Wednesday, May 31, 2006

أيها السيدات والسادة .. ماذا سنقول لحمادة؟

هذه التدوينة أدين بفكرتها لهشام الذي رد رداً في غاية الذكاء في تدوينة سابقة.. وطرح أموراً تستأهل النقاش.. أريد أن أفكر معكم فيها كالعادة بصوت عال..

حمادة هنا هو أي حمادة .. لقب يطلق هذه الأيام على أي طفل صغير بما أن اسم "محمد" أو "أحمد" الأكثر شيوعاً بين صبيتنا ، ودلعهما "حمادة".. لنفترض هنا أنه ابنك مثلاً .. وأنت جالس معه في جلسة مصارحة

يا حمادة خليك طيب ومؤدب وكويس .. اسمع كلام بابا وماما واحترمهم.. احترم الكبير واعطف على الصغير..عامل الناس كلهم كويس وبأدب مهما كان دينهم أو لونهم أو غناهم أو فقرهم.. ذاكر (من غير صم من اللي علمهولنا وزير التعليم الأسبق) بفهم علشان تنجح وتنفع نفسك.. اهتم بدينك وبدنياك.. طور فيها .. استعمل عقلك اللي ربنا وهبهولك صح وفي الخير .. اتقن عملك وماتكروتهوش .. الخ..

يأمرنا الدين بذلك كله.. الدين عقيدة وعبادة وعمل (معاملات) ..لماذا لم نصارح حمادة بتلك الحقيقة البسيطة؟ أو (لو حمادة أكبر سنة صغيرين) بإن الدين دافع قوي للإنسان إنه يبقى أفضل وبالتالي للمجموع(وأرجو ألا يفهم كلامي أنه ترويج لشعارات صناع الحياة ولا لغيرها "بما أن تجربتي المتواضعة علمتني أن سوء الفهم كيف بشري")؟ لماذا لا يصبح ذلك جزءاً من خطاب المؤسسة الدينية الرسمية مثلاً (بما أن المؤسسة غير الرسمية تهمها أمور أخرى كالأولياء وفتاوى البوكيمون والوصول للسلطة ومقاطعة الغرب الكافر)؟

إذا فعلنا ذلك في بيوتنا و/أو فعلت المؤسسة الدينية الرسمية (ولا أقول شيوخ الفضائيات) لعلا الصراخ والاتهام بمحاولة تديين المجتمع ، رغم أن الدين مكون محوري للسلوك والثقافة ، ولو لم يفعل ذلك أحد لقيل : مش بتقولوا الدين ومش الدين ، وفيه نصوص بتعلمنا إن الدين المعاملة .. مبتقولوهاش للناس ليه؟

حلوها معايا.. قبل ما يحتار حمادة .. وكل حمادة!

9 comments:

Ossama said...

شوف يا حمادة
المسألة مش بسيطة لأن كل شيء وراه شبكة مصالح وبالتالي الكلام بالطريقة اللي انت عايزها لابد ان يتسق مع شبكة المصالح دي
يعني من السهل مثلا انك تطلع مظاهرة ضد الدانمارك عشان الجورنال بتاع الصور وتحرق سفارتها في سوريا
طب ليه منحرقش سفارة امريكا؟؟؟
فالسؤال هل حيكون كلامنا خفيف على شبكة المصالح دي ولا لأ؟؟
نكمل يعني الكلام مش بس الجمل والقولان لا الطريقة رسالة زي ما قلنا وقال بيتر واتكنز والطريقة رسالتها اخطر وانت كل ما بتكون جد بتهدد شبكة المصالح التافهة،ليه يا جميل لأن الجدية تعني ان التفاهة تنكشف طب ازاي؟
ولو انت قمت وشتمت في السعودية حتلاقي ناس تقولك يا حبيباه ولكن لوناقشت الناس تزعل
طب ازاي تطالب الناس تتكلم في الدين بجد؟؟
هو في حاجة جد يا عم حمادة

change destiny said...

و مين قالك ان دة مش بيحصل في البيت

بيتهيألي ان في بيت حمادة من كتر ما بيوجهوله الكلام دة بيشوف الدنيا وردي و يتصور ان العالم بالسهولة دي . الصح دة و الغلط دة و المسألة واضحة

لكن لما حمادة بيكبر شوية بيكتشف ان الدنيا مش كدة و ان الصح مش واضح و ان المجتمع مريض . الصدمة بتكون أكبر من حمادة خصوصا لما بيكتشف ان لما يقول لشحيبر اللي بياخد منه الشيبسي في الفصل الله يسامحك , الواد مش بيرجعله الشيبسي دة بياخد بقيت حاجة حمادة

و عشان كدة حمادة بيفقد الثقة في كل اللي اتقاله و بيثور و بياخدها على عاتقه انه يرجع حاجته . و بالتالي بيتحول لشحيبر جديد

و قس على ذلك

قلم جاف said...

لهذا السبب أفرح أيما فرح عندما أشاهد مدونتي مليئة بالتعليقات..وهي تعليقات نابهة لا تستغرب من أصحابها..

نبدأ بالأستاذ أسامة الذي أثار نقطة في غاية الخطورة ..

في الكلية .. تعلمت أنه إذا كنت لا تستطيع جعل غيرك يفهمك فحاول ألا تجعل غيرك يسيء فهمك..الطريقة إذن شيء خطير جداً..كلما كنت جد حتخبط : حتخبط في الفكر السائد ، حتخبط في الممارسات ، حتخبط في المؤسسة الحاكمة وحلفائها من المؤسسة الدينية الرسمية وغير الرسمية ، حتخبط في وسائل الإعلام..

هنا تيجي ملاحظة ديستني..وعبارتها الدقيقة :

لكن لما حمادة بيكبر شوية بيكتشف ان الدنيا مش كدة و ان الصح مش واضح و ان المجتمع مريض . الصدمة بتكون أكبر من حمادة خصوصا لما بيكتشف ان لما يقول لشحيبر اللي بياخد منه الشيبسي في الفصل الله يسامحك , الواد مش بيرجعله الشيبسي دة بياخد بقيت حاجة حمادة

الصدام..

خصوصاً لما بيدخل حمادة كمان على وسط ما هوش وسطه ، وطبقة ما هياش طبقته ، سواء كانت طبقة النوفو ريش ، أو الطبقة البيئة ريش ، وهو أساساً طبقة وسطى زي حالاتي وحالات معظم المدونين الزملاء..

أليس البحث عن طريقة جادة ومناسبة لإصلاح ما فسد فينا عن طريق توعية الجيل القادم شأناً يستأهل التفكير؟.. لنفكر..

أنتظر تعقيباتكما ، وردود باقي الزوار الكرام ..

Ossama said...

شوف يا قلم عشان انت راجل طيب انا معاك يا طيب
نرجع للطريقة
الطريقة يا حمادة رسالة في ذاتها وعلى فكرة ده جزء من ردي على تعليقك على واتكنز يا جميل
المشكلة ببساطة ان مثلا انت اخترت تنحت في الصخر وتتعب نفسك وتتابع فضائيات وبرامج ومجلات وجرائد وتكتب وتقرا وتناقش وتسأل وكل ده فعل تأسيسي يعني بناء لحاجة حقيقية
ولكن السائد في السوق شباب لا لاجيه وويفر بالشكولاتة ييجي يديلك حقنة فيها حكمة الدهر
ليه؟
عشان ده اسهل واريح
وبلاش وجع دماغ ويديك احساس ان انت مناضل بطل
طب بذمتك
طريقتك في جمع المادة والكلام على التعليم بدأب والتعليق المتواصل على الاعلام والدين حتوديك فين غير
باب اللوق بكتيره؟؟
شوف انت بقى لو قعت تهلل وتقول ثورة حتى النصر ويسقط ايه وولاد ايه وانا كافر ياناس من بتوع كفار قريش واللات والعزة
حتجيلك الفضائيات والبلح امهات
ماشي يا حمادة؟؟
انت جدع يا قلم

هشام علاء said...
This comment has been removed by a blog administrator.
هشام علاء said...

مرسى يا باشا على ال
compliment
ده بس من بعض ما عندكم
اما بالنسبة لحمادة
فأعتقد ان الموضوع مش بالبساطة دى
لان لو افترضنا ان احنا تخطينا مرحلة مظهرية الدين
و دخلنا فى مرحلة المعاملات
ياتى اصعب جزء و هو التطبيق
فكيف انصح حمادة بالمعاملات الحسنة
و هو يرانى اخرق هذه النصائح
كل يوم امامه
بالتأكيد سينشأ داخله تناقض
واجد نفسى هنا فى مشكلة كبيرة
انى لازم انصح نفسى قبل ما انصح حمادة
اطبق على نفسى قدامه
قبل ما اقوله يطبق
ولما اغلط قدامه
اوضحله ان السلوك ده مش سليم
موضوع صعب حقيقى
على نطاق البيت و الاسرة
ما بالك بأه عل نطاق المؤسسات و الدولة.....سواد

Veeeva said...

أساسا محدش فاضي لا لحمادة و لا لغيره... الاهل همهم يحطوا الاكل علي السفرة و المدرسين طلعان عينهم و عايزين يزودوا المجاميع بتاعة بعد الظهر و صلاة الجمعة بتبقي مجرد تأدية واجب

حمادة بقي مش نفسه يسمع نصائح و لو سمع مبيعملش بيها عشان شايف انها مش جايبة همها

قلم جاف said...

عندك حق يا أستاذ أسامة .. لسبب وجيه ..

كتبت قبل كدة مقال اسمه "حلالاً زلالاً".. تناولت فيه إزاي بتلعب فيه شبكة مطاعم على الوتر العاطفي الديني ، وبالتالي لو عايز تكسب الشارع العب على الوتر الديني أو الوطني العاطفي المتشدد .. وحتلاقي قابلية غير عادية من الناس .. ودي المشكلة..

نيجي لكلام الهمام هشام..

فيه وجهة نظر تانية نذكرها من باب الشيء بالشيء.. مفيش ملايكة على الأرض .. حتى ولو كان اللي بيديك النصيحة.. وبالتالي إن كنت عيل ومبنفذش.. خليك انت الراجل ونفذ..

وبناء على كدة ممكن تقبل النصيحة من شخص مش ملتزم بيها.. بشرط إنه يحاول يغير من نفسه للأفضل..كدة تقدر نسبياً تثق فيه..

still breathing أثارت نقطة مهمة .. وهو أنه في الواقع محدش بيكترث لحمادة.. وبالتالي فإن حمادة حينزل الشارع ويعرف الحقيقة لوحده .. ودي بقى المشكلة.. لما ينزل الشارع ويواجه الحياة بلا أي أساس صح أو غلط..

Ossama said...

صح يا قلم مرةتانية يعني فيه ناس بتشد زبون بانها بتاعة ربنا ودي حاجة من حقها وفيه ناس بتشد زبون تاني بانها الحتة الكوول الروشة وهكذا يا جميل
الطريقة رسالة يا قلم
وهي جزء من خطاب ليه انا بكلمك بانتظام عشان عجباني طريقتك وحاسس بانك بتعمل حاجة جد
انا مش مرتاح لطرق تانية وخصوصا انت عايز تعمل حاجة جد لازم تتأسس يا جدع مينفعش الكلام بتاع حمادة محدش بيعلمه لان الناس كلها بتتعلم واللي مبيعلمهوش اهله بتعلمه الايام والليالي
الجد يا قلم صعب الهزار اللي شكله جد قوي اسهل كتير ماشي ياقلم
تسلم لي يا جميل