Monday, November 5, 2007

خذوا الحكمة .. و"لو" من القاعدة!

أرفض "القاعدة".. وأرفض ممارسات "القاعدة" .. و"القاعدة" التي قامت عليها "القاعدة".. لكن..

لكن لفت نظري شيء بسيط جداً لا أعرف كيف غاب عنا أو تم تغييبه..

"بتوع القاعدة" استخدموا تكنولوجيا الغرب ضده .. أيَّاً كانت الطريقة التي استخدموها - والتي أرفضها - لكنهم على الأقل قاموا بعمل شيء إيجابي ولو من وجهة نظرهم القاصرة..

أما نحن معشر "المعتدلين" .. فماذا فعلنا؟

قاطع .. قاطع .. قاطع .. شيوخ وعلماء أجلاء يفتون بأن المقاطعة "فريضة شرعية" .. وجماعات وطرق وأحزاب تتنافس فيما بينها على عمل حملات مقاطعة في المساجد والفضائيات والصحف ومؤتمرات ومنظمات وجمعيات وملصقات توزع على المصلين خارج المساجد و"تُلْطَع" على مداخل الصيدليات ..وهتافات وطنية ودينية والأمة ومش الأمة..

حل استهلاكي جداً .. يؤكد أننا استهلاكيون حتى النخاع..حل سلبي يعكس عجزنا عن أن نكون شيئاً غير حفنة من المشترين.. ولا أحد - بالله عليكم - يُسْمِعني أرقاماً وإحصائيات عن الخسائر التي منيت بها شركات لمجرد "أننا" تفضلنا بمقاطعتها..

متى فكرنا أن نكون أكثر إيجابية؟ متى فكرنا في إيجاد البديل قبل أن نقاطع؟ متى فكرنا في استخدام تلك التكنولوجيا لمصلحتنا؟ متى فكرنا أن نكون جزءاً من تلك التكنولوجيا لا متفرجين عليها؟ متى فكرنا أن نكون أرقاماً أكبر من الصفر؟

لهذا أثار غضبي بشدة ما قاله الشيخ "محمود المصري" يوم الجمعة الفائت عندما ضرب مثلاً بالقدرة على خدمة الدين بالشاب الذي يعرف الكمبيوتر ويوزع خطب المشايخ على موقعه على النت .. رغم أن خطب شيوخ "الناس" وغيرها يمكن الوصول إليها بكل الطرق خاصةً وأنها تباع - أو توجد على الأقل- فيما يزيد عن ثلاثة أرباع مساجد مصر!

كنت أتصور أنه سيطلب من أهل الاختصاص أن ينتجوا برمجيات بديلة تغنينا عن منتجات "أعداء الأمة" .. الذين صنعوا تكنولوجيا نكتفي باستهلاكها .. واخترعوا محمولاً اكتفينا باختراع رناته!

إذا كانت "القاعدة" حركة متطرفة -وهي كذلك- فلماذا لا يتعلم منها "المعتدلون" الشيء الصواب الوحيد الذي تفعله ويطبقونه بطريقة تتناسب مع "اعتدالهم" كما يطبقه المتطرفون بما يتناسب مع تطرفهم؟

6 comments:

الأغاني للرأفتاني said...

سلمت والله وسلمت كلامتك
اتفق معك ان القاعده حركه ارهابيه ضرتنا اكثر ما نفعتنا لكن فى اجرامهم استخدموا وسائل حديثه لكن احنا كمعتدلين او مثقفين كما نسمى انفسنا احسن حاجه بنعملها هى المقاطعه والتنديد والاستنكار

تحياتى

عدى النهار said...

لست أدرى أى تكنولوجيا إستخدمتها القاعدة!؟ أعتقد أنها عملية تهويل من شأنها لخدمة أغراض سياسية معينة

طبعاً لا أقصد كلامك هنا ولكن وسائل الإعلام

مهندس مسلم said...

جزاك الله خيرا
فعلا نحن شعب استهلاكي حتى النخاع
في العلم استهلاكيين في تفكيرنا استهلاكيين

شكرا على التذكرة

Mukhtar Al Azizi said...

أنا طبعا عندى شكوك كبيرة حول حجم وقدرات تنظيم القاعدة فضلا عما ينسب إليه من أعمال أخطبوطية لكن لا شك أن هناك عمليات إرهابية يقوم بها مسلمون ويستخدمون فيها تكنولوجيا ليست من تصنيعهم وهنا بيت القصيد.

تحياتي علي مجهوداتك دائما يا أستاذنا

قلم جاف said...

العزيزان مختار العزيزي و عدى النهار:

كنت أعني في التدوينة تحديداً علاقة هؤلاء بتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات تحديداً..

القاعدة تدير معركتها إعلامياً على النت .. وتستخدم برمجيات تحتل قائمة الصدارة في قوائم المقاطعة بكافة أشكالها وألوانها..

أما نحن .. قاطع يا عم ..قاطع ياخويا .. قاطع يابويا .. قاطع يا شقيييييقييييي (مع الاعتذار لـ"ريكو")!

وعن الإنترنت نفسه ..هناك فتاوى ظريفة وروشة طحن ستثير ذهولكما وذهولي وذهول كل من يقترب إليها.. أما بعض من يؤمنون بأهمية الشبكة العنكبوتية ويقومون بعمل مواقع يقولون عنها أنها دعوية فهم "قصة" لوحدهم!

وعلى مواقع أخرى على نفس الخط ستجد شهادات في حق الإسلام والمسلمين لا نحتاج لمن يعرفنا بها ، وقصص إسلام لا يعلم بصحتها إلا ربنا الرحمن المستعان على ما يصفون ، وقصص وعظية تذكرنا بالعديد من كرامات بعض الشخصيات الصوفية (والتي لم يفكر أحد في غربلتها أو عرضها على النقل أو العقل)..

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..

أما عن قوة القاعدة .. أرى بعقلي القاصر أن هناك أساطير نسجت حول تنظيم بن لادن وشركاه .. لكن استعمالهم لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات يبقى أمراً واقعاً نراه بعيوننا ونتفرج عليه في تناحة!

قلم جاف said...

العزيزان مهندس مسلم ورأفت:

على ذكر الاستهلاك والاستهلاكية.. من أكثر الأمثلة إيلاماً على ذلك رد الفعل العمالي والإداري المتخاذل جداً من غزو المنسوجات الصينية لمصر.. حسبما أعلم أن الصيادين الإسبان ألقوا بالأسماك المصدرة إلى بلادهم من المغرب في البحر .. والفلاحون في الغرب يتظاهرون من أجل حماية الدولة لهم رغم أن الغرب هو الذي "بَدَعَ" حرية التجارة..

أما نحن لا حس ولا خبر.. رغم أن بلادنا بتتعايق - بكل أسف - بصناعة المنسوجات .. تخيلوا إن بلد بحجم "مصر" كل قوته صناعة منسوجات وشوية تجميع!

مستحيلي! - مع الاعتذار لشويكار في فيلم "انت اللي قتلت بابايا .. آااااااااااااه يا بابايا"!