Wednesday, April 4, 2012

يا عزيزي كلنا إخوان

نكتة بطلاها "المصريين الأحرار" و -بكل أسف - الأزهر..

حزب "المصريين الأحرار" الذراع "الحزبي" للمال السياسي ، يشبهه البعض بحزب "الأحرار الدستوريين" الذي يراه بعض المؤرخين لسان حال الطبقة الرأسمالية أو طبقة "الأعيان" في مصر ، الفرق أن الحزب الجديد مراهق سياسياً ، ولا يملك تصورات حقيقية قياساً على ظروف البلاد لحل مشاكلها ، فقط تشتم رائحة التمكين - على الطريقة الليبرالية - كما تشتمها لدى أحزاب واتجاهات كثر ما بين الدينية والعالمانية ، من أجل حماية مصالح الرأسمالية الطفيلية التي ازدادت سعاراً - مالاً وسياسةً- في سنوات "المخليوع" الأخيرة (والتي من أجلها تحالفت معه ثم انقلبت عليه قبيل الثورة).. هو فقط وجد فرصة سانحة للتذاكي و "الاستصياع" على الشعب ، قد يدعي أنصاره أنه لا يمارس هكذا أمور تمارسها الأحزاب السياسية المصرية حالياً ، كلها بلا استثناء ، لكن ما سترونه لاحقاً يثبت أنه "مش وش ذلك".. بل "ذلك وش".. أما الأزهر فأترك لكم الفقرات القادمة لتكونوا في قلب الصورة..

إيه الحكاية؟

1-في برنامج "المصريين الأحرار" الذي يفترض أن يكون هو الوثيقة التي بين الحزب والجماهير ، والمنشورة علناً على شبكة الإنترنت ، والتي كان يوزعها إبان الانتخابات البرلمانية أواخر العام الماضي ، تحدث عن الأزهر و"تصوره" لـ"وضع الأزهر" :

دعم استقلال الأزهر من خلال إعادة إحياء الدور المحوري لجماعة علماء الأزهر وأن يضعوا القواعد المناسبة لهم لاختيار الإمام الأكبر بما لا يتعارض مع المبادئ الأساسية للدستور، وإدماج الأوقاف ودار الإفتاء داخل مؤسسات الأزهر للإرتقاء بدوره التاريخي كمرجعية أساسية لتعاليم الإسلام والتعليم والبحث الديني، مع التخلي عن إشرافه الحالي على التعليم المدني ليكون ضمن اختصاصات المجلس الأعلى للجامعات وليتفرغ الأزهر الشريف لتطوير الخطاب الديني وما يرتبط به من العلوم الإنسانية.

ثم:

السماح بحق مؤسسة الأزهر والكنيسة القبطية في إنشاء أو استخدام القنوات الإعلامية والصحف وغيرها من وسائل الاتصال في التواصل مع المواطنين بما لا يتعارض مع حظر التوجيه السياسي.

الموضوع واضح : الحزب لا يريد للأزهر أن يمارس أي دور سياسي من أي نوع .. وكما يقول "مصطفى شعبان" : إذا كان كدة ماشي..

لكن..

2-لكن تفاجأ بالحزب نفسه في مشروعه لتشكيل الجمعية التأسيسية للدستور الذي يحرص فيه على ضم "الأزهر" للجمعية التأسيسية للدستور ، ليس بممثل واحد ، ولا باثنين ، بل بثلاثة ، على طريقة إعلان "سوبر ريد" في الثمانينات :

- 10 أعضاء من أساتذة الجامعات - 10 أعضاء من الهيئات القضائية - 10 أعضاء من النقابات المهنية - 5 من نقابات العمال - 5 من الاتحادات النسائية - 5 من جمعيات حقوق الإنسان - 5 من الفلاحين يرشحهم اتحاداتهم - 5 من الجمعيات الأهلية - 3 من الأزهر - 3 من الكنائس المصرية - عضو واحد من القوات المسلحة وجمعيات رجال الأعمال واتحاد الصناعات واتحاد الغرف التجارية واتحاد الكتاب والاتحادات الرياضية واتحاد طلاب الجامعات والمجلس القومى لحقوق الإنسان والمجلس الأعلى للشرطة. - 10 شخصيات عامة منهم 3 من المصريين فى الخارج.!

3-المهم ، حدث ما حدث ، وقرر الأزهر "الانسحاب" من اللجنة ، ليس رفضاً لـ"الاستئثار" أو "الاحتكار" ولا لهذا "الكلام الكبير" .. بل بسبب "ضعف تمثيله" ، بدليل أن الدكتور "أحمد الطيب" شيخ الأزهر قد اشترط لعودة الأزهر للتأسيسية زيادة تمثيله في اللجنة .. بل إن عضو "مجمع البحوث الإسلامية" الدكتور "محمد رأفت عثمان" قد استنكر عدم اختيار ثلاثة علماء ضمن تأسيسية الدستور إضافةً إلى الدكتور "نصر فريد واصل" والدكتور "محمد عمارة"..

الحزب الليبرالي الذي يدعي أنه جاء لأخلقة السياسة وحماية الثورة يطالب بتركيز الأزهر في الجانب الديني ، وفي نفس الوقت يدعم مشاركته في صياغة الدستور ، ودعم من قبلها "وثيقة الأزهر" ، التي ، وهي مفاجأة إن صحت ، تعبر عن رأي من صاغوها ، وتم "إقحام الأزهر فيها إقحاماً" ، إن صح ما قاله الكاتب اليساري الكبير "صلاح عيسى".. أو - م الآخر - أقحم الأزهر نفسه فيها إقحاماً.. وكما يقول التعبير المصري الدارج "اللي ما يشوفش من الغربال..."..الخ.. بمعنى آخر : الأزهر ، كما ترى تقارير منها تقرير لـ "BBC" ، بدأ يمارس السياسة ، ويبحث عن دور سياسي رغم النفي المستمر والإنكار ، قبل الوثيقة ، وبعدها..

الإخوان نقضوا عهدهم - كما يرى كثيرون - وقرروا ترشيح "الشاطر" بعد أن كانوا قد أعلنوا أنهم لن يرشحوا أحداً منهم ، ولم تكن مبرراتهم لذلك "مقنعة" لدى شرائح أكبر (وعن نفسي أرى أن ما فعلوه قضى على مصداقيتهم في الشارع)، وفي نفس الوقت نجد حامي حمى الليبرالية يكذب على الناس ويدعي أنه لا يريد تدخل لأي جهة دينية في السياسة ويسمح بشكل ضمني - الآن - وبشكل صريح -بعدها- بتدخلات للمؤسستين الدينيتين في العملية السياسية ولكن بشكل - ههههههه- مقنن ، و"أبو الفتوح" - إخواني بالمناسبة مش من "ألتراس أهلاوي" - ترك الجماعة من أجل مصلحة هي السماح بترشحه للرئاسة (وليس لأسباب فكرية كما يزعم أنصاره) ، فيما ترك الأزهر لجنة تأسيسية الدستور احتجاجاً على ضعف تمثيله ، أي لمصلحته أيضاً..

أن يرشح الإخوان "الشاطر" بعد أن قالوا أنهم لن يرشحوا أحداً ، أمر معتاد من الإخوان "الوحشين" الذين لا يعملون سوى لمصلحتهم ، لكن هل يصنف ما يفعله "المصريين الأحرار" على أنه ورع سياسي وتقوى ثورية أم استغفال وانتهازية ونفعية؟ ولماذا سقط الأزهر بكل تاريخه في هذا المستنقع؟

ما بقتش تفرق ، وسمعني سلام "يا عزيزي كلنا إخوان"..

فقرة أخيرة : أستحلف الأزهر ، شيوخه وعلماءه ، بالله العلي العظيم ، أن يقولوا لنا وبوضوح أي شيء عن الماهية الحقيقية لدور الأزهر الذي ظل خطباؤه يروجون له على المنابر طيلة ما عشته من سنوات ، هل هو دور دعوي أم تنويري أم سياسي ، لو كان الأزهر يريد أن يمارس السياسة ليقولوا ويصارحونا بذلك ، وإلا فصورة المؤسسة الأزهرية "مش ناقصة اهتزاز" عما كانت عليه إبان "المخليوع" ، بأفعال قادتها وإرادتهم الحرة هذه المرة ، وليس بإيعاز من أحد داخل السلطة أو خارجها..

No comments: