Friday, January 27, 2012

شيخنا الجليل : لقد أخطأت

قبل الكلام.. أحلى الكلام:

قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا - الإسراء (95)

وكل منا يؤخذ منه ، ويرد عليه ، إلا المصطفى صلى الله عليه وسلم ، والذي قال في الحديث ما معناه "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته".. والعالم بمعنى الحديث راع ، ومسئول عن رعيته .. من حقك علينا النصح ، ولأن الدين النصيحة ، من حقي كمسلم متواضع أن أقول أنك أخطأت هنا وأصبت هنا..

ذهلت ، وصدمت ، من أن أراك يا شيخنا الجليل ترشح ، لا "تزكي" ، مرشحاً للرئاسة ، أياً كان ، وافق ذلك المرشح هوىً لدي أم لا ،وهذا أمر أستغربه من أي رجل دين ، كان في وزنك ، أم لا..

بمنطق الحديث ، وبمنطق العرف ، وبمنطق المجتمع ، رجل الدين أو العالم له وضع خاص ، واحترام خاص ، نُشِّئنا وتربينا على ذلك ، وضع يختلف عن وضع أي شخصية عامة سواءً أكان سياسياً أو عالماً تطبيقياً أو مفكراً أو أديباً أو رياضياً أو فناناً.. بالنسبة لكثيرين أنت مصدر لرأي الدين في كذا وكذا وكذا ، والشيء نفسه ينطبق على علماء من مدارس أخرى سواء السلفية الحسانية أو الأزهر أو غيره.. رأي علماء الدين مختلف لأن رأي الشخصية العامة رأيها لدى عامة الناس ملزم لنفسها فقط ، أنا أهلاوي متعصب ولم أرشح الحزب الذي رشحه "بركات" أو "أبو تريكة" ، وضد الحزب الذي يزكيه "فاروق الباز" مع تقديري الشديد جداً لـ"الباز" كقيمة علمية كبيرة.. أحترم الثلاثة لكني في السياسة "شايف شوفة تانية وتصور تاني خالص"..

ما قلته ، يا مولانا ، له حساسية ، أعرف أن رجلاً بخبرتك وعمرك وتجربتك أدركتها ، وستدركها عندما تجد بعد ساعات - مثلاً - الشيخ "محمد حسان" "يزكي" "حازم صلاح أبو إسماعيل" ، ومن قبلك وقبله تحدث الشيخ "محمود عبد الرازق الرضواني" عن "تزكيته" لـ"البرادعي" ، وقريباً جداً جداً ، ولا أستبعدها ، إن أجريت انتخابات الرئاسة في وقت قريب أن يكون للأزهر مرشحه الذي يزكيه للرئاسة.. ويعلن شيخه أو شيوخه ذلك على الملأ ، في الجريدة س أو الفضائية صاد .. حساسية تدرك وجودها ، فهل تدرك خطورتها؟

هل تدرك خطورة أن يقول عالم في وزنك للناس بشكل مباشر أو غير مباشر انتخبوا فلاناً أو علاناً أيان كان هذا الفلان أو ذلك العلان؟

قلت :


وقال أن رئيس مصر يجب أن يكون قوى بالعلم والخبرة وأمين يخشى من الله ويحفظ حقوق البلاد ويعرف متطلبات البلاد ورأى أن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح مؤهل لذلك .

تصدق بالله؟ لقد قال خطيب المسجد من جمعة أو جمعتين أنك إذا رشحت شخصاً فتحرى فيه القوة والأمانة واستفت قلبك وعقلك.. الفرق أن الرجل تركها عائمة ، لأنه يريد إرساء مبدأ وتعليم سلوك ، دوره وقام به هذه المرة بشكل سليم، تلميذك و "قد ركبتك" أدركها.. لماذا لم تدركها بعد؟ وعي وجدته عند التلميذ الصغير ، لماذا لم أجده عند أستاذه الكبير؟

أعرف أنك ترى الدين بشكل عام كمنهج متكامل للحياة ، مثل كثيرين من المسلمين ، وأن لك تصوراً في علاقة الدين بالسياسة قد أتفق معه أو أختلف ، لكني لم أنسَ لك أنك من أساتذة فقه الأولويات ، هل ترى في تزكية رجل دين ، س أو ص أو ع ، لمرشح ما حتى ولو في انتخابات اتحاد كرة القدم أولوية؟ أليست الأولوية ألا تتمزق الأمة ويتشتت البلد؟ يكفينا ما نحن فيه من ائتلافات وأحزاب وشلل وجماعات ضغط ومصالح ، أيرضيك أن تزيد الأمور سوءاً؟

عفواً شيخنا الجليل ، لقد أخطأت.. وإن كان لي من خطأ كبير هو أنني تأخرت ، واتكأت على أني في وقت سابق في شأن رفض قيام عالم الدين أو رجل الدين بدور في الدعاية السياسية قد نبهت وحذرت..

والله من وراء القصد..

No comments: