أرسل السلطان سليم يستفتي الشيخ علي جمالي أفندي في ثلاث مسائل
الأولى إذا نادى أحد سلاطين الإسلام بالجهاد لإبادة المارقين أي العجم فصادفته عوائق بسبب المساعدة التي يبذلها لهم سلطان أخر من سلاطين المسلمين فهل تبيح الشريعة الغراء لأولهما أن يقتل الثاني و يستولى على مملكته ؟ فأجاب جمالي أفندي : من نصر كافرا فهو كافر
الثانية : إذا كانت أمة من الأمم التي تدين الإسلام يقصد المصريين تؤثر تزويج بناتها من الكفار يعني المماليك الجراكسة بدلا من تزويجهم بالمسلمين فهل يجوز مقاتلة هذة الأمة؟ فأجاب جمالي أفندي : بلا مبالاة و لا مقاضاة
الثالثة : إذا كانت أمة تنافق في احتجاجها برفع كلمة الإسلام فتنقش أيات كريمة على الدراهم والدنانير مع علمها بأن النصارى واليهود يتداولونها هم وبقية الملاحدة فيدنسونها ويرتكبون أفظع الخطايا بحملها معهم إذا ذهبوا إلى محل الخلاء لقضاء حاجتهم فكيف ينبغي معاملة هذة الأمة ؟ فأجاب المفتي العثماني : إن هذة الأمة إذا رفضت الإقلاع عن ارتكاب هذا العار جاز إبادتها.
حدث بالفعل قبيل الغزو العثماني لمصر في 1517م ، فتوى تفصيل لإباحة غزو واحتلال بلد مسلم وضمه إلى الإقطاعية العثمانية ، وحين تسأل تجد إجابة السلطان العثماني "سليم الأول" جاهزة "أن الله أوحى لي بأن أملك البلاد شرقا و غربا كما ملكها الأسكندر ذو القرنين وإنك لمملوك تباع وتشترى و لا تصلح لك ولاية وأنا ابن ملك إلى عشرين جد" التي قالها لـ"طومان باي" حين قبض على الأخير بعيد الاحتلال..
الكلام للمنبهرين أيما انبهار بمسلسل "حريم السلطان" وبالتاريخ الدعائي الذي تصوغه تركيا أتاتورك لحقبة سوداء من تاريخ الإسلام ، والذي يروج له بعض المهووسين في مصر وبعض السلفيين السعوديين وبعض الأغبياء الذين يعتقدون أن تركيا هي "الصدادة" في مواجهة المد الشيعي الطهراني المتطرف.. وفي ذكرى مناسبة إلغاء الخلافة من قبل "أتاتورك" التي تمر هذه الأيام ، صحيح أني ضد الأتاتوركية وضد تنميط الناس باسم الدولة أو باسم الدين ، لكن حتى دولة أتاتورك نفسها تسعى لتجميل وجهها أكثر والظهور بنفس عنصريتها القبيحة في وجه دول لم تنس تركيا أنها كانت تحتلها.. عسكر تركيا الذين يدافعون عن استبداد الدولة العثمانية باسم الدين والفتاوى المقلوظة ..
لا فرق ، يستعمل الدين لتبرير وتمرير الاستبداد وتسويقه سياسياً سواء كان في السلطة أو في المعارضة ، هناك وهنا أيضاً..