Monday, August 6, 2012

تراويحك عندنا.. المهم انك تتبسط

ربما لا يكون الوقت مناسباً للكتابة في ذلك الموضوع ، لكني رأيت الأمر من السماجة بحيث أنه لا يحتمل بالمرة.. عن نفسي أنصح من يعانون من اضطرابات في ضغط الدم "توخي الحذر" عند قراءة السطور القادمة..

بما أن مسجد منطقتنا صغير ، وحوله ميدان صغير أيضاً ، من العادي أن تجد في ذلك الميدان مساحة تستغل في صلاة التراويح ، يؤمها بالتأكيد كثيرون في هذا الطقس الحار.. وهو ما استغله بعض الظرفاء لتوزيع أوراق دعاية ، كتلك التي يتم توزيعها عادةً بعد صلاة الجمعة خارج أي مسجد (وفي تطور نوعي يتم توزيعها حالياً داخل المسجد نفسه)..

موضوع ورقة الدعاية بسيط : تعالوا إلى المسجد الفلاني للاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان! نعم.. بعض الـ"فانز" لبعض الشيوخ يروج للاعتكاف في المسجد الفلاني بصحبة الشيخ "س" و الشيخ "ص" -لن أذكر اسميهما- في مسجد آخر..

بعيداً عن محتوى الورقة الدعائية ، والأسلوب "الدعوي" الذي تعودنا عليه من هؤلاء ، والصورة الموجودة في وجه الورقة عن حسن الخاتمة وسوء الخاتمة والأسلوب التفزيعي المعهود في دعوة الناس إلى "طريق الهداية".. والكلام الموجود في ظهرها كما لو كان دعاية لرحلة سياحية أو لحفل غنائي عن الاعتكاف الـ"تححححححفة" بما أن الاعتكاف لا يصح إلا في المسجد الفلاني ، ما يثير حفيظة أي شخص هو أن هذه الورقة يتم توزيعها على مصلين في مسجد ، وليس على رواد مقهى أو صالة سينما.. كما لو كان ذلك المسجد ملهىً ليلياً ونحن لا نعرف..

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ، المساجد تنافس الخيام الرمضانية الآن ، بدلاً من الذهاب إلى الخيمة أو قبل الذهاب إلى الخيمة لنذهب إلى خيمة المسجد الفلاني ، لتستمع إلى الشيخ إياه "أبو صوت حلو" ، أو للدقة "أبو عُرَب" ومطالع ومنازل ، الذي "يسلطن" المصلين في صلاة التراويح ، وتخرج مستمتعاً بعد سماعك لآيات البعث والحساب والنار بطريقة تجعلك تذوب عشقاً في جهنم وتتمنى التقاط صورة مع خزنتها، ثم تكتمل المتعة بـ"موال" القنوت من الشيخ المذكور.. المهم إنك تتبسط.. لن تجد مثل تلك الأشياء في الخيمة.. وربما يكون القائمون على تلك المساجد أكثر سخاءاً ويوزعون عصيراً على المصلين في فترة الاستراحة ، وإن كان الشيخ المطرب لا يفضل أن تكون هناك بين ركعات التراويح أي استراحة.. مش جايين نلعب!.. مرة أخرى : المهم إنك تتبسط .. تستمتع بشكل ملتزم ، بدلاً من أن تذهب إلى كافيه أو خيمة لتسمع مطرباً يغني الألحان ، اذهب معنا إلى المسجد لتسمع قارئاً يغني القرآن ، ومع بعض الدموع التي تذرفها خلف الشيخ المتباكي في القنوت تخرج وأنت تشعر أنك أرضيت الله عز وجل ، بما أن البعض يتعامل معه بنفس الطريقة ، قبل أن تذهب في العيد مهرولاً لمشاهدة فيلم "الست" "دينا".. وكدة تبقى حافظ مركزك أمعلم ، دين ، ودنيا ، أو بالأحرى : دين ، ودينا!

من الأحمق الذي يزعم أن أسلوباً بهذه الكمية من "الظرافة" يجذب الناس إلى الدين والتدين؟ هي ليست "ظرافة" بقدر ما هي "قلة أدب" .. فبهذا المنطق تحتاج صلاتك في أي مسجد آخر لا تنطبق عليه الشروط إلى صلاة.. بل وربما تخجل وأنت تجيب عن سؤال صديق لك عن المسجد الذي تصلي فيه التراويح من مجرد ذكر اسم ذلك المسجد الآخر.. والدليل هو ما حدث اليوم ورأيته بأم عيني.. كدة تصلي ورا واحد صوته وحش.. ياوحش؟

ما يحدث ، مضافاً إليه أمور أخرى ، تجعلنا بالتدريج من القوم الذين يهمهم أن يبقوا مبسوطين.. فنفن عباداتك ، فنفن معاملاتك .. زيح العيا مر..

الصبر يا رب..

No comments: