Friday, May 12, 2006

حلالاً زلالاً!

لا أحب الكتابة بالألغاز والفوازير ، لكني ألجأ في هذه التدوينة لذلك الأسلوب لأن الأسماء معروفة جداً جداً .. ولن يفيد ذكرها شيئاً..

شركة لمطاعم الوجبات السريعة ، وهي بالمناسبة شركة أمريكية تعمل في مصر ، كانت تلك الشركة تتصدر قوائم المقاطعة التي كلنا نعرف تايوانيتها ، ونعرف كلنا البيزنس الدعائي الذي صنعه التيار الديني (الإخوان والصوفيون والسلفيون) والتيار القومي والناصري من تحت رأس المقاطعة .. الأمر الذي وصل لتعيين حراسة أمنية مشددة حول محالها بالقاهرة والمحافظات في الفترات الذي يصل فيها التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى ذروته..وخسرت الشركة الكثير والكثير من جراء تلك الحملات وصداها وسط الشباب المتحمس الجلد والسقط .. لكن ليس للدرجة التي تدفع تلك الشركة لحزم حقائبها والرحيل من المحروسة..الشركة ، وهي معروفة بسمعتها السيئة في مجال "الفراخ" تعرضت لهزة أعنف من جراء أنفلونزا الطيور.. والتي نعرف ما الذي فعلته ببائعي ، وآكلي الدواجن من كل صنف ولون..
ولأنه من عاشر القوم أربعين يوماً صار منهم ، ولأن الفهلوة هي اللغة الرسمية في بلاد العجائب ، فقد تفتق ذهن الشركة عن حيلة جهنمية .. وهي الإشارة بأن منتجات الدجاج التي تقدمها في مطاعمها "حلال" مذبوحة على الطريقة الإسلامية!.. صحيح أن الكلام مشكوك في صحته لأن ما يدور في أوساط المتعاملين مع تلك المطاعم يؤكد أن تلك الشركة تصعق الدجاج قبل أن تذبحه .. لكن ليس هذا ما يهمنا ..
ضعوا خطاً نحو طريقة استعمال الدين كعامل جذب تسويقي ، وهو ما لم يحدث في الفترات التي تعرضت فيها الشركة وغيرها لحملات أشد داخل الشارع المصري..
الشركة نجحت برأيي وبامتياز في أن تخاطب المجتمع المحيط بنفس اللغة التي يتقنها ويجيدها ، في الوقت الذي حصل فيه الإخوان على ثمانية وثمانين مقعداً في البرلمان في عين العدو ، وأصبح الصوفيون يمارسون السياسة رغم أن شيخ مشايخهم ينفي باستمرار ، وقد يكونون ورقة الحكومة في مواجهة الإخوان ، أما السلفيون فعينهم على السياسة أيضاً ، فضلاً عن حزب الوسط الجديد شبه الديني ، بل إن روزا اليوسف نشرت كلاماً عن نية الشيعة عمل حزب سياسي ، وهو ما نفاه محمد الدريني أحد أكبر الشخصيات الشيعية المصرية.. في بيئة فيها كل هؤلاء ، بأساليبهم التهييجية ، وبلجوئهم الدائم للشارع بمناسبة ومن غير مناسبة .. كان يجب مخاطبتهم باللغة التي تحقق المصالح وترضي جميع الأطراف.. ولا مانع من تقديم "تنازلات" تجعل الشعب المصري يقتنع بأن دجاجنا حلال زلال .. طالما أن هذا يجعلنا "في السليم" على المدى البعيد ..
كوكوكووووووكوووووو!

4 comments:

حائر في دنيا الله said...

شوف يا يعم قلم جاف (من الحق هوا انتا اسمك ايه)
شوف استخدام الدين في الترويج حاجة مش جديدة
المشكلة إن الناس البسطاء في مصر يكفي تخشلها من باب الدين عشان تاكل عقلها لانهم بسطاء وخصوصا في التفكير وما بين فكي جماعات مبترحمش

قلم جاف said...

انت والضيف العزيز أحمد سلامة سألتوني عن اسمي ..
عموماً أنا اسمي شريف ، وترددت كثيراً في ذكره علشان ما يعملش قفلة مع عزيزي شريف عبد العزيز صاحب المدونة الشهيرة العدالة للجميع ، خاصة وإنه فيه تشابه كبير بين الدين والديناميت والعدالة للجميع في إنها بتتناول مواضيع دينية في الأساس (حتى ولو كانت العدالة أعمق وتتناول موضوعات أجرأ)..
وبخصوص موضوع المقال الأخير أنا متفق معك قلباً وقالباً ، وتناولت علاقتنا بالرمز الديني في مقال سابق "مفيش وسط"..

Me2nour said...

للأسف كارت الدين كارت رائج جدا في بلاد المسلمين... والدي ووالدتي مثلا كانوا مش بيحبوا صديقة ليا علشان مش محجبة (لله في لله!!!) و ده بيخليني أتعجب هو على أي أساس إحنا البشر بنحكم و الظاهر إننا بنحطم من بره بس مش مهم إيه اللي بيحصل جوه وأكبر دليل على كده إتباع الرائج سواء دينيا أو سياسيا أو حتى تكنولوجيا والمهم إن الناس تقولنا برافوا و إنتوا صح

mahdy83 said...

جميل اوي

حاول تعرف الناس بالمذهب الشيعي اكتر
لانه لم يدخل في المعلومات العامه حتي يومنا هذا


عايز اسال سؤال ايه علاقه الدين بالديناميت
بلاش تتكلم زي الحكومه

الحكومه بتوع شيماء شهيده الارهاب
سلملي علي شيماء
http://endegypt.blogspot.com