نحن في شهر القرآن الكريم.. وهذه فرصة لنفكر معاً في موضوع مرتبط بالقرآن الكريم وسيظل مرتبطاً به إلى قيام الساعة....
أعني هنا تفسير الذكر الحكيم.. فحاجة المسلمين لفهم كتاب الله ومعرفة أحكامه قائمة مادام الإسلام قائماً .. ومن هنا ظهرت محاولات لتفسير القرآن الكريم منذ فجر الدين الحنيف ارتبطت بعدد من كبار الصحابة منهم عبد الله بن العباس بن عبد المطلب (والذي عُرِفَ بترجمان القرآن) وآخرون..
ومع الوقت أصبح التفسير علماً وله مدارس واتجاهات ، وظهرت تفاسير كثيرة ما نعرفه منها أقل بكثير مما لا نعرفه ، من أشهرها القرطبي وابن كثير والطبري وغيرها..كلها عكست ما بذلوه من جهد لم ينشأ من فراغ وإنما جاء تكملة لعمل من سبقوهم ..
وبما أن القرآن الكريم كتاب لكل زمان ومكان ، وبما أن فهم القرآن الكريم يتغير من عصر لآخر (فالتفسير لدى القرطبي مختلف عما كان قبله وعما كان بعده)، ومن شخص لآخر في نفس الفترة الزمنية (بدليل اختلاف طرق ومدارس التفسير).. كان مفترضاً بتلك الحركة أن تستمر إلى اليوم لأن الحاجة إلى فهم القرآن الكريم لم تتوقف على الفترة التي كتبت فيها أشهر كتب التفاسير..
إلا أنها دخلت مرحلة من التباطؤ توشك فيها على التوقف..
فبالرغم من أن هناك كثيرين يُرَوَّج لكفاءتهم العلمية وعلى أنهم علماء الأمة الذين يستطيعون الكلام في كل اختصاص ولهم شرائط وبرامج تملأ كل فراغ إلا أننا لم نسمع عن نية أي منهم لكتابة تفسير للقرآن الكريم!
هل هو "الاكتفاء بهذا القدر" كما نراه في التراث المذهبي ، خاصةً السلفي منه (فما دام كل شيء موجود في الكتب القديمة والمجلدات الضخمة فلماذا الحاجة للتفسير ، خاصةً وإن احنا مش بنفهم أحسن من اللي كتبوا تلك التفاسير-هكذا قد يقولون)؟
ويبدو أن هذا "الاكتفاء" ليس فقط لدى هذا السيل الهادر من الشيوخ والمتحدثين ، بل لدينا أيضاً..
فرغم احتياجنا جميعاً للتفسير أكثر من أي وقت مضى .. إلا أن هناك "مخاوف مشروعة" لدى عامة الناس - وكاتب هذه السطور قطعاً منهم- من "التنويرجية" الذين يقيسون مقدار "استنارتهم" بالعداء للنص ، ومن يدعون تجديد الخطاب الديني بالبحث في الكتب القديمة دون أي تشغيل للجمجمة ، ومن لا يتوفر لديهم الحياء اللازم الذي يمنعهم من تفسير الآيات القرآنية حسب المصالح السياسية والمذهبية.. وطبعاً من الأدعياء (كما يحدث باستمرار في الفتاوى)..ووسط هذا العين كاف فإن أي محاولات جادة لتفاسير مبسطة مهددة بالانزواء دون أن يستفيد منها عامة المسلمون..
ولذلك تستشعر أن هناك رغبة مشتركة بين الجميع في البقاء "محلك سر"..وهذه هي المشكلة..أنا أراها كذلك.. كيف ترونها؟
2 comments:
آخر التفاسير الظاهرة فى الساحة الإجتهادية عموما كان تفسير الترابى
ومع إن أنا لا أثق فى أى حاجة تخص الترابى عموما بس يالا آهو
لو نظرنا إلى تفاسير القرآن الكريم فى القرنين "التاسع عشر والعشرون" حنلاقى تغير منهج التفسير عما سبقه من قرون بدءً من القرون التالية لعصر صدر الإسلام
لأن تفسير القرآن لم يعد تفسير آيه آيه سورة سورة كما فى تفسير إبن كثير
ولكن أصبح تفسير حسب الموضوع المقصود البحث فى القرآن عنه
عموما عندك على مدى القرن العشرين فى مصر بس بعض أسماء اللى أنا لاحظت إن فى إقبال عليها بشكل متخصص وغير متخصص
تفسير المنار لمحمد عبده ورشيد رضا-
فى ظلال القرآن لسيد قطب-
تفسير الشيخ محمود شلتوت-
وفى كتاب نحو تفسير موضوعى لسور القرآن الكريم للشيخ محمد الغزالى
وده فى مصر بس زى ما قلت واللى تحظى بشهرة بس
ده غير الكتب اللى بتطلع من آن لأخر بتتناول آيات محددة فى موضوعات محددة فى القرآن الكريم
وفى كتب لمفكرين غير الفقهاء ظهر السنادى ل"محمد عابد الجابرى" "مدخل إلى القرآن الكريم : فى التعريف بالقرآن"
أنا مش قصدى أقول كل فل وتمام التمام بس الفكرة إن الخوص فى التفسير بيحتاج واحد باحث ممتاز فى كل من سبقوه من شيوخ وآثار وده بياخد وقت طويييييييييييييييل جدا للخروج برؤية جديدة على أساس له بناء عظيم فى التاريخ
والسلام ختام
العزيز سحس .. كل عام أنت بخير ..
قد يكون التفسير بالموضوع مدرسة جديدة واتجاهاً يختلف عن كل ما سبقه ، ولكن هل يكفي البحث بالموضوع وحده؟
هذا أولاً..
ثانياً .. أعتقد أن تفسير القرآن الكريم يحتاج إلى من هو أكثر من مجرد باحث يتنقل بين الكتب لكي يفسر.. يحتاج إلى جانب هذا كله لمهارات عقلية قد لا تتوافر لمن يحلو للبعض توصيفهم بـ"المفكرين"!
وعليه ففي تقديري إما أن ننتظر فرداً ذا مواهب عقلية وجهد بحثي استثنائي ليضطلع بتفسير للقرآن الكريم .. أو أن يقوم بالعمل أكثر من مفسر دارس وباحث جيد ونابه وليس مجرد محترف كوبي وبيست مثل "ناس كتيرة"..
هذا والله تعالى أعلم..
Post a Comment