Monday, May 28, 2007

ما بعد الفتوى ، ونخلي القوس مفتوح

على غير عادتي في "الدين والديناميت" فضلت أن أكتب مجموعة من الملاحظات المتناثرة وغير المرتبة عن فتوى وقول مثيرين للجدل ، فضلت فيهما تناول نقاط أرى أنه حان وقت تناولها والتفكير فيها .. فهي أبعد من العبارات والفتاوى نفسها وقد ينذر تجاهلها بتكرار الفتاوى الشاذة والاختراعات والافتكاسات في الدين بشكل يهينه أكثر مما يهينه جهلة أو متعصبون في الدانمارك أو بلاد الواك واك!

1- يقول الصحفي خيري رمضان في برنامج القاهرة اليوم أن أناساً قد أوضحوا له أن مفتي الديار لم "يفتِ رسمياً" بفتوى البول الشهيرة ، وإنما هو سئل في ذلك في مسجد السلطان حسن فأجاب بما هو نص الحديث ، فاعتبر صناع الكتاب المنسوب للدكتور علي جمعة ذلك فتوى وطبعت في الكتاب المذكور ..

لماذا انتظر فضيلة مفتي الديار المصرية كل هذا الوقت ليعلق على الموضوع؟ ولماذا لم يقاضِ الجهة التي نشرت الكتاب على أساس أنها قوَّلته ما لم يقل؟

2- كان لمفتي الديار المصرية فتاوى - في رأيي - أكثر أهمية ، لم يناقشه أحد فيها ولم يسأله على الإطلاق.. هل تصبح الصحافة "حلوة جميلة يا محلاها" عندما تتجاهل تلك الفتاوى وتصبح "وحشة وكخة" عندما تركز على "قول ما" - لا أقول فتوى -منسوب لفضيلة المفتي؟ أنا شخصياً أرى أن الصحافة "كخة" في الحالتين!

3- نحن للأسف غارقون في بركة من المجازات ولم يعد لدينا أي رغبة في معرفة معاني ما يقال حولنا من مصطلحات ، ومن تلك المصطلحات مصطلح "فتوى".. أي قداسة لفتوى في وقت قال فيه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ما معناه "استفت قلبك وإن أفتوك".. وتستفتِ قلبك في ضوء الفطرة السليمة والعلم الصحيح ، فهناك هذه الأيام فتاوى تبريرية وفتاوى "ملعوب فيها" من أجل التسويق المذهبي والمصالح بجميع أنواعها ، ويعتمد مروجوها على سرد نص بدون أدنى فهم له وعلى طريقة "لا تقربوا الصلاة"..

الشيء نفسه ، ومعلش في دي الكلمة ، ينطبق على الفرق بين المحدث ، والفقيه ، والمفتي .. فرق لا أظن أنه يعار ما يستحق من أهمية ..

4- التعصب الأعمى للمشايخ والمفقرين وصل لدرجة لا تطاق قد تفوق درجة التعصب الكروي ، إن قال فلان شيئاً فلا تناقشه فلا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه ، لمشايخ الشرائط هووليجانز لا يرون أن هؤلاء بشر يخطئون ويصيبون ، وحتى للمفتي هووليجانز يدافعون عنه بالحق وبالباطل ويبررون له كل شيء..

أذكر بأنه من الوارد نظرياً ألا يكون في الأمة علماء كبار مجددين وثقات يستفتيهم الناس في أمور دينهم في الوقت الذي يوجد فيه ألف متحدث ومتحدث منتمي لكذا أو لكذا ..

تذكروا مقولة "كل منا يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذا المقام" -والمقصود بصاحب هذا المقام في المقولة هو الرسول عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام..

5- تنقية ما ينسب للسنة من أكاذيب وأباطيل عمل ضخم يجب أن يقوم به عدد من العلماء الثقات بحق وحقيق والمستقلين مذهبياً بلا غرض وبضوابط علمية واضحة بلا عشوائية ولا سبهللة ، لا أن يقوم به صحفي يخوض معارك دينية ومذهبية بالإنابة عن آخرين ، ولا عن متمذهب يستغل الأمور للتسويق لمذهبه بالكذب والباطل ، ولا هو طاعن في مصداقية السنة بأكملها (وهؤلاء موجودون) ، فأي منطق يقول بأن شخصاً لديه موقف مسبق من شيء يكون محايداً إزاء تناوله؟

هناك في الدين قضايا تستحق مشرط الجراح وليس ساطور الجزار ، لها طريقة تناول معينة وتوضيحات معينة ، خاصة وأن السواد الأعظم منا ليس متخصصاً في علوم الفقه ولا في الفتوى وبالتالي فإن أي شيء يثار بأسلوب غير ملائم من قبل صحيفة أو من قبل الشخص نفسه سيحدث بلبلة يعلم الله عز وجل وحده كيف سيتم احتواء آثارها..

6- اللاعبون بالدين من أجل الإثارة ، سواء كانوا من حملة مؤهلات أكاديمية في الأزهر أو من حملة الباكالوريا القديمة ، يستغلون كون مجتمعاتنا لا تقرأ ، وكون كتب السيرة والسنة والتفاسير مجموعة في كتب ضخمة ومجلدات "تخض" تحبط كل من تسول له نفسه قراءتها ، ثم يقول منهم من يقول أن ذلك جاء في الكتاب الفلاني والعلاني ، قبل أن يكتشف أي شخص جريء الحقيقة المرة وأن البيه كان ينصب على الرأي العام من أجل التهييج وعلى طريقة محمد صبحي في مسرحية الجوكر!

7- تفسير الحديث النبوي وإعادة شرحه أضحيا ضرورة أكثر من أي وقت مضى ..وسأحاول توضيح وجهة نظري في ذلك في مقال قريب .. المهم ما أنساش بإذن الله..

8- فتوى إرضاع الكبير وما نسب للمفتي أثبتا الفشل الذريع لأكاديميي الأزهر وأثبت أن تسعاً وتسعين في المائة منهم نمور من ورق ، فالذين كانوا أسوداً أمام الفاتيكان وفي موقعة الدانمارك لم يعدوا كذلك عندما تأتي الإساءة من الداخل ، فلا رد على صحيفة تهيج باسم الدين ، ولا على أكاديمي أزهري أو مدعي فكر إسلامي يجتهد على طريقة "اللمبي" ، ولا حتى على أي شريط يطرح على الأرصفة ، مكتفين بالتلسين (على طريقة العاجز) على القناة الفلانية والشيخ العلاني.. هؤلاء حقاً رموز ثقافة التعادل السلبي والفشل الذريع والعشوائية بكافة أشكالها .. وفي وجود هؤلاء سيحقق المتمذهبون مكاسب خرافية سندفع - كلنا - ثمنها غالياً ، والأيام بيننا..

14 comments:

Unknown said...

لا أن يقوم به صحفي يخوض معارك دينية ومذهبية بالإنابة عن آخرين ، ولا عن متمذهب يستغل الأمور للتسويق لمذهبه بالكذب والباطل ، ولا هو طاعن في مصداقية السنة بأكملها (وهؤلاء موجودون) ، فأي منطق يقول بأن شخصاً لديه موقف مسبق من شيء يكون محايداً إزاء تناوله؟


المشكلة أنه ربما وصل الصحفيون لهذه الدرجة بسبب غفلة أهل العلم، و الله يا قلم أنا مرّة قرأت فتوى أو حكم في منتهى الشناعة و البشاعة .. شئ في غاية القرف و فتوى الرضاع ماتجيش جنبه حاجة، هذا الحكم موجود في أحد مراجع السنة الحاصلة على موافقة الأزهر و التي تباع بلا مراقبة. و قمت بمراسلة موقع اسلام أونلاين استفسر عنه و جاءني رد في منتهى السذاجة لا يروي العطشان. و طرحته على بعض الإخوة في منتدى كنت أزوره و انقسم الناس بين مصدق و مكذب. تعرف إني من ساعة ما فتحت المدونة و أنا محتار أكتب عن هذه المسألة البشعة لأني عارف إن فيه ناس بنت حرام حاتاخد الكلام ده تعمل عليه هوليلة و تقول "اسلامكوا أهو" و مش بعيد يتجرموه انجليزي كمان و يبقى الموضوع محطوط في تصنيف الطرائف الاسلامية، لذا قررت قبول ما أظن أن العقل السليم والفطرة الصحيحة و تجاهلت هذا الحكم العجيب .


زي ماقلت لك في الأول، غفلة أهل العلم و قلة محبي إعمال العقول منهم هي السبب و هي من رمت الكرة في ملعب الصحفيين و كل من هب و دب. و عموماً أتمنى أن يصل كلامك للسيد ابراهيم عيسى و السيد محمد الباز و لأستاذ أحمد صبحي منصور و غيرهم.


شريف نجيب

(abu al-alaa) أبو العلاء said...

أولا و أخيرا هناك مشكلة فى أسلوب الطرح. الناس لا تقرأ فى الغالب النصوص التى تثور حولها هذه الزوابع و بالتالى لا تفهم أصل الموضوع و تتسرع فى الحكم بأن هذا الكلام تخريف لأنه لا يتوافق مع الفطرة أو لأنه "مش كلام ناس عاقلين" أو الكلمة التى على كل لسان الآن "تسئ إلى صورة الإسلام".

و فى مسألة البول هذه كثير من اللغط الذى لا طائل تحته فإن بول الرسول لم يكن مستقذرا كسائر الناس و الدليل على ذلك ما ورد فى الأثر قال الإمام الحافظ القسطلاني في المواهـب : أخرج الحسـن بن سفيـان في مسنده والحاكم والدارقطني والطبراني وأبو نعيم من حديث أبي مالك النخعي عن الأسـود بن قيس عن نبيح العنزي عن أم أيمن قالت : قام رسول اللــه r من الليل إلى فخارة في جانـب البيـت فبال ، فقمـت من الليل وأنا عطشانة فشربت
ما فيها وأنا لا أشعر ، فلما أصبح النبي r قال : يا أم أيمن ! قومي فأهريقي ما في تلك الفخارة ، فقلت : قد والله شربت ما فيها ، قالت : فضحك رسول الله r حتى بدت نواجذه ، ثم قال : أما والله لا يجعنّ بطنك أبداً

فانظر إلى قولها "و أنا لا أشعر" فبربك أى استقذار فيما التبس على أم أيمن فحسبته ماءا؟

و هذه مشكلة كبيرة جدا و هى استسراع الناس إلى الحكم على الأمور و أن كل من هب و دب يكتب و لا تتاح الفرصة لاستعراض الأمور على وجهها الصحيح و تقصى ما ورد فيها من الآثار و أقوال العلماء.

ما أود التركيز عليه هو أن "الفطرة الصحيحة" و "العقل السليم" هما أضل دليلان للحق. لأن ما يجوز فى عقل إنسان لا يجوز فى عقل آخر. و ما يقبله إنسان يعافه آخر. أنا مثلا أستقذر السمك النئ كالرنجة و لا أرضى أن آكله أبدا و هناك ما لا يحصى من الناس ممن يتلذذ به.

ربما يحسن بنا أن نفهم أولا وظيفة العقل قبل أن نقيمه حكما فى غير محله.

(أبو العلاء)

صاحب البوابــة said...

مدونة جميلة

دخلتها صدفة

فإكتشفت فيها

مساحة كبيرة للنقاش

تحياتي ولى عودة قريبة

مهندس مسلم said...

احييك بشده
قرأت الكثير ممن تناولوا الموضوع ولكن هذه اول مرة اقرا تدوينه اشعر من صاحبها الجديه والغيره على الاسلام

واعتقد ان الفرق بينك وبين الاخرين الذين تجاوزوا الحد في الهزل والسخرية من الامر انك تناولت الموضوع بنيه صادقه للبحث عن حل

مشكلة الازهر هي مشكلة التعليم في مصر كافه فالازهر عباره عن مؤسسه تعليميه تغزي المؤسسه الدينيه دون ان يكون للمؤسسه الدينيه تحكم في المؤسسه التعليميه ولاحظ ان الكليات التي يغزي خريجيها المؤسسه الدينيه الازهريه طلابها هم فشلة الثانويه الازهريه من لم يحصلوا على المجموع الكافي للوصول الى الكليات العلميه

مـحـمـد مـفـيـد said...

حبيبي شريف
لقد انتظرت طويلا لهذا البوست

مبدئيأً ان اعتقد ان المفتي شخصيه تحاط بها كثيرا من علامات الاستفهام في كثير من اراءه وتواجهاته وفتاويه التي تجعلك تفقد عقلك
من بول الرسول الي البنت التي ليست بكرا ويحق لها ان تقول في عقد الزواج انها بكر لانه نوع من الستر ووتقبيل ضريح الاولياء من التبرك
واعلم من وح دراستي المحدوده ان الدليل اما ان يكون من الكتاب او السنه
انما اقول بطرح دليل من الشعر القديم فهذا خطأ
ولكن لنتساءل انا وانت واخرون
ما اهميه تداول مثل هذه الفتاوي في ذلك الوقت بالذات
هل انتهينا من حل مشكله الزواج العرفي؟
هل تم حل مشاكل الشباب وازاحه الفكر المتخلف عن الافكار الشائكه المحيطه بنا جميعا حتي نغوص في السنه ونسوق دلائل لا نعلم مدي صحتها
واعتقد ان دور الصحافه النزيهه وليست المأجوره هي طرح الافكار الخطأ التي يصر الذي يدلي بها عليها حتي نوسع دائره المناقشه
وان لم يكن مفتي الديار المصريه يريد المتاجره بعلمه
فلماذا خصص برنامج الحكومه الاول البيت بيتك حلقه خاصه للاشاده والتوليح بعلمه وفكره وكيف نهدمه بأعتباره رمزا من الرموز

بالله عليكم ارحمونا
اسف يا شريف لو كنت قد اتعهصبت في سطوري او خروجي عن المألوف ولكن الموضوع يجعلك تفقد صوابك

تحياتي لك ايها الجميل

أبو عمر - الصارم الحاسم said...

الأخ محمد مفيد عنده بعض الحق فيما قال

فلم تنهي مشاكلنا وعندنا ما هو أهم


يمكن لو كانت فتوى صحيحة كان يبقى فيه عذر لكن فتوى خاطئة وفي هذا التوقيت


بس عموما وفي الأحوال المشابهة بينقسم الناس لعدة اقسام..اما عالم بخطا الفتوى..او غير مصدق لصحتها وحاسس ان فيها حاجة غلط..

والأخطر من قد تشككه الفتوى في دينه..هذا غير من سيسخر من الموضوع برمته


وزي ما قلت عند محمد عبدالغفار يمكن فيه كام آية بيضبطوا شعور المسلم عندما يسمع مثل هذه الفتاوى...وتجعله محايدا الى حد ما حتى يرى الدليل النفي او الاثبات من العلماء الثقات



وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً

و


هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ


والوقاية خير من العلاج..ان يتثقف الانسان في دينه قدر ما يستطيع يحميه من الكثير من البلبلة


ولعنة الله على الظالمين


تحياتي بشدة يا شريف

قلم جاف said...

الصارم الحاسم :

أعجبتني جداً عبارتك :

والوقاية خير من العلاج..ان يتثقف الانسان في دينه قدر ما يستطيع يحميه من الكثير من البلبلة

والوقاية في رأيي على مسارين ، المسار الفردي ، أنا وانت وهو وهي وهمة ، وعلى مسار أئمة المساجد والأكاديميين الدارسين للفقه واللي بيظهروا في وسائل الإعلام اللي عليها دور..

تقدر تقول لي كام مرة اتسمعت الآيات الكريمة اللي ذكرتها في تعليقك في خطب الجمعة اللي تناولت الموضوع إن كان فيه حد تناوله؟

كام مرة اتسمعت في قناة فضائية إسلامية أو غير إسلامية؟

دي نقطة ..

ثانياً .. أضم صوتي لصوتك ولصوت الناس العادية اللي بتسأل نفسها ولو بشكل غير مباشر : هية الناس دي قالت الكلام دة ليه في التوقيت دة؟

قلم جاف said...

صديقي وبلدياتي مفيد :

الموضوع يخرج الجن عن شعوره .. ومستفز فعلاً..

ومع احترامي لمن يدافعون عن المفتي بالحق وأحياناً بالحق والباطل ، فإن من حقك ومن حقي أن أتساءل عن الظهور المتكرر جداً لفضيلة المفتي على شاشات التليفزيون المحلي على القناتين الأولى (مجالس الطيبين -يذاع الجمعة) و الثانية (البيت بيتك - حلقة الثلاثاء) ، فضلاً عن برنامج لا يحضرني اسمه على قناة الرسالة الفضائية.. هذا فضلاً عن الصحف التي تنقل كل تصريحاته ولو كانت تلك التي أدلى بها في مؤتمر أو في درس في مسجد كما في حالة "البول" ..من حقنا التساؤل حتى من الناحية الإعلامية على الأقل..

قيل لنا : من كثر كلامه كثر سقطه (وكل ابن آدم خطاء كما قال الرسول الكريم) ، وكمية كلام فضيلة المفتي - مع احترامنا له ولعلمه - كبيرة فعلاً وحافلة بأخطاء غريبة ، منها ما تناوله العبد لله هنا قبل عام تقريباً (عقدة الوزير ومفتي الديار من السباك والنجار)..

ليس من دور المفتي أن يظهر كثيراً في الفضائيات وأن يتحدث للصحف ، المفتي هو رأس مؤسسة اسمها دار الافتاء لها دور يجب أن تلعبه ، ويجب للأزهر أن يلعب دوره .. كما سأوضح في تعقيبات لاحقة إن شاء الله..

غياب فقه الأولويات في رأيي هو مجرد "كارثة" في حد ذاته

قلم جاف said...

صاحب البوابة : مرحباً بك وأنتظر تعليقك..

مهندس مسلم : سأتناول قريباً جداً بإذن الله مشاكل التعليم الأزهري ، الذي أفرز لنا بعض ما يوصف في لغة الدراما بـ"الكاركترات"!

قلم جاف said...

أبو العلاء الذي أعتب عليه قلة كتاباته :

ضع تحت أسلوب الطرح عشرات الخطوط ..

إما أن يكون الطرح إثارياً من جهة الصحيفة أو وسيلة الإعلام التي يظهر فيها المتحدث ..

وإما أن يكون إثارياً من جهة المتحدث نفسه ..

وفي الحالتين نحن الخاسرون الأوحدون ولا فخر..

نقطة أخرى : الهبة حكم لا يجوز إلا للرسول الكريم وحده ، وهذا معناه أن هناك أحكاماً هي خاصة بالرسول فقط ولا يصح أن تبنى عليها فتاوى عامة مجردة .. هل قام أحد إلا القليل جداً بإيضاح هذه الحقيقة البسيطة لي ولك ولكل الغاضبين من الفتاوى والافتكاسات الغريبة التي سمعناها؟

الإجابة معروفة..

قلم جاف said...

صديقي شريف نجيب شرح نقطة أراها الأخطر..

عندما يتهم البعض من المدافعين عن فضيلة المفتي كل من كتب في هذا الموضوع من المدونين وغير المدونين بالجهل .. أرد قائلاً : ماشي .. احنا جهلة ، فيه ناس متعلمة ترد وتوضح الحقيقة ليا وليكم..

ناس دارسة الفقه والحديث والإسناد والاستنباط والقياس و ...و....

فين الناس دول؟

أتفق معك تماماً في أن هذه غفلة ، وقد يراها البعض من الغاضبين- وله كل الحق -أنامالية ولامبالاة..

فلان أفتى بكذا على قناة كذا .. أرد عليه لييييييييه؟

علان أفتى بكذا على قناة كذا ونشر ذلك في الجريدة الترتانية .. يا عم وأنا مالي؟ فتوى مين والناس نايمين؟

أساتذة الفقه لا يتابعون ، وإن تابعوا لا يردون ، مصمصة شفايف وندب على اللي راح (الفتوى بقت يا عالم للأهبل والغشيم.. ويجب عمل قانون يجرم الفتوى من "غير المتخصصين")..

جمووووووووووووووووود .. جمود قاتل ومميت يقابله نشاط في حضور الموالد والاحتفالات والمؤتمرات واللقاءات التليفزيونية والصحفية ..

البعض يرى - وله أيضاً كل الحق - أن لدى بعض هؤلاء بكل أسف أشياء يخاف منها ، مثلاً هناك من يخاف من الصحافة وتيارات المعارضة القومية والدينية وحتى من المؤسسة الأزهرية ، وعلى أساس ذلك اتخذوا هذا الموقف السلبي..

قبل الندب على حال الفتوى المائل كان يجب على هؤلاء أن يسهموا في استعداله ، كان على الأزهر أن يقوم بمشروع ضخم للرد على فتاوى الفضائيات ، لتبسيط الفقه للناس العادية ..

لكن هؤلاء لا يستحيون على الهجوم على أشخاص أسهموا هم في صناعتهم..

وقبل أن أجد من يتهمني بالهجوم على علماء الأزهر المستنيرين وبأنني أشكك في أن الأزهر بحالته الحالية (100 فل وعشرة) أطلب من هؤلاء المتهِّمين إعطائي سبباً مقنعاً لهذا التخاذل من قبل علماء الأزهر وأكاديمييه..

تعرف إني من ساعة ما فتحت المدونة و أنا محتار أكتب عن هذه المسألة البشعة لأني عارف إن فيه ناس بنت حرام حاتاخد الكلام ده تعمل عليه هوليلة و تقول "اسلامكوا أهو" و مش بعيد يتجرموه انجليزي كمان و يبقى الموضوع محطوط في تصنيف الطرائف الاسلامية،

هذا المخوف المشروع أثارته زميلتنا شهروزة بالمناسبة ، وأخطر منه أن يكون ذلك مقدمة للتشكيك في الإسلام من داخل الإسلام بسبب رأي غريب أو فتوى عديمة القيمة ..

حسبي الله ونعم الوكيل في أهل العلم السلبيين وأهل الصحافة الإثاريين..

أبو عمر - الصارم الحاسم said...

الأئمة الرمسيين - معظمهم - مقسمين السنة على المناسبات الدينية - الحج-المولد النبوي-فضائل رجب-فضائل شعبان - رمضان - العيد ..وفيما بينهم نواقض الوضوء - قواعد الغسل - وهكذا

كل ده كلام جميل ومهم ...لكن فين الفقه..فين الايمانيات ...فين التاريخ الإسلامي ...فين حاجات كتير


حد يتكلم كلام مفيد في خطب الجمعة ...حد يقول كلمتين الناس تتعلم مهم حاجة...نادرا جدا

Unknown said...

الصحفي إل إتعلم إنه لو واحد عض كلب يبقى خبر لكن لو كلب عض واحد مايبقاش حبر و الصحفي إل إتعلم إنه لما واحد من بلده ياخد جايزة نوبل مثلا يكون عنوان الخبر إن رئيس هذه البلد يهنئ فلان بالجايزة و كأن تهنئة الرئيس لهذا الشخص هي الخبر هو نفسة الصحفي الذي يحور كلام شخص ما و يخرج عبارات من سياقها لأن الجمهور عايز كده و في النهاية توصلنا فتاوي بالشكل ده

Unknown said...

بالمناسبة أنا لا ألقي اللوم كلة على الصحفيين ساعات كتيرة برضه في شيوخ بيقولو فتاوي تستاهل الحرق