Saturday, February 11, 2012

ذا نيو إسلاميست

يقدم لك المدون صاحب هذا المكان المتواضع دليلاً شافياً لمن لم يجد - بعد - شلة ينضم إليها في هذا البلد الذي أصبح شللياً بامتياز (ولا عزاء لقيم الثورة التي أصبحت سيرتها على كل لسان) ، وقد استطاع العبد لله أن يجمع لك خلاصة أفكاره وملاحظاته ومشاهداته واحتكاكاته مع شلة واعدة سيكون لها مستقبل كبير جداً في قادم الأيام ، وستحقق لك كثييييراً من أحلامك الجامحة التي لم تكن لتحقق بعضها ما لم تكن عضواً في الحزبوطني -أو الحزنوطني أياً كان المسمى -وقت أن كان في السلطة.. واعلم قبل كل شيء أن الإنسان هو كائن غير قابل للغرق في الفتة ، ويستطيع الطفو عليها بسهولة شديدة ، وتحقيق أعلى سبوبة ممكنة مهما تتباين الظروف ..

01-أوبين أب يور مايند بيفور يو جانا كلوز إت فوريفر : لكي تنجح في هذا الحوار يجب أن توسع عقلك تهيئةً لاستقبال فكرة جديدة ، فكرة أن تكون ممن يسمون بـ"الإسلاميين الجدد" ، منذ 2005 وهناك فئات جديدة تظهر في المجتمع ولها حس ، هناك الفقراء الجدد والأغنياء الجدد والليبراليين الجدد ، وطبعاً الإسلاميين الجدد..

والإسلاميون الجدد - بين قوسين - يختلفون قليلاً عمن تحول إلى التيار السلفي خلال السنوات الست أو السبع سالفة البيان ، والذين ينتمون لشرائح اجتماعية تتراوح بين الطبقة الفقيرة (والفقيرة جداً في أحيان) والجزء الفقير من الطبقة الوسطى المحافظة ، معظم الإسلاميين الجدد الذين أعرفهم و/أو أسمع عنهم جاءوا من طبقات اجتماعية أعلى ، لم يتأثر كلهم ، وفي تقديري "لم تتأثر شرائح كبيرة منهم" ، بأفكار الدعاة الذين وجهوا خطابهم لتلك الطبقة من أمثال "عمرو خالد" أو "مصطفى حسني" مثلاً.. وإن كان منهم من يحترم الداعيين السابقين بالتأكيد ، والذين لا يحظون بنفس الاحترام لدى سلفيين أكثر تشدداً..أشخاصاً ودعاة..

نصيحتي الشخصية لك ، اختر الجزء السلفي من الإسلاميين الجدد ، وقبل أن تنظر إلى المونيتور في ذهول وتقول "آر يو آوت أوف يور مايند" ح أقول لك إن فيه قسم سلفي رائج جداً وسط الإسلاميين الجدد ، قسم جاء من أبناء الجيل الثاني من الذين سافروا للعمل في دول الخليج وتعلموا تعليماً أجنبياً وتراهم ، بعكس "ذي تراديشنال سالافيست" الذي لا تراه معتنياً - كثيراً - بمظهره الخارجي الدنيوي.. هذا القسم السلفي يعطي أي انتهازي ووصولي في العالم ما يحلم به ، واجهة دينية مقبولة جداً ، واجهة ثورية مقبولة جداً جداً ، ومظهراً عاماً يعطيك من الوجاهة الطبقية ما لم يحصله كل من يقلد طبقة "النوفو ريش" وقت ظهورها أواخر تسعينيات القرن الماضي..أما إذا لم ترد أن تكون من السلفيين الجدد ، ستجد ما يناسبك من الأصناف الأخرى منهم الإخوان الجدد (من غير أعضاء جيل الصابرا الإخواني الذي اعتقل في العهد الناصري ، الجيل اللي طلع في العز واتربى عليه) - لا يشترط أن تكون عضواً في الجماعة - أو الذين يتصرفون كإخوان جدد ، ويمكنك أن تنتقي من الفقرات القادمة ما يتناسب وسلوكياتهم وستحصل على نتائج مقنعة جداً جداً..

02-آكت لايك آ سالافيست ، بيهيف لايك آ مودرينست : امسك العصا من المنتصف فيما يتعلق بمظهرك وسلوكك الخارجي وتعريفك بنفسك ، حتى ولو لم تكن طبقياً ابناً من أبناء هذه الطائفة من الناس ، تعلم قاعدة ذهبية ستنفعك في مشوار الانتهازية والوصولية القادم : تصرف كشاب حداثي متفتح أوي سبور أوي أوي أوي ، بغطاء سلفي محترم رزين..

طبعاً بعد أن تطلق لحيتك لعدة أمتار ، وأن تملأ موبايلك عن آخره إما برسائل "دعوية" ، أو بأنشودات إسلامية لـ"مشاري بن راشد" و"أحمد بوخاطر" أو أياً كانوا ، تعلم المفردات المتداولة بين العديد من السلفيين من عينة "أعزك الله" ، "الأخ" ، .. وخلافه بما أني لست ملماً بما يكفي بتلك المصطلحات التي عشنا قروناً مسلمين ولم نستخدمها كثيراً في مصر ، تردد ما استطعت على المساجد التي يرتادها علية القوم في الأماكن "الهاي كلاس" ، واظب على حضور التراويح في أي مسجد يسيطر عليه السلفيون المودرن ، ويغني فيه ، عفواً يقرأ فيه شيخ متميز بقراءة القرآن والأدعية على الطريقة الخليجية التي اعتدت ، أو يجب أن تعود نفسك ، عليها .. لا تنس أن تفتح حساباً على "الفيس بوك" ، وتبحث لك عن كُنيَة معتبرة "أبو مريم" ، "أبو عمار" ، "أبو رشا" ، وكلما كانت الأسماء أقدم وأكثر رصانة كلما ساعد ذلك على أن تكون "آ فيرست كلاس نيو سالافيست"..لا تنسَ أن تقرأ كتباً سلفية - معلهش ح نتعبك معانا - على طريقة التعليم الرابسوماتيكي -التعليم هو الذي يصل بالإنسان إلى أعلى مراتب العزة والشرف ("ياسمين عبد العزيز" - "الثلاثة يشتغلونها" )..

إزاي "نيو"؟ ح أقول لك : أما وقد احتفظت بمظهرك السلفي الحداثي جداً ، تردد على سينمات ، شاهد أفلاماً أجنبية ، لو كنت في القاهرة تردد باستمرار على الساقية ، حاول أن تدخل إلى حديثك أكبر كم من المفردات الإنجليزية ، كما فعل كاتب السطور في هذه التدوينة ، ارسم نفسك بطريقة توحي بالحداثة والثقافة العالية ، من الوجاهة الطبقية الثقافية أن ترطب لسانك بذكر عبارات كتبها "جابرييل جارسيا ماركيز" أو أي ممن على شاكلته ، لو تسمح لك إمكانياتك المادية بأن تشتري كتباً لهم افعل ، اقرأ أيضاً - على نفس الطريقة الرابسوماتيكية سابقة الذكر - كتباً في السياسة ، تناقش معها مع أصدقائك الذين من المفترض أن تكون قد كونتهم من خلال ترددك على أماكن تجمع هذا الفصيل اللذيذ وهي معروفة..لا ينقصك الكثير بعد هذه النصائح الذهبية بعد أن تكون قد نجحت إلى حد كبير في أن تكون "ذا كوول سالافيست"!

03-فييل ذا ريفولوشن: كن جزءاً لا يتجزأ من الحالة الثورية حتى ولو لم تقتنع بالمبادئ الغبية التي قامت على أساسها "عيش ، حرية ، عدالة اجتماعية" والتي تزعج أناساً كثيرين منهم أزرقية السياسة والإعلام والنوفو ريش والمؤسسات الدينية والتجمعات المذهبية (وطبعاً حرامية المال السياسي اللي حيشرفوا في طرة جنب اللي نصصوا معاه لو كانت الثورة اللي اتعملت بحق وحقيق) .. تذكر أن الفصيل الذي أصبحت منه بالفعل ، مع فصائل أخرى ، هو الذي قام بالثورة ، حتى لو جاءك غبي وفقري مثل كاتب هذه السطور وقال لك ما يقوله بعض الأغبياء والفقريين والشذج أنها ثورة الشعب لا سمح الله ، انت ما شفتش "المواطن اكس" ولا إيه؟ آه صحيح ، نسيت إنك طبقاً للوصايا اللي فاتت ما بتجيبش على الدش ولا الوصلة إلا قنوات (MBC2,Fox Movies,الجزيرة ، الجزيرة مباشر ، أون تي في ، سي بي سي ، وأحياناً ناشيونال جيوجرافيك)..

احصل على صورة فوتوغرافيا بالزي الثوري ، الكوفية الفلسطينية ، علامة النصر ، واملأ بها صفحتك على الفيس بوك ، جنباً إلى جنب بالطبع مع أي محتوى أو أي صورة دينية تقتبسها من موقع خليجي ، تذكر أنك سلفي رغم كل شيء ، لا تترك الصينية في ميدان التحرير إن ذهبت إلى هناك ، لكن لا مانع من أن تحكي على الفيس على دورك الحيوي ، أنت وكل أصدقائك من "النيو إسلاميست" في مواجهات "شارع مجلس الوزراء" و "محمد محمود" وحتى مواجهات الجمعة قبل الماضية.. تواجد في حلقات النقاش الثورية ، خذ ما يناسب مزاجك وسبوبتك وألقي بالباقي من أذنك الأخرى ، واستغلها في زيادة حصيلتك من المفردات الثورية..

04-بيليف إن ذا ليدر : كن على قناعة ، مثل باقي أصدقائك طبعاً ، تصل إلى حد الإيمان المطلق بأن للثورة قائداً ومهدياً منتظراً (وما تسألش الله يخليك عن إزاي يبقى للثورة قائد ما ظهرش فيها ويبقى المهدي المنتظر وهو موجود، لا تجادل يا أخ علي أو أياً كان اسمك) ، استشعر أهمية أن تكون جزءاً من قط.. من فريق علشان ما تزعلش ، وأن يكون للفريق قائد ، أذكرك بفيلم ألماني اسمه Die Welle كان تقريباً يدور عن عملية محاكاة قام بها مدرس لمعسكرات النازيين في مدرسة ثانوية ، نجح فيها المدرس في أن يكون زعيماً لتشكيل نازي مفترض يجعل منها - حتى منتصف الفيلم تقريباً - مثالاً يحتذى به في النظام .. ووسط الجماعة المنظمة والقائد تأكد أنك في أمان بموجب كل القوانين المكتوبة وغير المكتوبة بما فيها قانون الشارع..

بعد أن تكون قد وضعت حجر الأساس الثقافي لقبول فكرة القائد ، ابحث عن القائد نفسه ، "حازم صلاح أبو إسماعيل" مثلاً ، وهو رجل صاحب تصريحات وعبارات ثورية ، هو المخلص الذي سيعلي كلمة الشريعة وسيحمل حلم السلفيين في التمكين ، وصاحب كاريزما عالية ربما لا تجدها في المبشرين الآخرين بقصر القبة ، "أبو الفتوح" الذي يحمل طموحات أبناء الطبقة التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ منها ، طموحات تمكين الجماعة دون تواجد مكتب الإرشاد في السلطة ، التمكين الذي يصبغ مصر كلها بصبغة الطبقة الجديدة ، ويجعل من فريقك الفريق الفائز دوماً بكل الألقاب ومنها كأس الثورة بالتأكيد ، لو فاز "أديك معاه" ، ولو خسر فالأيام دول ، والخلفية الإسلامية قادمة ، الخلفية الإسلامية قادمة (على طريقة "حقها ولا مش حقها" في تقليد "سرحان ونفيسة" لفيلم "العار")، ولو كنت أذكى فأمامك "البرادعي" ، وستضرب عشرات العصافير بحجر ، منها ستبين أنك "مودرن" بحق وحقيق ، وتختار رجلاً غير ذي خلفية إسلامية ، رغم مظهرك الإسلامي الممتاز ، كما أن شرائح واسعة تؤمن بأنه مفجر الثورة ، مثل أن حاصل ضرب اثنين في أربعة يساوي ثمانية..

بعد أن تكون اخترت قائدك ، ضع صورته في غرفة نومك ، بجانب صورة "تشي جيفارا" (وما تقوليش ليه تشيه جيفارا دة شيوعي وانت عايزني أبقى سلفي كول .. علشان تدخل المود يا متخلف) ، ضع صورته "وول بيبر" لجهاز الكمبيوتر الخاص بك (عادي أو لاب توب) أو الخاص بأسرتك (هية عافية بقى) ، ولا تفوت فرصة لأي ظهور إعلامي لقائدك المفدى إلا وتحضرها ، سواء في مكان مفتوح أو على شاشات الفضائيات التي اخترتها سابقاً ، ولا تستمع لأي غبي في البيت يطلب منك تغيير القناة وقت ظهور الزعيم ، و"اقفل" مع أي مخلوق لا يشاركك قناعتك تلك..

والأهم .. كن على إيمان مطلق ،بتعصب أعمى لا تجده ليس فقط عند هووليجانز كرة القدم الغلابة في ربوع المحروسة بل حتى في تعصب هووليجانز ليفربول (وما أدراك ما هم) ، بأن القائد دائماً على حق ، القائد لا يخطئ ، كل مواقفه صحيحة ، وكل كلامه حكم ، وكل نبوءاته واقع ، وكل استراتيجياته دروس ستتعلم منها الأجيال القادمة ، ابحث في تاريخه عن طريق موقعه أو مواقع أنصاره على النت (وبلاش سيرة التاريخ الحقيقي للشخص لأديك باللي في رجلي) ، حتى وإن لم يكن تاريخه مقنعاً اخترع له أنت تاريخاً ، وكرامات إن لزم الأمر ، فمن غير المعقول أن تكون متعصباً لزعيم وأنت لا ترى فيه تاريخاً نضالياً أكبر من "أحمد عرابي" و "عبد الله النديم" و "سعد زغلول" وحتى "سعد الدالي" ، اجعل تعصبك الأعمى يلازمك في كل خطوة تقوم بها ، وكلما كان أكثر كلما كان أفضل ، انظر إلى من حولك في وسطك الجديد ، كم هم متعصبون لقادتهم مثل تعصب النازيين لـ"هتلر" - لمن رأى فيديوهاته على "يو تيوب"- المتعصبون لـ"أبو الفتوح" أكثر تعصباً من باقي الإخوان ليس لمرشدهم الحالي فقط بل لـ"حسن البنا" لو بُعِثَ حياً وعاد في زمننا الحالي.. ونفس الشيء بالنسبة لـ"ألتراس برادعي" و"ألتراس أبو إسماعيل" ..

بهذا يا بطل تكون قد وضعت رجليك على أول الطريق الصحيح لأن تكون "آ بيرفكت نيو إسلاميست".. ولن تحتاج لمزيد من النصائح.. فالسكة التي دخلتها سهلة ، ولا تحتاج لأن ترهق نفسك في ترهات من عينة الاتساق مع النفس والصدق معها ، والإيمان الحقيقي بمبادئ ، وتحسين النفس من الداخل وتهذيبها ، والحرية التي فطرنا الله عليها دون أن تترك نفسك تتحول إلى شاة في قطيع ، ترى في الخروف الكبير حماية لها من الذئاب حتى لو كان يتصرف أسوأ مما يتصرف الذئب المتوحش.. وأن تفضل المبدأ على الشخص ، وأن تثور حتى ضد من اخترته قائداً وآمنت به لو أخطأ وحاد عن تلك المبادئ السامية التي تعتقد أنه يرمز إليها ، وأن تعيش باختصار كبني آدم..
ألموست أوول ذا إنجليش تكست , إز ريتين ديليبرتلي إن آرابيك ليترز!

2 comments:

Layla said...

انت قابلت خالد منصور بتاع حزب الاصلاح ولا ايهّ!؟

قلم جاف said...

أول مرة أسمع اسم الحزب دة.. دي حاجة .. والأحزاب السياسية بقت عاملة زي ماسورة المطربين اللي فتحت بعد أغنية "لولاكي" سنة 1989.. الفرق إنه كان ممكن تلاقي اختلاف بين "إيهاب توفيق" و "مصطفى قمر" و "فارس" و"إيهاب الشرقاوي" و..و.. أما الأحزاب فحتى اللوجو فمبيساعدش الواحد يفرق بين حزبين!

هو "خالد منصور" من الكائنات الظريفة اللطيفة اللي اسمها "الإسلاميين الجدد"؟