رغم ما نعيشه من مهازل داخلية وخارجية .. أحياناً يأتي البعض ، باسم الدين طبعاً ، ليقدموا لنا كوميديا من نوع خاص ، كوميديا تجعلك تضحك وتصرخ وتلطم في آن واحد..
أدين لزميلتنا مي2 بهذه الواقعة التي نشرتها قبل ثلاثة أسابيع في مدونتها ، حيث فوجئت هي كما فوجئنا جميعاً بالاكتشاف المذهل لأحد حملة الدرجات العلمية بالأزهر بأن أسماء الله الحسنى المعروفة لدينا "ليست كلها بأسماء" ، وإنما هي مقتبسة من أفعال! ، وأنه بالدراسة الحديثة !باستخدام الحاسب الآلي للقرآن الكريم والسنة المطهرة تم "التوصل" إلى أسماء الله الحسنى الصحيحة من وجهة نظر الباحث و هي كالتالي
وعندما تدخل على الموقع الرسمي الخاص بهذا الاكتشاف المذهل ، تكتشف أن الدكتور صاحب الاكتشاف قد اكتشف أن اسماً كـ"مالك الملك" ليس من الأسماء الحسنى ، رغم أنه ذكر بنص القرآن الكريم في سورة آل عمران في الآية السادسة والعشرين ، ونفس الشيء ينطبق على "ذي الجلال والإكرام" المذكور صراحة في ختام سورة الرحمن!.. أي "عيِّل" درس في الأزهر يعرف أنه لا اجتهاد مع وجود النص الصريح.. فما بالك لو كان صاحب شهادة الدكتوراه!
قد يدافع البعض عن صاحب الموقع واصفاً إياه بأنه يبذل جهداً لتنقيح التراث الإسلامي من الكذا والكذا .. لكني على المستوى الشخصي أراه مثل "أصحاب الاكتشافات المذهلة" التي من بينها مثلاً أن للفجر أذانين لا واحد وأننا نصليه في الوقت الخطأ ، وغيرها من الأشياء الغريبة التي تصيب المسلم بالحول أكثر وأكثر.. ولا يسئل هؤلاء عن شيء اسمه فقه الأولويات.. وأنا واثق إن سمع هو أو غيره انتقاداً من أي نوع ، لهاج وماج واعتبر هذا المنتقد أو ذاك من أنصار الجمود ومن أعداء الاجتهاد .. اجتهاد مين؟
الكارثة الحقيقية تكمن في التصريح الأزهري نفسه .. وهو ما ينطبق على مطبوعات كثيرة تتم مراجعتها داخل الأزهر تحمل من الأفكار غريبها ومستفزها..
أولاً .. الأزهر وافق على الطبع ،ولم يراجع .. وهذه مصيبة ، ثانياً : دققوا في هذه العبارة المكتوبة صراحة في نص التصريح:
"وليس في الأسطوانة المذكورة ما يتعارض مع العقيدة الإسلامية ، ولا مانع من طبعها أو من نشرها على نفقتكم الخاصة ، مع التأكد من ضرورة العناية التامة بتصوير الآيات القرآنية من المصحف ، وأيضاً العناية التامة بالأحاديث النبوية الشريفة وعزوها إلى مصادرها"!
يا نهار أسود!.. إذن من الممكن أن يحصل أي صاحب كتاب أو سي دي على إذن كهذا ، ثم يضيف فيه من الأحاديث الضعيفة والموضوعة ما يشاء .. وكيف لا .. فقد حصل على الرخصة ، من دون مراجعة ولا نقاش ولا دياولو..
صحيح أنه قيل في قناة اليوم أنهم راجعوه ، لكن نحن لنا الوثيقة الرسمية المنشورة ، والتي لا تشير أبداً إلى ذلك!
إذن لا عجب من وجود شرائط مشايخ البوكيمون ، و مطبوعات من عينة "الفتوحات العزمية" ، وغيرها .. ومن يطالب بمراجعة وتنقيح هذه الأشياء فهو يقف ضد الصحوة الإسلامية ، تماماً كمن ينتقد حظر "كتب الكتاب" في المساجد ، "يعني سايبين هيفا ونانسي وماسكين لنا في الكلام الديني"!
سؤالان أخيران : أنا مؤمن بالله وأسمائه وصفاته ، فبماذا يفيدني هذا الاكتشاف كمسلم؟ وهل إن كانت الأمور في الأزهر هكذا، كيف نثق بالمؤسسة التي فقدت السيطرة على نفسها، والتي تؤكد أن الصورة السلبية للأزهر في الشارع ليست فقط من صنع جماعات الإسلام السياسي والمعارضين فقط ، بل أن لها جذوراً قوية ومتينة على أرض الواقع؟
لكل فضيحة جلاجل ، دمتم بألف خير..
6 comments:
السلام عليكم...مبدئيا بس انت اتأكد بنفسك من الكلام اللي انت كاتبه في المقالة اللي انت كاتبها ولا بتقول كده بناء على الصورة اللي موجودة...ومن خلال كلامك لقيت بتجيب سيرة قناة اليوم...هما ناقشوا الموضوع ده وطالبوا رأي واحد من الأزهر...يعني مسئول عن القضية ..ولا لأ؟ علشان لو الموضوع مبني على صورة معمولها سكان ما أسكانر وممكن يتعدل فيها الكلام لمجرد فرقعة إعلامية من صاحب الموقع يبقى كلام فاضي...يا ريت تتأكد تاني من مصدرك ومتعتمدش على الصورة دي بس
ممكن تبقى الصورة فرقعة إعلامية لو ما كانتش منشورة في موقع الدكتور صاحب البحث المعجزة ، اللي استضافته قناة اليوم بشحمه وبلحمه.. او كانت في موقع تابع للتيار الديني ولا الناصري علشان يهيجوا الناس بيها زي ما بيحصل عادةً .. ولما ينشر هو في موقعه الخاص اللي عامله علشان الموضوع دة بينشره بلا لعب ولا بتنجان علشان الصورة اللي هي المستند الرسمي بتدعم موقفه.. اكرر ان دة تصريح تداول ، ما هواش تصريح مراجعة .. ومفيش داعي نتخدع في الجملة الاولى من العبارة اللي نقلتها من الصورة..
دة اولاً..
ثانياً .. وهو الاهم .. المناقشة دارت بعد ما البتاع البحث اجيز تداوله كـ سي دي في السوق..ولو رجعت للموضوع زي ما نشرته زميلتنا مي 2 حتلاقي ان قناة اليوم واجهت الراجل دة بخالد الجندي ، وطبقاً لمعلوماتي المتواضعة الجندي مش عضو في اللجان اللي بتراجع الحاجات دي .. دة ان كان فيه لجان من اصله..
وخير كلام على اللي قلته واقعة تانية حضرتني دلوقت ، كان فيه شريط نازل في السوق اسمه عشرين خطا في الصلاة ، وجه امام اوقافي فند الشريط دة حتة حتة بعد شهور اتساب فيها الشريط الخاطئ دة يتباع عادي خالص على ابواب الجوامع من غير رقيب ولا حسيب..
بالمناسبة فيه تصريح تداول للمصاحف مشابه لدة تماماً ، وكان موجود بالتاكيد في بعض المصاحف اللي اكتشفت فيها بعض الاخطاء المطبعية بعد شهور من تداولها في السوق .. اتصادرت الطبعات دي بالمناسبة .. بس امتى؟
اللي عايز الفت النظر ليه مش بس التذاكي من قبل بعض من يعدون انفسهم باحثين إسلاميين، بل ايضاً على التهاون والاستهتار اللي بيغلف تعامل الازهر مع مطبوعات وشرائط تحمل افكار غريبة ومتطرفة زي الشرايط اللي بتتباع على ابواب الجوامع ..
محدش قال الازهر يبقى محكمة تفتيش .. لكن في الوقت نفسه ما يقفش يتفرج على ناس بيعملوا في القرآن والسنة اللي همة عايزينه ، واللي مش ملك للازهر ولا ليهم!
ده رد من موقع دار الأفتاء بخصوص موضوعك...بس انا مفهمتش هو عايز ايه بالظبط...انا هكتبلك نص السؤال والفتوى بخصوص الموضوع
من خلال بحثي وجدت موقعا يعرض أن أسماء الله الحسنى الموجودة حاليا تعتبر مغلوطة ..وقد كتب هذا الرجل أسماء حسنى جديدة نتيجة أجتهاده...الأسماء الجديدة موجودة على الرابط التالي http://asmaullah.com/image/paprus2.jpg وفي نفس الوقت يقول الرجل أنه قد أخذ تصريح من الأزهر لنشر هذه الأسماء الجديدة...ما اريد معرفته هل ما يقوله هذا الرجل صحيح...؟ أم ماذا...أرجو الرد
التصنيف :
الإجابة : أسماء الله الحسنى كثيرة جدا ، ولكن الاختلاف في التسعة وتسعين إسما التى ورد ذكر فضلها في الحديث .
برضه الموقع ما ردش على الشق الأهم من السؤال .. البحث دة اتراجع ولا لأ..مش دة يخلي اللي مايشكش يشك؟
ربنا يخليلنا الأزهر اللي بيراجع المسلسلات والأفلام وما بيراجعش الكتب والأبحاث والسيديهات.. ولما يتكلم واحد في حاجة دنيوية الدنيا تقوم وما تقعدش ، ولما يطلعلنا باحث عن الشهرة عايز يعمل فيها عمو المفكر الإسلامي محدش يكلمه .. آل إيه حرية فكر واجتهاد!
مش ممكن!
أنا مش معاك إن المسألة رغبة في الشهرة
أسماء الله الحسنى اللي عرفت لمدة طويلة كانت ناتج إجتهاد باحث بردو حاول إحصائها
و الباحث ده عمل نفس الشيء... الفرق في التكنولوجيا اللي ساعدته
هو قال إن بعض الأسماء متاخدة من أفعال و بعضها صفات.. أنا معاك إن الصفة إسم بردو..ز بس هو بحث عن الأسماء الواضحة مع توضيح أن أسماء الله تتخطى ال99 إسم لكن بحثه كان عن الأسماء الواردة في نصوص القرآن و السنة
أنا طبعا مقدرة مشاعرك بخصوص الأسماء التي ظلت على مدى قرون متداولة بيننا لكن الإجتهاد مطلوب وليس المطلوب الإكتفاء بنتيجة واحدة
أما عن مراجعة الأزهر لهذا الأمر فبناء على كلام الشيخ خالد أنه تم فعلا لكن ورقة الموافقة هي المنتقدة لأن إسلوبها كما ذكرت غير واضح ولا يحدد شيئا
حتى لو فرضنا حسن النية ، أفكركم جميعاً بإن دي ورقة ، زي أي ورقة ممكن تحصل عليها "بطرق نعرفها جميعا"..وما أكثرها.. أنا شخصياً من تحليلي لها مش شايف أي مؤشر على إن الموضوع دة ، أو غيره ، اتراجع..
أما الباحثين اللي شاغلين نفسهم قوي بالعقيدة ، وما إذا كان الرسول (ص) كتب القرآن أم لا .. فأنا محضر لهم مفاجأة .. مش حتعجبهم!
Post a Comment