Saturday, October 25, 2008

نجاد والنجار .. والمسلماني مرة أخرى

ما هو الشيء الذي يمكن أن يجمع بين "أحمدي نجاد" و بين "عبد الله النجار"؟

كلا الرجلين علل الأزمة المالية العالمية التي نعيشها إلى انعدام الإيمان بالله!

محمود أحمدي نجادالرئيس الإيراني يرى أن سبب الأزمة هو "انعدام الإيمان بالله" معتقداً أن النظام الإيراني سيحقق وحده العدالة المنشودة التي سيحتاجها العالم كله .. رغم أن إيران نفسها تعاني من أزمات اقتصادية..أما المنظر الديني للحزبوطني فيعزف على نفس الوتر في مقاله الذي نشره في "الجمهورية" قبل أيام..

كلام عاطفي وجميل وفارغ يصلح للقول في خطبة لا يهتم سامعوها بفحواها.. يشبه كثيراً القول بأن الله سبحانه وتعالى يعاقب غير المسلمين بالأعاصير والزلازل والبراكين رغم أنه في بلاد غير المسلمين يوجد مسلمون!

لنتفق على أنه عندما يتحدث متحدث عن "الإيمان" في مقال "ديني" ، أو في سياق ديني موجه لأتباع نفس الدين فإنه -ما لم يظهر من الكلام غير ذلك- يقصد الإيمان بذلك الدين .. سواء أكان كاتب المقال أو المتحدث مسلماً يكتب أو يتحدث عن الإسلام ، أو مسيحياً يكتب أو يتحدث عن المسيحية ، أو بوذياً يكتب أو يتحدث عن البوذية.. ولذا فمن الغريب والمضحك أن تتحدث عن شخص ليس على دينك وتحاكمه بمعايير دينك الذي "لم" يؤمن به!

من الطبيعي جداً أن يتواجد في العالم مسلمون وغير مسلمين (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً) -يونس: 99- وأن الله يرزق الجميع على قدر سواء (كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظوراً)-الإسراء : 20..وفي ذلك من الحديث النبوي قول الرسول عليه الصلاة والسلام :"لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء"..

عاقب الله الكفار بكفرهم وقت أن أرسل فيهم رسلاً فكذبوا الرسل فحق عليهم العقاب والتدمير (إن كلُ إلا كذب الرسل فحق عقاب)-ص :14- وبإرسال الهادي البشير عليه الصلاة وأزكى السلام أقيمت الحجة على الجميع وأجل حساب من عاصر الرسول ومن جاء بعده إلى نهاية الخلق حتى يوم القيامة (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انا اعتدنا للظالمين نارا احاط بهم سرادقها وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه)-الكهف : 29.. ومن الحديث النبوي قول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام : لو أن الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء ..

والمفروض أن المسئولية الأكبر تقع علينا نحن أكثر مما تقع على غيرنا.. نحن الذين عرفنا من ديننا -الخاتم أي الذي ليس بعده- أن العدل هو شيمة المعاملات والتعامل .. وأن الاحتكار جريمة .. وأن الغش حرام.. والربا حرام .. ومع ذلك فاقتصاداتنا -بما فينا إيران- ونحن المؤمنون بالله لا تخل من هذه المصائب كلها .. ثم ننتظر ألا يعاقبنا الله بما نفعل!

ألا يذكركم كلام الرجلين بما قاله ثالثهما "المسلماني"، وبما كتبه العبد لله في تدوينة "Same Same"؟ فكرة الأضداد التي توصلك إلى نفس النتيجة..المسلماني يسقط الشق الديني من المسألة الاقتصادية تماماً فيما نرى "نجاد" و"النجار" يقصران الأزمات على الجانب الديني فقط ثم نجد الثلاثة قد اجتمعوا بشكل غير مباشر على أننا في مأمن من العقاب الدنيوي والأخروي إذا ما غششنا ونصبنا واحتكرنا وهلَّبنا؟

من يعمل ويجتهد ويعدل ويتفادى كل الموبقات الاقتصادية يلقى جزاءه .. ومن يستعبط يلقى جزاءه أيضاً .. آمن بالله العظيم أم لم يؤمن.. وفي مسألة الأزمة الاقتصادية ، والكلام عن "الاقتصاد الإسلامي" وتحويل الزكاة إلى ضريبة .. لنا كلام قريب بإذن الله..والله أعلم..
* كل الشكر لصديقي عبده باشا صاحب مدونة آخر الحارة الذي لفت نظري لتصريحات "نجاد"..

6 comments:

Unknown said...

في الحقيقة كتير ربطوا بين الأزمة المالية و بين الدين و التدين

البعد كنجاد قال عقاب من الله للكفار
والبعض فضل أن يصيغ فكرته بصورة علمية أكثر و ربط الأزمة بالأنظمة الربوية الغربية


المشكلة إني لا أدعي إلماما بالنظريات الإقتصادية و لا حتى بتفاصيل تلك الأزمة لكنني مش شايف العلاقة بين الربا و الأزمة وبعدين لو كان فيه علاقة أصلا ليه محدش من العلماء الغربيين فطن لهذه العلاقة

أبو عمر - الصارم الحاسم said...

بس- معذرة - الموضوع ده بالذات اراه ديني بحت

لان النظام المالي العالمي وقع واقف- في اوج قوته واستقراراه الظاهري

وكان الكل متراضي وراضي على النظام الحالي - حتى البنوك الاسلامية التي خلطت عملا صالحا وآخر سيئا....حاولت انقاذ ما يمكن انقاذه لكنها بالفعل تتبع خطوات نفس النظام في بعض الاشياء

وفي وسط كل هذا وبعد كل هذا يفشل النظام وهي فعلا آية من آيات الله

سلام سالم said...

اهنئك علي هذا البوست الجميل انا متفق معك تماما واري ان الاستدلال بالايات الكريمة كان في موضعه وافضل ربط الامر الانظمة الربوية وبيع الدين يالدين كما حرم اسلامنا الجميل

Marwan Adel said...

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداءة أنا لا أحب الرد في المدونات

بس أنا ليا تعليقين صفيرين
الجملة التي تنقلها عن كاتبة سعودية وثانيها قولك في موضوع أزمة الإقتصاد العالمي

أبدئهما بقضية الإقتصاد العالمي :

1- نؤمن كمسلمين أن حسنات الكفار تعجل لهم في الدنيا قبل الأخرة لأن الله حكم عدل ويعطي كل إنسان قدر عمله فلو عمل صالحا وكان كافرا فإن الله يجزيه به في الدنيا سعة وأكلا كالأنعام وأن الله تعالى يكفر ذنوب الصالحين في الدنيا قبل الأخرة

2- غنى الإنسان أو فقره ليسا معيار التفوق أو الصلاح والدليل على ذلك ما رواه عروة بن الزبير رضي الله عنه في حديث عائشة أنها قالت : "كان يمر علينا الهلال والهلالان والثلاثة أهلة ولا يوقد في بيت النبي صلى الله عليه وسلم نار" فقال عروة :"وما كان يعيشكم يا خالة " قالت الأسودان التمر والماء
وقد ثبت في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فوجده نائما على فراش من حصير يؤثر في جنبه فقال له :يا رسول الله كسرى وقيصر يرفلان في الحرير والديباج وأنت تنام على سرير يؤثر في جنبك ؟ فرد عليه صلى الله عليه وسلم : "ألا ترضى يا عمر أن تكون لهم الدنيا ولنا الأخرة ؟ "

فالله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب ولكن الله لا يعطي الأخرة إلا لمن أحب

فالكافر يرزقه الله تعالى بقوله :
"سنستدرجهم من حيث لا يعلمون "
وقوله تعالى
"أم يحسبون أنما نمدهم به من أموال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون"
وقوله تعالى :"وكلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا "
بل وقد يعطي الله الكافر زيادة على المؤمن كقول الله في سورة الزخرف :
"ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والأخرة عند ربك للمتقين"

أما المؤمن فقد دل حديث النبي صلى الله عليه وسلم :"إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يذنبه "

ودل على ذلك قول الله عز وجل :
"وقلت إستغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا "

وقوله تعالى : "ويزدكم قوة إلى قوتكم"

ولكن قضية الإقتصاد العالمي الربوي القائم على الربا ففيه نص صريح فإن الله عز وجل لم يتوعد أي عاصم بالربا إلا إثنين
أكل الربا ومن يؤذي المؤمنين
بقول الله :
"يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فائذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون "


فديه النقطة الأولى

أما نقطة أني أخاف أن أكون بيدقا في يد لا أعرفها أو أردد كلمات لا أعقلها فأقول لك أخي الفاضل
إن من حرم الأصول حرم الوصول أفرئيت إن شئت أن تتعلم علما من العلوم أو فنا من الفنون ما كنت تصنع ؟ هل كل من قرأ كتابين عن السياسة لهيكل مثلا صار خبيرا إستراتيجيا ؟ أم أنك إن شئت أن تكون محللا سياسيا فلا بد أن تدرس قواعد السياسة وأصول العلوم السياسية ؟

أمال اشمعنى الدين هو بس إلي احنا عايزين نجتهد فيه من غير ما ندرس أصوله ؟

محدش أجبرك تاخد برأي الشيخ فلان أو علان ومحدش أجبرني إن أخد برأي أي شيخ من الشيوخ إلا جهلي
القضية مش كل واحد مسك معطيات مسئلة قادر يحلها ما لم يدرس قواعد حلها أصلا والدين نفس القصة علوم الدين لها قواعد
مثلا : علوم الحديث ازاي واحد يفتي في الدين وهو ميعرفش الفرق بين الحديث الصحيح والضعيف والمعتل والشاذ والمردود والمقبول والغريب والعزيز والمنكر ؟
ازاي واحد ميعرفش يعني ايه الحديث الصحيح هو ما اتصل سنده ورواه الثقة الضابط وخلا من الشذوذ والعلل القادحة ازاي واحد ميفهش الكلام ده يقول أنا هختار لنفسي ولو وقع في ايد واحد بيفهمه هيضله ضلالا مبينا
يكفي انك تقول الحديث ده صحيح هقولك اثبت
ازاي واحد يقدر يجتهد لنفسه وهو ميعرفش ايه هي مراتب الإجماع وايه هي الحاجات إلي اجتمعت عليها الأمة سلفا وخلفا ؟
ازاي واحد يتكلم في الفقه وهو مدرسش أصول الفقه أصلا ! وأصول الفقه لمن لا يعلم هي المعادلات الرياضية إلي بنطبق عليها أي مسئلة فقهية وإلي ميعرفهاش كويس جدا ملوش انه يجتهد أصلا ويقول هاخد بالرأي ده وماخدش بده !
ازاي واحد ميعرفش أصول تفسير القرءان إنه يقبل التفسير أ وميقبلش ب ؟
ازاي واحد ميعرفش الناسخ والمنسوخ ويقدر يفتي هو لنفسه ؟
قائل هذه الجملة تماما مثله مثل من يركب الأسانسير ويقول ما يضمن لي أن من صممه يفهم أكثر مني ؟
المشكلة أني لا أفهم أصلا في المصاعد فليس لي أن أعقب على تصميمه ولو مش عاجبني أدرس هندسة وهندسة المصاعد والمواتير والدوائر الإلكترونية وساعتها أقدر أحكم
نفس القصة محاولتنا للفهم تبقى على أسس نتعلم العلم بس نتعلم بجد وأنا من نفسي وانت من نفسك بمجرد ما هنتعلم العلم هتلاقي إن الحاجات إلي الناس بيختلفوا فيها كلها بلا إستثناء قديمة ومعروفة وأهل العلم عارفينها ورادين عليها وعمرك ساعتها ما هتحس بحيرة

قلم جاف said...

أبو عائشة:

1-الرسول الكريم أيضاً قال "المؤمن القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف"

http://www.taimiah.org/Display.asp?ID=13&t=book89&pid=2&f=12gwamee-00011.htm

العمل والإنتاج والعدالة والإتقان من أسس القوة.. وأعتقد أننا سنكون أسوأ من رسامي الدانمارك عندما نؤمن ونصر على أن ديننا يطلب منا أن نكون كسالى وفقراء وعاطلين ومتخلفين ومحووجين للي يسوى واللي ما يسواش..

2-مع تسليمي بحرمة الربا .. إلا أن السبب الخفي الآخر هو عامل "المقامرة" .. خصوصاً بأموال الغير..

كلما زادت المخاطرة زاد الربح ، المشكلة هنا أن البنك -الذي يقرض بالربا أصلاً بما أن مسألة "البنوك" مختلف عليها- خاطر أكثر من اللازم من أجل ربح أكثر من اللازم.. توسع في الإقراض فأصبحت أصوله على المحك حتى فقدها تماماً في محاولة يائسة لسداد ديونه..

بالربا .. وبغيره .. نحن نفعل ذلك .. وألعن.. ولم يتكلم أحد ولم يحتج!


بمناسبة ما قالته "هديل الحصيف" رحمها الله وجزاها خير الجزاء .. أنا مؤمن به للغاية ..

في الوقت الذي قال فيه أحد عمالقة الفقه كلُ منا يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذا المقام (مشيراً إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم).. وقال الإمام مالك ما معناه أن رأيي خطأ يحتمل الصواب ورأيك صواب يحتمل الخطأ.. نجد البعض يردد عن عمى كل ما يقوله شيوخه وعلماؤه دون أن يسأل فيه وعنه .. حتى وإن أخطأوا.. بل يصل به الأمر إلى درجة الدفاع المحموم عنه إن أخطأ..

قبل أشهر كتبت عن أحد شيوخ قناة فضائية معروفة قال حديثاً معلوم الضعف .. وضعفه الألباني متراجعاً عن خطئه في تصحيحه.. الألباني تراجع أما الرجل فلا يريد التراجع عن خطأ ارتكبه على الملأ .. وألف من يصدقونه حتى يصدمون بالحقيقة المرة!

عموماً .. تاريخها وحاضرنا - بكل أسف- عرف أناساً استغلوا تعصب الناس لهم في الدين والسياسة وحركوهم كقطع للشطرنج .. كأنهم أناس بلا عقل فضله الله بهم على كثير ممن خلق تفضيلاً..

3-نأتي للتخصص..

لي مبدأ واضح : أرفض الاجتهاد من غير أهل الاختصاص بنفس القوة التي أرفض بها الجمود.. للاجتهاد قواعد وأصول وحاجات ولا يتقيد بمدرسة فقهية معينة .. لا هنا ولا هناك إن كان متمسكاً بالأصول والثوابت..

في جامعة عريقة كالأزهر تدرس كل العلوم التي سبق لك ذكرها.. لنفترض أنه قد خرج من علماء تلك المدرسة ، عالم ثقة يختلف في رأيه مع علماء المدرسة السلفية السعودية الذي درس نفس العلوم.. هل هذا يعني أن الأزهري خطأ على سبيل المثال؟


عن الاستشهاد غير المقنن بالأحاديث ، وعن النظام الاقتصادي الإسلامي.. لنا كلام بإذن الله..

قلم جاف said...

صديقيّ طارق والصارم الحاسم.. أؤجل الكلام في النظام المالي والاقتصادي في الإسلام للتدوينة بعد القادمة بإذن الله..

وأهي فرصة لكي نسأل ونتساءل.. قبل أن نجد من يضج بأن "عامة الناس" يسألون ويتساءلون..