Monday, June 26, 2006

القانون المامبو .. والمسخرة الجامبو!

أعرف أنه من عدم الحصافة بمكان كتابة عدة تدوينات في مدى زمني قصير .. فهذا لا يترك وقتاً للقارئ بأن يقرأ ويفكر ويعلق ، ولا يترك لي وقتاً لأناقشه وأتفق أو أختلف معه .. لكن الأحداث الغريبة المتلاحقة في محيطنا لا تترك لي وقتاً لأتفرج عليها .. فكلما تظهر أحاول بكيبوردي المتواضع تسليط الضوء عليها .. والضحك معها وعليها إن كانت مضحكة .. كسائر الأحداث في هذا البلد المسكين!

لا ننكر أن كل من هب ودب تحول إلى مفتي يقول هذا حلال وهذا حرام ، سواء أكان أزهرياً أم أكاديمياً أو حتى مختلاً عقلياً .. لكن هل ذلك يبرر أن يقدم الأزهر مشروع قانون "يجرم" الفتوى من غير المتخصصين؟

هذا ما حدث بالفعل ، الأزهر يتقدم بمشروع قانون يجرم فيه الفتوى من "غير المتخصصين"..وانبرى عدد من دكاترة الأزهر في حوار أجرته معهم الشرق الأوسط اللندنية مطالبين بتعزير من يفتي بلا تخصص ولا تخصيص.. كلام جميل وكلام معقول .. لكن..

لكني أطلب من هؤلاء بأن "يكلمونا بالهجايص" حتى يستطيع رجل الشارع العادي فهم ما يريدون توصيله لنا .. أولاً .. هل وصلنا لدرجة من النفاق ننتظر فيها "عصاية" تنزل على أم رؤوسنا إذا ما أفتينا فتوى خاطئة؟ أليس من باب الأولى أن يكون هناك وازع ديني حقيقي داخل نفس كل من يفتي؟ أليست هذه مهمة المتخصصين؟..أين المتخصصين إذن في مواجهة غير المتخصصين؟ وماذا لو تضاربت بعض فتاوى المتخصصين مع بعض فتاوى متخصصين آخرين(وهو ما حدث كثيراً ولا يزال يحدث)؟

ثانياً : بما أنني درست القانون ضمن دراستي التجارية ، تعلمت أن القاعدة القانونية عامة ومجردة وواضحة ، وبناءً عليه أتقدم بسؤال سخيف وثقيل الدم ورزل إلى المتقدمين بمشروع القانون : من هم "المتخصصون" حتى نستطيع تمييزهم عن "غير المتخصصين"؟ هل هم الأزهريون فقط؟ أم من تختارهم وزارة الأوقاف للعمل ضمن كوادرها كخطباء؟ هل هم "شيوخ الأزهر" أم "دكاترته" أم الاثنين معاً؟ .. والأهم .. هل يشترط في المتخصص أن يكون ملتزماً بالزي الأزهري.. حتى يسهل تمييزه عن السباكين والنجارين على حد تعبير السيد الأستاذ الدكتور المفكر وزير الأوقاف؟

قد يكون "المتخصصون" هم الأزهريون والعاملون بـ"المؤسسة الدينية" .. لكن عندما تفاجأ بالمصيبة السوداء التي فضحها عشرينات..أعتقد أنك ستضحك..ثمانية عشر ألف متقدم من خريجي الكليات الشرعية للعمل كأئمة ودعاة بالأوقاف ثلثاهم راسب في مادة القرآن الكريم!..وإيه.. يلجأ بعض هؤلاء الطلبة "للغش" للنجاح في مادة القرآن الكريم.. ولم لا .. والمراقبون من العمال والموظفين الأمر الذي يسهل جداً عملية الغش خاصة عندما يستعمل الطلاب المحترمون مصاحف صغيرة جداً .. للغش!

بما أن كبار مشايخ الأزهر والذين استفتى "عشرينات" بعض آرائهم على علم بما يحدث .. وبالتأكيد هم على علم بحقيقة أن القانون يسري على الحاضر والمستقبل في نفس الوقت.. هل سيشمل القانون تفرقة واضحة بين المتخصص الغشاش والمتخصص غير الغشاش؟

وكم ذا بمصر من مضحكات .. ولكن (آي دونت هاف تايم).. مع الاعتذار لفيفي عبده!

4 comments:

Anonymous said...

صديقي
الطبيب هو من يعالج
والمهندس هو من يبني
والمرأة هي من تنجب
لكل دوره في الحياة
إذن عندما يقول الأزهر يجب أن لا يفتي غير المتخصصين فهم لم يخطئوا إطلاقاً
غير أن هناك قواعد وأصول يجب اتباعها عند اختيار هؤلاء, أي المشكلة ليست اطلاقاً في القرار بل في كيفية تطبيقه

Ossama said...

قلم يا جميل والله انت خطر
بجد انا عندي حق احترمك واحبك
كما يحدث في الكثير من الاحيان في مصر الحرة المحروسة
وعلى رأي المثل ييجي يكحلها يعميها
يعني ببساطة هؤلاء المتخصصون سيصبحون وفقا للقانون وهو جامع مانع كما تعلم فئة خاصة وبالتالي سيتحولون الى رجال دين اي كهنوت
ولا كهنوت في الاسلام
فكيف سيتم حل هذا الامر؟؟؟
بمعنى منصب شيخ الازهر او المؤذن او الامام هو منصب مدني وليس ديني
بالمعنى اللاهوتي وهو مفتوح للجميع ولا يقتصر على فئة الكهنة وهذا القانون تحديدا يفتح الباب لفئة الكهنة الجدد
بالطبع البهوات اللي عايزين يقدموا هذا القانون لم يلاحظوا هذا لان نظرتهم الضيقة لمصالحهم الصغيرة لأن الحكاية زي ما انت راسي تأبيج و وذواهيب ودنانير وريالات ودوررارات خضرا تشرح القلب والعين
نظرتهم تلك تمنعهم من رؤية عاقبة هذا القانون العبيط
وهو يذكرني بموقف نكتة حصل في الانتخابات البرلمانية اللي فاتت يعيد علينا فكرة
المضحكات التي عثر عليها المتنبي في مصر والتي تضحكنا ضحكا كالبكا
المعارضة لانها هايفة برضه قاعدة كل سنة تقول الحزب الوطني يخدع الجماهير (كأن في بجد حزب وله رأي ولا الجماهير حاسة ولا فارق معاها)باعادة المستقلين لصفوفه بعدفشل مرشحيه ( اللي طبعا كلنا عارفين ان كل واحد منهم دافع شيء وشويات لناس معينة عشان يترشحوا)قوم يتفتق ذهن الحزب عن فكرة ان المستقلين اللي عايزين يرجعوا قبل الاعادة باب الحزب مفتوح امامهم
قوم دول يرجعوا

وهنا تصل النكتة لذروتها
وتخرج علينا الاهرام كبرى الجرائد القومية تعلن ان المنافسة في عشرات الدوائر مقصورة على الحزب الوطني(شوف التناقض المنطقي يا قلم منافسة مقصورة على حزب ونفسه يعني زي متقول كده هو عدو روحه)يعني ديمقراطية الدول الشيوعية والشمولية وطبعا الناس تقرا الكلام ده بره وتضحك
وده لأن زي مانت عارف يا باشا شر البلية مايضحك
وسلم لي ع المترو
لأن التروماي خلاص راحت عليه

Me2nour said...

أنا أوافق على نقطة إنهم لم يخطئوا في هذا القرار منقدرش ننكر الشرايط اللي بنسمعها في الميكروباصات و اللي مليانة كلام بإسم الدين و فتاوي اول مرة نسمع عنها من ناس عمرنا ما سمعنا عنهم و لا نعرف هما ظهروا إزاي و منين
أما مشكلة طلبة الأزهر... أقول إيه معذورين
اللي دخل الأزهر هيفضل طول عمره فيه حتى لو هو مش عايز... يعني منقدرش نقول ماداموا بيدرسوا القرىن فلازم ينجحوا فيه
مازالوا بشر ولكل اللي فرقوا فيه عن اللي زيهم إنهم إتكتب عليهم دراستهم في الأزهر بسبب قرار من الوالدين أخذوه لأولادهم لما كانوا أطفال
فيما عدجا ذلك طلبة الأزهر برة المدارس و الجامعة فيهم المتفوق و الكسلان و فيهم المؤمن و العاصي... مجرد بشر

قلم جاف said...

لو تابعنا معظم حالات التضارب في الفتاوى خاصة على شاشات الفضائيات ، لوجدنا أنها وياللعجب بين أناس يحملون درجات علمية حصلوا عليها من الأزهر!

كيف سيحل هذا التضارب؟

هذا أولاً..

ثانياً .. عندما يكون إمام المسجد الذي يصلي وراءه الناس غشاشاً في مادة القرآن الكريم ، هل سيثق أحد به عندما يطلع فوق المنبر ويعظ الناس في خطب الجمعة بحرمة الغش وسوء جزاء الغشاشين في الدنيا والآخرة؟

لو كان المتخصصون كما يصفهم القانون المسخرة الجديد قاموا بواجبهم وتمكنوا من توعية عموم المسلمين لما ظهر غير المتخصصين ، ولترددت الفضائيات ألف مرة قبل استدعائهم.. لأن الشارع كله سيكون قد وعى على الأقل بمسئولية الفتوى بوازع داخلي بعيداً عن سياسة العصا والجزرة ، أما القوانين تلك فهي سلاح العاجز وأسلوب تفكير النعامة التي تدفن رأسها في الرمال وتلعن أسود الغابة وقططها وفئرانها أيضاً..