Thursday, November 15, 2007

فزورة جمال البنا

بعيداً عن تحفظاتي الواضحة والمعلنة والثابتة على ما يسمى بلقب "مفكر إسلامي".. رأيت في كلام "جمال البنا" شيئاً يستحق النقاش.. لكونه يشبه "الفزورة" إلى حد كبير..

كتب في جريدة المصري اليوم عدد أمس الأربعاء 14/11/2007:

الشريعة أعظم مما يتصورون، لأنها تتناول علاقة الحاكم بالمحكومين، الرجل بالمرأة، الغني بالفقير، وفي هذه كلها فإنها تندد بالظلم والأثرة وتدعو إلي العدالة والمساواة، وتستهدف إعلاء كرامة الإنسان وأن تكون العزة للمؤمنين،

كلام جميل وكلام معقول ما أقدرش أقول حاجة عنه لحد دلوقت.. لكن لنكمل قراءة ما بعد ذلك:

وكيف تكون لهم وهم جهلاء ضعفاء، مستذلون للأغنياء والأقوياء والحكومات، هنا يظهر دور الشريعة، وأنها هي التي تقوم بالثورة الاجتماعية ـ السياسية ـ الاقتصادية لتحقيق العدالة وكفالة الكرامة

أجد صعوبة في فهم الفقرة السابقة كلها .. في ظل السطر الذي كتبه في فقرة سابقة من المقال:

لا أتردد في القول إن الشريعة اليوم هي العدل والتنمية، وبقدر ما يتحقق العدل سياسيا والعدل اقتصاديا، وبقدر ما تتحقق التنمية التي ترفع مستوي المعيشة، وتكفل لنا الاستقلال الاقتصادي ـ نحقق الشريعة.

وقد يقال أين خصيصة الإسلام التي تميز عدالته وتنمويته؟فأقول إنه ليس من المهم أن يكون هناك خصيصة، لأن الإسلام يريد العدل، وحيثما يكن العدل تكن الشريعة بتعبير ابن القيم، وأينما تكن الكفاية الاقتصادية تكن الشريعة، ومع هذا فإن الإسلام يضفي لمسة أخلاقية ومعنوية تميز العدالة والتنمية الإسلامية.

أذكر بأن العدل سياسياً واقتصادياً كليهما أولويتان لا تختلفان باختلاف الزمان والمكان.. هذا أولاً..

بما أن "جمال البنا" تحدث عن "العدل والتنمية الإسلاميتين".. ويندرج تحت بند العدل وفقاً لما قال سابقاً "العدل السياسي".. هل هناك عدل سياسي إسلامي وعدل سياسي غير إسلامي؟ العدل هو العدل يا سادة..

ثانياً .. هل يجب أن تتلفع كل الإصلاحات السياسية والاقتصادية المنوط بها تحقيق العدل سياسياً واقتصادياً تحت لافتة "الحكم بالشريعة" ، أم أن تحقيق هذا المقصد الهام يمكن أن يتم بدون شعارات وبدون القول بأن "الشريعة" هي محرك الانتفاضات السياسية والاقتصادية؟

قد يبدو كلامي سلسلة من الهرتلة أو التفكير غير المنظم.. لكن كل هذه تساؤلات حول مبادئ عامة طرحها في مقاله أتفق معه فيها ، بغض النظر عن أفكاره وتناقضاتها "فهو الذي يقول أن الدولة في الإسلام مدنية في حين أن الإسلام لم يفترض نموذجاً للدولة من أصله"..ربما لديكم إجابات عن أسئلتي هذه..

ذو صلة: هذا هو رابط مقال جمال البنا في المصري اليوم عدد الأربعاء الرابع عشر من نوفمبر 2007.. أرجو فقط النقاش في الفقرة الخامسة منه لأنها هي التي تهمنا في هذه التدوينة.. وأرشح للقراءة ما كتبه صديقي ابن عبد العزيز منذ أكثر من عام ونصف العام..

2 comments:

هيثم محفوظ said...

فى البداية كدة انا مش عارف ليه انت متدايق من كلمة مفكر اسلامى
دا انت بتفكيرك ده مع شوية ثقافة اسلامية زيادة متهيألى انها عندك ممكن تبقى مفكر اسلامى
انا بصراحة قرأت مقالة جمال البنا ده ولقيت فيه اكثر من مئة طن تناقض فمن المعروف ان الاسلام لم يحدد شكل الدولة ولم يحدد حتى شكل العلاقات الخارجية مع الاخر هذا واضح جدا مع الخلفاء الراشدين فكل منهم كانت له سياستة الخاصة وكان الالتزام فقط بالمبادئ العامة
وفى رأيي وبدون زعل ان عثمان بن عفان لم يلتزم بمبدأ الشورى فى سياساته
بالتوفيق وهتابعك دائما إن شاء الله

قلم جاف said...

عذراً للتأخير في الرد..

فكرة "مفكر إسلامي" مش عاجباني لإني رافض أساساً فكرة الربط بين "الدين" و "الفكر".. ما أظنش إن فيه حاجة اسمها "المفكر المسيحي" أو "المفكر البوذي"!

الفكر ببساطة بيرتبط بالأيديولوجيا.. الفكر الشيوعي.. الفكر الرأسمالي .. كل دي أيديولوجيات إحنا اللي صنعناها كبشر وحيفضل الاجتهاد حوليها وحوالين ماهيتها وصلاحيتها مستمر لأن كل دي تبقى في النهاية نظريات وأفكار..

أما الدين فهو دين وليس أيديولوجيا .. ما نختلف ونتفق حوله هو طريقة فهمنا لنصوصه ولروح نصوصه..

دي وجهة نظري كشخص عادي جداً..

أتمنى تكرار زياراتك وتعليقاتك ومناقشاتك يا عزيزي..