من الممكن أن تعيش محاطاً بظاهرة أو بوضع ما ، ثم تحس بوجوده وتسأل نفسك عدة أسئلة تبدأ عادة بعبارة "آه صحيح"..التي تعبر عن حالة "الاذبهلال" التي نعيشها عندما نفاجأ بأن شيئاً ما اعتدناه "فيه حاجة" أو أكثر على غير ما يرام!
لي ، ولكم ، أن نفعل ذلك بعد أن التقط "أحمد حربية" مذيع "راديو تيييت" لقطة لممارسة نعيشها ونعتادها ولا نستغربها.. استخدام الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في الدعاية للمأكولات والمشروبات وربما للحركات السياسية.. "فيها كتب قيمة".. "كلوا من طيبات ما رزقناكم" .. "وكان أبوهما صالحاً".. "كونوا أنصار الله" .."ألا إن حزب الله هم المفلحون" .. ومن لم يستخدم آية قرآنية أو حديثاً نراه يتمحك في الرسول الكريم وآل بيته ، أو يبحث ولو بالعافية عن أي مسمى ذي مدلول ديني ويطلقه على بضاعته.. تذكرون طبعاً مبردات "المشتاقون إلى الجنة"!
لي ولكم أن نسأل أنفسنا بعض الأسئلة الشريرة ، منها ماذا إذا كان المطعم الذي يرفع شعار "كلوا من طيبات ما رزقناكم" يقدم أحلى وصفات لحم الكلاب والقطط والحمير؟ ماذا لو كان أصحاب محل عليه شعار "وكان أبوهما صالحاً" أبناء لنصاب وزلنطحي تعد أصابعك كلما تصافحه؟ ماذا لو تعرض "حزب الله" لهزيمة سياسية أو عسكرية ، أو لو أن من يقول "كونوا أنصار الله" لا يسير في طريق الله وبما يرضيه عز وجل؟
هناك من يقول أن هذه التصرفات إتجار بالدين ، هذا صحيح .. بما أننا ضعاف أمام ما هو ديني كما سبق الذكر قبل عامين هنا ، وهناك من يقول أن هؤلاء-حسني النية منهم على الأقل- معذورون بما أنه لا يوجد من يشرح للناس المعاني والسياقات الصحيحة التي أنزلت فيها الآيات وقيلت فيها الأحاديث.. بما أن الناس مهيأة تماماً لسماع قصص التاريخ والصحابة و"وا معتصماه" ومصمصة الشفاة على الماضي الذي ولى .. بما أن حركة تفسير القرآن الكريم تراجعت بشكل ملحوظ وصارخ رغم أنه كلما ابتعدنا في الزمن كلما احتجنا أكثر لفهم معاني الذكر الحكيم.. بما أن معظمنا اعتاد من نعومة أظفاره أن يسمع بأذن صماء دون فهم..بما أنهم لم يجدوا من يقول لهم ، أو من يذكرهم بأن النصب حرام فما بالك لو كان تحت غطاء ديني..
آه صحيح.. كنت أكتب عن أن الحزبوطني والمال السياسي يستغلان ضعفنا أمام الدين ويستخدمانه لمصلحتهما ونسيت تماماً ما يحدث أمام عيني وعيونكم "رايح جاي" وكأننا اعتدناه ، بل ومن الممكن أن نرفض فكرة انتقاده ومن ينتقده ، يستوي في ذلك مع "شرطنة" خطب الجمعة وتوحيد رؤية الهلال وعقد القران في المساجد وتحويل الزكاة إلى ضريبة و....و....وغيرها مما تحول إلى مسلمات .. وأن نردد ما يقوله كثير من البسطاء "مش دة دين.. مش دة كتاب ربنا..مش أحسن من كذا وكذا".. رغم كل ما سبق تبيانه وربما نعرفه وتعرفونه أفضل مني..
آه صحيح..
3 comments:
مش بعيد نلاقي كرم جبر كاتب في عموده
بسم الله الرحمن الرحيم
"مبارك فاتبعوه"
الانعام 155
اه صحيح اللى انت بتقوله
بس ده من الذكاء المصرى الذى اصبح لا ينطلى على احد الان
اللعب بالايات والاحاديث علشان يدى مصداقيه لنفسه وتعاطف للشعب وكمان نوع من التحديد للهوية الدينية بتاعته
اللى بتقوله مش اسئله شريرة ده حقيقة مريعة ان محدش فينا بقى عنده ثقة فى اى حد وكل واحد ممكن يكون بيعمل كل حاجة
ومن اخر الكلام عمر غياب الضمير ما هيعوضه نصوص القرأن ولا الاحاديث ولا ذكرها على اللسان كمجرد كلمات ما هيصلح حال البلد
وعايزة بقى فعلا اقول واستشهد بقى
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
تحياتى
بارك الله
كلامك صحيح
بس انت نسيت اهم فئة وهي المتسولين
وان كنت انا افضل نقسم الناس دي لمتسولين حقيقيين ومتسولين مجازيين
بس انا شفت فيه نقطة كويسه
وهي انه دليل على مكانة الدين في نفوس الناس
ودا يخيليني اسأل سؤال مهم
ايه اللي يحصل لو الناس فهمت معنى الايات دي ايه وايه هي المكانه الحقيقيه للقران في النفوس؟
ايه اللي يحصل لو كان في مشروع لتوعية الناس وتدريبهم على وضع ايات القران محل التطبيق العملي؟
انا شايف الناس البسطاء عندهم استعداد
بس للاسف مش شايف حد بياخد خطوات جديه للتوعيه
لا على مستوى الدوله طبعا ولا على مستوى المجتمع المدني
للاسف كتير من الجماعات اللي ممكن يبقى ليها تأثير مشغوله بكشف عورات المنافسين
Post a Comment