Tuesday, December 4, 2007

حتى الحج؟

أن تباع تأشيرات الحج من قبل أعضاء المجلس (غير) الموقر في السوق السوداء ، فهذه مصيبة سوداء ، لكن أن توزع تأشيرات الحج على أعضاء المجلس (غير) الموقر نهاراً جهاراً فهذه ليست بدورها مصيبة بيضاء!

لنعقلها قليلاً .. لماذا توزع تأشيرات الحج على نواب مجلس الشعب أصلاً؟ ما هي الصفة التنفيذية لهؤلاء إن استسغنا أن التأشيرات توزع على التنفيذيين؟ وهل انضمت إلى قائمة "الخدمات" التي تعرض في البازار السياسي المصري؟ هل توزع تلك التأشيرات لكي ننتخب عضو مجلس الشعب الفلاني (وكلما كان حزبوطني كان أحسن علشان حيشبرق علينا في الحوار دة)، أم لكي "يتفشخر" بها هذا العضو قبيل الانتخابات التالية .. تماماً كما "يتفشخر" بتعيين "أبناء دائرته" في الخارجية كما فعل "ناس"؟

هل هي نفس اللعبة المبتذلة القديمة الجديدة التي تلعب في مصر منذ أيام الاسكندر الأكبر الذي ذهب خصيصاً لكي يتقرب لكهنة آمون..وتطورت طبعاً ببناء المساجد والتكايا والزوايا والصرف على الأضرحة والقبور وحضور الاحتفالات الدينية وتقريب بعض "المرجعيات" والشيوخ، فقط لكي ننسى الأخطاء والخطايا والجرائم؟

أم أن العيب فينا بصفتنا نحن الذين شجعنا كل هؤلاء على مر أجيالنا وعصورنا؟ هل هو ضعفنا الزائد أمام كل ما هو ديني؟ أم هي "الحوجة" التي جعلت تأشيرة الحج وتأشيرة الوزير على الوظيفة أعز من الذهب وأغلى من الماس ، وتستأهل تدخل البيه ابن الدايرة؟

هذا عن التأشيرات "الشرعية" طبقاً للأعراف السياسية المهلبية في بلاد العجائب ، فماذا عن تأشيرات السوق السوداء؟ هل يصح الحج بتأشيرة تم شراؤها في السوق السوداء؟

والسؤال الأهم : لماذا لم يُدِن أحد -سواء من المنظرين للتمذهب أو من "الربراريين" دخول الحج في هذه اللعبة السخيفة؟ ولماذا يصر البعض على التفسير السياسي لهذا الركن الركين من أركان الدين بأن يقول أنه مؤتمر ورمز لوحدة الأمة؟ ولماذا أصبح الحج فرصة للتسويق الفكري والانتهازية والشماتة الوقحة بين قيادات ومنظري المذاهب كما حدث بعد حادث الجمرات؟

4 comments:

بنت القمر said...

بص يا عزيزي
كنت قاعده قريب بسمع فتوي في التلفزيون واحده بتسأل الشيخ ينفه تجوز زميلها في الشغل عشان تحج بمحرم ولما ترجع يطلقوا!!!!تخيل
التزوير في الجواز والطلاق وعشان الحج
طب الحج استطاعه
مش للدرجه دي وبعدين ها نضحك علي ربنا ونسافر نحج واحنا مزورين؟؟؟
؟؟؟
دا سلوك انتهازي حقير في امر جلل لايحتمل هذا الهزل والسفه
تحياتي

قلم جاف said...

العزيزة بنت القمر :

المشكلة فينا وفي الشيوخ..

وهووليجانز الشيوخ لا يعرفون إلا أن يحذرونا من انتقاد هؤلاء ويقولون لنا "اتقوا الله .. اتقوا الله".. متناسين أن الأمر بتقوى الله موجه لهم ولنا في آن واحد ..

ويتناسون قول الإمام مالك رضي الله عنه "كل منا يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذا المقام (يقصد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام).. هل هؤلاء أورع وأكثر خشيةً لله من الإمام مالك؟

هل هم أكثر خشية لله ممن قال "رأيي خطأ يحتمل الصواب ورأي غيري صحيح يحتمل الخطأ"؟

إذن فهم يخطئون ، والعالم الحق من إذا أخطأ يعترف ومن إذا اعترف يصلح ويتراجع..

ما فعله مفتي هذه الفتوى يسمى عند الفقهاء "هزل في موضع الجد" .. ومرفوض بالثلث ، وكان يجب أن يصوب ممن هو في مثل علمه أو أكثر فهو رأي خاطئ بكل المقاييس ..

لكننا نحيا في عالم كله مجازات في مجازات ، وحولنا المجاز إلى حقيقي ، ونكذب كل كذبة وأختها لندافع عنها بالروح وبالدم وعندما نرى الحقيقة لا نعرفها!

هيثم محفوظ said...

كان نفسى بنت القمر تقولنا الشيخ رد على البنى المه دى وقال لها ايه
عارف فوجئت وانا قاعد بتفرج فى مرة على برنامج فتاوى على قناة المحور باساله عيب انها تتسال من المسلمين فى الزمن ده وخصوصا بعد الشيخ الشعراوى والشيخ محمد الغزالى يعنى كان المفروض نبدا من نقطة بعد كده بكتير
اما بالنسبة لاعطاء تاشيرات الحج لاعضاء مجلس الشعب فده استهزاء بركن من اركان الاسلام الخمسة ومشكلتنا فى الزمن ده ان الدين بقى بيخش فى مجالات ويتم استغلاله بشكل لا يليق لا باسلام ولا بمسلمين بس واضح ان الفساد فى مصر معتش بيفرق وكله عنده بقى زى بعضة
تحياتى

قلم جاف said...

عزيزي هيثم مرة تانية :

1-أنا متفق معاك إننا المفروض نبدأ من بعد كدة بكتير.. لكن تقول لمين؟ أنا حاسس إننا كمجتمع ما أجهدناش نفسنا في فهم الغزالي قبل ما نلاقي اللي بيحكم عليه بالتطرف من الباب للطاق على سبيل الرزالة الفكرية..

الغزالي بالذات عمره ما عجب حد..

في كل مكان اتناقش فيه كتاب "السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث" اتهاجم الكتاب واتهاجم الغزالي!

بس نوصل لمرحلة الغزالي الأول!

2-اما بالنسبة لاعطاء تاشيرات الحج لاعضاء مجلس الشعب فده استهزاء بركن من اركان الاسلام الخمسة ومشكلتنا فى الزمن ده ان الدين بقى بيخش فى مجالات ويتم استغلاله بشكل لا يليق لا باسلام ولا بمسلمين

معاك.. وكان يهمني إني أحس كشخص مسلم إن التصرف دة مدان ومرفوض ..

دة احنا عندنا كل قناة دينية وأختها قد كدة ، وكل مطبوعة ومطبوعة قد كدة ، لا حس ولا خبر.. وعندنا الحيزبون روزا اليوسف اللي مبتتكلمش في المواضيع دي إكمن كتر السياسة بيجيب بواسير.. إلا حد اتكلم؟