Sunday, November 9, 2008

الاقتصاد الإسلامي :"استفهام" .. لا "استنكار"

للمرة الثانية أتحدث عن الأزمة المالية العالمية ، وعما يُقال على المنابر وفي المقالات عن "النظام الاقتصادي الإسلامي" أو "أسلمة الاقتصاد".. وفي وجود هذه الدرجة من التعصب المقرف صار من السهل على أي شخص أن يردد أي مصطلح لا يعرف عنه أي شيء.. وما دام قد لصق بكلمة "إسلامي" فلا داعي للسؤال عنه أو معرفة ما هو.. بما أنه "الصح" .. رغم أن الحد الأدنى من استخدام العقل يقتضي أن أعرف ما هو صح كي أتفادى وأتجنب ما هو "غلط"..

ما هو فعلاً "الاقتصاد الإسلامي" ، أو "النموذج الاقتصادي الإسلامي"؟ أرجو كعامي غير متخصص "مخه على قده" شرحاً وتوضيحاً .. فالسؤال بالفعل هو سؤال غرضه الاستفهام لا الاستنكار..سؤال له أكثر من شق.. وأرجو ممن يقرأ سعة الصدر والهدوء وعدم العصبية.. كي نصل إلى الحقيقة..

لنتفق قبل الكلام على أن الزكاة فريضة ، والغش والربا حرام ، والاحتكار والاستغلال والتدليس كلها أمور مرفوضة.. ولن أنكر أي من ذلك..

أولاً: رغم الاختلاف الشديد في فهم الإسلام بين أصحاب المذاهب والجماعات والشلل.. هل يوجد نموذج اقتصادي إسلامي "موحد" اتفقوا على فهمه فيما بينهم؟ إن كان كذلك فالحمد لله أنهم اتفقوا على شيء.. وعقبال الباقي.. خطوة على الطريق الصحيح..وإن لم يكن ذلك كذلك.. ما هي ملامح "النموذج الاقتصادي الإسلامي" لدى كل فرقة أو مجموعة؟

ثانياً: وقبل التسبيق بالاتهام واستخدام "الكلام الكبير إياه" .. ما أعرفه أن لكل اقتصاد مصادر تمويل.. ما هي مصادر التمويل في الاقتصاد الإسلامي؟ هل هي الزكاة- رغم قناعتي بأن الزكاة فريضة لا ضريبة ، وأن هناك -بالنقل والعقل- فروقاً بين الزكاة والضريبة التقليدية، وأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه طبق الضريبة إلى جانب الزكاة مما ينسف تماماً أي أساس لجعل الزكاة وحدها الضريبة الوحيدة في الاقتصاد الإسلامي.. ما سبق هو "قناعة" قد تتغير إذا اقتنعت بما هو "أفضل"..

ثالثاً: في النظام الاقتصادي "التقليدي" هناك مؤسسات مالية تتولى جمع مدخرات الناس واستثمارها ، ما هو شكل المؤسسات الاقتصادية البديلة في النظام الاقتصادي الإسلامي؟ هل ستلجأ تلك المؤسسات إلى الإقراض؟ هل ستتخلص المؤسسات الاقتصادية الإسلامية من "الفائدة" أم أنها ستلجأ -كما هي الممارسة في مجالات أخرى- إلى "إعادة تعريفها" أو القفز عليها أو .. أو؟ هل ستكون هناك "بنوك" إسلامية أم ستحل مؤسسات أخرى محلها؟ هل شركات توظيف الأموال هي "البديل الإسلامي" للبنوك"؟

رابعاً: ما هو محل قطاعات الاقتصاد الأخرى من الإعراب؟ وأعني الصرافة وتغيير العملات وشركات التأمين و..و..و... .

خامساً: ما هو حجم التغيير المطلوب في الممارسات المحاسبية التي كانت طوال الوقت تعتمد على النظام الاقتصادي التقليدي؟

سادساً: ما هو موقع الدولة من الإعراب في الاقتصاد الإسلامي؟ هل أصدق بعض ما يقوله بعض الناس مثل "جمال البنا" عن أن الدولة هي المحرك الأساسي والأوحد للاقتصاد في الإسلام؟ أو أنه يجب أن يبقى كليةً تحت سيطرة الدولة كما يقول بعض المنتمين لـ"اليسار الإسلامي"؟ أم أن الدولة يجب أن تفتح الباب على مصاريعه للقطاع الخاص؟ أم يجب أن تكون حكماً بين هذا وذاك؟

سابعاً: ما هي ضوابط سوق الأوراق المالية طبقاً لنموذج الاقتصاد الإسلامي سالف البيان؟

أنتظر إجاباتكم..حتى نفهم..