كنت أتمنى أن يعي الشخص المسئول في قناة فضائية دينية "معروفة" خطورة التصريح الذي أدلى به لجريدة يومية مستقلة ، والذي ما معناه أن الفضائيات صارت مثل المنابر في المساجد.. أتمنى ألا "ينشكح" بذلك فهذا الوضع كارثة كبرى في ذاته لو يعلم..
في يوم من الأيام كانت خطب الجمعة مصدراً لثقافتنا الدينية(لأنه من السهل أن يتواجد عدد كبير من البشر في المساجد لحضور خطب الجمعة بينما قد تمنعهم ظروف العمل مثلاً عن حضور درس العشاء)،الآن تدهور الوضع إلى نهاية لا يعلم مداها إلا رب العالمين سبحانه وتعالى.. تكاد تستشعر حالة من اللامبالاة من قبل عدد كبير من الخطباء والناس في معظم الأحيان.. فالناس مثلاً يفضلون مشاهدة الدروس في الفضائيات على حضور الخطب في المساجد ، ومن المعتاد جداً أن ترى خارج المسجد أناساً يتهامسون في أي حديث فرعي أثناء خطبة الجمعة حتى في مكان الوضوء.. كما أنهم يريدون شيخاً ذا صوت شجي يغني لهم آيات الذكر الحكيم في صلاة التراويح يريدون أيضاً خطباً على شاكلة الخطب والدروس التي يشاهدونها في الفضائيات.. إما هذا أو القعدة في المسجد في تململ من السيد الفاضل الواقف على المنبر متمنين إما أن ينهي الخطبة أو أن تأتي "مصيبة تاخده"!
ومن الطبيعي طبعاً أن تنتقل تلك اللامبالاة للخطيب نفسه، يخطب "بدون نفس" كأنما يؤدي عملاً روتينياً.. خاصةً إذا كان من الخطباء الذين لا يجيدون القص ولا المط ولا التطويل أو الذين لا يسجلون خطبهم في شرائط..أو من الذين يخافون عن الحديث في مواضيع المعاملات في الإسلام خوفاً من شبهة الكلام في السياسة ، أو من غيظ الحاضرين ، "المسستمين" على مزاج معين ومواضيع معينة ما جاءوا إلا لسماعها وأداء الصلاة..بالتالي من الصعب أن تجد خطبة تتناول مواضيع مثل "الاحتكار" و"الغش" و"أكل مال اليتيم"..وعندما تتناقش مع بعض الناس حول السبب يجيبونك بتلقائية: "إحنا عارفين دة.. عايزينه بقى يكلمنا في اللي مانعرفوش"!
قلة الكلام في تلك المواضيع جعلها لا تلفت الانتباه ، ومهَّدَ تماماً لجعلها أموراً عادية ومشروعة بل وضرورية رغم وجود نصوص صريحة في الكتاب والسنة في تحريمها وتجريمها في بعض الأحيان.. أصحاب الرأي السابق "عارفين الحاجات دي" ولكنهم يوشكون على نسيانها وبالتالي فهم في حاجة إلى من يذكرهم ويذكرنا بها..
قد يسأل خطيب الجمعة نفسه "ماذا أقول".. وإن كنت أرى أن البدائل أمامه كثيرة.. أن يجعل خطبه قريبة من حياة الناس ومشاكلهم، أن يجرؤ أكثر على الدخول إلى دائرة المعاملات التي تم تجاهلها في السنوات الأخيرة بشكل مخيف ، حتى ولو كان يرى أن عمله روتيني وأنه سيؤديه على كافة الأحوال فإن عليه أن يؤديه "صح".. أن "يعمل اللي عليه".. ربما يأتي الوقت الذي نفهمه ونتفهمه وندعو له بظهر الغيب..
4 comments:
تعرف إنى ساعات بابقى رايح الجامع لصلاة الجمعه وأنا متوجس !!
آه والله العظيم
من كتر المرات اللى دمى بينحرق وأنا قاعد أسمع الخطيب بيقول كلام فارغ وياريته بس كلام فارغ لكن أحيانا كمان بيبقى تخريف وحاجات ضد الإسلام أصلا :(
كام مره دعيت ربنا إن الخطيب بس يعدى الخطبه من غير خوازيق تحرق دمى وأنا قاعد
وكام مره دعيت ربنا فى نهاية الخطبة إنه لايؤاخذنا بما يقول السفهاء من خطبائنا ..
واللى مضايقنى أكتر وأكتر إن الخطيب بتاعنا بيحاول يجتهد على قد مايقدر .. بس الكتب اللى بيجيب منها خطبه والآراء اللى بيقولها فيها كلام عجيب والراجل واضح إنه مش جاهز علميا ودراسيا إنه يعرف الصح من الغلط فى اللى بيقراه
الشىء الظريف بقى إن فى وسط كل الخطباء غريبى الأطوار اللى بييجوا جامعنا جالنا مره خطيب رائع
عالم ومجتهد ولايصرخ عمال على بطال لكنه لم يعجب الناس حينما خصص الخطبة ذات مره عن المرح والمزاح فى حياة الرسول عليه الصلاة والسلام وأن التدين لايعنى التجهم والتكشير
فلم تمض فترة كبيرة حتى تم نقله ولاعزاء لأمثالى
ربما هو حظى النحس لأنه بعد هذا الخطيب جاءنا خطيب آخر لايجتهد كثيرا في مضمون مايقوله فيقول الخطب المعتاده لكن أسلوبه كان يمس شغاف قلبك
كنت أشعر بأنه صادق فيما ينقله إلينا من مشاعر ولم يكن يصرخ ويتشنج
ورغم حب الناس له إلا أنه أيضا لم يدم
أما المجتهد الحالى اللى بادعى ربنا فى كل خطبه يكرمه بخطبتين ورا بعض من غير حرق دم فله معنا أكثر من ثلاث سنوات
!!
عندك حق والله
انا قعدت فترة كبيرة جدا مش عارف احضر في اي جامع بسبب الحجات الغريبة اللي بتتقال في الخطبة
.
.
فضلت اغير خطب كتيرة لكن بلا فايدة
.
.
دلوقتي بقت حكاية تغير الخطاب الديني ضرورة ملحه فعلا
استر يارب
تحياتي والسلام
آدم المصري:
ومن الطبيعي ألا تعرف إن كان الخطيب يخطب أم يعطي درساً دينياً، أو أن يقلبها "محدتة" بما لا يتناسب مع جلال الخطبة ومهابة موقفها.. لسة الكلام جاي كتير إن شاء الله عن الخطوب والخطباء!
صديقي ليو:
كويس خالص إنهم ما قالوش للإمام "إنزل" أو ضربوه زي ما حصل في مكان تاني ..
والألذ منه "الخطيب الحكم".. انت عارف طبعاً النظرية الكروية الشهيرة في مصر إن اللعيب لعيب والحكم حكم.. وبالتالي فلا يجوز مناقشة الحكم ولا سؤاله في أي مسألة، وإلا حيطلعلك "الساعكورَتي" بتوعه يفكروك بالأدب اللي همة شايفينك نسيته.. وفي واقعة للعبد لله مع أحد هؤلاء البهوات ، وواقعة تانية تفطس من الضحك لمحت لها مرة في رمضان في "أين تصلي هذا المساء" تقريباً..
Post a Comment