Thursday, January 18, 2007

اكرهوا أنفسكم!

ساعات ونعرف مصير العام الهجري 1428 ، هل يبدأ الغد "الجمعة" أم السبت .. كل عام أنتم بخير..

إذا كنا في نهاية العام الميلادي نلقي نظرة على أحوال العالم كله في ثلاثمائة وخمسة وستين يوماً من العمر ، فهذه فرصة ونحن في هذه الأيام المفترجة لنقف بيننا وبين أنفسنا على حالتنا نحن كمسلمين والتي لا تسر عدواً ولا حبيباً خلال عام هجري كامل..

على غير العادة .. لن أتطرق لكل التناقضات الغريبة التي نعيشها في سلوكياتنا ، ولا على التدين الشكلي ، أو الاستغلال التجاري والسياسي للدين ، وكله جاي دوره بعون الله تعالى ، لكني سأكتفي بالكتابة عن لقطات صغيرة وغريبة حدثت في العام الهجري الذي أبصرت فيه تلك المدونة النور قبل تسعة أشهر..

جعجعة لا مثيل لها تتكرر من كل المتمذهبين ومن العديدين ممن يكلموننا في الدين عن الأمة الواحدة الموحدة المترابطة المش عارف إيه ، في الوقت الذي نجد فيه من الغريب أن يصافحك مصلي في المسجد! أصبح المشهد الذي عشت طفولتي وما تلاها من العمر غريباً ومستهجناً.. بتسلم على اللي جنبك ليه؟

صحيح أن من يفتون بذلك يعللون بأن المصلي بعد الصلاة لا يزال في صلاة إلى أن يختمها .. لكن ماذا تقول أحياناً فيمن يجري دون أن يلوث يده بالسلام على المصلي الجالس بجانبه؟

أما من إمام ينبه على أن المصافحة بين المصلين بعد أداء الصلاة وخاصة المصلين الذين لا تسمح لهم ظروف عملهم أو مصالحهم بختم الصلاة ليس رجساً من عمل الشيطان؟

وتماشياً مع تلك العدائية ، التقطت من موقع إحدى الطرق الصوفية عبارة لإمامها المجدد كما يصفونه : ! أَحذَر أَن تُحِبَّ شَيئًا غَيرِ اللهِ ،فَإِذَا شِئتَ أَن تُحِبَّ غَيرَ ذَلِكَ فَأَحِبَّ مَن وَالَى اللهَ !

لا تحب أي شيء ، ولا أي شخص ، لا تحب وطنك ولا أهلك ولا أصدقاءك ولا عملك.. اكرهوا أنفسكم و "ولعوا فيها" بجاز ، وياريت يكون مش نضيف!

ثم نأتي بعد ذلك ليستعرض علماء الفرق والمذاهب والطرق والشلل والجماعات والمرجعيات على الغرب أننا دين محبة وتسامح (وهو أمر لا مزايدة فيه ولا عليه)! الاسم طوبة والفعل أمشير .. النصوص محبة وسلام وتواد والفتاوى والسلوك وأفكار البشر كلها تنضح بالعكس!

أقلب مؤشر القنوات بين قناة دينية تبيع منتجاتها بقال الله وقال الرسول ، وأخرى يتحدث فيها "باحث إسلامي" عن مراكز السالكين ودرجات المتقربين .. أين نحن من هذا وذاك؟

كل عام وربنا ساترها علينا .. ولا يجعلنا في فوهة مدافع أفكار هؤلاء أكثر ما نحن عليه الآن..

8 comments:

Anonymous said...

كل سنة وانت طيب يافندم
وربنا يعيد عليك العام بالخير

استوقفتني الجملة ماقبل الأخيرة
أين نحن من هذا ومن ذاك
.. ذكرتني بخطب الجمعة، وبعدها تماماً عن هموم الناس

ربنا يلطف بينا، ويخليهم أقرب لهمومنا

Unknown said...

أخذت بالك من البانر الدعائي للطريقة ؟؟

عقيدة حقة - عبادة خالصة - أخلاق فاضلة - معاملة حسنة !

مش ناقصها غير "ضمان سنتين شامل قطع الغيار.. التوصيل للمنازل مجاناً"


شريف نجيب

tota said...

عزيزى قلم جاف

كل عام وانت بخير
اسمحلى اترجم امنياتى للعام الهجرى
الذى حل علينا
اتمنى نترجم دينا لافعال مش بس نصوص
مش كلمات وقشور
امنيتى للعام القادم ان تعرف قلوب المسلمين الاسلام الحق وتطبقه
ان تخرج الزكاه من الجيوب العامرة لتفيض على من لا يملك فتتوازن الكفوف الغير متزنه
اتمنى ان نعرف اننا من نفس الطين لا فرق بينا الا بما تقدمه ايدينا من اعمال الخير وليس بما نملكه من اموال وما نحمله من القاب وليس بالمناصب

اتمنى ان ننصر اخواننا ظالمين او مظلومين

اتمنى ان تصمت ألسنة الفتنة وان يعلو صوت العدل والحق

اتمنى ان اجد الراعى الذى يؤرقه حال من يراعهم فى كل موقع وفى كل مكان من رب الاسرة الى حاكم البلاد

يااااه الاف من الامانى اتمنى ان نحظى بأى منها فلا اطمع فيها كلها فى عامنا الجديد
عسى الله ان يتقبل دعائنا

تحياتى

Anonymous said...

كل سنة وانت طيب وبخير وسعادة يعم شريف
ويهدينا ويهديهم

قلم جاف said...

كل عام أنتم جميعاً بخير..

يسمع من بقك ربنا يا عم حائر..

وأشاطر توتا كل أمنياتها للعام الهجري الجديد ، وأضيف : ألا تكون أجازته يومين كما حدث هذا العام!

تخيلوا : كان من المقرر أن أواصل حشو أحد ضروسي اللي مطلع عيني امبارح ، اتضح إن العيادة الحكومية كانت أجازة رغم إن امبارح كان 2 ذو الحجة .. لييييه؟ لإن راس السنة الهجرية كان يوم السبت ، وعليه كان لازم ياخد الموظفين أجازة يوم زيادة مكان السبت!

والأغرب إن التربية والتعليم كانت شغالة امبارح في الامتحانات.. يعني الامتحانات أهم ولا الناس العيانة؟

شريف نجيب : ما تستغربش .. كل الشلل الدينية بتحب تحطلها شعار حلو براق يشبه من بعيد العبارات الإعلانية اللي كانت شغالة في إعلانات التمانينات "بيوكلينا .. يغسل كموج البحر"!

محدش بيديك صورة متوازنة عن نفسه لإنه خايف يديهالك ، وإن كانت أفكاره متطرفة أو متحجرة معندهوش استعداد يراجع ولا يفكر..

منار منجد التي تكتب بالحبر الأبيض : لسة دور خطباء الجمعة جاي قريب إن شاء الله .. لسة واقع في واحد ظريف جداً من الناس دي ، وإن كان ما وصلش لدرجة الغرابة اللي قدمها خطيب المسجد اللي كتبت عنه في تدوينة هنا بعنوان "مسجد مكيف الهواء"!

n said...

كل سنة و انت طيب
و عام هجري جديد سعيد بإذن الله

مـحـمـد مـفـيـد said...

حبيبي الرائع
كل عام وانت بخير وسعاده وستر
اولا حكايه الانتماء للمذاهب تجد ولاءهم للمذهب اكثر من الانتماء الي الاسلام ومحبتهم الي الله عز وجل
وحكايه السلام بعد الصلاه في ترد اي احاديث في السنه او كتب السيره تحدثت عن تلك البدعه ( والله اعلم )ولكن
الفجوه بدت اكثر اتساعا وربنا يستر

قلم جاف said...

نمنماية ومفيد كل عام أنتم بخير ..

ويبدو إن قلبك كان حاسس يا مفيد ، لسة كاتب تدوينة جديدة عن اقتراح لفضيلة مفتي الديار يرى أن أول الحل هو الاعتذار المتبادل .. واختلفت معه في ذلك ووضحت الأسباب بها.. في انتظار زيارتك وتعليقك..