Monday, May 5, 2008

الشيشة ..والحشيشة

ليست المشكلة في الحلبسة فقط ، بل فيمن يُنَظِّرون لها.. هناك على سبيل المثال من يدافع عن كون "البعض" يعيش على سجيته "ع الآخر" في المسجد مطالبين إيانا بألا نسمح لـ"التشدد" بأن يمنع المسلمين من العيش على طبيعتهم في بيوت الله وبأن يضرب "الإسلام الوسطي السمح" الذي نؤمن به كمصريين..ومن سيظهر طبعاً ليؤكد على مكانة المسجد في الإسلام "والتي ليست محل شك" وعلى أنه المؤسسة الرئيسية في الإسلام "هذا طبعاً في وقت سابق وفي بدايات التاريخ الإسلامي" وعلى أن عزل المسجد عن "الطقوس الحياتية" للإسلام هو خدمة لأنصار العلمنة والإلحاد و...و..... .

في أيام الموالد الكبرى ينتقل الناس بـ"كامل التجهيزات" .. طعام وشراب و"بوابير جاز" و"عسكرة" في جوار المسجد ، عادي خالص.. وفي "الويك إند" لا يحلو عقد القران إلا في المسجد الذي يتحول إلى ما يشبه السيرك .. وعلى من يعترض - خصوصاً المصلين- أن يشرب لترين على الأقل من البحر الذي يعجبه.. "انت مش حتصلح الكون".. "سيب الناس ع الطبيعة يا جدع"..

عندما تستمر الحلبسة لتصبح عادةً وعرفاً فيما بعد ، وعندما تجد الحلبسة من يبرر عنها ويدافع عنها ، فمن العادي جداً أن تتطور الأمور لتصل - في حالتنا هذه- إلى وجود "شيشة" في قلب المسجد.. اليوم شيشة عادة.. غداً شيشة ملغومة.. اليوم شيشة .. وغداً حشيشة..

هجر الشيوخ والعلماء المساجد إلى الفضائيات ، وهجر النظام حياتنا في أجازة مفتوحة.. وهجر الوعي السلوك لدينا لدرجة أن أهالي عاقدي القران أخرجوا إمام مسجد قريب من بيتنا عن شعوره في مواجهتهم بعد ما فشلت تعليمات وزارة الأوقاف - الصريحة والمكتوبة"- في ردعهم عن سلوكهم.. وطبعاً هذا الموضوع ليس مدرجاً ضمن مواضيع دروس الفضائيات.. وكأنه لا يهم أحداً..

بس خلاص..

ذو صلة: محمود الكردوسي يعلق على هذه المسخرة في المصري اليوم
* Image Credits: الصورة من أحد المنتديات لتعذر نشر الصورة التي نشرتها المصري اليوم بتاريخ 2/5/2008 بسبب حظر الجريدة نقل أي صور من موقعها بدون تصريح ..وهو ما يقدره ويتفهمه المدون..

3 comments:

بنت القمر said...

علي الجانب الاخر هنا في الاسكندرية المسجد المجاور له شأن غيرة يفتح بابه تحديدا وقت الاذان ويغلقه بعد الصلاة مباشرة
ويا لهول قصور عقلي...
فقد كنت اعتقد{ رغم اني تجاوزت الثلاثين}ان بيوت ربنا مش بتتقفل!!!ا
وان بيوت ربنا مفتوحه كل وقت
والناس اللي بتحب الاعتكاف دول عايشين في الجامع علطول
:))
ويبدو ان ما تسرب الي عقلي من افلام عربي قديمه...وبالوالدين احسانا
والبطل قاعد يبكي ويصلي في الجامع ويد الشيخ الحانيه تربت عليه وتخبره ان باب التوبه لا يزال دوما متاحا للجميع
هي مجرد خيالات طفوليه
وقد صدمني الامر بشده
ومش من حقهم يقفلوا بيت ربنا
يبدو ان عندهم حق بقا!!!!ا

مهندس مسلم said...

احنا عندنا في مصر مشكلة وعي رهيبه
الناس فعلا ما عدش عندها اي معنى لاي قيمة

الشيشة في المسجد دا مظهر من مظاهر تدني الثقافه
انا مش شايف اي فرق بين المنظر اللى انت بتقول عليه ده وبين الاغاني المنتشره بين الشباب والتي شيرتات اللي عليها ترتر كنا زمان بنقول على الحاجات دي بتاعت سواقين الميكروباسات وكنا بنتريق على زمايلنا بتشبيهم بسواقين الميكرباس دلوقت بقت دي موضة شباب الجامعه "مطرب الاخبار والتي شيرت ابو ترتر"

قلم جاف said...

بنت القمر ومهندس مسلم:

لازم نعترف بإن عندنا أزمة وعي.. وبإن فينا ناس كتير مبيتحركوش إلا تحت تأثير عصا القانون..

مثلاً.. مين بيركب الحزام في عربيته- إن كان عنده عربية- عن اقتناع مش خوفاً من القانون؟ ناس قليلين..

المثير للذهول.. إنه رغم هذا الكم من المحتوى الديني في الميديا والحضور الطاغي بل والمستبد للفرق الدينية كلها متلاقوش أي حاجة عن الانضباط داخل دور العبادة.. وكإن المسألة دعه يعمل يا بني دعه يمر وحمادة يلعب.. وتلاقوا الجامع بيتحول في ليلة 27 رمضان لسيرك وفي الموالد لسيرك وفي الأفراح لسيرك.. والمثير للذهول أكثر وللغضب كمان إن حتى مفيش نبرة استنكار عالية للي بيحصل..كإنه "عادي"..