Monday, May 14, 2012

والآن .. قناة تليفزيونية من المنتقبات للمنتقبات.. فقط

من الجيد جداً أن أي فصيل يدعي أنه يتحدث باسم الإسلام أن يكون لديه مبدأ واضح لا يحيد عليه ، يطبقه فيكون متصالحاً مع نفسه ، لا أن نجده يتحايل عليه ، على غرار ما كانت قنوات دينية تفعل من قبل ، حين تحايلت على تحريم الموسيقى (بما أنها ترى أن الموسيقى حرام) بالموسيقى البشرية (بما عليها من شبهات إذا طبقنا الفكر السلفي بحذافيره) ، وحين تحايلت على عدم ظهور المذيعات على شاشتها باعتبار أن صوت المرأة عورة (طبقاً للمدرسة) وإن كانت تسمح بظهور صوتها كمتصلة ..

ومن الجيد جداً جداً ، قبل أن ينهال شخص أو تنهال مجموعة أشخاص على كاتب هذه السطور بالسباب بسبب كتابتي عن هذا الخبر ، أو بعبارات من عينة (انتم ما بيعجبكمش إلا قنوات العري والانحلال ، وبتقف ضد القنوات الملتزمة اللي بتقدم الإسلام الحقيقي ، .....مؤامرة على الإسلام ....؟؟؟$#@$@#$.. الخ).. أن يتطوع هذا الشخص ليرد على كل من قرأوا هذا الخبر واستغربوه واستغربوا أن تعمل المنتقبة ، مع كل احترامي للمنتقبات ، كمذيعة تليفزيونية.. وإن كان هناك ما سيعده ذلك الشخص - المحترم - نوعاً من أنواع سوء التفاهم ، لو كان ذلك الشخص ممن لا يجيدون الرد باستخدام الشتائم ، فعليه أولاً أن يبادر بتصحيح سوء الفهم لدينا ، يمكن نكون ما احناش شايفين كويس!

وسيكون عليه ، أيضاً ، أن يحضر إجابات يقبلها العقل عن تلك التساؤلات التي يسألها رجل الشارع العادي ، الذي يتقرب بعض مدقعي الحماقة إلى الله - من وجهة نظرهم - بخسارته والاستخفاف به :

1-تكشف المرأة المنتقبة عن وجهها حين يطلب "عسكري المرور" التحقق من شخصيتها ، لكي يقارن وجهها بالصورة الموجودة في البطاقة ، بما أنه من المستحيل عملياً تخيل بطاقة شخصية لأي شخص بلا صورة ، أو نضع وردة أو "أفاتار" مكانها بما أننا في الحياة الواقعية ولسنا في شات.. وبما أننا لا نرى وجهها ، فمن أين لنا أن نعرف إن كانت تلك المذيعة "المنتقبة" سيدة أم لا؟

2-مع تسليمنا بأن النقاب رأي فقهي له أدلته وله أدلة يرد عليه بها داخل المدرسة السلفية وخارجها ، باعتبار أنها ليست المدرسة الإسلامية الوحيدة ، وأن هناك من اخترنه وهناك من اخترن غيره ، اختارت المنتقبة أن تنتقب كي لا يراها الناس ، فكيف تعمل كمذيعة ، علماً بأن عملها يفترض أن يسمع فيه الناس صوتها ، وهو طبقاً لنفس المدرسة "عورة"؟ عطفاً على أن عملها كمذيعة "قد" يتناقض ونقابها.. بما أن هناك من سيشاهد القناة بالتأكيد ومن الممكن أن يشاهد تلك المذيعة ولو عرضاً بالنقاب؟ بالتأكيد هناك مهن كثيرة شاهدت فيها عن نفسي نماذج منقبة ، لكن تلك المهن ليست مهنة المذيعة التي تتناقض مع ما اختارته تلك المرأة لنفسها وفقاً لما تراه صواباً..

3- ألن تضاعف قناة كهذه من معاناة المنتقبات وتضعهن في موضع السخرية؟ سيقول البعض: "إيه العفريتة اللي جايبينهالنا؟" أو : "طالما مغطية وشها جايبانا نشوفها ليه؟".. وستتواصل السخرية والإهانات أكثر وأكثر وستتضاعف العزلة أكثر وأكثر ، لتصبح عزلة من المجتمع الذي يعشن فيه ، رغم أنهن عزلن أنفسهن عنه؟

4-بل وماذا سيكون رد هؤلاء مثلاً على كثيرين ، ليسوا ليبراليين بالضرورة ، يقولون ببساطة : "طالما هي مخبية وشها ، نازلة الشارع ليه؟ وبتشتغل مع رجالة ليه؟ ، ومحتكة بمجتمع ترفض مواجهته وتحتقره ليه؟".. وبما أن أنصار النقاب ، وأصحاب القناة يريدون إخراج المنتقبات من عزلتهن ، فهل ستكون قناة كهذه رداً على هذا التساؤل؟ .. عن نفسي .. أشك وبقوة..

إذا كان من مستهزئ بالنقاب ، فلن يكونوا أصحاب تلك التساؤلات وتساؤلات أعنف ، ولا كاتب هذه السطور ، بل من يصمم على إحراج المنتقبات بهذا الشكل بقناة كهذه.. مضافاً إلى قائمة طويلة من الإسلاميين يحرجون الإسلام بتصرفاتهم وتحالفاتهم وقنواتهم..

اللهم احفظ دين الإسلام من الإسلاميين..

No comments: