لا يهمني ماذا قال هذا الشاب لمفتي الديار المصرية في مسجد السيدة زينب.. فهو لم يطالب العالم الجليل مثلاً بالنزول من على المنبر أو التنحي من إمامة الصلاة على طريقة "انزل.. انزل". لكن ما يثير الألم والحنق هو رد فعل مفتي الديار على تصرفات شاب صغير السن .. إن كان هذا الأخير عصبياً ومندفعاً بحكم صغر سنه فكان على العالم الكبير أن يتصرف بحكمة ونضج وهدوء.. علَّ الشاب الصغير يتعظ أو يتعلم ..
وبعيداً عن الهرتلة اللمبية التي قرأتها في تعليقات قراء "المصري اليوم" والتي تنم عن تعصب أعمى ومقيت لشخوص العلماء قبل مبادئهم (وهي هرتلة اعتدت سماعها من أنصار مذاهب مختلفة كلُ على شيوخه ورموزه وقياداته).. أرى أن فكرة أن يقول أي عالم أو أي إمام مسجد لأي مصلٍ "روَّح يا خويا روَّح" أمر غير مقبول تحت أي ظرف.. حتى لو خالف الشاب النظام والاحترام الواجب للمسجد فهناك إدارة معينة لهذا المكان تتعامل مع الشاب المذكور بالشكل المتبع طبقاً لقوانين ولوائح الوزارة.. الحق ما يزعلش..
عن تجربة شخصية.. البطاقة الحمراء هي البطاقة الوحيدة الموجودة لدى بعض صغار الشيوخ وأئمة المساجد وبعض مَن كتب عنهم زميلنا عبد الرحمن .. وتشهر عند أي خلاف أو أي نقاش.. حاد أو قائم أو منفرج حتى .. حيث يعتبر البعض أنفسهم مثل حكام كرة القدم.. وأن اللاعب لاعب والحكم حكم .. وأن "نحن الحقيقة وأنتم الأوهام" كما حدث معي منذ عامين..أو أن أوشك على الدخول في معركة مع شلة الإمام المحترم كما حدث في أواسط التسعينيات..
ماشي.. هؤلاء صغار خبرةً وسناً.. ماذا عن الكبير؟ عن القدوة؟ عن القائم على مؤسسة الإفتاء "الرسمية" في بلد بأكمله؟ عمَّن يجب أن نسترشد بفتاواه وعلمه الغزير بدلاً من شيوخ الفضائيات والمفكرين الحمبولليين؟..
إذن .. كان على فضيلة المفتي قبل أن يشهر البطاقة الحمراء في وجه المصلي أن يعلن إلغاء صلاة التراويح في المسجد الزينبي..وأن يصلي هو وكل الموجودين في المسجد في تلك الليلة صلاة القيام في بيوتهم وفقاً للآراء الفقهية التي تقول بذلك.. لا أن يدق مسماراً جديداً في نعش ثقة الناس بالعلماء وبمؤسسة الإفتاء.. خطورة ما حدث ويحدث ستظهر فيما بعد.. عندما تأتي الطوبة في المعطوبة وينتهي الوقت المحتسب بدلاً من الضائع..
No comments:
Post a Comment