Sunday, June 4, 2006

إنهم يعرفونها لمصلحتهم!

قد يكون منهم السلفي والصوفي والإخواني والأتاتوركي ..قد يمثلون السلفية السياسية (اليسار والناصريين)أو أي أيديولوجيات جديدة ..قد يكتبون في مواقع الإخوان أو في جريدة ومجلة وعربة كرشة روزا اليوسف.. والمشترك في هؤلاء أنهم يتجاهلون المرأة ، ولا يعرفونها إلا لمصلحتهم الشخصية ، وللتخديم على تنظيراتهم السخيفة، لا أكثر ولا أقل..ولم تزد الخناقات المشتعلة هذه الأيام كاتب هذه السطور إلا قناعة بتلك الخلاصة..

الذين يرون أن الحجاب يجب ما قبله ، وأن "كل شيء" مقبول في وجوده ، والذين يرون أنه بدعة وضلالة وإهانة للمرأة .. الذين ينتصرون وبشدة لخزعبلة نوال السعداوي في توقيع الشخص باسم والده ووالدته.. والذين يتهمون نصوص الدين الصريحة بالتحقير من شأن المرأة عندما تصبح شهادة الرجل بشهادة امرأتين أو عندما يأخذ الرجل ضعف نصيب المرأة في الميراث..

كل هؤلاء لا يرون فيها إلا ما يطلبه من يكتب في إعلان عن سكرتيرة : مطلوب سكرتيرة حسنة المظهر .. أو للدقة : مطلوب حسناء هيفاء (وهبي) القوام لتعليقها كأباجورة ينظر لها بعيداً عن عينين المدام.. كل هؤلاء لا يريدونها إلا هكذا .. ووالله ما بتفرق معانا الأشكال (مع الاعتذار لمحمد صبحي).. سواء أكانت محجبة أو منقبة أو محتشمة أو غير محتشمة..

وكأي من يعشقون السلطحة والسطحية والتسطيح فهم لا يريدون النزول للشارع ، والاقتراب من الحقيقة..

عندما تنتهك أعراض الصحفيات وغير الصحفيات لا تجد من يتكلم ، وعندما تهان المرأة في سوق العمل المتخلف (الذي يهان فيه الكل بيني وبينكم) وتقع فيه (كغيرها) ضحية المعايير الغريبة التي تطلبها موديلاً ناعس العينين ممشوق القوام.. لا تسمع المواعظ المتكررة عن تكريم الإسلام للمرأة ، وعن رؤية قاسم أمين لتحرير المرأة ، ولا تكتب إقبال بركة التي تصدعنا بمقالاتها ومسلسلاتها ، ولا تجد شيوخ المنابر في القنوات "الدينية" ولا ضقاترة الأزهر الذين يكتبون في مجلة التصوف الإسلامي ، ولا حتى "صريخ ابن يومين"..فقط يمتشق كل هؤلاء الحسام الهندواني ويهتفون (حنا للسيف حنا ونحنا نسالم اللي يسالم ونعادي اللي يعادينا) عندما تتحجب ممثلة أو عندما تثار قضية من عينة أحمد الفيشاوي وهند الحناوي (ورغم ثقتي المطلقة في نذالة المعسكرين في تلك القضية إلا أن العركة الإعلامية كادت لتأخذ مسلكاً آخر لو لم يكن الأب النذل أحمد الفيشاوي)..

وياليت تلك المعارك ووصلات الردح تتم بشكل متحضر يحترم فيه الرأي الآخر كما يليق بمثقفين.. أنت تعترض على أنصار الحجاب فأنت كذا .. وأنت تعترض على أفكار جمال البنا فأنت كذا .. وأنت تنتقد منى نوال حلمي فأنت إرهابي ومتطرف وكذا وابن ستين كذا..والمثير للشفقة أكثر أن الدين يؤخذ كمشتبه به في كل تلك القصص ، ولأن أناساً يتعاركون بتلك الطريقة هم مبعوثي العناية الإلهية لتبصرة الناس بالإسلام الحق المعتدل المستنير التقدمي فينتهزونها فرصة للتدليل على بضاعتهم البائرة .. سواء باسم سماحة الإسلام أو تجديد الخطاب الديني أو العودة إلى منهج الله أو الإسلام وطن وغيرها من الشعارات التي هي كلمات حق يراد بها باطل..

قناعتي الفكرية أنه لو طبقت نصوص الدين وروحه لصار وضع المرأة أفضل بكثير مما هو عليه دون الحاجة لخدمات هؤلاء..

وطالما أن هؤلاء هم مثقفونا .. فستبقى المرأة في مجتمعاتنا "أيوة خدامة".. مع اعتذاري للزميلة العزيزة تمر حنة ومدونتها الجميلة التي تحمل العبارة المكتوبة بين علامتي التنصيص..

12 comments:

بعدك على بالى said...

قلم جاف...
"رأي آخر قاسي ومؤلم نفسي تسمعيه وتستحمليه من غير ما تمسكي الماوس وتحدفيه في خلقتي..."

ماحدفتكش بالماوس وسمعتك للاخر وتحملتك كمان...فياريت انت كمان تتحملنى وتقرا الرد اللى سيبته لك هناك عن ايوة خدامة" .. ده أولا..
ثانيا
لو حابب تعرفنى اكتر ادخل البلوج بتاعى علشان تعرف ان فى ناس بتنتهك ولاسباب كتيرة ممكن تكون مش ملتفت لها عمدا أو سهوا...على فكرة دى مش دعوة خبيثة لقراءة البلوج، ولا عاوزاك تعرف همى ووجعى الخاص، بس انا عاوزة اقولك انه فى ناس بتتقهر ورغم ده بتؤدى دورها فى الحياة ومحدش حاسس بيها ولا بوجعها، ولا نقابات وجمعيات اهليه ومنظمات حكومية او غير انتفضت لما تعانية او تتعرض له، وبالمناسبه انا مجرد حاله، وفى غيرى كتيرررررر وافظع...
....
اقرا اللى كتبته وبعدين قولى حكم الشريعة الاسلامية ايه فى كل هذا القهر اللى "الراجل" واللى انت منتمى له بيمارسه على المرأة فى المجتمع.. كلمنى عن الرجوله ومفهومها من وجهه نظرك،،،
يعنى مش لازم راجل من الامن المركزى يضربها او يعتدى عليها ( رغم اعتراضى ورفضى الكامل لده)علشان نعترض بينما مايمارسه الرجل (الزوج او الاخ او الاب)من عنف ضدها نقبله، بل ونحاول نمرره تحت اى مسمى او دعوة...( تفتكر ربنا ممكن يرضى بكدة؟... انا لا اعتقد ولن..
ياسيدى الفاضل:
قبل ما تطالبنى ابقى كائن اجتماعى ايجابى ، انفعل لما يحدث حولى (وبالمناسبه انا بنفعل وبشارك بطريقتى وبما يتفق مع وجهه نظرى، يعنى مش لازم اخرج فى مظاهرة سياسية عارفه افرادها"نفر .. نفر.."(على راى سهيرالبابلى ...واحده من المصابات بالشيزوفرنيا)واهتف معاهم "ياامريكا لمى كلابك"، و"لا يسقط حسنى مبارك".. قبل ما تطالبنى بده.. كلمنى الاول عن القهر الاجتماعى والعنف اللى يوصل ام ترمى ابنها من الدور الرابع لانها مش قادرة تربيه... بلاش وجعى انا الخاص..

تفتكر المشكلة فى الحجاب ولا نوال السعداوى ، ولا فى ليه المفاهيم والقيم اتقلبت ، ليه بقينا كده ؟؟؟ الاحزاب، الاخوان، مؤسسات السلطة؟ التيارات السياسية اللى فقدت مصداقيتها فى الشارع ، ولا التانيه اللى بتتاجر بهموم الناس و لا ...... مين بالضبط المسئول عن انهيار منظومة القيم فى المجتمع...؟؟ مين من حقة يحاسب ويطلق احكامه؟؟؟؟؟
اتمنى يكون كلامى مش مزعج بالنسبه لك وتستقبله برحابة صدر زى مانا عملت.. وفى النهاية الخلاف فى الراى لايفسد للود قضية..
تحياتى

قلم جاف said...

أنا مش شايف إن فيه اختلاف على الإطلاق..

أنا بصريح نص المقال طالبت الجميع بإنه يبص على القهر اللي بتعاني منه المرأة المصرية عموماً خاصةً في الطبقات الفقيرة والمتوسطة ويدينه بدل ما كل واحد - وعذراً لاستخدام اللفظ - فاتح الجاعورة على الحجاب واسم الأم ويعمل من دول قضايا ثورية..

كان لازم اللي جعروا يقولولنا حكم الشريعة الإسلامية في ذلك وفي غير ذلك.. وإذا كنتي اتكلمتي عن القهر الاجتماعي ففي أمثلة كتيرة خارج المجال الاجتماعي على القهر غير المدان والمستقبل بالصمت الرهيبي..


أعتقد إنك رديتي ضمناً على نفسك أثناء مداخلتك اللي بأسعد بقراءتها.. لما قلتي كلمة "شيزوفرينيا" .. (ويقال صحتها سكيزوفرينيا)... وهي تفسر حالة تعاني منها شريحة من الفتيات المصريات كما يعاني منها المجتمع الذكوري بحد وصفك الضمني..بل وأضيف : ضبابية .. عدم وضوح الهدف..

ومش معنى الإيجابية إني أمشي في مظاهرة ، أنا شخصياً ضد التظاهر وباعتبره وسيلة غبية للتعبير عن الرأي.. لكن تبقى إيجابي يعني تبقى ناجح ونافع.. تبقي محامية ناجحة ، طبيبة ناجحة ، ممثلة ناجحة ، سياسية ناجحة ..تثبت وجودك.. تعلن عن ذاتك..

فيه شخصيات نسائية كتير مضيئة نجحت ، وخلت المجتمع على كل قهره يقتنع بيهن وبحقوقهن .. لكن فيه ناس بتنتمي لشرائح أكثر استنارة لا يبدو فيها القهر الاجتماعي صارخاً كما نراه في الشرائح الفقيرة وفوق الفقيرة وهي في الوقت نفسه أكثر سلبية واستكانة وقناعة بدور الظاهرة الصوتية أقدر من الفعل الإيجابي (كما وضحت معناه)..

بالنسبة لي : الرجولة أدب مش هز اكتاف .. وأنا أعني معناها الجدي ، وهو تحمل المسئولية وتفهم المرأة والتكامل والتعاون معها.. هذه هي قناعتي الفكرية على الأقل..

ملحوظة ختامية : لم تكوني موفقة في تعبير "نفر نفر".. فهناك من هم معترضون على طريقة أداء الحزب الحاكم وأسلوب وأيديولوجية الحزب الحاكم وعلاقة الحزب الحاكم بالمؤسسة الدينية الرسمية وغير الرسمية وكذلك على كل الأحزاب والحركات السياسية والدينية في المجتمع وتدعو لحوار حقيقي ومكاشفة حقيقية ، هؤلاء المعترضون مستقلون تماماً.. ولك الحق في الاستغراب فكلمة "مستقل" بحد ذاتها سيئة السمعة في مصر!

مرحباً بك في الدين والديناميت .. وأرجو ألا تتهمينني بالاسكيزوفرينيا ..والاختلاف في الرأي لا يفسد للاحترام قضية..

Ossama said...

مرة اخرى ازداد اقتناعا ببعد نظرك ويزداد احترامي لك ياقلم جاف
للاسف قضية المرأة او الرجل او اي قضية في مصر الحرة هي شيء شخصاني جدا واي واحد عنده مشكلة تتحول لقضية مرأة او دين او وطن.... وتبدأ الاراء الاشتقطابية في التطاير مثل شرارات النار ولا يرى الناس شيئا لان المقصود الا ترى شيئا يا جميل
ولكن تظل تدور في دوامةالكليشيهات يا حلو
فيه رواية لسلمان رشدي اسمها جريموس
عن منطقة معزلوة خارج الزمن يعيش الناس فيها في سعادة تامة لانهم بلا روح لانهم اساسا يعيشون وسط الكليشيه
وطبعا كله كذب في كذب ونفاق في نقاق
قلم مازلت على رأيي وانت لاتخيب ظني فيك
على فكرة انت فين انا قاعد مديها سينما وانت مبتردش ولا بتزورني حتى ايه زعلان مني والا ايه؟؟؟

بعدك على بالى said...

أشكرك على المرور والتعليق..

اجمل مافى التدوين ليس فقط البوح أو حتى "الصريخ" .. ولكن "المشاركة" وهو ما احتاجة..

خالص تحياتى وأتمنى مزيدا من التواصل

Anonymous said...

salam..first time to stop by..but attracted by your article...especially when it comes at a time.I just watched al beit betak..speaking the Hijab of actresses...! as if all our problems are just belittled to solve the problems of screenplays for the new generation of veiled actresses!

Indeed the woman could live a much better noble life/...only if regulations dictated by religions are rightly and justly applied!

when you put your hand on this issue..this means that you understand and won't fall to the trap like others...thus a new sun will rise!

Me2nour said...

مش عارفه هاتعتبروا رأيي مطابق ولا مختلف .. وجهة نظري إن المرأة والرجل على حد السواء السبب
مفهوم المرأة عن حقوقها غلط و مفهوم الراجل عن حقوقه غلط و كل واحد فيهم بيهاتي... في ناحية و في الآخر يقولوا مجتمع ذكوري و المرأة المظلومة.... المرأة غلطانة في تربيتها لأولادها و الأب كمان و الراجل غلطان لما يفتكر إنه علشان راجل مبيغلطش و الست غلطانه إنها مش بتفهم إنها بتغلط و كل واحد بيفسر الدين على هواه و الناس كلها بتخبط في بعضها
و في الآخر مين يطبق كلام ربنا ويستريح ؟؟؟؟
الست لازم تشعر بإنوثتها و تنسى فكرة المساواة ... لأنها مش محتاجة مساواة!!!! هي محتاجة إحترام و الراجل لازم يفهم إن ربنا أعطاه القوامة وده مش معناه الظلم و الإستبداد
ولو كل واحد عرف اللي ليه و اللي عليه هايستريح

Me2nour said...
This comment has been removed by a blog administrator.
Me2nour said...
This comment has been removed by a blog administrator.
قلم جاف said...

إيبي :شكراً على المرور والتعليق وأتمنى أن تكثر زياراتك وتعليقاتك هنا في "الدين والديناميت"..

وعود أحمد لمي 2 والتي قالت:
ولو كل واحد عرف اللي ليه و اللي عليه هايستريح

بس دي يا مي مسألة وعي .. والوعي لا يتوفر في السوبر ماركت.. لكن يفترض وجوده في البيت ، وفي المؤسسة الدينية ، ووسائل الإعلام ، والنخبة.. اللي حيموتوا بعض علشان قلم!

هشام علاء said...

عزيزى قلم

اوافقك الرأة تماما
و اعتقد ان السبب الرئيسى فى كل هذا هو البعد عن الدين
وما اتحدث عنه هنا هو الدين بصورته السمحة الحميلة
الدين الذى هو يسر و ليس بعسر
ولكن للاسف الوضع اصبح فى مجتمعنا مائل اساسا للتطرف فى كلا الجانبين
التطرف فى التدين الى حد التشدد و التكفير
و التطرف فى التحرر الى حد الاباحية و الشذوذ و قلة الادب تحت مسمى الحرية
و اختفى الاعتدال فى ظروف غامضة

ولكن كيف العودة الى الدين فى صورته السمحة فى زمن اصبح استفاء الدين فيه من رجاله غالبا محفوف بالمخاطر والاخطاء؟

قلم جاف said...
This comment has been removed by a blog administrator.
قلم جاف said...

هشوم:
اللي قلته برضه لا يقل خطورة عن ما قلته مداخلتك الثرية على تدوينة "ربنا يهده"..

أولاً: بمناسبة الصورة السمحة ، نعاني في هذه الأيام من التحزب الإسلامي ، كل فصيلة أو مذهب بتتصرف زي ما تكون حزب سياسي ، بس الفرق إن الأحزاب السياسية بتتنافس ع الوصول للسلطة ، بينما الأحزاب الدينية بتتنافس على السلطة الدينية .. وفي مناخ يحكمه التنافس والحزبية كل حزب بما لديهم فرحون ، وكل حزب شايف إن هو الصح وغيره غلط وابن الذي والذين..

والمؤكد لو سألت كل هؤلاء عن تعريف الإسلام السمح كلهم حيقولولك وفي نفس واحد : إحنا!

ثانياً :مصادر المعرفة الدينية سماعية ، ، يعني بالسماع ، الشيخ فلان قال في الخطبة ، الشيخ علان قال في التليفزيون ، الشيخ ترتان قال في الشريط ...واستقاء المعلومة من الكتب صار محفوفاً بالمخاطر لصعوبة الوصول للكتاب أولاً ، وصعوبة إيجاد وقت للقراءة ثانياً ، وصعوبة حياد تلك الكتب ثالثاً..

يعني يفترض في اللي بيقول إنه يبقى مصدر ثقة ..وما يفترض لا يكون هو الواقع في أحيان كثيرة .. جداً!

وهذا ما سأتناوله في تدوينة مستقلة بإذن الله..