Wednesday, August 23, 2006

مفتية للنساء فقط..تيجي إزاي؟

قنبلة جديدة قديمة توشك على الإنفجار ، وهي مسألة فكرة تولي المرأة لمنصب مفتي الديار..وهي سابقة لا أعتقد حسب معلوماتي المتواضعة أنها حدثت في بلد إسلامي من قبل..

صحيح أن "المناوشات" بدأت حول قيام المرأة بالإفتاء من عدمه ، و تولي المرأة الإفتاء للنساء، لكن "القتال الحقيقي" حول تولي المرأة منصب "الإفتاء العام" على مستوى القطر..أما المرحلة "الحالية" من "المعركة" فلا تزال في قضية اشتغال المرأة بالفقه والفتيا ، إلا أن "التصعيد" وارد ومحتمل..

د. سعاد صالحوإذا ما ذكرت تلك المعركة فإن اسماً واحداً سيفرض نفسه ، اتفقنا أو اختلفنا معه ، وهي أستاذ الفقه بكلية أصول الدين الدكتورة سعاد صالح ..والتي عرفناها من خلال فتاواها المثيرة للجدل على شاشات الفضائيات وصفحات الجرائد ، وانتقادها الأشهر لمنصب مفتي الديار المصرية في ذاته .. وقد يبرر هذا الانتقاد - بل لنقل التهكم - بتهرب شيخ الأزهر ومفتي الديار الحالي الدكتور علي جمعة من طلبها باستخراج قرار رسمي يخولها ، ويخول غيرها من الفقيهات ، الإفتاء للنساء ، رغم أن المفتي السابق الدكتور نصر فريد واصل قد سمح لها ، بحسب عشرينات ، على منحها ثلاث أيام أسبوعياً ، وبشكل تطوعي للإفتاء في مسائل النساء الفقهية..وإن كان ألقى بالكرة في ملعب شيخ الأزهر ..وإن كان يرجح "أن هذا القرار يجب أن يكون قرارا جمهوريا صادرا عن رئيس الجمهورية"!

يهمنا هنا أن الدكتورة سعاد صالح لم تطالب بتعيينها مفتياً ، أو مفتيةً للديار ، كما لم تطالب بمنصب مشيخة الأزهر لأنها تعتبر ذلك من باب "الإمامة العظمى" ، ولكن "كل ما طلبته هو أن يكون هناك من يفتي في أمور النساء. وذلك جائز شرعا بإجماع العلماء"..

ومع اختلافي معها ومع أسلوبها ، فإن في ما قالته سواء في عشرينات ، أو في الشرق الأوسط اللندنية (باستثناء ما قالته طبعاً عن تضارب الفتوى وهو رأي يفسر الماء بعد الجهد بالماء) ، أو لإسلام أون لاين دوت نت في سياق متصل كثير من المنطق .. لا يوجد مانع على أساس النوع يمنع المرأة من ممارسة العمل الفقهي أو الإفتاء في المسائل الفقهية.. وإلا لماذا فتح الأزهر أبوابه للنساء لتلقي العلم الفقهي والدعوي؟.. هل للوجاهة مثلاً (كما فعل بتدريس العلم الدنيوي إلى جانب العلم الديني والمحصلة "محلك سِر!)؟

إذن لا توجد أي مشاكل في إفتاء المرأة عموماً .. وأهلاً بالفقيهات المستنيرات الفاهمات في ظل زمن الحَوَل الفقهي الذي نعيشه..

لكن السؤال الذي يسأله كثير من الناس ومَثَّلَه وبوضوح تعليق على نفس التقرير في عشرينات : هل هناك فقه للرجل وفقه للمرأة؟ هل توجد "فئوية" في الفقه؟ مع تسليمنا بأن هناك أحكاماً خاصة بالمرأة في بعض العبادات .. فالفقه واحد ، ويفترض بالفقيه(ـة) الإلمام به كله سواء أحكام الرجال أو النساء أو الأطفال أو الشيوخ.. لماذا لا تمارس المرأة بنفس المنطق الإفتاء عموماً بغض النظر عن إن كان للنساء أو للرجال؟

ومسألة تولي المرأة منصب مفتي الديار تبقى نقرة أخرى ، شائكة ، ومعقدة ..خاصة وأننا لم نسمع حتى في تركيا عن تولي المرأة منصب المفتي العام.. ونفس الأمر ينسحب طبعاً على منصب شيخ الأزهر! .. والخوف أن تتحول المسألة إلى موجة وإلى مظهرية فجة ووجاهة .. وبالمرة لتعليق المزيد من الخيبة والوكسة على شماعة الدين كالمعتاد!

5 comments:

Anonymous said...

ربما هذه هي التي يريدون فيها عدم الاختلاط :)
أو كان المقصود بها النطق بالحكم ليس إلاّ..
لنا الله، قد يكون هذا باباً لحول فقهي جديد، من يدري


قلم جاف، حبيت بس أحييك على هذه المدونة (ولو أن التحية متأخرة)
لكن تحية لفكرك وقلمك.. فأنا أتعلم الكثير من هذه المدونة..

تقديري

Malek said...

على فكرة بس ياقلم التخصص الفقهي ليس امرا جديدا و ثابت تاريخيا ان هناك من الفقهاء من توسع في ابواب اكثر من غيرها
وعلى سبيل المثا لفقط الاوزاعي الفقيه الشهير كان من اكثر من تكلم في امور اهل الذمة.الدكتورة سعاد عالمة جليلة ولها اجتهاداتها الخاصة وده اصل الفتوى العلم
يعني حكاية مفتي وبطيخ خرجت عن مفهومها الاصلي اي شخص من اهل العلم والاجتهاد ويتحمل مسؤولية الرأي لتصبح وظيفة وده طبعا تخريف مع احترامي الشديد لكل من يقوله
يعني السيدة نفيسة مثلا كانت من اهل العلم
والسيدة عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها وارضاها
و عائشة بنت طلحة
ولو حضرتك رجعت لالف ليلة وليلة قصة تودد الجارية حتلاقي الجارية درست و اتكلمت في كافة العلوم
وقصص كتير على هذا المثال
فلو زي ما حضرتك قلت الازهر (وطبعا في اقوال ان العلوم الشرعية هي العلوم التي يجب ان تدرسها المرأة وليس هذا مجال الحديث)اتاح فرصة للمرأة لدراسة العلوم الشرعية فما المانع في ان تحصل على هذا اللقب؟وخاصة انه دستوريا ليست هناك وظائف حكر على الرجال بحكم ما
يعني من وجهة نظر تخرج عن اطار الدين وتدخل في مفاهيم قانونية هل هناك قانون او نص قانوني يمنع المرأة من وظيفة (ولا اقول الافتاء كفعل خالص )الافتاء؟؟
على قدر علمي لا يوجد!!هل يوجد نص دستوري على المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات وفرص العمل وغير ذلك؟
على قدر علمي يوجد
بالتالي النقط التي تثار هي ايضا من باب الفذلكة وعدم الفهم
كون ان الدكتورة س او ص تفتي فهي بتفتي من غير ماتاخد رأي حد ...كونها تاخد وظيفة مفتي ولقب مفتي فده امر مرده للسلم الوظيفي و للحكومة
وربنا مايجيب رسوب وظيفي لحد
تسلم لي يا شريف

قلم جاف said...

التحية ليست متأخرة يا منار .. وكلنا نتعلم من بعضنا البعض .. وأنا أتعلم وأستفيد من الجميع دون استثناء..

إيبي : أنا لما روَّحت برضه سألت نفسي نفس السؤال..ولقيت إنه سؤال وجيه ومش عبثي والراجل اللي سأله في الكومنت هناك كان له وجهة نظر وجيهة لما طرحه..

المبحر وراء التفاصيل مالك :) :
أنا معاك إن فيه ناس توسعت في مناطق معينة ، لكن التخصص اللي بنتحاور عليه عامل زي التخصص الطبي ..

أنا عندي مثلاً ضرس مطلع عين منطقتي ، اللي حيشيلهولي ويريحني من نزنازه مش دكتور الأنف والأذن والحنجرة ، ولا دكتور العظام ، ولو عندي س من الناس مشكلة في ودانه مش حيروح لدكتور العيون .. رغم إن الكل درس في كلية واحدة وعندهم نفس المبادئ ..

ومستفزاني أوي أسلوب "الباص" اللي شغال ، إحنا مش في ماتش كورة ، لما ييجي عالم جليل أيا كانت اختلافاتنا معه زي المفتي يلقي بالكرة في ملعب شيخ الأزهر ، ثم لرئيس الجمهورية .. غريبة دي! تذكروا إنه هو نفسه اللي رفض مبدأ الانتخاب لـ"منصب ديني" سواء أكان شيخ الأزهر أو المفتي .. الأمر اللي بيعني ضمناً إن رئيس الجمهورية هو اللي يجب عليه بيعين المفتي..

ابتسم - أوي - أنت في مصر!

Malek said...

على فكرة يا شريف الكلام اللي بتقوله مع احترامي الشديد لرأي
حضرتك برضه اسمه قياس مع الفارق و بالتالي لا يجوز
انا بتكلم عن ان فيه سابقة بل سوابق لمن تخصص في باب معين
ماشي ياباشا؟
باقي كلامي عن ان المفتي وظيفة واصل الوظيفة اختيار حكومي لانه موظف في الدولة
ماشي برضه؟؟
قانونا لايوجد مايمنع ان تتولى المرأة هذه الوظيفة
وده اللي قلته
فعلا
الدكتورة سعاد وغيرها على فكرة
بيفتوا فعلا سواء في الفضائيات او في البيوت والصالونات
الاهم هو العلم وده اللي بقوله مش كده يا شيري؟؟
انا على فكرة اسامة القفاش مش حد تاني
وبرضه لمجرد التذكرة يا جميل
دي مش تفاصيل دي جوهر القضية
تحويلها لقضية المرأة ومعركة المرأة وكل الكلام اللي لا يودي ولا يجيب ده هو اللي موضوع مضلل

قلم جاف said...

عزيزي الأستاذ أسامة :
اتفاقي معك أكثر من الاختلاف بكثير ، والمثال الطبي ذكرته فقط كمجرد مثال ، والتساؤل المذكور في نص التدوينة ببساطة هل الفقه فيه نفس التخصص مثل الطب؟

خانني التوفيق هذه المرة في أنني لم أنوه على ذكره كمثال قريب من الذهن ..

وأنا معك أن تحويل الأمر لقضية المرأة وغير المرأة تضليل،خاصةً مع الطريقة المظهرية السمجة التي تطرح بها بعض قضايا المرأة في بلادنا (في الصحف والمسلسلات بالذات).. واعتبار البعض من السادة والسيدات المظهريين والمظهريات وصول المرأة لمناصب سياسية وتنفيذية هو غاية المراد وليس وسيلة..