Friday, October 31, 2008

Execuse me?

قبل الدخول في حقول الألغام فضلت إنهاء هذا الشهر بحلبساية خفيفة لكل ممن لا يعاني أمراض السكر وعدم انتظام ضغط الدم..وهذا تحذير صريح لهم من قراءة الآتي بعد..

وقبل الكلام: رجاء أخوي حار.. لن نناقش في هذه التدوينة حكم الغناء .. وأطلب منكم وبهدوء قراءة هذه السطور للآخر..

قبل أيام كان هناك مهرجان للأغنية الدينية في الإسكندرية .. وكان من غرائب هذا المهرجان "تكريمه" لكل من "مشاري بن راشد" و"صلاح الجمل"!

مشاري بن راشد
تم تكريم "مشاري" وهو الذي يقول أنه ليس مطرباً ولم يكن كذلك في يوم من الأيام كما صرح لموقع "عشرينات" الشهير ثم لـ"في الفن".. رغم تقديمه لعدة "أناشيد" منها "طلع البدر علينا" الذي أخرجه "ياسر سامي"* .. أناشيد من النوع الذي يقال عنه أنه "إسلامي" .. رغم أن القول بإسلامية استخدام الصوت مكان الموسيقى يسهل تفنيده بعدم وجود نص عليه في القرآن والسنة وكذلك بذكر أصوله التي لا يجهلها كثيرون.. وأرى أن هذا القول عندي من السخف ما يضعه في منزلة القول بأن "الخديوي إسماعيل" كان يملك "آي بود"!

"مشاري" إذن تم تكريمه في مهرجان "الأغنية" الدينية وهو الذي لا نعرف ولا نفهم إن كان الرجل يغني (أي شيء باستثناء القرآن) أم لا..نأتي لـ"صلاح الجمل".. الذي هو ليس بمغنٍ ولا حاجة..

"الجمل" في تصريح لقناة فضائية تحدث ضمناً عن "سامي يوسف" .. وتحدث أيضاً عن "الدعاء" "الهادف" كما لو كان الدعاء هو الآخر لوناً من ألوان الفن الموسيقي بعكس سطحية ما يقدمه "سامي"!

الحمد لله بقى عندنا "بش" و"تس" .. غناء الدعاء في الصلاة وغناء القرآن في الصلاة وغير الصلاة.. والأمران والحمد لله قوبلا بالتكريم في المهرجان وبالصمت إن لم يكن بالدفاع من قبل العديد ممن استنكروا ويستنكرون ما كتبته في التدوينة السابقة..

ولا يوجد في عموم اللغة العربية ما يصف وبدقة الوضع السابق الذكر سوى كلمة عامية مصرية أحتفظ بسبب عدم ذكرها هنا لنفسي..
* ...وهو لمن لا يعرف مخرج كليب "نجلا" الشهير.. سبق وأن تناول أحد المواقع -"محيط على ما أذكر- فكرة أن مخرجي الكليبات الخارجة جداً يخرجون كليبات دينية أحياناً!

11 comments:

Cleo said...

بداية أنا لا أعرف مدى قبولك أو رفضك لفكرة "الغناء" عموما.. حيث أنى من محبى جميع أنواء الغناء ماعدا نوعين:

- الغناء المسف والخارج
- غناء القرآن الكريم

أتذكر بالفعل أن أول معرفتى بمشارى راشد كان ترشيحا من صديقة لى وعفوا دعنى ألقبها ب "المتأسلمين" الذين يتخذون الدين مظهرا وحديثا وبسملة وحوقلة طوال الوقت والفعل كأفعال عصابة القناع الأسود أو أشد..

المهم أن هذه الصديقة أرادت ترشيح مشارى لى لكى أسمعه ولكى ترغبنى فى سماعهع أرسلت لى على الإيميل سورة "مريم" وهى من المفضلات لدى بصوت مشارى راشد.. والحقيقة أنى وبرغم عشقى لسورة مريم إلا أنى لم أستطع تكملة أكثر من خمس أيات لأنى ولوهلة - والله ماغفرلى - شعرت أنا ما أسمعه لا ينقصه سوى راقصة باليه فى الخلفية!!!

والحقيقة أن مشارى راشد ليس أول من غنى القرآن الكريم وتعامل معه تعامل أى مطرب مع طقطوقة خفيفة أو "نمرة" فى حفل غنائى.. فكذلك أرى كل من مصطفى إسماعسيل وعبد الباسط عبد الصمد خاصة فى "التجويد"

فبالرغم من أن سماع القرآن يثاب عليه المستمع وهو مما حث عليه القرآن والسنة، إلا أننى كلما استعمت لقراءة عبد الباسط عبد الصمد لسورة يوسف أثناء "نمرة" قرآنية فى إحدى "الاحتفاليات" الدينية فى دمشق.. أكاد أشعر بغضب الله وكلامه الجليل يتعامل معه على أنه رواية شعبية يكاد المقر~ أن يغنيها على الربابة وبخاصة عندما يحلو له قراءة "وقالت هيت لك" بالقراءات السبع وهو يزيد انتشاء كلما قال "السميعة" الله!!!

قلم جاف said...

العزيزة كليو:


بداية أنا لا أعرف مدى قبولك أو رفضك لفكرة "الغناء" عموما.. حيث أنى من محبى جميع أنواء الغناء ماعدا نوعين:

- الغناء المسف والخارج
- غناء القرآن الكريم


أتفق وبشدة.. لكني خفت أن ينقلب الموضوع إلى مناقشة حول حل وحرمة الغناء في وقت أريد فيه التركيز على واقعة معينة وأشخاص معينين وفكرة معينة وفكر معين..

حتى "عبد الباسط" و "مصطفى إسماعيل" في الترتيل كانوا أكثر وقاراً.. ولا ننسى العَلَم"محمود خليل الحصري".. إنما مشاري وشركاه في الترتيل .. ما أقولكيش :(

Cleo said...

أخى العزيز..

إن كان الشيخ متولى الشعراوى هو إمام الدعاة.. ففى رأيى أن الحصرى رحمه الله هو إمام المقرئين.. فهو الوحيد الذى يرتل ويجود بلا :تطريب" ويشعرك مع كل حرف بجلال ووقار ما يقرأ وكأنه يرى الله أمام عينيه وهو يقرأ...

Muhammad Haggag said...

السلام عليكم ،

هل من الممكن أن تضع رابطا للشيخ مشاري راشد و هو "يغني" القرآن؟ أنا استمعت للشيخ مشاري قبل ذلك أكثر من مرة ، و لم أسمعه يخرج عن أحكام التجويد عامة ، لذا أستغرب غمزك فيه بهذه الصورة الفجة..تذكر أن الرجل ليس طفلا نلعب معه في الحارة. أنا أعرف إخوة قراء بإجازات و كانوا يستحسنون قراءته عندما يسمعونها.

هناك حديث رواه البخاري جاء فيه "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" ، و اختلف العلماء في تفسيره على وجهين ، أحدهما أن "يتغن" بمعنى "يستغني" ، و الآخر أن "يتغن" بمعنى أن يحسن صوته و يجوده ، بغير الخروج على قواعد القراءة الصحيحة.

و هناك أيضا حديث:
"ما أذن اللّه لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به " رواه مسلم.

فأرجو ضبط الألفاظ..هل تتحدث عن الغناء أي تلاوة القرآن بالألحان و المقامات؟ أم الخروج على قواعد التجويد للمبالغة في تحسين الصوت ، أم ماذا؟ الأمر ليس متروكا للهوى.

mohamed hassan said...

الفاضي يعمل قاضي مشاري راشد و الكليبات الدينية و الغناء الهادف
تصدق احنا هنفضل موكوسين طول ما في بقر زيكوا و الفقه الصحراوي
بتاعكم جتك وكسة الناس بتتكلم في العلم و انتوا في فقه النفاس
جتها خيبة اللي عايزة خلف

قلم جاف said...

ضيفي محمد حجاج:

أطلب منك في المقابل أن تكون أكثر دقة حتى في توجيه اتهاماتك لكاتب هذه السطور..

الغمز واللمز يعني التلسين من تحت لتحت.. وهذا ما لم أفعله..

لم أغمز الرجل ولم ألمزه.. أنا أتهمه صراحةً بشيء هو فيه..

وآمل ألا نفسر أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم على أمزجتنا لنستحل بها أشياء مرفوضة..

سبق وأن "استغربت"-كغيري من العامة- اللي مش عاجبينكم- أن يفتي أناس بحرمة الغناء ويفتون بحل "غناء" القرآن الكريم.. كما لو افترض غناء القرآن الكريم كبديل للغناء "المحرم"! من الذي افترض ذلك؟ مش عارف..


الفرق لغوياً رهيب بين "يتغنَ بالقرآن" و "يغني القرآن".. هاتِ لي دليلاً من سنة الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم يفيد حل غناء القرآن الكريم..

القارئ الجليل السيد مشاري بن راشد من ملوك العُرَب في الترتيل.. العُرَب التي يتميز بها المطربون عن غيرهم.. إن هناك مطربون لا يطلعون ، ولا ينزلون ، ولا يقفشون ، ولا يقفلون كما يفعل من يزعم بعض مشجعيهم أنهم "يتغنون بالقرآن"..

ويصل الاستفزاز مداه عندما نرى هذا الغناء الصراح في آيات الوعيد والجبروت في القرآن الكريم..

سمعت أحدهم يغني قول الله تعالى : ولو أن قرآناً سيرت به الجبال .... (الرعد 31)..وهان علي لو أمسكت بأقرب شيء في يدي لأضرب به الشيء الذي يخرج منه هذا الصوت..

قليلاً من الغيرة على كتاب الله.. نوشك على أن نهينه أكثر مما يهينه من لا يؤمن به..

Muhammad Haggag said...

السلام عليكم ،

جزاك الله خيرا على التصحيح..كان ينبغي أن أقول "إغمازك" ، لأن الإغماز هي التي تعني العيب (أغمز إغمازا في فلان ، أي عابه و صغر من شأنه)

أملك ألا نفسر أحاديث الرسول على أمزجتنا ألزمك إياه ، لأنك من فسرت على مزاجك ، مع أنك و أنا لسنا مؤهلين لتفسير الأحاديث ، لا من ناحية العلم الشرعي و لا اللغوي. ما كتبته في ردي كان نقلا عن أهل الذكر: اللغويين و أصحاب الإجازات و العلماء. أنت تستنكر و تعترض بناء على ماذا؟ ثم على ماذا بنيت أن التغني بالقرآن مرفوض من الأصل؟ سبحان الله. ابدأ بالحياد ، و اتبع الأدلة و أقوال أهل العلم ، ثم احكم بعد ذلك. لكن أن تبدأ بالتحريم لأن "الموضوع مش على مزاجك"!

يعني ادعاؤك أن هناك فارقا لغويا هائلا بين "يتغنى" و "يغني" ما أصله؟ العلماء مختلفون في تفسير "يتغني" هذه على الاستغناء (من الغنى) و التطريب (أي الغناء) كما نقلت. انظر مثلا لسان العرب في "يتغنى" (الموقع لا يدعم الروابط المباشرة ، لذا ابحث على "غنا" أو "يتغنى"):
http://www.baheth.info/all.jsp
==== بداية النقل ====
"وفي الحديث: ليس مِنَّا مَنْ لم يَتَغَنَّ بالقرآنِ؛ قال أَبو عبيد: كان سفيانُ بنُ عُيَيْنة يقول ليسَ مِنَّا مَنْ لم يَسْتَغنِ بالقرآن عن غيرِه ولم يَذْهَبْ به إلى الصوت؛ قال أَبو عبيد: وهذا جائزٌ فاش في كلام العرب، ويقول: تَغَنَّيْت تَغَنِّياً بمعنى اسْتَغْنَيْت وتَغانَيْتُ تَغانِياً أَيضاً؛ قال الأعشى: وكُنْتُ امْرَأً زَمَناً بالعِراق، عَفِيفَ المُناخِ طَويلَ التَّغَنْ يريد الاسْتِغْناءَ، وقيل: أَرادَ مَنْ لم يَجْهَر بالقراءة. قال الأزهري: وأَما الحديث الآخر ما أُذِنَ الله لشيءٍ كأَذَنِه لنَبيٍّ يَتَغَنَّى بالقرآنِ يَجْهَرُ به، قال: فإنَّ عبدَ الملِك أَخْبرني عن الربيع عن الشافعي أَنه قال معناه تَحْسِينُ القِراءةِ وتَرْقِيقُها، قال: ومما يُحَقّقُ ذلك الحديثُ الآخرُ زَيِّنُوا القرآن بأصواتكم، قال: ونحوَ ذلك قال أبو عبيد؛ وقال أَبو العباس: الذي حَصَّلْناه من حُفَّاظ اللغة في قوله، صلى الله عليه وسلم: كأَذَنِه لِنَبيٍّ يَتَغَنَّى بالقرآنِ، أَنه على مَعْنَيَيْنِ: على الاستغناء، وعلى التَّطْرِيبِ؛ قال الأزهري: فمن ذهَب به إلى الاستغناء فهو من الغِنى، مقصورٌ، ومن ذهَب به إلى التَّطْرِيبِ فهو من الغِناء الصَّوْتِ، ممدودٌ. الأصمعي في المقصور والممدود: الغِنى من المال مقصورٌ، ومن السِّماعِ ممدود، وكلُّ مَنْ رَفَع صوتَه ووَالاهُ فصَوْتُه عند العرب غِناءٌ."
==== نهاية النقل ====

أما عن العلماء ، فنقلا عن الشيخ صبري عسكر ، على إسلام أونلاين (نقل طويل من هنا: http://www.islamonline.net/LiveFatwa/Arabic/Browse.asp?hGuestID=Uqsiqz):
==== بداية النقل ====
"أما تحسين الصوت بالقرآن فشيء وراء التجويد اللازم لصحة القراءة ، والأمر بتحسين الصوت بالقرآن موجود في نصوص كثيرة منها حديث "ليس منا من لم يتغن بالقرآن " رواه مسلم وحديث "زينوا القرآن بأصواتكم " رواه أبو داود والنسائي ، وحديث "ما أذن اللّه لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به " رواه مسلم.

وقد توسع القرطبي في شرح هذه الأحاديث في مقدمة تفسيره نقتطف منه ما يلي:
العلماء فريقان في التطريب وقراءة القرآن بالألحان ، فكرهه جماعة منهم الإمام مالك ، وقال: لا يعجبني، إنما هو غناء يتغنون به ليأخذوا عليه الدراهم.

وأجازته جماعة ، لأنه أوقع في القلوب ، واحتجوا بالأحاديث السابقة.

ومما ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم استمع إلى قراءة أبى موسى الأشعري وأعجب بها دون أن يعلم ، فلما علم قال : لو أعلم أنك تستمع لقراءتي لحبَّرته لك تحبيرا ، وعلى هذا أبو حنيفة وأصحابه والشافعي وغيرهم.

واختار القرطبي رأى مالك وأجاب عن الأحاديث بأن القرآن لا يُزيَّن بالصوت ، وإنما الصوت هو الذي يزين بالقرآن فالتعبير في الحديث مقلوب ، وكذلك فسره غير واحد.

وذكر رواية لأبى هريرة "زينوا أصواتكم بالقرآن" كما روى عن عمر : حسنوا أصواتكم بالقرآن.

وحديث التغني بالقرآن معناه تحسين الصوت به ، وهو معنى التحبير الوارد في كلام أبى موسى الأشعري.

وقيل : المراد بالتغني الاستغناء بالقرآن عن علم أخبار الأمم وقيل : معناه يتحزن به وقيل : إن العرب كانت تولع بالغناء والنشيد في أكثر أقوالها فلما نزل القرآن أحبوا أن يكون القرآن هِجِّيَراهُمْ ، أي دأبهم وعادتهم.

ونفى الشافعي ومن معه أن يكون المراد بالتغني الاستغناء ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لو أراده لقال "من لم يستغن" بدل "يتغن" قال الطبري : المعروف عندنا في كلام العرب أن التغني إنما هو الغناء الذي هو حسن الصوت بالترجيع : ورد القرطبي كلام الطبري ، وذكر أن الترجيع والتطريب فيه همز ما ليس بمهموز، ومد ما ليس بممدود ، ويؤدى ذلك إلى زيادة في القرآن وهو ممنوع.

ثم ذكر القرطبي أن الخلاف في التطريب محله إذا لم يترتب عليه عدم فهم القرآن ، وإلا كان حراما بالاتفاق ، وحمل بشدة على قراء مصر لذلك. ثم ذكر حديثا رواه الترمذي الحكيم في "نوادر الأصول" وهو "اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل العشق ولحون أهل الكتاب ، وسيجيء بعدى قوم يرجِّعون بالقرآن ترجيع الغناء والنوح ، لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم".

وقال : اللحون جمع لحن وهو التطريب وترجيع الصوت وتحسينه بالقراءة والشعر والغناء، انتهى.
غير أن ما يرويه الترمذي الحكيم فيه كلام كثير، وهو غير الترمذي صاحب السنن ، والواجب في قراءة القرآن الخشوع والأدب في الأداء ، والمحافظة على إخراج الحروف من مخارجها ، وإعطاء المد حقه وعدم التمطيط الزائد ، أو الانتقال المفاجئ من رفع الصوت العالي إلى الانخفاض الشديد، وما يشبه ذلك مما لا يفرق بين قراءة القرآن والغناء ، والعلماء المختصون بالتجويد والقراءات هم أهل الذكر في ذلك.
==== نهاية النقل ====

انظر أيضا "مشروعية التغني بالقرآن" للشيخ محمد صالح المنجد هنا:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?pagename=IslamOnline-Arabic-Ask_Scholar/FatwaA/FatwaA&cid=1122528614186

بعد النظر في كلام العلماء ، يتضح لك أنك تبسط الأمر تبسيطا مخلا ، و تفتي فيه بغير الرجوع إلى أهل الذكر من لغة و شرع أولا. الشيخ مشاري راشد الذي لا يعرف قراءة القرآن في نظرك معه إجازات عن مشايخ مثل الدكتور أحمد عيسى المعصراوي ، و الإجازات هذه كلها مبنية على المشافهة. إذا أردت أن تعترض على ذلك ، هلا أتيت بأقوال لأهل العلم أيضا ، بدلا من اتباع الهوى؟

ثم قولك:
==== بداية اقتباس ====
سبق وأن "استغربت"-كغيري من العامة- اللي مش عاجبينكم- أن يفتي أناس بحرمة الغناء ويفتون بحل "غناء" القرآن الكريم.. كما لو افترض غناء القرآن الكريم كبديل للغناء "المحرم"! من الذي افترض ذلك؟ مش عارف
==== نهاية اقتباس ====

أولا ، أنا عامي..أنا مهندس برمجيات ، و لست أدري في أي صنف من الناس وضعتني لتفترض أنني أتكبر على العوام.

ثانيا ، حبذا لو أثمر تعجبك هذا عملا بدلا من كلام في الهواء ، لأنك لو سألت أو بحثت لأجابوك:
من يحرمون الغناء بغير موسيقى يرون أنه "ينافس" القرآن في شغل الناس بالفعل ، و لا يحرمونه لحسن صوته ، و يبدو أنهم ينقلون في ذلك كلاما عن أن العرب كانوا يحبون الغناء ، و أن الرسول عليه الصلاة و السلام أحب أن يكون انشغال العرب بالقرآن بدلا من الغناء ، لكني لم أقف على صحة هذا النقل أو إخراجه (لأني لم أبحث بتمعن) ، و من يحرمون الغناء "بالموسيقى" يحرمونه لأنهم يرون الأدلة على ذلك ، و هو أمر مختلف فيه و قد قتل بحثا من الطرفين.

جزاك الله خيرا ، و السلام عليكم

قلم جاف said...

في آراء القرطبي ما يناقض وجهة نظرك.. والتي يؤيدها كثير مما قاله الطبري.. بالمناسبة .. عثرت على هذه الفتوى:

=====اقتباس

فتوى في قراءة القرآن بما يخرجه عن استقامته لشيخ الإسلام ابن تيمية من جامع الرسائل

الحمد لله الناس مأمورون أن يقرؤوا القرآن على الوجه المشروع كما كان يقرأه السلف من الصحابة و التابعين لهم بإحسان فإن القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول

و قد تنازع الناس في قراءة الألحان منهم من كرهها مطلقاً بل حرمها و منهم من رخص فيها ، و أعدل الأقوال فيها أنها إن كانت موافقة لقراءة السلف كانت مشروعة و إن كانت من البدع المذمومة نهي عنها و السلف كانوا يحسنون القرآن بأصواتهم من غير أن يتكلفوا أوزان الغناء مثل ما كان أبو موسى الأشعري يقعل فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : " لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود " و قال لأبي موسى : " مررت بك البارحة و أنت تقرأ فجعلت أستمع لقراءتك " فقال : لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيراً . أي لحسنته لك تحسيناً و كان عمر يقول لأبي موسى الأشعري : يا أبا موسى ذكرنا ربنا فيقرأ أبو موسى و هم يستمعون لقراءته

و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم " زينوا القرآن بأصواتكم " و قال " لله أشد أذناً إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته "

و قال " ليس منا من لم يتغن بالقرآن " و تفسيره عند الأكثرين كالشافعي و أحمد بن حنبل و غيرهما هو تحسين الصوت به و قد فسره ابن عيينة و وكيع و أبو عبيد على الاستغناء به

فإذا حسن الرجل صوته بالقرآن كما كان السلف يفعلونه – مثل أبي موسى الأشعري و غيره – فهذا حسن

و أما ما أحدث بعدهم من تكلف القراءة على ألحان الغناء فهذا ينهى عنه عند جمهور العلماء لأنه بدعة و لأن ذلك فيه تشبيه القرآن بالغناء و لأن ذلك يورث أن يبقى قلب القارئ مصروفاً إلى وزن اللفظ بميزان الغناء لا يتدبره و لا يعقله و أن يبقى المستمعون يصغون إليه لأجل الصوت الملحن كما يصغى إلى الغناء لا لأجل استماع القرآن و فهمه و تدبره و الله سبحانه أعلم

قلت : ينبغي الحذر من الموسيقيين المسمون بالمقرئين و المشايخ الذين يعطون الدورات في المقامات و الطريف أنهم استخدموا الحيلة التي أخبر النبي صلى اله عليه و سلم فغيروا اسمها إلى الأصوات لما حرم بعض المشايخ تعلم المقامات و غيروا اسم النهاوند و الصبا لكن الحجازي لم يغيروه لأن القرآن نزل في الحجاز ! فهل نزل على المقام الحجازي ؟!
========نهاية الاقتباس

http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20563

أتيتني بالمنقول فأتيتك بمنقول آخر.. لك رأيك ولي رأيي بما أن العبد لله ليس من عشاق من يطربون في آيات الوعيد وذكر النار كما لو كانوا يحببون الناس فيها!

أي خدمة :)

Cleo said...

أكره ما أكرهه هو التعصب الجامح للأشخاص وليس للمبدأ..

جرب تكلم واحد سلفى بشكل سلبى عن ابن عثيمين ولا ابن باز ولا أى من "نجومهم" تلاقى على طول التعصب للشخص بدون أى تفكير فى أى رأى معارض... يعنى ولائى للشخص مش للمبدأ.. للشخص مش للمصلحة العامة...

فهم دائما منزهون عن أى خطأ وعن أى نقيصة... فكدنا أن نجعل منهم أربابا من دون الله - أستغفر الله العظيم -

Muhammad Haggag said...

السلام عليكم ،

== اقتباس ==
في آراء القرطبي ما يناقض وجهة نظرك.. والتي يؤيدها كثير مما قاله الطبري
== نهاية اقتباس ==
بالضبط! و هذا ما عنيته عندما نقلت ما نقلت ، أن أوضح لك أن هناك اختلافا بين العلماء في الموضوع ، و هو لا يسوغ لك أن تعيب أو تسخر من الطرف أو الرأي الآخر. و فيما أرى أن رأي من فسر "يتغن" بتحسين الصوت أقرب للحق ممن فسر بـ"يستغني" ، و كلام الشافعي رحمه الله في ذلك حسن.

أما بخصوص الفتوى التي نقلت عن الشيخ ابن تيمية ، فعنوانها "فتوى في قراءة القرآن بما يخرجه عن استقامته لشيخ الإسلام ابن تيمية من جامع الرسائل" ، لاحظ: "بما يخرجه عن استقامته". أنت تتصور أن قراءة الشيخ مشاري تخرجه عن استقامته ، و هذا حقك ، لكن اسمح لي أن أختلف معك. يعني مثلا أنا عندما استمعت تلاوته لآية "سرابيلهم من قطران و تغشى وجوههم النار" وقعت في قلبي مبلغا عظيما و تصورت الموقف أمامي ، أي كانت قراءته سببا في زيادة خشوعي و ليس نقصانه.

خذ مثلا الشيخ عبد الباسط عبد الصمد..أنا أحب قراءته جدا ، و أجدها دافعة لوقوع المعاني في قلبي بصورة قوية ، و على الرغم من ذلك تجد من الجهلاء من يستمعون له في مجالس مثلا و يرددون "الله الله" طيلة الوقت..هؤلاء ليسوا هناك لتدبر الآيات ، و إنما للاستماع للقرآن كصوت جميل ، و هذا خطأ ، لكن وزره عليهم ، و لا يعني ذلك أن القراءة الحسنة للقرآن ذاتها خطأ (و إن كنت أعتب على المشايخ و القراء عامة تركهم الناس هكذا دون لوم أو زجر..لكن لعل هناك ما لا أعرفه عن الموضوع ، و لعلهم حاولوا)

== اقتباس ==
أتيتني بالمنقول فأتيتك بمنقول آخر.. لك رأيك ولي رأيي بما أن العبد لله ليس من عشاق من يطربون في آيات الوعيد وذكر النار كما لو كانوا يحببون الناس فيها!
== نهاية اقتباس ==
عظيم ، بما أنك اقتنعت بأن هناك رأيان ، أرجو إذن أن تتحدث عن الرأي المخالف لك باحترام أكبر. نحن نتفق في أكثر مما نختلف فيه: أنا أتفق معك في أن التلاوة التي تخرج آيات الوعيد عن هيبتها مذمومة ، لكني أختلف معك في إيقاع ذلك الوصف على تلاوة الشيخ مشاري (الحق أنه أحيانا يخطئ أو يبالغ ، لكنه في ذلك كغيره من القراء ، إذ هم بشر و ليسوا أنبياء..لكن لا ينبغي ذلك أن يدفعنا ذلك للتعميم).

== اقتباس ==
أكره ما أكرهه هو التعصب الجامح للأشخاص وليس للمبدأ..

جرب تكلم واحد سلفى بشكل سلبى عن ابن عثيمين ولا ابن باز ولا أى من "نجومهم" تلاقى على طول التعصب للشخص بدون أى تفكير فى أى رأى معارض... يعنى ولائى للشخص مش للمبدأ.. للشخص مش للمصلحة العامة...

فهم دائما منزهون عن أى خطأ وعن أى نقيصة... فكدنا أن نجعل منهم أربابا من دون الله - أستغفر الله العظيم
== نهاية اقتباس ==
أرجو أن تشيري بوضوح للنقطة التي كنت فيها متعصبا للشيخ مشاري أو لغيره. أنت و الأخ قلم جاف كنتم تخوضون في أناس لهم وزنهم بغير علم و لا دليل إلا هوى متبع ، فرددت على ذلك بأدلة واضحة ، ثم وضح الأخ قلم جاف موقفه أيضا بأدلة طيبة. أين التنزيه عن النقصية يا ناس؟ بل أنتم من وصمتم الشيخ ، لأنه بالغ في قراءة آية أو اثنين في نظركم ، بأنه ممن يحضون من قدر القرآن ، و يتعاملون معه كأنه طقطوقة...اتق الله يا أخت ، لو كان الشيخ مشاري أمامك هل تستطيعين أن تحدثيه بهذه الطريقة؟ "انت بتغني القرآن كأنه طقطوقة ، مش ناقصه إلا راقصة باليه في الخلفية"؟!

تذكرينني بحكاية حكاها لي شيخ مسجدي في مصر ، كان يقول أن صاحبا له كان يسب الشيخ محمد الغزالي كلما جاء ذكره ، و حدث ذات مرة أن ذهبا لمؤتمر رأيا فيه الشيخ الغزالي بشحمه و لحمه ، فقال شيخي لصاحبه "هلم اذهب! هذا هو الغزالي أخبره ما كنت تقول لي!" فرد صاحبه "كيف يا أخي؟ إنه الغزالي!" ، فسبحان الله.

كلامي كله هو على احترام مبدأ "لحوم العلماء مسمومة" (و إن لم أذكره صراحة) ، و احترام "أهل الذكر" الذين هم أولى بالإفتاء في مجال علمهم.

أنا لست من الجماعة التي تتسمى بالسلفية ، و إن كنت سلفيا أحب السلف و الخلف..أنا فكريا و فقهيا أقرب للإخوان المسلمين ، و أدخل على منتداهم كثيرا ، لكني لا أنتمي إليهم أيضا. أنا مستقل ، و أرجو أن تتجنبي التخبيط في خلق الله قدر المستطاع ، العلماء و العوام على السواء ، لأنه فعلا يزرع العداوة في القلب. تعليقك ضايقني كثيرا.

السلام عليكم

Me, myself, and her said...

تجويد وترتيل القرآن له أنواع كثيرة تختلف من مكان لآخر ومن طريقة لآخرى ، هناك مثلا ترتيل أهل المغرب "تحزابت" للأمازيغ
http://www.youtube.com/watch?v=LmL1kahhk1c


وعندما يقرأ مقرئاً ما لسورة فمن المعتاد سؤاله : بأي مقام ترتل؟ .. وهذا لا يضع القرآن في مقام المغنى به بأي حال .. هي قواعد ترتيل متبعة لإحسان قراءة القرآن ..

في القرآن الكريم أيات كثيرة مليئة بالتفاصيل والحكايات والأمثلة والصور الذهنية والنفسية ، وتخصيص طريقة في قراءة خاصة بهذه الآيات بشكل يبرز مفاهيمها ومضامينها ليس بالمسئ للقرآن في شئ .. القرآن هو أفضل ما يمكن أن نبذل فيه أجمل وأقوم ما لدينا من صوت جميل وأداء ، وهنا أنا لا أنادي بغناءه أبداً .. بل بقرائته بالشكل اللائق بهذا الكيان العملاق

كل ما أقصده هو أنك كلما اهتممت بتجويد القرآن معتبراً ما تقوله السورة والآية بين حكم وفائدة وصور بلاغية كلما وصل إلى الناس بالشكل المطلوب

عن تجربتي الشخصية أقول

كانت قراءة القرآن عندما أسمعها مصحوبة بشئ من النفور والضيق مع أني أراعي الله في كل حياتي ، ولسنا هنا بصدد ذكر الأسباب ، لكن شيئين أحدثا فرقاً في هذه الزاوية

كنت أكره مشاهدة البرامج الدينية حتى أتى عمرو خالد وأصبحتُ احب متابعة ما يقول .. ثم بدأت استمع لمشاري العفاسي .. حتى أصبحتُ احب سماع القرآن وقرائته بل واستعذب الاندماج في تفاصيل الآيات .. هذا لم يكن ليحدث إلا بمعجزة خارقة قبل ذلك بالنسبة لي .. بل واختلف مفهومه عندي بعد ذلك .. بل ومن يصدق أني أصبحت أحفظ الآيات بتلك السهولة وبذلك الشغف؟؟ "سبحان الله" .. ولم اعد احب أن اسمع مقرئ قدر مشاري العفاسي على رأس القائمة

قال أحد الأفاضل : "التاجر الشاطر هو من يجيد التسويق لبضاعته ، وما أفضل من الاسلام بضاعة كي نروج لها .. .." هذا يتطلب اجتهاد وحرفة عالية في تقديم هذه البضاعة ، منها قراءة القرآن .. كي تخترق صفوف الشباب الذين يسرقهم الاعلام الامريكي والثقافة الامريكية سيكون مثلا مشاري بتلاوته الثورية أفضل من يعيدهم للوعي بالدين والقرآن ، لما لا!

نحن في زمن نشحذ فيه من يحمينا من فتنته ، التيار الملحد جارف وعلينا تعلم فن مقاومته

شكرا على الموضوع