نقترب أكثر من بيت اليَك..
في دورة الكمبيوتر قال المحاضر لنا عبارة رائعة .. ما معناها أنه لكي نختار يجب أن يكون لدينا معيار للاختيار..هذا المعيار هو العقل والنقل في هذه الحالة..ويوفر الإسلام ميزة نجد مشكلة حقيقية في استيعابها وهي فكرة التوازن بين الغيبي والعقلي ..فلا هو جعل عقول الناس أسيرة للخرافة ولا وضعها كليةً تحت سلطة العقل..
عندما تتعطل المعايير فإنك لا تستطيع أن تختار.. عندما تقف "مبلماً" أمام محل للأحذية معجباً بعدد من الأحذية وتريد شراءً زوجٍ منها وتنسى كم معك من النقود فإنك لا تستطيع اختيار الأنسب لك في حال إذا كان المعيار هو السعر في حال تساوي المقاس واللون..
كذلك العقل.. هو الآخر قابل للتعطل والتعطيل أيضاً..
لسنوات طويلة كان العقل عاجزاً عن حل العديد من المسائل ، وإلى قيام الساعة ستقف أمام العقل البشري ومنجزاته الهائلة مسائل تستعصي على الحل.. يحلها فتظهر له غيرها.. كانت العديد من الأمراض بلا عقار يكتشف لعلاجها فكانت تفسر من قبل الناس تفاسير غيبية بدءاً من السحر مروراً بالأرواح الشريرة .. يستوي في ذلك الغرب والشرق..ولا يمكن تحميل ذلك كله للدين رغم ارتباطه بتفاسير خاطئة له.. وأعني بـ"الدين" في العبارة السابقة أي دين..
ويتعطل العقل عندما نخاف.. الخوف من المجهول بشكل عام لا يزال يشكل هوساً حتى في أكثر بقاع العالم تقدماً.. كلما زاد خوفك وذعرك كلما كنت أكثر استسلاماً لمن يعرض عليك أي حل .. أي حل..شوف انت بقى..
وقد تستغربون كما أستغرب أن اندفاع الناس لتصديق ما هو "ملموس" قد يجعلها فريسة للخرافة .. فالناس في فترات سابقة من التاريخ كانت لتصدق أي شيء طالما اقترن بشيء يمكنهم لمسه .. فقد لا تصدق أن فلان الفلاني "واصل" إلا إذا سمعت أو رأيت أو جعلك أحدهم ترى أنه نظر إلى علان فسُخِطَ قرداً و(بصديري) سموكنج.. واستخدم ذلك من قبل "البعض" في عدد من المذاهب للتسويق المذهبي تارة (بعض المحسوبين على السلفية الآن) ، وللإرهاب الفكري تارة (تاريخ التصوف في مصر بالذات مليء بأمثلة) ، وفي عمليات النصب أيضاً..
في أزمنة العجز والضعف و"الفَلَس" قد نكون أكثر عرضة للحصار في بيت اليَك.. لدينا في مصر مثل يقول "اصبر على جار السَّو يا يرحل يا تجيله مصيبة تاخده".. وفي مراحل سابقة من التاريخ كنا في انتظار هذه المصيبة .. نأمل فقط في وجود قوة خارجية قوية تأخذ "جار السَّو" في تذكرة ذهاب فقط.. ولا تأتي في أحيان كثيرة..فقط نعيش على الأمل .. أي أمل .. شوفوا انتوا بقى..
لذلك نحن نعرف الحقيقة ونصدق في نفس الوقت كل ما يقال .. على اختلاف أدياننا ومعتقداتنا .. بحثاً عن معجزة .. بحثاً عن يقين..عن ضوء في نهاية النفق المظلم..
بيت اليَّك ليس باباً مغلقاً حتى وإن حُبِسْنَا فيه عاطفياً و/أو عقلياً.. هذا الباب له مفتاح من قطعتين.. الإيمان الحقيقي والعقل.. الإيمان يجعلك على يقين بأن كل شيء مهما أخذت بالأسباب مرهون بمحرك هذا الكون .. والعقل يجعلك تميز وتختار وتفرز وتجنِّب.. لا يمكن للمفتاح أبداً أن يفتح بقطعة واحدة حيث أن صحيح العقل يقول أنه من الصعب أن تفتح باباً بنصف مفتاح.. أترككم لتشاركونني التفكير .. ودمتم بألف خير..
هام: ليس في ما سبق أدنى تناقض مع مقال سابق في هذه المدونة قبل شهرين..
هام: ليس في ما سبق أدنى تناقض مع مقال سابق في هذه المدونة قبل شهرين..
No comments:
Post a Comment