Monday, June 4, 2007

خيبة إلكترونية

للمرة الثانية أؤجل الكتابة عن الأزهر.. إذا كان شر البلية ما يضحك فإن أشرها ما يضحك ويتم السكوت عليه والدفاع عنه وتبريره أيضاً..

بعد تليفون ميتسوبيش الإسلامي ، ومبردات "المشتاقون إلى الجنة" ، أبشركم بأن أصابع "التكنولوبيا" ستمتد إلى الصلاة أيضاً!

ففي أحدث صيحات الهيافة توصل أحد أصحاب شركات البرمجيات -ولله الحمد والمنة- إلى اختراع جهاز أسماه مبدئياً "الرفيق" يقوم مقام الإمام في الصلاة ..وأجازته دار الإفتاء مع مراعاة عدة اقتراحات أخرى.. أتركها لكم لقراءتها في متن الخبر للذين لا يعانون من مشاكل في ضغط الدم..

ولأن الحاجة هي أم الاختراع ، فإن حاجة مخترع البرنامج تمثلت ببساطة في "رغبته الشخصية في الاستماع إلى أكبر قدر من آيات القرآن الكريم بدلاً من العدد المحدود من قصار السور ، مضيفاً أنه لاحظ عددا كبيرا من المسلمين ومن خلال صلواتهم يكررون بعض آيات يحفظونها ويشعرون بالثقة عند قراءتها وبالتالي لا يتيحون لأنفسهم فرصة قراءة عدد اكبر من الآيات إلا عندما يتفرغون لقراءة القرآن عندما يتاح لهم ذلك"!.. عن نفسي كنت أفضل الذهاب إلى مساجد بعينها بدلاً من الاختراع ووجع القلب!

ولأننا لسنا ببعيد عن واقعة "الإمام الديجيتال" التي تنوولت هنا منذ عام ، فقد ظهر متحمسون للفكرة مثلما تحمس آخرون للتقليعة السعودية ، هذه المرة تصدر هؤلاء مفتي الديار الشيخ علي جمعة الذي قال أن "الإسلام كمنهج وحياة لا يتعارض مع منجزات العلم بقدر ما يتفاعل معها ارتباطاً بتقدير الإسلام للعلم والعلماء ودورهم في تعمير الأرض وتطويرها والتيسير على الإنسان في كل أمور حياته "..

ما الجديد فيما قاله فضيلة مفتي الديار؟ لا شيء ، كلنا نعرفه..وأعتقد أننا وصلنا لدرجة وضعه كأمر مسلم به ولسنا بحاجة لمن يذكرنا به باستمرار من وقت لآخر!

وأخشى أن نرى على مواقع النت وفي الصحف من يتهم كل من يعترض أو ينتقد تلك التقليعة بالتخلف ومعاداة التكنولوجيا ، أو يدخل على الخط أحد "ولاد الحلال اللي ما خلوش لولاد الحلال حاجة" ليتصيد الرفض ويقول بسلامته أن الإسلام نفسه معادي للتكنولوجيا!

لا أحد ضد التكنولوجيا في حد ذاتها ، لكن علينا أن ندرك أن التكنولوجيا تحركها حاجات حقيقية وليست رفاهية ولا استعراض عضلات ..

ما الذي يمكن للتكنولوجيا أن تقدمه للعبادات بشكل عام وللصلاة بالذات؟ ما الحاجة الملحة لاختراع كهذا سوى في حالات قليلة جداً إن جاز ذلك؟ مش عارف!

أليس اختراع جهاز يساعد المكفوفين على قراءة القرآن الكريم أولى وأهم؟ عن نفسي رأيت شخصاً كفيفاً يقرأ القرآن الكريم من نسخة ثقيلة الوزن جداً مكتوبة بطريقة برايل..وكان واضحاً أنه -وهذا أمر طبيعي- يجد صعوبة كبيرة في حمله..

ألا توجد أمور دنيوية من الأولى أن توجه إليها صناعة البرمجيات في مصر أولوياتها ، خاصة مع قلة الصادرات المصرية من البرمجيات قياساً على صادرات "جار السَّو"؟ أم أن أتمتة العبادات هي المجال الذي تعوض فيه صناعة أوجه فشلها وعجزها؟

وللناس أن تستغرب من القبول السريع من رجل في علم ووظيفة الدكتور علي جمعة لـ"شيء كهذا" ، ولوضع أبراج المحمول فوق المآذن ، في وقت تتغير فيه الصورة تماماً إذا ما تعلق بمستجدات دنيوية يتم فيها إصدار الأحكام دون مجرد التفكير في الرجوع إلى أهل التخصص والتشاور معهم ، وللناس أن تستغرب أكثر أن المؤسسة الدينية المعروفة بمواقفها المتشددة إزاء ما هو جديد تتحمس لقبول "شيء كهذا" في الوقت الذي نرى فيه أكاديميين في جامعات يرفضون إخضاع أي بحث أو أي شيء للتجربة التي هي المحك الحقيقي للحكم على الأبحاث والأفكار.. وكأنما الاجتهاد (أو ما يتصور أصحابه أنه اجتهاد حتى لو كان حاجة تانية) في الدين أمر محمود والاجتهاد في شئون الدنيا بمثابة الأذان لصلاة الظهر في مالطا!

المفارقة أن الدين يستخدم من قبل بعض المتخصصين في مجالات دنيوية لتعليق شماعة رفض ومحاربة التكنولوجيا ، ويستخدم من قبل آخرين كشماعة يعلقون عليها فشلهم التكنولوجي..

دمتم بألف خير..

22 comments:

عصفور المدينة said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا مش تزمر كنت أتمنى أن أتعرف عليك بطريقة غير كدة
أنا عرفت من عداد الزوار إن فيه ناس جايين من هنا وبعدين جيت لقيت مدونة قيمة

شغل الحلبسة

موضوع جهاز الصلاة ده

للذين لا يعانون من مشاكل في ضغط الدم

أثارني فعلا ولكني آثرت ألا أتكلم عنه لأني أعلم أنه سيموت
الناس بتحممس للشيء وبعد ذلك تجد عوائق في الاستخدام

سؤالي هو هل يجوز استخدام سبحة إلكترونية بالضغط عليها ضغطة تقول سبحان الله أصلي عايز اعمل الجهاز ده
:)

chico said...

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
دى اول زظياره للمدونه و مش هنكون اخر واحده ان شاء الله
بصراحه انا مش عارف اقول لك ايه بس انا تعبت بجد من كتر التقاليع
و كل شويه واحد يطلع يقول تحديث الاسلام و اسلمه التحديث الموضوع ده كبير اوى و عايز وقفه من العلماء بس علماء حقيقين من غير اتباع للهوى
عموما ربنا قال فى الكتاب العزيز
انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون

عياش said...

مش عارف بصراحة ايه اللى بيحصل
بالنسبة لى الازهر والاوقاف فقدوا مصداقيتهم وحاسس انهم بيدوا فرصة للناس اللى بيصدادوا فى المية العكرة انهم يحاربوا الاسلام، مرة رضاع كبير ومرة التبرك ببول النبى عليه الصلاة والسلام

Anonymous said...

هههههههههه
والله الموضوع فعلا يضحك
انا باخد الكثير من المواضيع الدينية التى تطرح فى عصرنا هذا على سبيل النكت الظريفة حتى لا اموت منفجرا
.......
و على كدة الجهاز ده مش معاه هدية كام ثواب فى سى دى؟
:)

amine said...

لكي لا تنسوا هذا الموضوع
السلام عليكم و رحمة الله
أولا أقدم نفسي عبد لله أمين من المغرب
و أنا أتصقح سفحات محرك البحث جوجل صدفة وجدت هذه المذكرة التى يعرض بعض إخواننا المصريين على ما أظن أفكارهم و آراءهم و نحن مسرورون لملاقاتهم وللنقاش معهم بكل الوسائل ًالحضارية الممكنة.
أما فيما يخص قناة الناس فنحن ولله الحمد فخوورون بها و نسأل الله أن يبارك فيها و في القائمين عليها.
وتوضيحا لمسألة مالك القناة السيد السعودي منصور ابن كدسة فهو و لله الحمد و المنة خير قدوة لكل المسلمين في هذا الزمان إذ أنه نعِم بهداية الله له و توبته فحاول بكل جهده إصلاح ما فات من أخطائه في قناة الخليجية الغنائية.
التي تحولت هي كذلك إلى قناة لنشر دين الله.
و أدعوكم إخوتي الأفاضل القائمين على هذا الموقع أن تشاهدوا دليلي على هذا الكلام و تتفرجوا على هذا الفيديو الذي يعرض لقصة توبة قناة الخليجية

http://www.islam2all.com/video/videos.php?sharet=154

و أسأل من الله أن يجمع كلمة المسلمين و يوحدهم.
و السلام عليكم

مهندس مسلم said...

اعتقد ان رأي الدكتور صبري عبد الرؤف " وهو من شيوخ الازهر" رد شافي وافي مفصل

يعني الموضوع مالوش علاقه بالازهر
ولا هتتكلم على اختلاف الازهريه مع بعض

أبو عمر - الصارم الحاسم said...

مش عارف اقول ايه الصراحة

حسبي الله ونعم الوكيل

Alaa said...

حسبنا الله و نعم الوكيل
فعلا شغل حلبسة

ربنا يباركلك
مدونتك جميلة
أنا قاعدك هنا و مش ماشي :)
سلام عليكم

admelmasry said...

من فترة كان محمود سعد جايب اتنين من مجمع البحوث الاسلامية
.
.
واللي المفروض انه اكبر سلطة دينيه في مصر
.
.
اكبر من دار الافتي
.
.
المفروض ان فيه جهاز بيتناول الاعجاز الرقمي في القران
.
.
عايزين يثبتوا صحة القران باستخدام الارقام اللي صدرت فيه وتخمين معاني ليها
.
.
ما بين ميد ومعارض المجمع مقلوب
.
.
احدهم اقر انه باستخدام البرنامج حصل تاكيد ان البسملة ايه من ايات الفاتحة ولا يجوز الصلاه من غيرها
.
.
ادي اخر القضايا اللي شغلت علماء المسلين بعد قضية البول وارضاع الكبير
.
.
ولتذهب كل مشاكل الرعية والامة في اقرب صفيحة مهملات

قبل الطوفان said...

المغيبون فقط لا يشغلون بالهم إلا باستمرار حالة الغياب أو التغييب التي يعيشونها..حتى لو كانت وسيلة الغياب تكنولوجية

الأولويات؟..هذا أمر لايشغل بالهم يا عزيزي شريف..فلا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم

sara said...

استغلال تجاري للأسلام ..زي الاعشاب اللي نتيجتها مضمونه ميه في الميه ان شاء الله ..وعسل النحل الجبلي اللي بيشفي من الامراض بأذن الله ..انا مش ضد دا طبعا ..بس ضد الدعايه اننا مسلمين متدينين فاشتروا منا ونفعونا عشان ربنا يرضي عنكم

نفسي الصدارة تكون بجودة المنتج وكفاءة الاختراع..ونفضل بردو مسلمين متدينين زي ما حنا ..بس من غير ما نعلن دا عشان نسوق لسلعه ما

بوست ممتاز كالعاده

تحياتي

الملتقى said...

ندعوكم للمشاركة معنا فى
الملتقى
ملتقى ابداع المدونين
واراءهم ومواضيعهم
تسعدنا مشاركاتكم

أحمد المصري said...

النقود تعمي العيون00والجهل يلغي العقول0

Anonymous said...

احم..هي المشكلة الرفيق ده شيوعي ولا إيه نظامه؟!

قلم جاف said...

عذراً للتأخير في الرد ، المرحلة اللي فاتت كانت مرحلة ارتباك وبقينا بنلف على السايبرات وبندون بالتقسيط على كذا مرة..

ارحم دماغك :

على رأيك ..ربنا يستر وما يكونش لسة معتقد إن الاتحاد السوفيتي لسة موجود! :)

قلم جاف said...

نقطة هامة أثارها أستاذي ياسر ثابت وأحمد المصري وآدم المصري.. نقطة التغييب..

والمسخرة أن يكون التغييب تكنولوجياً ، وليس بالجهل والشعوذة والخرافة كما تعودنا..

ما أثاره آدم مهم وخطير ، فمثل هذه الأجهزة تجعلنا ننحط تدريجياً لمستوى بعض المستنورين واللادينيين الذين يحاولون تعريض القرآن للـ

trial and error

(بما أن معظم اللادينيين حسموا تلك القضية من وجهة نظرهم)..

وللتغييب جانب آخر ، تغييب الناس عن الدنيا بتركيز كل الكلام عن الاجتهاد والبحث والتفكير وبالمرة الاختراعات في الدين ، بينما أمور الدنيا عندنا لا تقبل التفكير ولا البحث ولا التحليل ولا أي حاجة .. في الوقت اللي بنلاقي فيه ناس على وشك التشكيك في القرآن الكريم وبيطالبوا بعرضه على العقل نلاقي إنه لا مساس بمكتب التنسيق كأنه منزل من السماء ، ونلاقي بعض اللي أصواتهم علو عمود النور في المسائل الدينية مبيكتبوش في الجرايد ولا وسائل الإعلام عن فشل أجهزة وجامعات مصر في معرفة سبب السحابة السوداء ، أو معرفة سبب العطل في "العملية التعليمية" اللي بقاله تلاتين سنة مش عارفين نحله!

قلم جاف said...

شاكر دعوة الملتقى وثناء علاء وشيكو الذي آمل أن أكون أهلاً له..

مهندس مسلم :

آراء شخص واحد ليست دليلاً على حالة مؤسسة ، فمن الممكن أن تسير سيارة في سفرية "زي الحلاوة" بينما تكتشف فيها فجأة عيوباً قاتلة تعرف بعدها أن الله عز وجل سترها معاك آخر ستر!

مما أراه لازلت أرى أن الأزهريين خاصة الأكاديمين منهم لم يتوقفوا عن مناطحة بعضهم البعض على الفضائيات!

قلم جاف said...

العزيزة none:

موضوع الاستغلال التجاري للدين أكبر بكثير من هذه الواقعة ..

لكِ أن تتخيلي من يستخدمون الآيات الكريمة في بيع منتج مضروب!

لسة الكلام جاي في الموضوع دة إن شاء الله .. ما تستعجليش..

قلم جاف said...

العزيزان عاشور وعصفور المدينة:

مجتمعنا منبع خصب للتقاليع الغريبة والمستفزة ، وفقرة الصور اليومية في برنامج "القاهرة اليوم" بتجيب بس عينات من الأشياء التي لا تحدث إلا في مصر..

والمؤسف أن الدين أصبح ملعباً لبعض هذه التقاليع..

غم يموت من الضحك ، وأقول مع الصارم الحاسم : حسبي الله ونعم الوكيل..

قلم جاف said...

عياش :

قلت في ردك كلام مهم فعلاً..

نفسي اللي يفتي أو بيتكلم سواء أكان أكاديمي أو فقيه أو على رأس مؤسسة دينية إنه يعرف ويفكر في عواقب الكلام اللي بيقوله..

آه صحيح الواحد مايخافش في الحق لومة لائم ، لكن برضه دفع الضرر مقدم على جلب المنفعة ، وممكن الكلام اللي يتقال يتسبب في كوارث..

الفتاوى غير المدروسة ، والتصريحات الغير مدروسة كلها أمور قد تضاعف في عدم ثقة الناس في المؤسسة الدينية في توقيت لا يحتمل!

Mohammad Aboul-wafa said...

والله الومضوع كوميدي...بس خلينا نسأل برضك..طب وإيه المشكلة؟؟
هيا إيه مقاصد صلاة الجماعة؟؟
وإيه الهدف من إننا نصلي مع بعض مش كل واحد لوحده؟؟
وإيه اللي يمنع من استبدال الآدمي بما يقوم بمقامه؟
هوا موضوع عايز أبو حنيفة.. مش احنا صراحة

طب لو فرضنا عملنا سوفت وير محاكي لصوت الإنسان ونخليه يقرأ القرآن..هل مش هتاخد ثواب لما تسمعه؟

أنا مش مؤيد ولا معارض..بس انتو ليه كل الناس مستهجنة ومنكرة طب افرض صح
أنا من معلوماتي البسيطة الفقهية من دراستي في الأزهر مش شايف مانع إلا إن الإئتمام يكون بمن هو مساويك في المرتية أو يفوقك فلا يجوز إمامة الصبي مثلا ولا المجنون..وبالتأكيد الحيوان لو دربناه مثلا..والبرنامج درجته أقل من الحيوان لأنه مش حي.

خلينا نبص للموضوع نظرة بناءة زي ما انت اتكلمت عن البرامج الأفيد
نعمل مراقب صلاة الكتروني..بحيث مثلا يدرك خطأ الإمام ويوصله له بطريقة لا تفسد عليه صلاته
:D:D:D:D:D
-------------
استرسالات مع الفكرة
هل يشترط الطهارة في جهاز الكمبيوتر؟
طب لو واد ظبط الجهاز على سورة البقرة غلط..الناس تخرج من الصلاة ؟
هل يشترط تقدم جهاز الكمبيوتر على المأمومين أم لا
هل تبطل الجماعة بانقطاع الكهرباء؟

Mohammad Aboul-wafa said...
This comment has been removed by the author.