Thursday, March 27, 2008

كنتي فين يا لأة!

خمس سنوات مرت على احتلال العراق ، أو على الحرب على العراق ، أو على حرب تحرير العراق لمن لا يعتقد أن العراق قد تم احتلاله.. قبل خمس سنوات كانت المناظرات والمناقشات على أشدها في البرامج وعلى صفحات الجرائد وشاشات الفضائيات وعبر مواقع إنترنت .. أغلبية كانت ترفض ما يحدث ، وأقلية تدعي العالمانية والليبرالية تؤيد وتصرخ وتتشنج دفاعاً عن احتلال أمريكا للعراق و"تتلكك" في إيجاد مبررات له..

وكان حقاً على هؤلاء الذين أيدوا غزو العراق أن يبدوا ندمهم تماماً على حكمهم الخاطئ الذين أرادوا إقناعنا به عن غرض أو عن ضعف مخيلة..

غزو العراق ، الحرب على لبنان ، وصول نجاد للسلطة في إيران ثلاثة أحداث كقطع الدومينو المتجاورة إذا ضربت واحداً سقط وراءه الاثنين الآخرين.. تغيرت العلاقة بين الدين والسياسة في العالم العربي كليةً ، وصلت جماعات الإسلام السياسي للسلطة في بلدان ، وتعزز وضعها في أخرى ، أعيد حلم تصدير الثورة الطهرانية مرة أخرى للواجهة مع احتلال العراق بما ترتب عليه من فتح لأبواب الدولة الجارة على مصاريعها بعد أن كانت موصدة بالضبة والمفتاح ، ظهرت نعرة "المذهب" و "المرجعية" من جديد هنا وهناك.. كل يريد دولة على الطريقة الإيرانية يتمتع فيها بالتوكيل الحصري للمذهب والدين معاً..

ومع ارتفاع نعرة "المرجعية" أياً كان مذهبها ونوعها وماركتها بدأ الساسة هنا وهناك في استغلالها أحسن استغلال ، فما حدث أفرز فكرة أن "المرجعية" تعرف أكثر ، وهي الأقدر على توجيه الجماهير وتجييشهم وصنفرة أدمغتهم ، فلم لا يتم "التعاون معهم" من أجل الصالح الخاص (اللي بيبقى عام قدامنا..فاهمين طبعاً)، وأعجبت اللعبة "المرجعيات" رغم تأكيدها المستمر على أنه من السياسة ترك السياسة .. فتحت النظم الباب لبعضها .. ولعبت المعارضة مع البعض الآخر..ومن لم يلعب مع هذا أو ذاك بادر هو بعرض خدماته عليهما..

حاول من أيدوا غزو العراق إقناعنا بأن العنف والإرهاب سيتوقفان ، فعاد هوس "الفتكنة" وزعامة الدين للظهور ، وقوي دور شيوخ طرق وملالي وشيوخ شرائط بحيث أصبحوا ساسة في وقت لا يصلحون فيه لهذا الدور الذي له أهل اختصاص ودراية بمتطلباته وألاعيبه غير النظيفة.. وتسابق الجميع علينا وسط رعاية من المستفيدين ، وكثير ما هم كما سيتقدم في تدوينة قادمة بإذن الله..

أنصح كل "ربراري" أيد غزو العراق أن يعلق في الذكرى الخامسة لاحتلال العراق لافتات من عينة "لو أني أعرف خاتمتي ما كنت بدأت" أو "كنتي فين يا لأة لما قلت الآه".. وأن يدلونا - بما أنهم العقول "المستنيرة" في بلداننا المسكينة - على الطريقة التي سنخرج بها من تلك الورطة التي وقعنا فيها..أو يسكت خالص..

1 comment:

عباس العبد said...

أولا
حمد الله على السلامة من الغيبة الطويلة
ثانياً
فى أنتظار التدوينة القادمة
========