Monday, April 2, 2007

بَدَّك تِرجَع لَوَرا؟

يقال أن الموضة في الملابس تعود للخلف ثلاثين عاماً كل حين ومين .. ولدينا كشرقيين – إن لم يكن كبشر – هوس بالعودة إلى الماضي بشكل عام حتى ولو كان أسود من قرن الخروب!

الفرق المتصارعة على الزعامة الدينية تحاول "تقرير" هذا الحنين علينا مثلما يقرر التعليم الرابسوي علينا ما يوافق مشيئة "ساخب المخل" ، كل إلى الماضي الذي يناسب هواه طبعاً ، بما أن الكل يتكلم هذه الأيام باسم "الأمة"..

وما التصريح الذي أدلى به "الأخ العقيد" ونقلته وكالة الصحافة الفرنسية إلا مجرد مثال صغير، الرجل يطالب بإقامة "دولة فاطمية ثانية" في الشمال الأفريقي! الرجل فعلاً يساير الموضة ، والفرق بينه وبين مصممي الأزياء أن الأخيرين مهووسون بإعادة موضة ثلاثين عاماً مضت ، أما الرجل فهو أكثر انفتاحاً ويبحث عن إعادة أفكار عمرها أكثر من ألف عام!

الشيعة في مصر يرون في الدولة الفاطمية صورة من صور العز الغابر ، السبب المنطقي الوحيد أنها التجربة الأهم لوصول الشيعة إلى السلطة ، والسلطة تمثل للشيعة حلماً وهاجساً حققوه في إيران فيما أسموه – من جانب واحد – بـ"الثورة الإسلامية" والتي على أساسها أعلنوا "الجمهورية الإسلامية" في 1979!

أما الصوفيون فهم مغرمون بشكل غريب بالعصر المملوكي ، لكن إذا عرف السبب بطل العجب ، فهذا العصر هو الذي شهد مولد وازدهار الطرقية وتغلعلها في عقول البسطاء وتحولها إلى بيزنس دين مخلوط بالخرافة!

ولا يوجد لدى السلفيين إلا التاريخ .. والتاريخ فقط..والتاريخ لديهم "مشكل" ، قصص أموية وعباسية وعثمانية كمان .. وإلا كيف تملأ الشرائط وكيف يدور المتحدث حول نفسه حتى ينسى المستمعون ماذا كان يقول؟

كل المذكورين أعلاه يعيشون في الماضي لأن قدرتهم على مواجهة الحاضر وفهم تحدياته شبه منعدمة ، وليس لديهم إلا الشعارات الرنانة والأمة ويا حلاوة الأمة ويا جمال الأمة وعز الأمة وكرامة الأمة.. فضلاً عن القصص التي تستهوينا ، ولأن الجمهور عايز كدة فمن الطبيعي أن يملأوا كل كتبهم ومطبوعاتهم وخطبهم وبرامجهم التليفزيونية بتلك الحواديت سواء ما كان منها حقيقياً أو ما تم "ضربه في الخلاط"!

إحقاقاً للحق ، "الاتجاه الورائي" في بلادنا ليس قاصراً فقط على الصراع على زعامة الدين ، بل نجده في الصراع حتى على الزعامة السياسية، ونسمع "للخلف در" في الفن والرياضة والسياسة ، هناك اتجاهات سياسية تتبع سياسة "كرباج ورا يا أسطى" ، ولا ترى بعينها إلا الأمس ، وتتجاهل الحاضر الواضح وضوح الشمس..

ونحن – فلة شمعة منورة – عاطفيون طحن ، نعشق الشعارات الرنانة والقصص ، نريد من يجعلنا نعيش ونتذكر باستمرار وننقد اليوم بمعايير الأمس ، ونتصعب على الحال "المنيل" للأمة العربية والعالم الإسلامي، ونبحث عن المنقذ الهمام السوبرمان في عصر لا يعترف بالفارس الذي يرتدي بدلة سموكنج أبيض في أبيض على حصان أبيض ويرتدي ساعة بيضاء ونظارة بيضاء .. لكنهم يصرون على القفز على الواقع وتسويق أنفسهم بصفتهم فرساناً بلا جياد أتوا لإنقاذنا من الوكسة والخيبة المربعة!

جميلة هي قصص الأمس وحصص التاريخ عندما تحكى بهذه الطريقة، مخدر قوي ، "يعمل دماغ" ، ينسيك الإحباط والألم (تماماً في الأفلام المبتذلة عندما يبرر فلان "قربعته" للخمر بأنه يريد فقط أن ينسى) .. لكن لا يوجد مخدر في العالم يدوم مفعوله للأبد.. ولن يكون أمامك سوى حل من اثنين .. إما أن تعيش الآن وتواجهه وتتخلص من تأثير المخدر ، أو أن تطلب "شمة" تاريخ أو "سيجارة" ملغومة بالماضي وليس بالبانجو!

عموماً ، بدك ترجع لورا؟ أي أمس الذي تريد؟ الأمس القريب أم الأمس البعيد؟ فشل الفاطمين أم جبروت المماليك أم ظلمة العثمانيين أم نووي أحمدي نجاد؟

أتمنى ألا "تُلوَح" رقابنا للخلف ، فلا نستطيع استعدالها للأمام!

حاشية : إحدى الطرق الصوفية في مصر نشرت منذ العام كتيباً بعنوان "الطريق إلى باماكو" على ما أذكر تمجد فيه إسهامات شيخ الإسلام معمر القذافي ، أمين القومية العربية ، وتناست إنجازاته العظمى في بيع قضية برنامجه النووي ، ورعاياه من ضحايا ممرضات الإيدز البلغاريين.. وربنا يخليلنا الكتاب الأخضر ، ومين عارف حيبقى لونه إيه بعد كدة!
* إفيه العنوان مقتبس من حملة دعائية شنها تليفزيون المستقبل ضد الوجود السوري في لبنان..

29 comments:

مهندس مسلم said...

نكته قديمه بتقول ان واحد فضل يرجع بالذاكره لورا يرجع لورا لحد ما خبط في بق امه

اجنا شعب ما نعرفش غير الكلام على رأي شاديه كلام وبس

كنا بنتريق على الخليجين ونقول عليهم ت...س معاها فلوس

شوف دلوقت الامارات فين واحنا فين

السعودية بتصدرلنا قمح تسدق الصحرا بتصدر لهبة النيل قمح

ياعم سبنا نحكي اهي حاجه فالحين فيها

ولما تلاقي حد نفسه يرجع لعصر الفراعنه ابقى قولي اروح معاه يمكن الاقي حد اتعلم منه حاجه مفيده في الهندسة

قبل الطوفان said...

مساخر القذافي لا تنتهي.. لكن اللوم على من يرون فيه -لسبب أو لآخر- زعيماً قادراً على قيادة إفريقيا أو حتى الشمال الإفريقي وهو الذي احتكر السلطة في بلاده نحو أربعين عاماً وأهدر مليارات الدولارات في قضايا وموضوعات ما أنزل الله بها من سلطان.. وتفرغ لإثارة الجدل أكثر مما عمل على منح أبناء شعبه حقوقه وحرياته ووفر لهم الخدمات اللازمة

معمر القذافي موضة..فات أوانها

عباس العبد said...

هو حضرتك مقرتش المصرى اليوم انهاردة
محمود امين العالم
يفجر قنبلة مثيرة
تنظيم شيوعى يعمل فى السر
و هو السبب فى اضرابات العمال الحالية
و هو على خلاف الاحزاب الشيوعية القديمة
فقد تدارك الرفاق اخطاء الماضى
و فهموا الماركسية صح
شفت دماغ اكتر من كده
و جى تكلمنى على الرجوع للوراء
يا سيدى دى بقت
فقادن للعقل و للقيمة
مفيش مستقبل
تفتكر حيدوروا فين
اكيد فى امجاد غابرة

Amyra said...

قلم جاف

اختصرت التدوينة في جملة

الجمهور عايز كدة

تحياتي

Anonymous said...

عزيزى قلم جاف
انت من اكثر المدونات اللى بهتم بمتابعتها
لما يتميز به أسلوبك من الجفاف -و تلك ميزة فى نظرى- و الخبث و شد أعين القراء إلى ما بين السطور دون أن تقول شيئا
حقيقى أنا نفسى أتعرف بإسمك
ديه حاجة تشرفنى جدا

tota said...

عزيزى قلم جاف
اعترف ولو انى قد القى نقد على هذه الكلمات ان الحداثة يجب ان تمتد بعض الشىء الى الكثير من الامور الفقهية وليس الرجوع الى موضة العصور القديمة
فكثير من الامور الان لا يصلح ان ينطبق عليها الفقه القديم الذى كان يتناسب مع وقته
لا اريد بالطبع التوغل فى الكثير من الامثلة التى تشير الى اختلاف العصور وبالتبعية اختلاف الفكر المصاحب لها لانها كثيرة جدا
فكما اعتمدنا على القياس لظهور اشياء لم تكن من قبل موجوده فيجب ان نعيد النظر فى كثير من الامور لا ان نعود لنتمسك بما كان من مئات السنين
ما اعنيه بالطبع ليس تغيير الفقه حسب المزاج وليس كل شىء لكن كما اوضحت ما يحتاج الى اعادة لكن الخوف هو من يملك المقدرة على التحديث بدون السقوط فى هوة المصالح الشخصية
هنا يكمن الخطر من التحديث وعلى يد من يكون ولمصلحة من ولا يمكن ان يتم بصفة فردية لا يتفق عليها فيكون كل على هواه
لا اعرف كيف يمكن لكن اعرف انه لابد منه
تحياتى

abderrahman said...

تعرف بحث التخرج بتاعي في الجامعة كان عن العلاقات المصرية الليبية، وكان فيه شوية قذافي، الصراحة السنوات من الثمانينات حتى الآن اللي هي خارج موضوع البحث اللي عملته القذافي أبدع فيها كتير، وأعترف انه منذ دولة اسراطين وهو يتحفني .

بس تعرف هو عنده أفكار حلوة بس مش بيعرف يعبر عنها، أو بيقولبها في أشكال طريفة.. هو محتاج يدرس جغرافيا سياسية وعلوم استراتيجية وسياسة دولية حيبقى زي الفل .
:)

قلم جاف said...

أبدأ بالرد وعذراً للتأخير:

عبده باشا :

وهوة كمان محتاج يدرس حاجات كتيرة جداً غير اللي قلت عليها وهو يبقى زي الفل!

تعرف إن فيه قناة على النايل سات اسمها "البديل" هدفها الترويج لنظريات "الكتاب الأخضر"؟

قلم جاف said...

العزيزة توتا :

صحيح أن ما ذكرتِه يبعد قليلاً عن موضوع التدوينة ، لكنه مهم جداً..

هناك قواعد عريضة وإعلانات مبادئ ، وهناك أمور دنيوية تتغير وتتطلب اجتهاداً واعياً على أساس (وليس ما نراه من تقاليع هذه الأيام) وفي ضوء إعلانات المبادئ المنصوص عليها في القرآن الكريم والسنة .. هذا ما هنالك..

الشيء الأهم في ما ذكرتِه هو تلك الفقرة:

ما اعنيه بالطبع ليس تغيير الفقه حسب المزاج وليس كل شىء لكن كما اوضحت ما يحتاج الى اعادة لكن الخوف هو من يملك المقدرة على التحديث بدون السقوط فى هوة المصالح الشخصية
هنا يكمن الخطر من التحديث وعلى يد من يكون ولمصلحة من ولا يمكن ان يتم بصفة فردية لا يتفق عليها فيكون كل على هواه
لا اعرف كيف يمكن لكن اعرف انه لابد منه


الاجتهاد ليس ترفاً ، ولكن تحركه ضرورة تقدر بقدرها ، والمشكلة هنا في نوعية الضرورة وماركتها..

فعندما يكون في مجتمعنا مجموعات مصالح دينية وسياسية واقتصادية قوية ، فإن أنصار وإعلاميي تلك المجموعات سيضعون علامة يساوي بين صالحها وبين الصالح العام.. كما حدث في قصة فكرة تحويل مآذن المساجد لأبراج لتقوية إرسال المحمول رغم ما يؤكده أنصار حماية البيئة من مخاطر.. ولا يقتصر ذلك على فتاوى التحريم فقط بل حتى في فتاوى الحل والإجازة..

الاجتهاد الصح اللي على حق يحتاج لاستقلالية ولتجرد فكري وربما مذهبي أيضاً.. طول ما انت حر حتفكر في الصالح العام قبل صالحك وصالح شلتك.. والعكس بالعكس..والله أعلم..

قلم جاف said...

العزيز صاحب العاشوريات :

شريف معاك .. الشهير بقلم جاف :) شاكر على مديحك لي وأتمنى أن أكون أهلاً له..

العزيزة ندى :

بالفعل.. الجمهور عايز كدة ..

والمروجون لصيحات الموضة القديمة يريدون خدمات الجمهور ، تعاطفه ، وربما اللي في جيبه.. ويساعدهم على ذلك أنه لا شيء يتحرك للأمام ، خلينا عايشين ورا في الأحلام والذكريات القومية والتاريخية واحنا نبقى ميت فل وعشرتاشر!

قلم جاف said...

عِبس :

خلافاً لما ينظر له بعض عشاق نظرية المؤامرة أنا أتفق مع ما نشرته الصحيفة على لسان العالم..

من الصعب أن يتحرك العمال وغير العمال من دون أن يحركهم أحد ذو مصلحة سواء من أعلى الهرم الوظيفي والحزب الوطني أو من قوى المعارضة التي ترى مصلحة في استخدام العمال ككارت سياسي..

لو كانت الحركة العمالية مستقلة لرأينا أشياءً أخرى..

وإن كنت لا زلت أرى أن كثيراً من الساسة المصريين ، ومن بينهم "الرفاق الحائرين" لا يزالون يعيشون في الماضي وفي "حدتو" و "حمؤة" وما إلى ذلك!

قلم جاف said...

الأستاذ ياسر :

أؤيدك في أن القذافي موضة وفات أوانها وأضيف أنه صار من أكثر القادة العرب إثارة للتسلية والمرح!.. كفاية كتابه الأخضر و"سلطة الشعب"!

قلم جاف said...

مهندس مسلم :

من يعيش على رصيد الماضي ويسحب منه اليوم فلن يجده غداً!

هذه مشكلتنا..

Incomplete said...

العزيز قلم جاف
موضوعك مهم جداً
قضية العقل أم النقل
في ناس عايزة كوبي لزمان غير زمننا وبيست على زمننا بدون مراعاة لأية فروق أو ظروف أو معايشة أو متطلبات أو أي حاجة تانية.. وده طبعاً ضد أي عقل أو منطق
جربت اتبع نهجهم لفترة.. بس ماقدرتش.. ماستحملتش..لاقتني بحجم ويمكن بلغي عقلي..وده دمرني نفسياً
ربنا عرفوه بالعقل
والإسلام دين العقل والمنطق..يوم مايلغي عقلي يبقى أكيد في حاجة غلط..مش في الإسلام طبعاً..ولكن في اللي بيطبقه..طبعاً مافيش عقل في العبادات والتكاليف.. لكن اللي اقصده المنظور الإسلامي للأمور الحياتية اليومية
عامة انا في فترة نقاهة دلوقتي.. والدرس اللي اتعملته اني مش هلغي عقلي تاني أبداً
وإن النقل مش هو الصح
:)

HANY said...

بسم الله

بصرف النظر عن اختلافى او اتفاقى , لقد استمتعت بهذا البوست كثيرا , واردت ان اكرك على وجه نظرك

على فكره انا بحبك فى الله

Unknown said...

عزيزيIncomplete

استمتعت كثيرا بردك ولكن بما أني أزهري فجملة (ربنا عرفوه بالعقل
)
جملة فيها إساءة كبيرة للذات الالهية فإن الله لم يثبت هذه الصفة لنفسه ولم تكن في الصفات الواجبة لنفسه وهي من صفات الحوادث فالرجاء أعمل عدم إستعمالها حتي لا تصف الله بما لا يجب أن يوصف به
أما قلم جاف أنا متابع المدونة من أكتر من 4 شهور وهي ممتازة وأنت بتعبر دايما علي كل اللي نفسي اقوله وربنا
يوفقك

أنت تابعت رد فعل دار الافتاء السعودية علي الدولة الفاطمية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

حائر في دنيا الله said...

اولا السعوديون لم يمهولهم فرصة للتراجع ولو حلما للخلف بتكفير الفاطميين اساسا

ثانيا بدنا نرجع لورا ليست فكرة سيئة إذا ما بنينا على الماضي لنرتفع به نحو المستقبل أما بهذه الطريقة وهذا المنهج فبصراحة
يبقى بدي اروح الحمام كلما سمعت هذا القذافي

مع تحياتي

قلم جاف said...

عزيزي حائر :

من المؤسف أن يكون الرد على الخزعبلة القذافية بالتكفير .. كنت أطمح أن يرد عليها بالتفكير..

كنت أتصور أن الذين يستأسدون على القرآن والسنة ويسمعونا قصيدة "العقل العقل العقل" لديهم الحد الأدنى من الجرأة للانتصار للعقل بحق وحقيق ، والوقوف في وجه هذه الخزعبلات ، ومواجهة أصحابها بمعيشتهم في الغيبوبة العقلية..

هذا أولاً..

ثانياً : أتفق معك جزئياً ،المبدأ مقبول ، ولكن ..

ولكن الناس دي عايزة ترجع نماذج بعينها على طريقة الكوبي والبيست ، لغة قديمة ، مفردات قديمة ، خطاب زعيقي، وسبات عميق يفوق سبات أهل الكهف طولاً..

الناس دي حتفشل فشل ساحق عند أول اختبار حقيقي ، عند أول مواجهة حقيقية مع المجتمع الدولي بل عند أول مواجهة حقيقية مع الداخل في أي بلد وبالذات في مصر..

ناس عايزة استعادة الماضي الأبيض واسود وبس!

قلم جاف said...

عمور :

شاكر لك توضيحك في تعليقك على عبارة "ربنا عرفوه بالعقل".. لكن الله عز وجل خاطب العقل كثيراً في القرآن الكريم بتعبيرات منها على سبيل المثال "أولي الألباب".. وأمرنا الله عز وجل بالتفكر والتدبر والتأمل..

وشاكر لك ثناءك الذي أرجو أن أكون أهلاً له..

قلم جاف said...

هاني : وأنا أيضاً أحبك لله في لله ..

incomplete:

أتفق معك جملة وتفصيلاً..

Maadz said...

طيب دلوقتى حضرتك لفيت بينا على أبرز الطوائف الإسلاميه اللى بدها ترجع لورا..

طيب رأيك إيه فى جماعة زى الإخوان مثلا.. ولا حضرتك بتعتبرها جماعة سياسية ومش اسلاميه عشان كده مش جبت سيرتها فى الموضوع؟

الأستاذ أنيس منصور قال: "من ندم أخطاء الأمس وأسف اليوم تولد فرص الغد!"

على فكرة أنا من متابعيك من فترة كبير ويا ريت تقبلنى صديق جديد
www.mads.jeeran.com

sara said...

بصراحه الموضوع كله مستفز ... من كلام القذافي ..لرد مفتي السعوديه عليه اللي قال فيه ان الدوله الفاطميه دوله كافرة وحكمها ملاحدة

شيعه بيكرهوا سلفيه)..وسلفيه بيكرهوا صوفيه..وكله بقي بيكره كله وبيعلنها صراحة علي الملأ..كأنهم مش من دين واحد

فعلا معاك حق في كلامك..كلهم ماعندهمش قدرة علي مواجهة ومعايشة الواقع ... بس المشكله بقي ان ناس كتير تايهة في النص...وذنب الناس دي في رقبتهم كلهم

قلم جاف said...

mads:

مرحباً بك في مدونتي المتواضعة..هذا أولاً.. نيجي لثانياً:

أنا بأصنف الإخوان كجماعة من جماعات الإسلام السياسي..

الإخوان ليسوا مذهباً ، وليس لهم "فقه مستقل" يميزهم عن غيرهم ، مجرد جماعة كأي كيان تنظيمي درسناه له قواعد للدخول والخروج وهناك متعاطفون مع تصوراته..

أي جماعة سياسية تسعى بالتأكيد إلى الحكم..

أما المذهب فهو أعمق من ذلك ، بينما من الممكن أن تجد إخوانياً أو اثنين في عائلة واحدة فإن المذهب أوسع ، هناك عائلات كاملة على المذهب ويولدون به كما يولدون بالدين كله..

المذهب بالطريقة التي نراها يفترض تصوراً للدين ، ويفترض أنه هو الدين ، وهناك سعي محموم للزعامة الدينية أو البابوية على الطريقة الإسلامية..

ومع ذلك ، فقد قلت ، وسأكررها في تدوينات منفصلة بإذن العلي القدير، كيف تأثرت جماعات الإسلام السياسي كلها ، سواء الإخوان أو حزب الله أو ..أو... بالأحزاب الإسلامية-وهو المسمى الذي أطلقه للدقة على المذاهب ، وهي مختلفة عن الأحزاب السياسية ذات المرجعية الدينية - تنظيماً وقراراً وفكراً وحتى في العلاقات مع الأنظمة والمعارضة والجهات الأمنية ..

قلم جاف said...

none:

مرحباً بك ، هذه على ما أعتقد زيارتك الأولى أو الثانية هنا..

أهم جملة قلتها في ردك هي الأخيرة : فيه ناس كتيرة تايهة في النص..

بالفعل ، فيه ناس كتيرة تايهة ، احنا وغيرنا ، عامة السنة والشيعة والسلفيين والصوفيين وغير ذلك..

الناس العادية بتمشي حسب رأي كبار المذهب اللي بيمشوا حسب أفكار، حساسية مراجعتها أكبر من حساسية مراجعة الفكر السياسي نفسه، لأنه استقر في دماغها جميعاً إن الأفكار دي هية الدين ، إنه من الممكن لقائد المذهب وزعيمه أن يكون ظل الله على الأرض ، وبالتالي علينا أن نصوت في الانتخابات بكذا طالما هو أمر بذلك ..

الناس العادية هي اللي بتدخل حروب لأن فلان أفتى بكذا أو لأن المرجع عاد بكذا..

الناس العادية مغلوبة على أمرها ، وربما أنا شايف عن نفسي كشخص عادي جداً جداً إنها لازم -وأنا واحد منها - تفكر وتشوف وتدور ع الصح ، جايز تكون هي صح ، وجايز يكون ناس تانية صح ، وسيحكم بيننا الله سبحانه وتعالى يوم القيامة فيما نحن فيه مختلفون..

ما قلته في ردك هو مفترق الطرق الذي تحدثت عنه في أول تدوينة هنا قبل عام إلا بضع ساعات..

السهروردى said...

تدوينة جميلة جدا طبعا وعاجبنى رأيك فى الموضوع كله
بس عندى سؤال
إيه هو تعريف السلفى فى رأيك ؟
بعيدا عن التعريف اللى بيشير إلى كل ما هو سلفى على إنه وهابى أو متطرف بشكل عام
أنا بأتكلم عن السلفية فى مفهومها الواسع والشامل
مش شايف إن الصوفيين - فى تدوينتك- ممكن نعتبرهم سلفيين برؤيتهم للتاريخ ومعجزات الشيوخ الأموات اللى تتحقق فى كل زمان ومكان

أنا ممكن أشوف نفسى فكرى سلفى لكن مش شايف نفسى موجود فى أى جزء فى هذة التدوينة ولا فى تفسيرات أخرى للسلفيين سواء هما وصفوا بها أو هم أنفسهم وصفوا أنهم بها

أنا لا أحتج وأشجب واندد... فقط انا أشير أن هذا التعريف والوصف لم يعد مناسبا فى حالات عدة والمثال على ذلك العلماء والباحثين الإسلاميين الذين بدأوا إعادة نظرهم في من يوصف بالعلمانى أو اليسارى إلى آخر هذة التعريفات والتصنيفات

ليه بينسب للسلفى التطرف والجهل بمتطلبات الواقع الحالى يعنى السلفى عمره ما حيكون إلا بهذا الشكل أو النموذج ولا يحصل من التعريفات إلا وصف المتطرف الجاهل ؟
يعنى أنا مثلا مش ممكن أعتبرك -بدون تصنيفات- سلفى؟

قلم جاف said...

سؤال وجيه ، حأحاول أجاوبك عليه متمنياً ألا تخونني الدقة..

مصطلح "سلفي" له كذا معنى ، منها معنى بيطلق على "الورائيين"، الذين لا يرون أبعد من الفترة التي ازدهر فيها فكرهم ، معنى أوسع من معناه التاني كاتجاه ديني.. فتحت بند المعنى الأول اللغوي الحرفي فيه سلفية سياسية وسلفية فنية وسلفية فكرية..الخ..

المعنى التاني هو الاتجاه الديني السلفي المتشدد الذي يتمسك حرفياً بالتصور الفقهي الذي كان سائداً إبان حياة "السلف" الصالح ومن كلمة "السلف" استمد اسمه لغوياً.. ولا يقيم هؤلاء وزناً كبيراً على سبيل المثال للعديد من المفردات العصرية التي استجدت ، فمنهم على سبيل المثال من يحرم التليفزيون تحريماً قطعياً باعتباره صوراً ، وقد يصل بعضهم لتحريم كلاكس السيارة!

أرجع لملاحظتك الهامة..

في الواقع كلنا-كعامة الناس في مصر والذين أنت وأنا منهم- سلفيون لأننا نحترم ونجل السلف الصالح والقيم التي نشأوا عليها وطبقوها..

وكلنا شيعة لأننا نحب آل البيت..

ونتفق مع التصوف في أمور..

لكن.. وما بعد لكن ليس كما قبلها:

من الصعب أن أقبل كشخص وقف الفقه والمعاملات على ما كان سائداً في فترة زمنية سابقة..

ومن الصعب أن أقبل كشخص الفكر الشيعي وبالذات نظرته للدولة وللزعامة الدينية والإمامة..

ومن الصعب علي كشخص أن أقبل أن يتحول الدين إلى ظواهر و خوارق للطبيعة ..

ومن الصعب علي كشخص أن أوقف كل تصوري للحياة في يد شخص كل مشكلته أنه قائد أو من كبار رجال الدين أو المفتين في المذهب..

كل واحد من دول خد جانب معين في الدين ، وعمل عليه ما اعتبره الدين ..الدين أوسع من أن يتم زخنقته في تصور سلفي أو صوفي أو شيعي أو غير ذلك..

الصوفيون وغيرهم سلفيون بالمعنى الحرفي الأول ، لكنهم ومعهم الشيعة الأعداء التقليديين للسلفيين بالمعنى الثاني!

بالمناسبة : من المفاجآت الغريبة اللي شفتها إني اكتشفت بعد لفة في أدبيات "السلفيين" على النت إن السلفية غير الوهابية غير القطبية غير التكفيرية غير اللي مش عارف إيه.. بل إن في موقع كـ" منتديات مصر السلفية" على سبيل المثال نجد هجوماً عنيفاً على شيوخ كمحمد حسان ومحمد حسين يعقوب معتبرين إياهم "قصاصين" وربما سلفيين تايواني!

خالص تقديري..وعذراً للإطالة..وأتمنى أن أكون قد أوضحت..

السهروردى said...

وعشان كده انا بأقول أن يتم تعريف ما هو السلفى
لأن ده حيجاوب على أسئلة مهمة منها مثلا
هل مشروع د.حسن حنفى لتفسير التراث الإسلامى (السلفى) بالشكل اللى قدمه مشروع قيم فى مجمله ؟ أنا مش عاوز إجابه على السؤال لا بالنفى ولا بالإيجاب طبعا لكن أنا بأشير ان التعريفات للمصطلحات بطريقة منهجية حيدينا رؤية أفضل لأصحاب أى مذهب وأى فكر يقال عليه إسلامى

أنا شايف أن لا أى جماعة صاحبة مذهب أو فكر أو حتى عقيدة مختلفة داخل نفسها سواء
ومفيش تعامل مع أى أصحاب اتجاه مهما كان رأيهم بطريقة "لوكشة واحدة" لابد من تحليل أى يصلح ولا يصلح للإتفاق عليه
بمعنى أن كل مذهب مهما كان فى إختلال فى فكره حسب رأيك لابد أن فى جزء أنت شايفه معتدل وصحيح واجزاء تانية أنت بترفضها بكل سهولة لابد من تجنبها فى الوقت الحالى حتى يتم تأسيس أرضية مشتركة يقف الجميع عليها
بأقول بإننى بأبحث عن أقرب أرضية مشتركة بينى وبين الوهابيين أو الشيعة أو المتصوفة لتفاهم عليها

وزى ما إحنا قدرنا نفهم أن العلمانيون ليسوا سواء نفهم أكتر أن نقاط الإتفاق بينا وبين إخوانا فى الدين أصحاب المذاهب المختلفة كتير وتستحق الوقوف عليها أولا

الكلمة اللى ممكن توضح مقالى السابق الطويل أن كلنا سلفيون بجرعات مختلفة أو بنسب مختلفة وبأشكال مختلفة من السلفية

وأخيرا لازم نتفق كلنا وأنا أقصد كلنا على العناوين العريضة والأسماء الكبيرة قبل ما نبتدى نختلف على التفاصيل وما بين السطور وإلا كلنا حنرجع لورا

قلم جاف said...

أتفق معك في القول بأننا كلنا سلفيون بشكل أو بآخر ، وإن كانت العبارة تذكرني بعبارة شهيرة تنسب لسيجموند فرويد : كلنا هستيريون بطريقة أو بأخرى!

طبعاً لا أقصد المساواة بين السلفية والهستيريا..

وأضيف على ما قلت أننا كلنا متصوفون وشيعة بشكل أو بآخر..

في سلوكنا وطريقة تفكيرنا واعتقادنا نقاط تقارب ومكونات فكرية مع أولئك وهؤلاء ، لكن من دون أن يسيطر مكون واحد من مكوناتهم علينا..

بالتأكيد يصعب التعامل مع السلفية المتشددة كلها على أنها متشددة ، أو مع التصوف أو التشيع كلوكشة واحدة ، لكني ما زلت أجد صعوبة كبيرة في هضم الخطوط العريضة أو الأسس الفكرية التي قامت عليها تلك المذاهب والتي تميز بها نفسها عن غيرها ، فمهما كانت جوانب اتفاقنا كـ"ناس عاديين" مع جوانب في كل المذاهب الإسلامية المختلفة ، فإن الأمر لا يصل لدرجة صبغ كل حياتي بمذهب كامل لمجرد أن شيئاً أو اثنين أعجبوني فيه!

ibn_abdel_aziz said...

استمعت بقراءة البوست والتعليقات
كالعادة تخلي الواحد يقرا وميعرفش يرد او يعلق عشان مش محتاجة تعليق

:)
اسجل حضور
ولا انصراف

ان شاء الله