كيف عجزت الأمة المصرية في ريفها وصعيدها بقضها وقضيضها طوال أربعة أشهر أن تجمع ثمانمائة ألف دولار فقط لاغير, لتفتدي أبناءها المختطفين في الصومال. وإذا كان للخارجية المصرية موقفها المفهوم من عدم الرضوخ للإرهاب, فماهو عذر المجتمع المدني المصري في التقاعس عن نجدة مواطنيه ؟
أين الدعاة الذين يملأون الفضائيات ببرامجهم وحواراتهم, ولماذا لم يدعوا الأمة للتبرع من أجل فك أسر إخوانهم, أو ليس هذا من أبواب الجهاد والزكاة؟. وأين رجال الأعمال ولماذا لم يبادروا ببذل هذ المال اليسير للإفراج عن ثلاثة وثلاثين مواطنا مصريا, والذي إن اضطلع به واحد فقط منهم دون مساعدة من أحد فما كان ليضلعه؟.. وأين لاعبو الكرة والفنانون ولماذا لم يستغلوا شعبيتهم في الدعوة لهذا العمل الوطني الجليل وجمع المال لبني وطنهم ؟
ليست شيمة المصري أبدا أن يترك إخوانه نهبا لعصابة من اللصوص القراصنة, وليست ثمانمائة ألف دولار أمريكي بالمبلغ الذي يعجز المجتمع المدني المصري عنه أليس كذلك.؟
السطور السابقة هي رسالة في بريد الأهرام بعدد 5/8/2009.. "كلام جميل ، وكلام معقول ، مأقدرش أقول حاجة عنه" سوى إنه كلام شعبوي وفارغ..
أريد أن أعيدكم تسعة عشر عاماً إلى الخلف ، عندما كان كل من له صلة بالدين إبان غزو العراق لدولة الكويت يقول لنا في كل مناسبة أنه إذا جاء إليك البلطجي يطلب مالاً فلا تعطيه إياه تحت أي مسمى وظرف .. وإن قتلك فإنك شهيد .. ما الذي جعل القصة تتغير الآن؟.. وأين الآية الكريمة "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله .."-الآية (المائدة : 33) والتي كنا نسمعها ونسمع غيرها مراراً وتكراراً عندما كان الإرهاب الأسود يضربنا في عقر دارنا؟ ولماذا لم نسمع من المذكورين أعلاه ومن سيادة كاتب المقال في بريد الأهرام شيئاً عن موقف الدين من قطع الطريق والبلطجة خاصةً وأنها تأتي من أناس محسوبين علينا مسلمين؟
هل يثق كاتب المقال وغيره في "شجعنة" و"نخوة" القراصنة المغاوير الذين يتمتعون بكلمة شرف كتلك التي نجدها - في الأفلام فقط- عند السادة تجار الصنف وتجار السلاح؟ أي أنهم إذا ما دفعنا لهم الفدية فإنهم سيعطوننا الرهائن وعليهم بوسة؟
وهل -والرجل يحدثنا عن الدين وبالدين - سيصل بنا الأمر لتمرير "الحلوان" على كل بلطجي وقاطع طريق سواء في بلادنا أو خارجها؟ أو إلى صرف حصة من زكواتنا تبرعاً للسادة البلطجية؟ وربما يسمع أحد شيوخ الفضائيات دعوة الدكتور الموقر ليطالبنا بنصرة إخواننا البلطجية في "صومالي لاند" و"بونت لاند" على أساس أنهم يرابطون على ثغور بلاد الإسلام وأن ملاليمنا ستكفي البهوات شر الفاقة وتعيدهم إلى الصراط السوي؟
كواحد من ملايين عاشوا الفترتين ، أصبحت لا أعرف ما هو المطلوب بالضبط ، فتح أم تسليك؟ طبطبة أم ترزيع؟ بل ولا أعرف إن كان هؤلاء القراصنة بلطجية أم مجاهدون في سبيل الله؟
لست من المؤمنين بنظرية المؤامرة ، لكني أشعر أن هناك تياراً عاماً ، خاصةً في الإعلام المسيس أو في إعلام المال السياسي ، لتلبيس القيم علينا، وجعلنا نتعاطف مع ممارسات لا تتضارب فقط وصحيح الدين بل وصحيح الفطرة السليمة.. قد توافقونني على ذلك وقد لا توافقون..
إلا أن الشيء الوحيد الذي أتفق فيه مع كاتب المقال على كل الاختلافات سالفة البيان ، هو أن المجتمع المدني المصري تعامل بحالة من اللامبالاة مع القصة برمتها ، ولو حدث ذلك في أي مجتمع آخر لقامت الدنيا ولم تقعد ، لكن لدينا ، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ، منظمات "حروق إنسان" وناشطون واعتصاميون يصرخون في الشوارع ويمنون علينا بنضالهم بينما هذه هي مشاعرهم الحقيقية تجاه أبناء بلدهم ودينهم الذين اختطفوا على يد عصابات.. ورب ضارة نافعة إذ عرفنا هؤلاء على حقيقتهم..
5 comments:
رجال الاعمال مشغولون بالتبرع لنجوم الكرة فقط
ولا عزاء لمن لا يستطيع مداعبة الكرة بقدميه
القضية ليست قضية تجاهل منظمات المجتمع المدني للحدث بقدر ما هي قضية نظام حاكم (كلمة نظام تشمل الحكومة والأحزاب والمنظمات المدنية ) لا يهتم كثيرا بحال عامة الناس بقدر ما يهتم بتحقيق مكاسب فئوية سواء كانت هذه المكاسب مالية أو سياسية أو إعلامية .
ولا عزاء للفقراء
أتفق مع أبو أسامة دة أولاً..
ثانياً.. أستاذي وضيفي A Samir:
أنا ضد المبدأ من حيث هو ..
فكرة إني أدفع للبلطجي علشان يفرج عن سفني يفرج عنها تاني حتخليه يطمع في ما هو أخطر من كدة ، ومش بعيد يدخل المياه الإقليمية ويخطف سفن ويتحرش بيها..
يقولولك في أو تي في في الوثائقي المشبوه عن الموضوع إن الصيادين اصطادوا في الممنوع ، من امتى بنصدق حرامي ولا بلطجي؟ ولا احنا كوننا صور عن دول من خلال الأفلام بإنهم جدعان وأبطال وطيبين وميت فل؟
أقطع دراعي من لغلوغه إن صاحب القناة المذكورة ، وغيره من أصحاب القنوات من كبار رجال الأعمال وحيتان النقل البحري بيدفعوا "الحلوان" للناس دي علشان يتقوا شرهم ، ولو اتخطف لهم يخت صيد في البحر الأحمر على إيد الناس دي حتسمع لغة تانية خالص بدل لغة "محدش يلعب مع القراصنة"!
وأقطع دراعي التاني من لغلوغه إن كاتب المقال وغيره من أدعياء الثقافة حيقولوا بعد كدة المسامح كريم ، ولا أكن اللي اتخطفوا دول شوية فراخ سرحوا على عشة جنب البيت..
غرضي توصيل فكرة استفزتني كثيراً:
لما البلطجي يبلطج على مكان ما أسمع "لا تصالح ، لا تتنازل ، ولا تتعتع ، ومتدفعلهوش حاجة وإن موتك يبقى شهيد".. ولما يبلطج عليك انت ادفعله واتنازله وصالحه وبوس له راسه..
قمة التناقض..
وقمة الاستفزاز لما يتبرر دة بالدين هنا أو هناك .. وتبرير جمع التبرعات لإخواننا البلطجية من قراصنة الصومال دليل عجز فاضح ، وإلا لو كنا دولة قوية بصحيح لورينا العصبجية دول إننا لا نقل عن أي دولة كبرى يتخطف لها حد..
عندي كلمة ظريفة حبيت أوصلها للي كتب المقال في بريد الأهرام ومن قبلهم اصحابنا أيام غزو الكويت : لما تعوز تهيس عليا هيس بأي طريقة ، إلا الطرق اللي ليها علاقة بالدين..
السلام عليكم
كل سنة وانت بخير
وكل سنة وجميع أحبابك بخير وصحة وسعادة
وكل سنة وكل المسلمين علي شريعة الله وسنة الحبيب المصطفي رضي الله عنه وأرضاه
وان شاء الله نستفيد من رمضان بكل السبل
ونخرج منه أفضل مما ولجنا به
يا رب أعنا علي القيام والصيام والصلاة
ووفقنا لما فيه الخير للجميع يا رحيم يا كريم
وارزقنا العفاف والرضا - والمحبة واهدينا يا عظيم
وأعنا علي القيام والصيام والصلاة والارتقاءالي جنة الفردوس
واجعلها لنا ميراث خير وسعادة
واجعلنا من عتقاءك في هذا الشهر يا معطي يا وهاب
وارزقنا حلاوة القرآن و حسن تلاوته
وتدبر معانيه وفهمها علي النحو الصحيح
ورطب ألسنتنا بذكرك يا الله
عايز أقول اننا في أيام مباركة ويجب استثمارها في الخير والتقرب من الله
Post a Comment