Saturday, December 9, 2006

هل يلزم التفرغ للفقيه؟

من أهم ما كتب عن تشفير مباريات كأس العالم ما كتبه زميلنا المختفي "القانوني" .. أترك لكم رابط مقاله للقراءة..

أثار زميلنا حازم الشهير بالقانوني نقطة هامة جداً أعتقد أنها تحتاج إلى نقاش..

هل يشترط أن يتفرغ الفقيه تماماً للعلم الديني ولتدريسه؟ أم من الممكن أن يكون الفقيه ذا مهنة دنيوية أيضاً؟

ضرب حازم مثلاً بالإمام أبي حنيفة النعمان أحد أشهر المجتهدين الحقيقيين في التاريخ الإسلامي ، والذي كان تاجراً ، وأتاحت له التجارة القرب من شئون الدنيا والاجتهاد فيها.. كلام سليم..

ولكن..

ولكن لدينا مدرستان غريبتا الشكل في تلك المسألة ، مدرسة ترى أن الفقيه أو العالم الأزهري يجب أن ينعزل تماماً عن العالم المحيط ويفرط في التخصص ، أو بتعبير حازم "الشيوخ المترهبنون" - النموذجان السلفي والصوفي ، أما المدرسة الأخرى فهي المدرسة الشيعية التي تؤمن بما يسمى "ولاية الفقيه"..

في النموذج الأول يعيش الفقيه في كوكب آخر حدوده فقط الكتب القديمة ولغته العنعنة فحسب ، وبالتالي فإن أحكامه وفتاويه تصدر عنيفة وقاسية، وإن حاول التوغل في المسائل الدنيوية فإن النتيجة تكون كارثية، أما في الآخر فيتحول الفقيه إلى سياسي يفتي في مسائل سياسية صرفة لا علاقة لها بالفقه من قريب أو من بعيد.. تذكروا أيضاً أن السياسة لا أخلاقية بطبيعتها وفيها التحالفات والألاعيب.. كما أن مسألة الحكم ببساطة شديدة أعلى كثيراً من اختصاص أي فقيه ، وإلا لكنا سمعنا عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وقد تولى الخلافة (وهناك فقهاء كثر رفضوا مناصب سياسية وإدارية من بينهم حسب معلوماتي أبو حنيفة نفسه)..

حاول الأزهر إمساك العصا من المنتصف ، عندما أدخل العلوم الدنيوية داخل الدراسة الدينية ، وكانت النتيجة المنطقية نظراً لسوء التنفيذ هي وجود جيل من أكاديميي الأزهر وخريجيه رقصوا على السلم ، لا هم فقهاء مجتهدون ولا هم دنيويون نابغون.. وعادت الكرة إلى ملعب الأكاديميين الأزهريين المتخصصين أساتذة الفقه ، ومعهم بعض أساتذة التخصصات الأخرى الذين يحبون لعب دور الفقيه!

أنا مع حازم تماماً في صحة نظريته عن الفقيه الدنيوي ، الطبيب الفقيه أو المهندس الفقيه أو المصرفي الفقيه ..الخ..وأعرف أن وجوده سيضبط إيقاع الاجتهاد وسيقف في وجه البعض الذين يريدون العيش في دور المجتهد والمفكر ، أو في وجه أصحاب الاختصاصات الأخرى الذين قرروا لعب دور الفقيه دون دراسة أو فهم أو حتى إطلاع، لكن ثقة الناس بالفقيه الدنيوي في الوقت الحالي تبقى ضعيفة (فلان دكتور ..إش دخله في الفقه- حتى ولو كان أزهرياً قُحَّاً) ، بل إن فتاواه واجتهاداته ستكون عرضة للاتهام من حين لآخر (أي أن الرجل سيتهم بالتحيز لمصالحه الدنيوية إذا لم تأتِ فتواه "ع الكيف")..

لقد عشنا لقرون مع الفقيه المتفرغ ، وسنحتاج لبعض الوقت لكي نعود أنفسنا على الواقع الجديد..وقبلها لمزيد من الاستقلال الفكري والجرأة لدى القائمين على التعليم الديني ليخرجوا أشخاص على علمين ديني ودنيوي بحق وحقيق..

هذه هي وجهة نظري في المسألة ..والله أعلم .. فما هي وجهة نظركم أفادكم الله؟

14 comments:

Hazem said...

لست مختفيا
لكن مشغول فوق العادة
قرأت تعليقك و مدونتك هنا
أعتذر عن الرد المتأخر و غير التام لأني أستسمحك في أن يكون ردي آجلا و شكرا للمتابعة

HANY said...

أخى الكريم:
من القديم ولا يوجد شىء اسمه فقية متفرغ الا فى ايامنا هذه , وقد ذكرت انت التصوف , وأقول لك اخى فى التصوف اسماء مشهور مثل الخواص , والخواص هنا ليس اسمه ولكن هذه مهنته , وقد اطلق عليه اسم مهنته فصار اسما له , وفى السلف الكريم كان لكل عالم أو فقيه عملا ما , والأدلة كثيرة , وانا عندما أعلم ان أى ممن يتكلمون الان باسم الدين لا يعمل , لا اعير له اهتماما , فهو عالم ناقص , علمه غير كامل , لا يطبق الهدى النبوى ,

والحوار مفتوح
وتقبل تحياتى

tota said...

العزيز قلم جاف

ومـا كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كـل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون

سورة التوبة: الآية 122
النقطة التى اردت الاشارة اليها هل وجب على الفقيه ان يكون الاعلم ام لا
وهناك جمع من العلماء يرون وجوب تقليد الأعلم،
الأعلم بالطبع هو أفضل ولكن ليس لازماً،

والنص الصريح لا يشير الى وجوب كونه الاعلم ولا اشكال من وجود غير الاعلم

الاعلم هنا المقصود بها المتفرغ لعلمه دون اى عمل اخر فلكى تصل لان تكون الاعلم وجب التفرغ فى اعلم والتفقه لتصل لصيغة منتهى الجموع هذه

لكن وفقا لما يجرى فى حياتنا الان الاعلم من وحى العلم المستسقى من جامعة الازهر لا يصبح اعلم وكلنا ادرى بمستوى التعليم
وقد يفوقه فى العلم الكثيرون وهنا يحق لهم العمل الفقهى

ومن رأيى الشخصى المتواضع ان الفقيه
لو كان من العاملين بغير الفقه وجب
عليه ان يفصل ذاته الفقهيه عن ما يمكن ان يخدم مصلحة مهنته هذا اذا استطاع( من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً لـهواه مطيعاً لأمر مولاه فعلى العوام أن يقلدوه )وممارسة الحياه العملية المختلفة تفتح له مجال اوسع لتلقى خبرات مختلفة تساعده كثيرا دون عن غيره الذين لما يتلقون العلم الا من الكتب فقط ولا خبرة عملية ولا احتكاك مع التجارب المختلفة طبعاً لا يراعـون شرائط الزمان والمكـان وظروف الأمم اى يكونوا كما وصفت اكثر تشددا

هذا والله اعلم

تحياتى

أبو عمر - الصارم الحاسم said...

اتفق معاك تماما

النظام التعليمي العادي حتى يجب ان يكون فيه الاتنين - دين+علوم دنيوية

يمكن اغلبنا ممن تعلم في مصر لم يكتسب شيئا حقيقيا من علوم دينه الا من الاصدقاء اولا ثم في فترة المراهقة ثم الجامعة بالقراءات المختلفة - ده اذا كان دور البيت هو ـالدور التقليدي في اغلب البيوت المصرية - ولا يزال عندنا كلنا الكثير من القصور


وعلى الجانب الآخر - ليس الفقيه ولكن الطبيب - المهندس - العامل - رجل الأمن ...الجانب الدين مهم جدا في تطبيقه على اخلاقيات المهنة وتعاملاته داخلها ...ولو كل منهم تعامل من زاوية الطبيب الفقيه والمهندس الفقيه والظابط الفقيه ورئيس الجمهورية الفقيه يمكن فيه امور كثيرة هتتغير


مش ـلازم يكون امام الفقهاء ...لكن يكون عندهم من الفقه الحد الأدنى الذي هو بالتأكيد اعلى من الحد الأدنى بمفهومه الحالي

Anonymous said...

وأين تجد ذلك الفقيه المتفرغ من الدنيا
إلا إذا أعطته الدولة مبلغ وقدره والقت له اجلس في بيتك واكل شارب نايم والحساب علينا
وطبعا هذا لا يطبق
فالعالم الآن يرتطم بالحياة ويختلط مع الدنيا ويتقاطع معها دوما وابدا
يشتري فيعرف المشكلات ويذهب للانتخاب فيعرف المصائب التي تحدث, قريب له يعمل في قسم شطرة فيعرف ما يجري في الدنيا

لم يعد هناك عالم متفرغ فقط لكتبه, فالدنيا الآن أصعب من أن نتجاوزها إلا أن يتفرغ في المريخ يا صاح
وهذا لا ينفع ولا يجوز عقلا على الأقل الآن

لك تحياتي واحترامي

قلم جاف said...

قبل الكلام :

تغيبت لفترة ، تعرضت فيها لشومة برد بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، وحالة من صدة النفس في الكتابة عن أي شأن عام ، ولا تزال تلازمني ، ربما تثقل قدماي في التدوين في المدونات الثلاث ، وربما تخف.. كانت تلك فرصة للعبد لله لأن يعرف إن كان قد أوصل وجهة نظره بالشكل الصحيح أم لا ..

وأعتذر عن تأخري في الرد على الردود الخمس السابقة ..

بلدياتي حائر :

الموضوع محير كل ما آجي أفكر فيه ..

زمان كان العالم بيكتب في ستين ألف حاجة ، في الطب وفي الفلسفة وفي الدين .. قبل ما تبقى فروع معرفية كتيرة مسألة تخصص ودراسة بالسنين..

وبالفعل كانت فيه رواتب أيام الأمويين والعباسيين وربما بعدها للفقهاء بما يمكن تشبيهه بـ"بدل التفرغ"..

لكن لما تتخصص في حاجة دوناً عن الحاجات التانية صعب تتفهم الحاجات التانية وتنظر للمتخصصين فيها بازدراء في بعض الأحيان..

مثل دنيوي صرف :

لما كيميائي يطلع دوا ، أو شركة تطلع دوا تلاقي الأطباء قاموا وثاروا ، أحياناً مش علشان الناس وخطورة الموضوع على الناس ، لا ، علشان حسوا إن الكيميائي دخل في تخصصهم ، وبالتالي يحللوا لنفسهم الدخول في تخصص الكيميائي اللي أعرف منهم المادة دي بتتفاعل مع المادة دي إزاي..

دة سيناريو التفرغ..

السيناريو التاني .. اللي توتة اتكلمت فيه..

وجود تنافر المصالح بين المهنة وبين الجانب الفقهي في بعض الأحيان .. حاجة برضه لازم يتعمل حسابها..

وإن كان برضه اللي قاله ضيف المدونة الصارم الحاسم برضه محل نقاش..

كل شغلانة في الدنيا لها شق أخلاقي ، وبالتالي ديني..

بالتأكيد التفقه في الدين حيوضح أمور وحيرتب نمط من السلوك .. لكن برضه حيصمد للآخر؟ برضه الناس حتصدقه؟ ولا حتقول الراجل دة بيراعي مصالحه أكثر ما بيراعي ربنا؟ ماهو برضه لازم نحط نفسنا مكان الناس اللي بتستفتي الفقيه..

يفترض في التعليم العادي بالمناسبة إن الجرعة الدينية على الأقل على الأقل تبقى من باب العلم ، يعني مش معقول الواحد يعدي العشرين وما يعرفش صلاة العيد كام ركعة مثلاً؟.. حأرجع للتعليم الديني بعدين..

هاني :

بالمناسبة ، قريت فيما قريت إن كان فيه نقد من داخل الحركة الصوفية للمتصوفين الذين لا يعملون .. الكلام دة قبل الحملة الفرنسية بفترة .. لكن دة إن دل على شيء فبيدل على إن المنتقدين دول مجرد صوت خافت وسط موجة عارمة من فصل الدين عن الدنيا كووووووولها كان متسيد طوال الفترة دي .. وباينه ما زال..

قلم جاف said...

العزيزة توتة تاني مرة :

مشكلة كبيرة بالنسبة لنا إن الفقيه ييجي من برة الأزهر..

الأزهر طول تاريخه هو المدرسة والكلية الرسمية لتعلم العلوم الشرعية على مدى قرون .. مهمة تحملتها الجهة دي لوحدها على مدى قرون طويلة من الزمن.. قبل ما "نصدم" بإن فيه حوالينا مدارس أخرى فقهية مذهبية طلع منها ناس تانيين بيظهروا في الفضائيات وبيطلعوا شرايط.. (حتى مع تسليمنا بتشدد وغرابة الخط العلمي اللي بتتبناه المدارس التانية)..

الاستقرار بيولد الثقة ، وكلما زاد الاستقرار ازدادت الثقة عمى ..

ورغم إن المؤسسة الأزهرية بتعيش أسوأ فتراتها ، ورغم إن نسبة لا يمكن تجاهلها من الناس ما بتثقش في الأزهريين لأنهم "بتوع الحكومة" على حد وصفهم ، إلا إن ناس كتيرة برضه لما تشوف الفقهاء اللاأزهريين بتسأل اتعلموا أصول الفقه فين بالضبط..

كان فيه دور على المؤسسة الأزهرية ما لعبتهوش لما دخلت العلوم الدنيوية في مناهجها .. بطريقة اختزلت الاتنين.. وبقى من الصعب -إلى حد كبير ويمكن يختلف معايا البعض في دة- إن يبقى خريج طب الأزهر والممارس للمهنة مثلاً يعمل دراسات عليا في الفقه ويخطب في جامع والناس تستفتيه ويفتيها .. أو يجتهد في حل مشكل طبي - ديني بحكم دراسته للفقه والطب في آن واحد.. (فالتعليم الفقهي في الأزهر لا يزال تلقينياً حتى النخاع الشوكي!)

في ظل تعليم ديني دنيوي مدروس على حق ..ممكن الصورة تختلف..وزي ما قلت في الرد السابق إن التفقه الحقيقي حيرتب على متعلم العلم الدنيوي الحقيقي الفصل بين الفقه والمصلحة .. وتفضل الكرة في ملعبه يطبق الكلام على نفسه أولاً..

أخيراً .. حازم..

أنا أكثر واحد في انتظار ردك..

وجع دماغ said...

أنا مع الفقيه المندمج فى شئون مجتمعه المتداخل معها والمطلع عليها
الأزهر سيبقى قلعة أسلامية رغم ما وصل أليه من أنحدار
كان أدخال أطنان من العلوم غير الدينيى الى الأزهر لتخريج فقيه مدرس وطبيب ومهندس مأساه بكل المقايس
الأزهر يحتاج أن تعدل مناهجة الدنية لتساير العصر بل تفريط وأن يدرس خرجيه القليل من علوم التجارة والفضاء والتكنولوجيا ويطلعوا خلال دراساتهم على الجديد فى كل المجالات من الطب والتكنولوجيا دون أن يبتعدوا عن أصل دراستهم الفقهية ومن الممكن تسهيل أندماجهم فى المجتمع فى وظائف غير تخصصية او دينية

Me2nour said...

الفقيه زمان كان متفرغ لأن الحياة كانت أسهل و لم يكن من الصعب عليه أن يحيا حياة كريمة و يكون أسرة ولأن زمان لم يكن هناك مؤثرات أخرى
الآن من حق الفقيه و أبناؤه أن يحيوا و أصبح من الصعب أن يتجنب المؤثرات على أسرته
الفقيه لا يستطيع براتبه الآن أن بعول أسرة لكي يعيش فقط...
و بحثه عن أي مهنة .. أكرم له من ان يشتغل مقريء في المقابر

يا مصر اكتب إليكي رسائلي said...

يسرني ان اتقدم بخالص التهاني وأطيب التمنيات بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك اعادة الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات ، وكل عام وانتم والأسرة الكريمة بخير

ibn_abdel_aziz said...

سؤال ممتاز
والاجابة عندي اننا نحتاج الي النوعين
نوع اكاديمي متفرغ يقبض مرتبا كافيا وتكون وظيفته ليست الافتاء فحسب بل اعادة تعريف الاصول والفقه وتطبيقاته ورؤية "قلب الدين " كما عرفته انت لدي في تعليقك علي موضوعي الاخير
ويكون اشبه بعالم البي اتش دي المتخصص في البحث والمزيد من البحث وهم المسؤولون عن تراكم المعرفة الفقهية المتجددة في العقل الجمعي للفقهاء العاملين

بالنسبة للنوع الثاني وهو الفقيه الذي يعمل عملا اخر مثل ان يكون مهندسا ثم يقرر ان يكون له شهادة فقهية اخري وهكذا
فيكون صاحب حرفتين
الا ان احتكاكه بالحياة يعين انزال التجديد الفقهي في المستوي الاكاديمي الي المستوي العملي الواقعي وتوصيل الواقع ايضا الي اعلي للمستوي الاكاديمي

والله اعلم

قلم جاف said...

كل سنة ونحن جميعاً بألف خير عزيزي مصر أبعث إليك رسائلي .. العيد - حتى الآن - سيكون يوم الثلاثين الشهر الحالي بإذن الله..

ابن عبد العزيز :

أعجبني تعليقك .. وسأعلق منه على كافة التعليقات السابقة ..

بداية نفكر بصوت عالي ..مع احترامنا للأساس اللي قاله ضيفي تازارت واللي معليهش خلاف..

عملية صنع فقيه ماهياش مقصودة .. وسط كام ألف خريج أزهري بينهم ألف ولا اتنين فقه مقارن بيطلع فقيه أو اتنين..

وبالتالي .. احتمالياً على الأقل .. ممكن الفقيه يبقى واحد من حملة الدكتوراهات اللي فضلوا جوة القسم ، أو من الناس اللي طلعت واتخرجت من الأزهر ، أو من برة الأزهر ، وقررت تدرس فقه وتجتهد فيه على أسس أكاديمية سليمة..

ميزة التفرغ طبقاً لنظرية ابن عبد العزيز التركيز .. المتفرغ الأكاديمي بيبقى عامل زي الدكتور النفسي الكبير اللي الدكاترة الأصغر منه بيروحوله جلسات .. أنا مش عارف اسم الوضع دة إيه في عرف الطب النفسي لكن أعرف إنه بيحصل..

وميزة عدم التفرغ بالنسبة للشريحة التانية هو الوعي بشئون الدنيا زي ما قال وجع دماغ .. وإنه يبقى "مستقل"..

نيجي لكلام الصديقة العزيزة مي 2 ..

زمان كان الفقيه متفرغ ، لكنه ما كانش مستقل ، كان بيعيش إما على الاعتمادات من بيت المال أو الدعم المباشر من قبل أولي الأمر .. الأمر اللي خلق ظاهرة ما يسمى "بفقهاء السلطان".. وفيه فقهاء راحوا ضحية هذا النوع من غير المستقلين أبرزهم ابن حنبل على سبيل المثال..

العمل برضه بيدي للعالم فرصة لاكتساب رزقه ولدعم استقلالية قراره .. ناخد حالة أبو حنيفة النعمان مثلاً.. وهو الرجل الذي رفض القضاء .. أكرر رفض منصب القضاء..وعذب بسببه .. خد موقف جامد من مركز متين صنعه باستقلاله المادي ..

الاستقلالية مش مادة وبس ، حتى مذهبياً وفكرياً كمان ..

لإن بعض المذاهب لما يبقى معاها شوية فلوس ولا سلطة تبتدي تلف على الناس الأزهريين "الورور" حديثي التخرج وتستقطبهم ليها.. ودة معنديش دليل على إنه مبيحصلش..

عجبتني في كلام "وجع دماغ" كلمة دمج الأزهريين داخل المجتمع.. بالفعل الدمج أحد أكبر المشاكل التي صنعها التطبيق التعبان لدمج العلوم الدنيوية في التعليم الديني..

ناس كتير بتدخل الكليات الأزهرية للحصول على شهادة .. خد الشهادة الدنيوية ينسى التعليم الديني .. خد العلم الديني ينسى الدنيا ويريح باله.. ودي مشكلة كبيرة ..

عن الأزهر نفسه لسة لينا كلام وحديت بإذن الله..

النهر said...

موضوع الفقيه بالنظرة القديمة قد فات أوانه , ولنعلم جميعا بأن أى شىء فردى أصبح فى خبر كان , خذ مثال على ذلك , د\ أحمد جويل عندما توصل الى الفيمتو ثانية لم يكن يعمل بمفرده بل كان هناك فريق كامل يعمل يترأسه د\ زويل .
و من هنا الفقيه الفرد بالنظرة القديمة مثل أبو حنيفة أو الشافعى -أو حتى العز بن عبد السلام , هذا الزمن قد ولى ,لأنه أصبح هناك تضارب فى الفتاوى بين عالم فقيه مصرى مثلا وبين عالم فقيه سعودى , فقد أصبح الولاء للدولة الحاكمة فى طريقة الفتوى قبل الولاء للأسلام
و لذلك أعتقد و قد كتبت ذلك فى تدوينة سابقة لى , تؤسس هيئة و يكون أعضاؤها من كل الدول الأسلامية , على أن يكون لكل دولة عضو واحد , ويكون مقر هذه الهيئة فى مكة المكرمة لمكانتها فى قلوب المسلمين
و طبعا أعضاء هذه اللجنة سيكونوا من العلماء الفقهاء , وعلى هذه الهيئة رؤية الهلال كل شهر , و الأفتاء فى الأمور التى تهم المسلمين جميعا , وعلى الدول الأسلامية الأخذ برؤيتها وذلك للتوحد فى بداية الشهور الهجرية و الله أعلم .

قلم جاف said...

مرحباً يا أستاذ نجاح ، أهلاً بيك في المدونة .. وكل عام الجميع بخير..وآسف على التأخير في الرد ..

هناك مصاعب كثيرة تحول دون تنفيذ اقتراحك..

الأمر سيبدو أشبه بحكومة وحدة وطنية كالتي يطلبها المناضل البوكيموني ميشيل عون في لبنان .. وستمثل فيها الأحزاب أقصد المذاهب بطريقة معينة ، ولعبة السيادة والزعامة ستفرض نفسها بما أننا في العالم العربي الجمييييييل!

ناهيك عن هوس المذهبيين بالتهام المؤسسات الدينية واللجان التي من هذا النوع ..

قلت في ردك ملحوظة لها وجاهتها بخصوص ولاء الفقيه من حيث الدولة ، وأختلف معك .. إذ أن المخوف الرئيسي صار الولاء المذهبي ، نحن لم نعد نتحدث عن الفقيه المصري والسعودي بقدر ما نتحدث عن الفقيه السني والفقيه الصوفي والفقيه الشيعي والفقيه السلفي .. ونحن نعشق صراحة أن نكون ملكيين أكثر من الملك ..

بالأمس أطلق الشيخ أبو إسحق الحويني فتوى تقول بعدم جواز صيام يوم الجمعة منفرداً إذا صادف وقفة عرفات ، وأبو إسحق هو أشهر شيوخ السلفية المصريين ، رغم أن فتاوى شيوخ السلفية السعوديين وعلى رأسهم ابن عثيمين تقول بجواز صيام الجمعة منفرداً إذا ما صادف وقفة عرفات أو عاشوراء!

والهووليجانيزم المذهبي لا يعرف الفروق بين الدول ، الشيعة الباكستانيون أسهموا في صنع التجربة السياسية الباكستانية الديمقراطية (قبل مشرف طبعاً) ، والشيعة العراقيون أكثر تمسكاً بولاية الفقيه وبالجمهورية الإسلامية الممتدة تحت العلم الطهراني ، وربما نجد ذلك في لبنان صاحب أشهر تجربة تعددية في العالم العربي ، وعند الصوفية والسلفيين هناك هوس الدولة المركزية الإسلامية الواحدة .. بالبلدي الفصيح كل واحد عايز دولة ع المقاس ومتحمس لدة ولزعامة مذهبه على سائر المسلمين آخر حماس..

شيء مهم تاني ، على هامش الانتهازية الدينية لبعض المذهبيين طالب بعض الصوفيين العام الماضي بتكوين لجنة ممثلة من جميع المذاهب لإدارة المشاعر المقدسة ، وهذا يلغي تماماً المسلمين غير المتمذهبين وهؤلاء شريحة كبيرة عددياً لا يمكن تجاهلها..

توحيد رؤية الهلال -كما سبق وقلت في رمضان المنصرف - يأتي بتوحيد الضوابط ، أما الاختلافات الجغرافية فلن نقدر عليها ويصعب الوصول لتسوية لإلغائها .. لك أن تتخيل أن المغرب وهي بلد إسلامي ستحتفل بعيد الأضحى المبارك بعد معظم العالم الإسلامي بيوم ، والسبب هنا هو الجغرافيا وبعدها الشديد عن المملكة العربية السعودية..

عن فكرة اللجنة نفسها ، لو رجعنا للوراء لم نجد لجاناً ، بل كان دور الفقيه الفرد كبيراً ، أبو حنيفة والشافعي ومالك وابن حنبل وابن حزم وغيرهم من فطاحل الفقه كانوا مستقلين فكرياً وإدارياً..

اللجان والمؤسسات أثبتت فشلها الذريع ، وعن الأزهر وفشل سيطرته على الدعوة لنا كلام قريب جداً بإذن الله ، ويمكن يجلب لنا شوية مشاكل!

سررت بزيارتك ، ومرة أخرى كل عام أنت والجميع بخير ، وعذراً للإطالة وتناثر النقاط..