مابعتبروش ميزة أوى..

موضوع الدين ده موضوع كبير أوى و محتاج مناقشات كتير..ادينى قلت شوية من اللى فى نفسى..أسفة انى طلعت خارج الموضوع شوية
تحياتى

أحمد المصري said...

اجابة على سؤال :كل ده كان ليييييه؟
فهو بالطبع عشان بابا حسني وغيره ولكن الغريب في الأمر أني لم أعهد هذه البلبة في فتاوى الشيخ صفوت ولم أعهده فعلا يهبط إلى ذلك المستوى التدني من الفتاوى

قلم جاف said...

ساسو:

بمناسبة "نقتله من باب الاحتياط" .. الفتوى اللي في الموضوع الجديد اللي بعد دة .. تحفة .. حقيقي شين لا يسدكه أي عكل!


إني راحلة :
في موضوع سابق اسمه "القانون المامبو والمسخرة الجامبو" على ما أتذكر كنت قلت إنه لو طلع اتنين مشايخ متخصصين بنفس معيار القانون المذكور وطلعوا بفتاوى متناقضة حيبقى إيه الوضع؟

أهو دة اللي بيحصل بالحرف الواحد .. انت أزهري ودارس فقه ومعاك درجة علمية من الأزهر بس دمك تقيل وبتطلع فتاوى على الفضائيات يبقى انت غير متخصص وبتشم شرابك قبل ما تنام ويجب تنقية الساحة منك كما ينقى القطن من اللطع! ..

الفتوجية وأكاديميي الأزهر والناس اللي بتحب تحط جنب اسمها كلمة مفكر إسلامي بيستمتعوا لما بيعملوا كل يومين تلاتة شو كدة على غرار المصارعة الحرة؟