Sunday, May 11, 2008

كمل كلامك

سيظهر -بالتأكيد- من يدافعون بشراسة عن دولة "حزب الله" في لبنان، ومن يصفون من يعارضوهم بضيق الأفق والتأثر بالشعارات الرنانة ، وسيظهر -بالتأكيد- من يدافعون بدورهم عن "حماس" رغم ما فعلته في الأراضي المحتلة ، ويتهمون من يختلف معهم بأنه الذي والذين.. والشيء نفسه مع النظام الإيراني والذي يراه مؤيدوه وريث "دولة الخلافة"، ولديهم هم الآخرون "لستة" من الاتهامات يكيلونها أيضاً لمن يشكك في مايرون..كل يتمسك بشدة بنموذجه كما لو كان حقيقة حسابية يستحق من تسول له نفسه الأمارة بالسوء مناقشتها قضاء الأجازة الصيفية في مستشفى الأمراض العقلية..

لا بأس..

أطلب ممن يؤيدون "حزب الله" ، ومن يؤيدون "حماس" ، وحركات الإسلام السياسي، وأنصار اليسار ، والمال السياسي ،وحتى من يطالبون بتطبيق النظم الليبرالية الغربية تطبيقاً حرفياً ، أطلب منهم طلباً واحداً ، لا أظنه صعباً ولا ترفياً..

أطلب من كل هؤلاء أن "يكمل كلامه" .. أن يسير بعقله مع النموذج لـ"الآخر".. ويخبرنا كيف ستصير الأمور إذا ما أصبح نموذجه في سدة الحكم.. على أن يفعل ذلك بتجرد ، بعيداً عن تأثير الدعايات التي تم حشو عقله بها مثلما يتم - في نظر كل هؤلاء- الأمر نفسه مع "الآخرين"..

من حق كل واحد منهم أن يحضِّر لي قائمة مطولة بالأسئلة التي سيسألها لي منكراً ومستنكراً، عن العزة والكرامة والهوية والأمة ...الخ، على أن يحضِّر كل منهم أيضاً أجوبة عن عدة أسئلة "وحشة"- بلاش شريرة المرة دي- قد يسألها لهم رجل الشارع العادي الذي يعرف بالكاد أسماء الشلل والمذاهب والجماعات والحركات..أطرحها هنا أيضاً بشكل متجرد وحيادي.. وأنا عن نفسي أقبل بأي إجابة يمكن لعقلي أن يقبلها في حدود الواقع وليس النظريات وكلام الكتب الذي ثملت شعوبنا منه..

من تلك الأسئلة: كيف سيتعامل كل تيار مفضل لدى هؤلاء الناس بعد الوصول للسلطة مع المختلفين والمخالفين؟ هل سيعيد "توزيع الثروة" أم "توزيع الفقر"؟ هل سيكون القرار الوطني في عهده مستقلاً أم تابعاً للقرار في دول أخرى حتى ولو كانت تنتمي لنفس العقيدة أو المذهب؟ كيف سيتعامل مع ملفات الفساد خاصة وأن احتمالات "إساءة استغلال السلطة" تبقى واردة نظرياً في أي نخبة تصل إلى السلطة على مستوى العالم؟ وهل يملك شجاعة الاعتراف والتراجع والتي دائماً ما كان ينعيها - مع أمور أخرى- على النخب الحاكمة الحالية؟

جميع الخطابات تقريباً تتسم باللون العاطفي، وهناك كُثُر يتعمدون ذلك للتغطية على ضعف المنطق ، وخوفاً من القدرة على التخيل والتحليل ، والتي قد تغير آراء الناس العاديين فيها وفي الواقفين وراءها - وهو أمر محتمل نظرياً..

مرة أخرى أدعو السادة المتحمسين إلى امتلاك شجاعة "كمل كلامك"- لعلنا نتبعهم إن كانوا ألحن حجة وأقوى منطقاً وأكثر واقعية-ودون أن تؤدي العاطفية الزائدة وتسميع الشعارات بالبعض منهم -على الأقل- إلى مرحلة "لماذا تنسى حين تلقاني نصف الكلام"!

10 comments:

Leonardo said...

بالنسبه لى فالموضوع اللى زى كده بافكر فيه م الآخر ...
من المستفيد؟
ألجأ لهذه الطريقه فى التفكير نظرا للتشويش الشديد فى تغطيات وسائل الإعلام وتحليلات الكتاب مختلفى المذاهب ..
وحتى لو صدق الإعلام فى نقل الصوره فأنت لاتعلم إذا ماكان هذا بفعل فاعل أو حادث مدبر أم لا ...

من المستفيد ؟
هل يكون القضاء على حزب الله فى مصلحة لبنان واللبنانيين أم لا؟
هل تنحية حماس عن السلطه ووجود فتح فقط فى الصوره فى صالح الفلسطينيين أم لا ؟

ليست المسأله أبدا الآن من يتولى السلطه وماذا سيفعل بنا الإسلاميون إذا ماجاؤوا إلى الحكم !
حينما يأتى الإسلاميون إلى الحكم بطريقة ديمقراطية ويرتكبوا بعض الأخطاء يحق لى بطريقه ديمقراطيه أن آتى بغيرهم وأن أعارضهم ..
ولو استبدوا كما استبد بنا غيرهم نثور عليهم كما آمل أن نثور على غيرهم ..
وكل هذا حديث بعييييييييد تماما عما يجرى الآن فى رأيى ..

ولكى يكون حديثى واضحا تماما أفسر بأننى مع انتقاد قرارات لحزب الله أو حماس ومناقشتها فهم ليسوا فوق البشر أو فوق الخطأ فهذا ضرورى لهما أيضا لتصحيح المسار إذا انحرف لكنى ضد الهجوم على الكيان نفسه وعلى مايمثله
ففى رأيى لن نكون نحن أبدا من يستفيد إذا ما قضينا على حزب الله أو حماس

أنا عارف إن مش ده بالظبط اللى إنت بتتكلم عنه بس بيتهيألى برضه مش بعيد قوى :)

ibn_abdel_aziz said...

التكميل للآخر هو القضية
وعشان كدة سؤالك باطل يا شريف باشا
:)
وما بني علي باطل فهو باطل
وياريت تبطل تفكر كثير
ومتفكرشي للاخر

وانصب مع النصابين
:)

بنت القمر said...

ما تقدرش تحكم علي اي فصيل او صاحب نظريه ومنهج الا من خلال التطبيق
لانه كله بيفرش الارض ورد ويعدنا بالاحلام التي تنقلب غالبا الي كوابيس
لكن زي ما قال ليوناردو
اذا كان في نظام محاسبي قوي
ولاحظ اني مش عاوزة اقول ديموقرطي
يخليك تحاسب الحاكم يعني الاول يحكم وتكون العصايه في ايده وبعد كده يا يستعملها صح يا نكسرها علي دماغه
لكن ما يحصل يا عزيزي
انه هو مع غياب نظام محاسبي وطني شريف هو اللي بيكسر العصايه علي دماغنا
تحياتي
واخدت لينك من هذة التدوينه بعد اذنك عندي ومن امبارح
:))

محمد عادل said...

في السيتينات كان جون كينيدي أحد المرشحين للرئاسة الأمريكية و كانت أحد النقاط الرئيسية في برنامجه الإنتخابي دعمه الكامل لإسرائيل حتي إن إقتضي الأمر التدخل بالجنود الأمريكيين في المعارك التي تخوضها إسرائيل ضد العرب.

قام أحد السياسيين (لا أتذكر إسمه للأسف و لكني أتذكر أنه كان يهودياً) بعمل حملة دعائية و مؤتمرات لتوعية الأمريكيين بخطر إنتخاب جون كينيدي بسبب نيته لدعم إسرائيل.
في هذه المؤتمرات قدم هذا السياسي تحليله للموقف العربي وقتها، و كانت خلاصة تحليله أن دولة كذا و كذا ستتحدان لأن مصلحتهما في تحقيق كذا، و الفصيل أ و الفصيل ب سيتحدان لأن مصحلتهما في تحقيق كذا، الخ.

بإختصار فإن نتيجة هذا التحليل السياسي أن العرب سيتحدون جميعاً في وجه إسرائيل بإختلاف الدول و الفصائل و التيارات السياسية لأن مصلحتهم المادية و السياسية في هذا. التحليل لم يتطرق إلي اللغة و الثقافة و الدين المشترك بل تحدث من منطلق دنيوي نفعي بحت.

كانت رسالة هذا السياسي - الذي لم يكن ينافس جون كينيدي في سباق الرئاسة- للشعب الأمريكي أن جون كينيدي سيقتل أبنائكم في حروب لا ناقة لكم فيها ولا جمل ولا يمكن أن تكسبها إسرائيل أو حتي أمريكا بأي حال من الأحوال.

اليوم حين يقرأ أحدهم ذلك التحليل المتعلق بالتعاون العربي قد يظن أنها قصة من قصص الخيال العلمي و ليس تحليلاً سياسياً. لم يتعاون العرب بالطبع و لم يطردوا إسرائيل بدون حتي أن تتدخل أمريكا بجنودها.

تعاون العرب و المسلمين بعضهم مع
بعض هو أحد البديهيات الغائبة عن العقلية العربية. لم يذكر لنا التاريخ أن أيا من فصائل المسلمين و دولهم إتحدت في وجه عدو واحد (الفرس، الروم، التتار، الصليبين، القشتاليين، الخ)، بل كان السائد أن يقوم ملك قوي بالتخلص من منافسيه ثم التفرغ لقتال العدو بعد أن يوحد الدول الإسلامية تحت حكمه هو شخصياً. هناك العديد من الأمثلة التاريخية ربما كان أشهرها صلاح الدين الأيوبي الذي أزال الدولة الفاطمية في مصر قبل أن يتفرغ لقتال الصليبين، الذين كانوا دولاً و ملوكاً متنابذين متناحرين إلا إنهم إتحدوا لهدف واحد هو غزو الشرق و التمتع بخيراته.

كتب الشيخ الغزالي عن بعض المتشددين دينياً بانه في بداية حياته الدعوية كان يظن أنه يمكنه أن يغير من تفكيرهم و يبعدهم عن التشدد و التنطع في الدين و سوء فهم الدين. بعد عدد لا بأس به من السنوات إكتشف أنه لا فائدة من تغيير ما هم مقتنعين به فحاول أن يقنعهم بالتعاون معه و مع من يعتنقون الفكر المعتدل في الأمور التي لا خلاف عليها و ما أكثرها، إذ أن الكل متفق علي أن العرب و المسلمين متأخرين إقتصادياً و علمياً و سياسياً، إلا أنهم رفضوا التعاون معه في أي شأن من شئون الحياة و ظلوا متمسكين بالتعامل و التعاون مع من يعتنق فكرهم فقط، مما دفع الشيخ الغزالي إلي وصفهم بأنهم ( لا تجوز الحياة بهم ولا معهم).

الفكر السائد لدي العرب الآن هو نفس الفكر الذي كان سائداً قديماً و هو الفكر الذي وصفه د. أحمد خالد توفيق ب "فليقتل بعضنا بعضاً حتي يبقي من هو علي حق عندها نتفرغ لقتال الأعداء".

بدلاً من الحديث عن أي الفصائل تؤيد لماذا لا نتحدث عن صيغة تتعاون فيها التيارات و الفصائل السياسية لتحقيق الأهداف المشتركة ( و ما أكثرها)، كل حسب قدرته و كل بنيته التي سيحاسبه الله عليها يوم القيامة.

عباس العبد said...

طيب ما كمل أنت فرضيتك و تقولنا

قلم جاف said...

عِبس:

ليس لدي عن نفسي تصور مبدئي..

وهذه التدوينة كتبتها من باب "لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين".. هذا التصوير القرآني الساخر والساحر في نفس الوقت..

كل من هؤلاء لديه عصي يمكنها أن تتحول إلى ثعابين ، أو أشياء أخرى.. وعليه فإنني أشعر أن كل من هؤلاء يقول أن عصاته قادرة على أن تخرج "كوبرا" أليفة ومستأنسة وغير سامة!

قلم جاف said...

الجميل محمد عادل:

رغم إعجابي الشديد بتحليلاتك إلا أنني أختلف معك تماماً..

يبدو أنه في إرثنا الثقافي لا وجود للجماعية في أي شيء.. لا في الرياضة ولا في السياسة ولا في العمل.. اللاعب الفرد والمذهب الفرد والأيديولوجيا الفرد ومشتقاتها من تقديس الفرد والالتفاف حول الفرد.. الخ..

هل لدى هؤلاء الذين يقول كل منهم بأنه "الوحيد الصح" والباقي على خطأ القابلية لأن يتعاونوا مع بعضهم البعض ولو لتحالف نفعي عارض؟

أشك.. وإلا لما بقي رهط من الذين طلب منهم الغزالي التعاون معه يسب الرجل بعد رحيله بسنوات إلى لحظة كتابة هذه السطور!

قلم جاف said...

العزيزة بنت القمر:

1-اقتبسي على راحتك.. واعتبري البيت بيتك..

2-أتفق معاكي في إن النظريات كلها جميلة ، من برة على الأقل.. بس كلهم بيقولوا كدة في الأول ، والكلام الحلو بيتحول..

والتطبيق ليه قدرة ، وليه مؤشرات..

وفي ظل العقلية السائدة في الخطوط الفكرية المذهبية والسياسية فإن كل منهم يعرف النظام الديمقراطي في رأيه بأنه النظام الذي يمكن له أن يستبد بالحكم من خلاله!

وحينئذ..هوووووووووووووووووب .. من الممكن أن يقفز كل منهم على النظام ويدمره ويعيد تشكيله بالطريقة التي تؤمن مصالحه ومصالح من يستطيع "تظبيطه" من أجل إقامة مريحة على كرسي السلطة!

لهذا السبب ، ورغم أن الجيش قد حول دولة مثل تركيا إلى دولة عسكرانية لا تعرف من الديمقراطية سوى الانتخاب وبس ، إلا أنه كان حجر الزاوية أمام أي محاولة من الأحزاب الغير عالمانية ومن ضمنها الحزب الحاكم الحالي في تركيا لإعادة بناء النظام..

أما عن المحاسبة ، فأشعر أنه طالما أن هؤلاء بهذه الطريقة ، فانسوا أن يحاسب أي منهم على فعل فعله ، أو أن يسمح بذلك..

قلم جاف said...

عزيزي ابن عبد العزيز:

من الصعب أن نتوقف عن التفكير ، بما أن كل هذه الفرق تستفيد من تعطيل الجمجمة أحلى استفادة..

مش كل واحد منهم بيقول إن الحقيقة معاه.. ماشي .. "لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين"!

قلم جاف said...

عزيزي ليو:

الإعلام لما بيحب يحابي الناس اللي زي دي يكلمك عن النظرية ، وتلاقي كتابه بيسمعولك النظرية واللي اتقال في المنشورات والأغاني الدعائية.. ولما بيحب يقلب بيوريك التطبيق كان شكله إيه!

بالنسبة للمستفيد.. سؤال حلو..

السياسة كلعبة لا أخلاقية فيها مستفيدين من كل شيء حتى ولو كان ضد مصلحة البلاد والعباد..

فيه ناس مستفيدة من عدم وجود حركات الإسلام السياسي، وفيه ناس مستفيدة من وصولهم للسلطة ، وعالباً لا دول ولا دوكهمة مصالحهم متوافقة مع مصالحنا احنا كشعوب!

والمستفيد حيسمعنا قصائد عن النظرية ، وغير المستفيد حيسمعنا عن التطبيق..

المهم ما نبقاش كبشر برة اللعبة ومسلمين دقننا ..

ملحوظة: عموماً لما تلاقي أي حد من دول وصل السلطة وفشل حيعلقلك على ألف شماعة من عينة الخيانة والامبريالية و..و...وطبعاً حيلاقي ألف من يصدقه..

نفسي حد منهم يكمل كلامه بصراحة ، ودة هو المستحيل السابع ..