Saturday, July 15, 2006

إنها "طظ" نووية!

أعلم أن المتحمسين جداً للسياسة الإيرانية ، وأصحاب بعض الاتجاهات القومية والمتعاطفين مع جماعات الإسلام السياسي ومجاذيب الزعامة الدينية من كل مذهب وطريقة سيصبون جام غضبهم على كاتب هذه السطور بسبب ما ستقرأونه لاحقاً عن التصريح المستفز لأحمدي نجاد قبل أيام.. والذي قال فيه أن أي عمل عسكري على سوريا فهو عدوان على "العالم الإسلامي"!

محمود أحمدي نجادتصريح مستفز بكل المقاييس.. فالرجل الذي يعشق- كزعيم لدولة هي إحدى ثلاث دول دينية في عالم اليوم ، وتربى على فكر مؤمن لدرجة التعصب بوهم الزعامة الدينية- تهييج الجماهير وقع في سقطة غريبة الشكل ، تتمثل في تعريفه للعالم الإسلامي .. في الوقت الذي بلاده محاطة بدول إسلامية.. وفي الوقت الذي تمارس فيه إسرائيل عدواناً على دولتين عربيتين مسلمتين (حتى وإن لم يشكل المسلمون الأغلبية الكاسحة من سكان الجمهورية اللبنانية).. ولا عجب .. فالنظام الإيراني عود الإعلام الموالي له عربياً ببساطة شديدة على الكناية عن إيران بـ"الجمهورية الإسلامية" ، وليس "الجمهورية الإيرانية"!

هو ، وكثيرون من مشارب مختلفة سواء من مؤيدي جماعات التكفير ، أو التيار السلفي المتشدد ، أو الطرق الصوفية يشتركون في أمور كثيرة ، من بينها الإيمان الراسخ بأنه يجب أن تكون هناك دولة إسلامية مركزية واحدة (تكون تحت إمرتهم طبعاً) ، رغم أن الإسلام لم يلغ القومية ، وإلا لكانت كل الدويلات التي انقسم لها العالم الإسلامي على أساس سياسي (الأيوبيين والفاطميين والإخشيد و...و...)، أو على أساس قومي أو عرقي دولاً كافرة غير إسلامية.. ومن بين تلك الأشياء المشتركة أيضاً ، وببساطة شديدة ، أن كل منهم يفترض أنه يتحدث رسمياً بالنيابة عن مليار مسلم لم يعطوه تفويضاً بالحديث باسمهم ، وأنه لا "إسلامي" إلا ما اعتبروه "إسلامياً!..وربما كان مرجع هذا الإحساس العجيب هو وهم يشعر به هؤلاء بأن العالم الإسلامي "سواء الإسلامي بمعاييره أو غيره" مكون من مجموعة من القاصرين الأيتام الذين ليس لهم ولي ولا نصير.. وعليه فهم أولياء أمر المسلمين .. وعلى أمريكا مثلاً إن أرادت أن تتحدث إلى المسلمين فلتتحدث إليهم (تذكروا الإفيه الشهير : ولما أعوز أكلم شعب مصر .. أكلم مين؟)!

قد نختلف أو نتفق حول سياسة أحمدي نجاد .. إلا أن هذا التصريح الذي تداولته وسائل إعلام عدة وليس وكالة الأنباء الإيرانية التي استشهدت بها ببساطة يكشف الكثير من الهالات التي وضعها البعض عن جهل أو غرض حول الرجل والنظام .. إنها مجرد طظ أخرى .. ومش أي طظ.. طظ نووية بعيد عنك .. وإن كنت أرى أن التصريح تم السكوت عليه في إعلامنا .. وهذا نفاق محض .. فالمساواة في "الطظ" عدل .. خصوصاً عندما يكون كل الطظ.. فينا!

11 comments:

Veeeva said...

انت عارف ان مبقاش دلوقتي ينفع تقول علي واحد انه مسلم و تسكت...لازم تعقيب بسيط بعد كده عشان تحديد طريقة المعاملة مش أكتر..يعني تقول انه مسلم سلفي أو مسلم تكفيري أو مسلم تبليغي ..الخ الخ
المصيبة بقي ان كل فرقة فاكرة انها بس اللي صح لدرجة اني بقيت أحس ان كل فرقة ليها رب مختلف

الرسول عليه الصلاة و السلام قال ان الأمة هتفترق فطبيعب ميبقاش في متحدث رسمي يوافق عليه الكل...حاجة تحّزن بجد

الدايرة ضااااااااقت جدا و بقي الدين عسر

Anonymous said...

بالطبع يا صديقي أي عمل ضد سوريا فهو عدوان على العالم الإسلامي
وإن كنت أختلف معك في مصطلح دولة دينية فلا يوجد هناك دولة دينية يحكمها رجال دين بل هناك دولة إسلامية تُحكم بما يتفق مع الشرع الإسلامي وتحقيق غاياته وأهدافه
إذن لا بأس من الجمهورية الإسلامية فهو شرف لطهران قبل أن يكون للإسلام
ثم إن الرجل مسلم ومن لم يهتم لأمر المسلمين فهو ليس منهم, دعك أنت من مخاوف آل سعود وإخوانهم السلاطين العرب الذين يخافون من المد الثوري الإيراني أو فرض الهيمنة على العرب من قبلها فهذا ليس إلا خوف سلطوي بحت
وياصديقي أرى أن نظرتك للإسلام السياسي بها بعض الشوائب فالإسلام ليس مناسك تؤدى في ركن من البيت وإنتهى الموضع وإنما الإسلام عمل وعبادة وحياة كاملة تسير في قلوب كل متبعيه وأحبائه
ويبدو أنك لا تدرك أن الإسلام أول من وعى مبدأ التغيير والإختلاف بين البشر حتى أن تلاوات القرآت متغيرة حسب لهجات العرب المختلفة

قلم جاف said...

still breathing
ودي حتة لسة ح أتكلم فيها بعدين : فرضية إن كل مسلم لازم يكون له اتجاه : انت معانا ولا مع الناس التانيين ، واللي ما لوش اتجاه يبقى كدة بالصلاة على النبي مالوش شخصية ومالوش مش عارف إيه ، ويمكن نكون حلوين ونديله نادي يشجعه ، دة ملحقش يصلي الجمعة في الجامع اللي جنب بيتهم لحقها في جامع لأنصار السنة المحمدية على طول نحسب الراجل على الجماعة دي!..
أصحاب ومشجعي الفرق الدينية مهما كانوا كتار فالمسلمين العاديين اللي مش مع دول ولا مع دول أكتر ، وميصحش صاحب فرقة يعلب الإسلام في علبة فرقته ويعتبر الباقيين كأن لم يكونوا..

من هنا بأرد على الكلام اللي قاله صديقي حائر في دنيا الله..

شوف يا سيدي..

في يوم من الأيام كان فيه دولة إسلامية واحدة مركزية ، صنعتها حتمية تاريخية ، وكانت الدولة دي هي الدولة الإسلامية الوحيدة ، وكان الإسلام هو اللي بيميز الدولة دي عن الدول اللي حواليها زي الدولة البيزنطية مثلاً..

مع الوقت ولأسباب سياسية ما عاتش فيه دولة مركزية بالمعنى المفهوم ، بقى فيه دويلات ، صحيح معظم الدويلات دي كانت بتفكر كل واحدة منهم نفسها دولة الخلافة .. بس ما وصلتش لدرجة التكفير اللي بيشكل مكون من الثقافة اللي احنا صنعناها..

فيه مسلمين في إيران ، وفيه في مصر ، وفيه في السعودية ، وفي حتى في نيجيريا وغانا .. كلهم مسلمين..

دلوقت بقى فيه "دول إسلامية" .. وفيه منظمة المؤتمر الإسلامي اللي بتضم دول إسلامية.. حتى تركيا العلمانية هويتها الثقافية إسلامية.. ما تجيش دولة من الدول وتقول على نفسها "الدولة الإسلامية" الوحيدة ، ولا فصيل يسمي نفسه "حزب الله" ، أو "الإخوان المسلمون".. كل التسميات دي إقصائية سواء قصد أصحابها دة أو لا..

دة اللي ما بيشكش في إقصائية فكر "نجاد" أول ما يسمع تصريح نجاد عن سوريا يشك .. لبنان دي مش دولة إسلامية ولا إيه؟ اللي استشهدوا بالصواريخ الإسرائيلية مش فيهم مسلمين.. وكانت فين "الجمهورية الإسلامية" عندما وقفت ضد إحدى دول الاتحاد السوفييتي السابق المسلمة ..

إذا أراد س من الناس أن يقول أنه الممثل الشرعي للإسلام ، فليدير أمور دولته طبقاً للإسلام وأخلاقياته ، أو كما قلت أنت حرفياً :بل هناك دولة إسلامية تُحكم بما يتفق مع الشرع الإسلامي وتحقيق غاياته وأهدافه..أي ليس بما يتفق بالضرورة مع السياسة ولاأخلاقياتها ومصالحها.. في أي دولة إسلامية يقسم أي مسئول بالله أن يرعى مصالح بلاده..

ما زلت مصراً على أن إيران دولة دينية يحكمها فعلياً رجال دين ويشكلون هم سياستها وتحركاتها ، نفس الدور الذي يلعبه العسكر في تركيا العلمانية..

لم أقل أن الدين تعاليم واركن على الرف ، بل هو أسلوب حياة ، نص وروح نص ، يلتزم به الكل .. الدين لم يترك شكلاً ثابتاً للدولة وتركه رهناً بالظروف والمستجدات ، فالجمهوريات الدستورية أو الرئاسية أو البرلمانية ليست نظماً كافرة..

أما جماعات الإسلام السياسي فهي جماعات تسعى للسلطة تحت شعارات دينية تفشل دائماً في تحقيقها..

ولك أن تتخيل مصر وقد وصل إليها المد الثوري الإيراني..تخيلوها معي ..

Adel said...

يا عزيزي معلومة صغيرة ولو اني مخي ساح من اللي انت كتبته فمش فاهم انتوا عاوزين ايه بالضبط عاوزين تنتقدوا احمدي نجاد ولا تنتقدوا الفرق المتأسلمة ولا عاوزين تنتقدوا ضرب غزة وبيروت ولا عاوزين ايه والله انا تايه لو حد يعرف بيتنا يروحني انا ابويا ميت يعني مش هاتلاقوه على القهوة علشان تقولوا له ابنك اهوه المهم يا سيدي لبنان مش دولة مسلمة لبنان دولة عربية فقط ومسيحية وده للعلم وبس خلاص خلصت اللي في نفسي

قلم جاف said...

مش حنقعد هنا في مزايدة ، كلنا بكاتب هذه السطور بنكره إسرائيل ، وأنا مش بس بأكره إسرائيل (بعيداً عن الشعبولليزم) ، كمان بأكره اللي بينطط إسرائيل علينا سواء أكان حكام أغبياء لو دخلو حرباً بالعرب لخسرناها زي خسارة السعودية أمام ألمانيا في 2002 أم حركات تفتقد للفهم السياسي والعسكري ، وبيديها مكاسب ما كانش المفروض تاخدها..

كل المسلم على المسلم حرام .. دمه وماله وعرضه .. لا نستبيحه لنفسينا ولا نخلي غيرنا يستبيحه.. وإذا كان ولاد البوبي اللي قاعدين على حدودنا ومحتليين فلسطين بيعملوا الكلام دة علشان اتنين اتأسروا ، ليه إحنا كعالم إسلامي (بعيد عن تصنيفات المسلم البريمو والمسلم الترسو) ما نخافش على أي دم عربي أو مسلم زي ما بيخافوا على دم أي مواطن حتى ولو من الدرجة التالتة؟

من زمان : المعروف إن فلسطين فيها مسلمين سنة ومسلمين شيعة ومسيحيين ودرز وبهائيين .. هل دة معناه بنفس معيارك اللي طبقته على لبنان إن فلسطين مش دولة إسلامية؟

HANY said...

حقيقى لكم كنت اريد ان لا اقرأ هذه السطور عندك قلم جاف لكم كنت اريد ان اتفق معك ولكنى هذه المرة اختلف معك جملة وتفصيلا وارجو منك اعادة صياغة هذا البوست لان به بعض الافكار المتناقضة والمبنية على استباقات غير صحيحة وحبيبى نقطة اخيرة ده مش وقت اختلاف المنزل يحترق دعنا نطفأ الحريق ثم نتشاجر على ما نريد التشاجر علية ولكن لنطفأ الحريق اولا, بلادنا تغتصب امام اعيننا , وبالنسبة للاخ الذى قال ان لبنان دولة مسيحية يا استاذى الفاضل لا يوجد ما يسمى دولة دينية وانت قلت ذك فكيف تقول دولة مسيحية ارجو التوضيح

Malek said...

مجرد معلومات وثائقية يمكن الرجوع اليها في اي مرجع ديموجرافي متاح
اي خاص بتعداد السكان
لبنان دولة علمانية بمعنى ان الدستور او القانون السياسي الاساس فيها لا يرتكز على مباديء دين معين وهناك قدر من فصل السلطات وانتخابات حرة وهي دولة طائفية بمعنى ان بها طوائف متعددة معتمدة رسميا
اكبرها بلا جدال هي الطائفة الشيعية وتليها من حيث الثقل النسبي ولكن بعدها بمراحل المارونية ويتقارب مع الطائفة المارونية الطائفة السنية
وهناك طوائف عدة اخرى
بعضها عرقي كالاكراد مثلا وهم سنة
في معظمهم بالرغم من وجود ديانات اخرى بينهم كالشبك مثلا
وبعضها عرقي ديني كالارمن الكاثوليك والارمن الارثوذوكس

عزيزي شريف
احييك على ماتكتب وهو مهم جدا
السيد نجاد يحتل مجموعة جزر عربية هي طنب الصغرى وطنب الكبرى وابو موسى في الخليج
وهو يمثل رعبا سيتحول الى رعب نووي لمجموعة دول كلها عربية هي المملكة العربية السعودية و الامارات والكويت
ويلعب دورا في تفتيت العراق وهي دولة عربية
وكل هذه وقائع على الارض
وفي المقابل هناك القنابل الاعلامية الفارغة من قبيل سنضرب اسرائيل
وهو امر لم يحدث وما حدث كان تعاونا ايرانيا اسرائيليا سواء في عهد الشاه او في عصر الملالي فيما عرف باسم فضيحة ايران كونترا جيت حيث كانت ايران تتلقى قطع غيار الاسلحة الامريكية من اسرائيل وتدفع اموالا لتمويل الحرب الارهابية القذرة التي كانت ادارة الرئيس الامريكي ريجان تمولها ضد الساندنيستا في نيكاراجوا في اوائل الثمانينات

عزيزي شريف ماكتبته ليس تحليلا ولا رأي هذه وقائع موجودة ومتاحة لمن يريد
وما على من يريد الا ان يبحث في جوجل عن اوليفر نورث مثلا او عن مجلة الشراع وسيجد العديد من المقالات والوثائق والوقائع
للعلم اوليفر نورث كان الشخص المسؤول في البنتاجون عن ادارة هذه العملية وقد حوكم وادين وسجن
و الشراع كانت المجلة التي تسربت اليها او سربت اليها الوثائق وكشفت العملية وهي بيروتية

تحياتي
اسامة

Me2nour said...

لا يوجد هالة حول هذا الرجل بل هو أقرب إلى المجنون ولكن من النوع الخطر الذي يتكلم كثيرا وهو ما يجعلك تترقب خيفة تنفيذ تهديداته وليس على المجنون حرج كما تعلم
هذه النوعية كنوعيات مجاهدي حزب الله و حركة حماس
ولكنه هذه المرة يحمل تهديدا نوويا
الخطأ الذي قد يلفت نظري المسميات والشعارات التي لن تقدم أو تؤخر

Me2nour said...

عفوا للتوضيح أنا غير معترضة على أي من الحركات الجهادية
إلا أنني أرى أنهم يتكلمون كثيرا وما ينفذونه ينفذونه بشكل أهوج بالرغم من التخطيط له
ولكني قد ذكرت قبل ذلك أن هذا الرجل قادر على التنفيذ ولا بأس بإسم الجمهورية الإسلامية فهو نوعا ما محاولة للإنتماء و يا ريتنا كلنا نبقى الجمهوريات الإسلامية
بدلا من جمهورية الرقص الشرقي

layal said...

أتمني ان نتبنى جميعا كمدونين كلمه واحده بتاريخ واحد نحدد فيه رأينا للعالم اجمع
اتمني ان ندون مدونه واحد بتاريخ 27/07/2006
كلنا كمدونين نكرر عباره واحده
كلنا مع لبنان وفلسطين ضد اسرائيل والمحتلين
بالعربي بالانجليزي المهم نسمع صوتنا للعالم
وان لم نستطيع حمل السلاح فالنحمل الكلمه
وبأي لغة نستطيع نشرها
بالإنجليزية
We are with Lebanon and Palestine against Israel and occupiers
والفرنسية
Nous sommes avec tous le Liban et la Palestine contre l’Israel et les occupants
والألمانية
Wir sind zusammen mit dem Libanon und Palästina gegen Israel und Besatzer
والإسبانية
Somos todos con Líbano y Palestina contra Israel e inquilinos
والصينية
我们都是同黎巴嫩和巴勒斯坦对以色列占领者
واليابانية
私達はイスラエル共和国および占有者に対してレバノンおよ
びパレスチナとのすべてである
تحياتي للجميع

so7ab said...

ازمة احمدى نجاد عمالة تزيد تعقيد الازمة مش بس فى مجرد راجل مجنون وفاشى لكن الفكرة هى فى حملة التاييد العنيفة اللى واخدها عندنا تحت شعارات انو هيمتلك النووى ويكسر شوكة امريكا واسرائيل وهوده الغريب فى الوقت اللى فيه نضال شعبى فى العالم ضد امتلاك السلاح النووى ومن المفترض اننا ننضم ليه لا احنا بنطالب بامتلاك النووى

ونجاد كمان بيتوسع فيدخل فى سوريا ولبنان ولحد دلوقتى الضحية هى لبنان الجميلة اللى كانت ضحية لاحزاب ومجموعات طائفية من الاساس وزعمات فارغة فى وسط عالم تجاوز فكرة الزعامة من زمان

احييك يا قلم جاف على التدوينة المهمة واسف على الاطالة